ماهر شرف الدين
Goodreads Author
Member Since
July 2020
ماهر شرف الدين hasn't written any blog posts yet.
|
أبي البعثي
—
published
2005
—
2 editions
|
|
|
لحظة وفاة الدكتاتور
—
published
2011
|
|
|
السوريون شجر
|
|
|
تمثال امرأة تتجرع السم
|
|
|
حصاة في كليتي اليسرى
|
|
|
الرسام الفاشل
—
published
1999
|
|
|
حكُّ الصدأ
|
|
|
العروس
|
|
|
سورة فاطمة
|
|
“كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما سخر مني أصدقائي بسبب تورّم في وجهي. كانوا يظنون أن أحد الزعران ضربني: لم يكن لديّ من "الأنوثة" ما يكفي كي أقول إن أبي هو الذي فعل ذلك.
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما انتفضتْ كل أعضاء جسدي هلعاً جرّاء اقتحامه عليّ الغرفة كالبرق، كي يعرف هل كنت أدرس فعلاً أم أكتب الشعر.
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما لم أعد أستطيع القراءة عن السبّورة، وعندما أخبرته بذلك، وعندما جنّ جنونه. قال إن نظري سليم، وقال إني أكذب، وقال إنه سيفحصني. وفحصني.
قال: "قف هناك"، فوقفتُ. قال: "أغمض عينيك"، فأغمضتُ. قال: "افتحهما واقرأ ما كتبت"، ففتحتُ لكني لم أستطع القراءة. وبعد أنيفقد صوابه، سأضطر إلى الغش، وإلى طلب المساعدة من أمي، لكنها كانت أمية: كانت عاجزة وخائفة، ما دفع إخوتي إلى مساعدتي في الغش، وفي إنجاح "فحصيّة" أبي.
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما أرسلت المعلمة خبراً إليه يفيد بأني لا أستطيع القراءة عن السبورة أبداً.”
― أبي البعثي
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما انتفضتْ كل أعضاء جسدي هلعاً جرّاء اقتحامه عليّ الغرفة كالبرق، كي يعرف هل كنت أدرس فعلاً أم أكتب الشعر.
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما لم أعد أستطيع القراءة عن السبّورة، وعندما أخبرته بذلك، وعندما جنّ جنونه. قال إن نظري سليم، وقال إني أكذب، وقال إنه سيفحصني. وفحصني.
قال: "قف هناك"، فوقفتُ. قال: "أغمض عينيك"، فأغمضتُ. قال: "افتحهما واقرأ ما كتبت"، ففتحتُ لكني لم أستطع القراءة. وبعد أنيفقد صوابه، سأضطر إلى الغش، وإلى طلب المساعدة من أمي، لكنها كانت أمية: كانت عاجزة وخائفة، ما دفع إخوتي إلى مساعدتي في الغش، وفي إنجاح "فحصيّة" أبي.
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما أرسلت المعلمة خبراً إليه يفيد بأني لا أستطيع القراءة عن السبورة أبداً.”
― أبي البعثي
“كنت رساماً في طفولتي، انتهت موهبتي ساعة أعلن أبي ذلك: أنا أتراجع في دراستي، والرسم هو السبب. ثم كانت نار في تنكة صدئة، وقودها جميع لوحاتي الصغيرة، ومئات الطوابع الأثيرة التي "ورثتها" عنه.
بعد ذلك سيقوم أبي بالتفتيش اليومي في كتبي كي يتأكد من أني لم أعد أرسم: هكذا أصبحتُ شاعراً.”
― أبي البعثي
بعد ذلك سيقوم أبي بالتفتيش اليومي في كتبي كي يتأكد من أني لم أعد أرسم: هكذا أصبحتُ شاعراً.”
― أبي البعثي
“كانت أختي، إذا جاءت نتائج امتحانها سيئة، تأتي مرتعشة ترجونا المساعدة في إخفاء خرطوم المرحاض، قبل وصول أبي، والأحزمة الجلدية،وأحذيتنا، خصوصاً البلاستيكية: "إنها الأكثر إيلاماً"، كانت تقول، وكنا نعرف.
كانت أختي هي الوحيدة التي تجرؤ على الردّ في وجهه: كانت تقول له: "يا مجرم"، وكانت تقول: "عَ جهنم"، وكانت تقول: "سأجلب لك الشرطة". كنت أتعجب من أين لأختي هذه الكلمات و... الجرأة. ولماذا لا تقنع، مثلنا، بالبكاء ساعة الضرب!
كانت أحياناً تنظر إلينا، كأنها تطلب المساعدة، لكننا لم نكن نساعدها. لكننا كنا نشي بها: كان يشجّعنا على الوشاية بعضنا بالبعض، وكنا سعداء لذلك. وبينما كان يحكي لنا عن فضائل الصدق، كانت أفعاله تحثنا على الكذب. كان يعِدُنا بالنجاة إذا صدقناه القول. وكان ينكث في الوعد دائماً، ويضربنا على نحو أكثر قسوة.
كذلك كان أستاذ التربية العسكرية قد فعل ذلك معي في غير مرة، عندما حث التلاميذ على إعلامه بتأخرهم عن المدرسة، إذا حدث، حتى وإن استطاعوا الإفلات. قال: "الصدق فضيلة"، وقال: "الصدق إيمان"، وقال: "عليكم بالصدق". وعندما تأخرتُ، وكان في استطاعتي الإفلات، قررت أن أكون صادقاً فأخبره. يومها بحثت عنه كثيراً. كان يعطي حصة في صف للطالبات، وكان بينهن فتاة أحبها: حييته، وقدّمت اسمي، ولم أكد أنطق بسبب تأخري حتى أصبحت كيساً للملاكمة. كنت أتلقى الضربات متخيلاً وجه فتاتي: الضربة الأولى، يا للعار. الثانية، إنها تضحك. الثالثة، وقعتُ أرضاً.
هكذا تُصنَع الشعوب الواشية.”
― أبي البعثي
كانت أختي هي الوحيدة التي تجرؤ على الردّ في وجهه: كانت تقول له: "يا مجرم"، وكانت تقول: "عَ جهنم"، وكانت تقول: "سأجلب لك الشرطة". كنت أتعجب من أين لأختي هذه الكلمات و... الجرأة. ولماذا لا تقنع، مثلنا، بالبكاء ساعة الضرب!
كانت أحياناً تنظر إلينا، كأنها تطلب المساعدة، لكننا لم نكن نساعدها. لكننا كنا نشي بها: كان يشجّعنا على الوشاية بعضنا بالبعض، وكنا سعداء لذلك. وبينما كان يحكي لنا عن فضائل الصدق، كانت أفعاله تحثنا على الكذب. كان يعِدُنا بالنجاة إذا صدقناه القول. وكان ينكث في الوعد دائماً، ويضربنا على نحو أكثر قسوة.
كذلك كان أستاذ التربية العسكرية قد فعل ذلك معي في غير مرة، عندما حث التلاميذ على إعلامه بتأخرهم عن المدرسة، إذا حدث، حتى وإن استطاعوا الإفلات. قال: "الصدق فضيلة"، وقال: "الصدق إيمان"، وقال: "عليكم بالصدق". وعندما تأخرتُ، وكان في استطاعتي الإفلات، قررت أن أكون صادقاً فأخبره. يومها بحثت عنه كثيراً. كان يعطي حصة في صف للطالبات، وكان بينهن فتاة أحبها: حييته، وقدّمت اسمي، ولم أكد أنطق بسبب تأخري حتى أصبحت كيساً للملاكمة. كنت أتلقى الضربات متخيلاً وجه فتاتي: الضربة الأولى، يا للعار. الثانية، إنها تضحك. الثالثة، وقعتُ أرضاً.
هكذا تُصنَع الشعوب الواشية.”
― أبي البعثي















