إذا كان أساتذة المدرسة يتزاملون لأنّهم أساتذة مدرسة، وإذا كان شوفيريّة السيّارات يلتقون مع بعضهم البعض لأنّهم شوفيريّة سيّارات، وإذا كانوا كذلك مثلهم شغّيلة الأفران، والمتعلّقون بلعبة كرة القدم يتفرّجون على مبارياتها في التلفزيون، والعاشقون الواقعون في الغرام، إذا كانوا كلّهم يصاحبون بعضهم البعض، لماذا إذن يظلّ أولئك الثلاثة، الذين يسمّونهم مهابيل الضيعة، متفرّقين هكذا، لا يسلّم أحدهم على الآخر حين يراه؟"
+++ حسن داوود روائي وكاتب لبناني. صدر له في الرواية "بناية ماتيلد" و"أيام زائدة" و"غناء البطريق" و"لعب حيّ البياض" و"مئة وثمانون غروباً" الصادرة عن دار الساقي والحائزة "جائزة المتوسّط" و"جائزة الأدب اللبناني". وفي القصّة "تحت شرفة أنجي" و"نزهة الملاك". وقد ترجم عدد من رواياته إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية.
حسن داوود — روائي لبناني، مواليد بيروت 1950. حاز شهادة الكفاءة في الأدب العربي من كليّة التربية، الجامعة اللبنانية. عمل في الصحافة الأدبية في السفير التي أدار تحرير ملحقها الأسبوعي، وفي الحياة (-1988 1999)، كما في المستقبل التي رأَسَ تحرير ملحقها الثقافي «نوافذ» (1999-2012).
صدرت له مجموعات قصصية وأعمال روائية من بينها «بناية ماتيلد» (1983)، «غناء البطريق» (1998) التي حازت جائزة المنتدى الثقافي اللبناني في فرنسا، «مئة وثمانون غروباً» التي مُنحت جائزة المتوسط الإيطالية (2009)، و«لا طريق إلى الجنّة» التي نالت جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية (2015). وقد تُرجمت رواياته إلى لغات عدّة.
من أجمل الكتب التي تلتهمها التهاماً. الكتاب عبارة عن قبسات الذاكرة من طفولة الكاتب في بيروت, تركيزاً على بناية ماتيلد التي سكن فيها. الكاتب يكتب عن شخصيات و أحداث فارقة أضاف إليها كما يعترف ربما هالة مختلفة بسبب طفولته آنذاك! معظم القصص , قصص الناس حدثت في الستينيات. أجمل شئ هو أسلوب الكاتب في وصف الأماكن و الناس إما بشاعرية رهيبة أو كوميديا ساخرة كسخرية اللبنانيين الشديدة الواقعية! القصة الاولى ألومنيوم كانت عن سقوط الطائرة الإنجليزية الحربية في الأربعينيات في القرية. هذه القصة تبين لي أن التعذيب كان شيئاً طبيعياً عند أعمامنا الإنجليز. الكاتب يتحدث عن عاهات مستديمة ببساطة شديدة دون إبداء أي إنفعال هستيري. هذه القصة و القصة الثانية طارتا بي عبر الزمان و المكان وصرت كالشبح أتفرج على قرية لبنانية قديمة مختبئة وراء الجبال! ليلة السهرة في بيت عبد الراضي قصة ضاحكة سوداء كما هو الموت , موضوعها الرئيسي, خاصة نهايتها. الحوارات باللهجة اللبنانية رهيبة جداً وأضافت بعداً آخر, كأني أشارك الحدث والنقاش مع الشخصيات!! محمد وطفا من أجمل القصص التي أثرت فيّ. يتحدث الكاتب عن مهابيل الضيعة الثلاثة في أدق التفاصيل. تذكرت هنا أيضاً المهابيل اللذين مروا عليّ في طفولتي وكيف ضحكنا عليهم أو كيف تظاهرنا بالألم لعاهتهم! يبدأ الكاتب هكذا: " إذا كان أساتذة المدارس يتزاملون لأنهم أساتذة مدرسة, وإذا كان شوفيرية السيارات يلتقون معاً لأنهم شوفيرية سيارات, وإذا كانوا كذلك مثلهم شغيلة الأفران , و المتعلقون بلعبة كرة القدم , و العاشقون الواقعون في الغرام, إذا كانوا كلهم يصاحب بعضهم بعضاً, فلماذا إذن يظل أولئك الثلاثة, الذين يسمونهم مهابيل الضيعة, متفرقين هكذا, لا يُسلّم أحدهم على الآخر حين يراه؟". القصةتعج بالنكات و الضحكات لكنها تنتهي بفلسفة عميقة على لسان أحد الناس العاديين! " يعني الخلاصة هلك حالو والنتيجة شو؟" Yes; it s true! For what was all of this to fake that you are like others while u are not?
كاميرا قديمة من1944 تتحدث عن سميح صاحب الكاميرا اللذي صوّر كل الأحداث في القرية, حتى جنازة أبيه!لدى سميح ولع شديد بالصور للدرجة التي تذكرني ببعض الأشخاص حالياً اللذين يعيشون حياتهم فقط في الصور أو في العالم الإفتراضي. طبعاً هناك صور قديمة وجميلة أضافها الكاتب. تأتي بعدها أيضاًحكاية فرحة و مرحة في الستينيات اللتي حملتني إلى نساء أخريات تركوا في ذاكرتي كطفلة, أشياء أجمل و أكبر من الواقع, بالضبط نفس الشعور اللذي أحسّهُ الكاتب. تلك النسوة المتفردات المختلفات واللاتي ربما رأيناهن مرة واحدة , لكنهن بقين متجمدات على نفس الصورة الخرافية في ذاكرتنا الطفلة. بئر مريم كانت قصة غريبة و شاعرية عن الإنتحار! هل يريد المنتحر أن يكون أككر جمالاً عندما يموت؟ فيزيك وهي عنوان الكتاب تتحدث عن هوس الرجال بكمال الأجسام. لم تستهويني تلك القصة شخصياً. ربما لو وضع "فرحة و مرحة" كعنوان, كان أفضل. أحببت كثيراً حكاية وصف بيروت. فلنتوقف عن رد الأمكنة إلى ما كانت عليه. هنا يصف الكاتب عذابه الروحي في الذكريات التي تزرعها فينا الأمكنة عندما تُهدم و تُبنى على أرضها أماكن أُخرى! تُرى كم منا تعذّب بالرائحة والصدى الخافت لأماكننا القديمة التي أصبحت أثراً فقط!الوصف جميل لدرجة الإعياء! أعجبني جداً فكرة أننا نضيف إلى المكان, كأن المكان لا يكتسب أي صفة من غير مؤثراتنا الإنسانية . خذ مثلاً هذا المقطع: "خذي هذا اللون الأحمر وزيني به لونك الواحد , تقول المرأه بالفستان الأحمر للمدينة. و سيظل أثر من اللون هناك قوياً. وهذا ما لا بد يصدقه النازلون إلى المقهى إذ هم يرون, كلما نزلوا , أن اللون الأحمر صنع لحظة غير زائله من حياة الساحة البادئة." أيضاً يتحدث الكاتب إلينا عن عدم جدوى التحدث عن ماذا كان هذا المكان قديماً للناس الذين لم يعاصروا هذه الأماكن. خذ مثلاً: "ليس أن ما قد نقوله لا يسلي فقط، بل إنه لايفيد بحسبهم. ماذا يفيد،يقولون،في أن نعرف أن هذه الصالة ذات الواجهة العريضة ، والتي تصلح لأن تكون مكتباً لشركة طيران،كانت في تاريخها السابق، محلاً لبيع لوازم النجارين؟" تسكنني جداً عباراته في المقطع الأخير :" كأن كل شئ انكفأ إلى حدود مادته. و نحن نتساءل: أكان ذلك لأن الأشياء تفقد مع الوقت طاقتها على استدعاء الخيالات، أم نحن فقدنا القدرة على ذلك "
يأخذنا حسن داوود بعد ذلك إلى بناية ماتيلد، بيته القديم، مرتع طفولته. يصف لنا كيف أننا كأطفال، نعتقد أن بنايات الآخرين أجمل من بنايتنا فقط لأن الآخرين أغنى من أهلنا! في الواقع هذا ليس صحيحاً كما يكتشف حين يكبر. نشاهد أيضاً عبر تفاصيله أوصافاً عميقة للساكنين وقتذاك. كل هذه الصور تذكرني أيضاً بأماكني القديمة التي أرى نفسي أتمشى فيها في مناماتي القلقة! الكاتب ماهر جداً في تعابيره عن نهاية البناية في الحرب الأهلية. الكاتب في كثير من حكاياته مسكون بالماضي الممحي بالحاضر البيروتي الحديث. حسن داوود يحب الشرق المزعج و أشخاصه المزعجين رغم كراهيته للإزعاج! يوميات متفرقة من زمن الحرب هي الحكاية الأخيرة. شخصياً اعتبرها من أعذب الحكايات. فلسفة .الموت فيها من أجمل الفلسفات التي تجعلك تفكر أن الموت يحمل السلام للميت في النهاية. "في هذهالمرحلة من أول موته كان توران شاه متخلصاً من خفته و خلاعته وهوجه. بل كانت فيه حكمة مؤنسة أتته من شعور بخلاصه من أي خطر قادم ".
أنا فعلاً معجبة بهذا الكتاب الذي توقعت أن يكون مملاً عندما اشتريته، لكنه أثبت العكس. أتمنى لأصدقاء الكتب قراءة ممتعة وأعتذر عن طريقتي في الكتابة بالعربية التي أكتبها بصعوبة، وربما أحسستم، أصدقائي أني أُترجم أفكاري مباشرة من الإنجليزية ، فأرجو المعذرة .
كان غير شكل الزيتون كان غير شكل الصابون حتى انت يا حبيبي مش كاين هيك تكون كان غير شكل الليمون كان غير شكل اليانسون كاين انت يا حبيبي مش كاين هيك تكون يا ضيعانن راحوا شو ما صار لكن راحوا مش سامع غنية راحوا؟ كان اوسع هالصالون كان اشرح هالبلكون طبعا انت يا حبيبي حبك كان قد الكون شو كان اهدا الكميون طالع دغري وموزون حتى انت يا حبيبي كان عندك غير عيون يا ضيعانن راحوا شو ما صار لكن راحوا مش سامع غنية راحوا؟ كان غير شكل الزيتون كان يبقى الحب جنون يخلص بحرف النون مش كل انسانة تمرق تقرق وتصير تمون كاين رقى وحنون او مايل على الغصون اذا حبك هلأ تغير ريتو عمرو ما يكون ريتو عمرو ما يكون
تم تصنيف هذا الكتاب على أنه مجموعة قصصية ،لكنه ليس سوى مجموعة مذكرات خاضها الكاتب أيام طفولته و شبابه. . جلها في ضيعات وقرى الجنوب اللبناني. تتكون من 18 عنوان. . الخمس اﻷولى ذات مستوى لا بأس به ،إذ تحملك إلى عبق الماضي الذي قد عشت تجارب مقاربة له. .كان أفضلها بعنوان ( كاميرا قديمة من 1944 ) و لما تحتويه لصور حقيقية بكاميرا زمان.
لﻷسف أقتصرت هذه على تصوير المجتمع القروي بصفات النميمة و الوشاية و حصره في سلبيات. .
و باقي العناوين كانت وصف لﻷماكن و الصروح الواقعة في بيروت و ضواحيها. .فيصف لك و بتكرار و تفاصيل مملة دقيقة و مطولة البنايات و اﻷنفاق و القصور ،فيضعك في دولاب دوار. !
لا أعتقد بأني سأقرأ لحسن داوود عن قريب. .
* ما دام الزمن الفاصل بين انتصارات العرب و هزائمهم مديدا قد يبلغ مداه سبعمئة سنة على اﻷقل لا عشر سنوات أو عشرين ،سيظل هذا الوعي ،المتعلق بالرموز ،مزدوجا و ذاهبا في شعبتين. ذلك أن من انهزم على يد إسرائيل ليس نحن أبناء اليوم بل نحن القدماء المنتصرين الذين لم نكن نعرف إلا الانتصار. أو أن من انهزم هو انتصارنا ،أو أنانا المنتصرة بالماهية و اﻷصل. تف علينا إذا ،نحن الذين أثبتنا عدم جدارة في حمل الكرامة التي كانت لنا.
آبار موزعة هي اسرارهن. ولا يعرف الذين معهن بالبيوت أنهن أعددن لكل بئر فكرة و هوى. أسرارهن آبار موزعة متفرقة، ينطوين عليها و يخفينها، من أجل أن يبدين جميلات و ميتات من عشق كلما أخذهن تعب البيت و الحقول. من أجل أن يكن جميلات و ميتات من العشق يتخيلن أنفسهن واقفات على الحافات، و من أجل كيدهن الذي يحتاج إلى سر قاتل.
أستاذي حسن داوود؛ رجل خلوق وكاتب رائع تعبر كتاباته عما تختلج به النفوس البشرية من مشاعر الفرح والحزن الصادقة. شرفت بالعمل معه على ترجمة أحد أعماله في إحدى ورش العمل. شكرًا أستاذي على إهدائك لي نسخة من كتابك فيزيك؛ من أجمل الكتب التي تلتهمها التهامًا تستعرض فيها أحداث وشخصيات فارقة أضفت إليها هالة مميزة نابعة من ذكريات طفولتك بلبنان. دمت بخير وعافية يا أستاذي.
كان هذا الكتاب تجربتي الأولى ل حسن داوود تقلب الأسلوب لعب دوراً كبيراً بين قصّة و أخرى أحببتُ بعضها و لم أستمتع كثيراً بالأخرى لكن دائماً ما كان الكاتب يحملُ فكرة ..
مملة جدًا ولا تحمل لا هدف ولا معنى ولم أستطع إكمالها بتاتًا ، إسلوبها ركيك لأبعد حد والأسماء طويلة ومتشابهة حيثُ يصعب التفريق بينها والكاتب لم يوفق في طريقة السرد ..
يتضمنها الكثير من الكلام اللبناني العامي ، لمن يُحب الأدب اللبناني يمكن أن تعجبه !