إن الغاية التى يرمى إليها العقاد من تأليف هذا الكتاب هي إثبات أن بعثة محمد عليه السلام ، وظهور الاسلام دعت إليهما حاجه العالم ، في زمان بروزهما إلى إنقاذه من تيه الضلال الذى كان يتخبط فيه وهدايته إلى نظام جديد يكفل له سعادة الدنيا وحسن ثواب الآخرة ، وقد كان هذا شأن كل ديانة سماوية برزت في ناحية من نواحي الأرض ، إلا أن الإسلام كانت دعوته شاملة غير مقتصرة على البيئة التي نشأ فيها حتى يمكن القول بجزم وبغير تردد أنه أريد به أن يكون دين المستقبل للانسانية جمعاء .
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
الله أعلم حيث يجعل رسالاته وقد جُعلت رسالة محمد حيث ينبغي أن تكون! يتيم في غير ذلة. عزيز في غير قسوة. مهدت له الدنيا طريقًا، ولكنه هداها إلى غير تلك الطريق. فهما تمهيدان يتلاقيان ويفترقان: تمهيد من قوانين الكون، وتمهيد من العناية الأزلية، وحيث ينهض رجل واحد بما يأباه قومه، ويأباه معهم أقوام زمانه، فليست هي بإرادة إنسان، ولكنها إرادة لله، وما هي بقدرة أحد أو آحاد، ولكنها قدرة الخالق فيما خلق، يوليها من يشاء حيث شاء.
ينطلق الكتاب بالمقدمات من طوالع الغيب في تأويل المتأولين إلى وقائع الحس والعيان في أحوال العالم، وأحوال الجزيرة، وأحوال الأسرة، وأحوال البيت الذي طلع منه نورُ النبوة، وبزغ منه فجر التاريخ الجديد في كل ما حوله، وتحققت به عناية لله.
ليجيبنا العقاد بعدها عن أسئلته التي طرحها في المقدمة: -كيف نشأ التوحيد بعد التباس الوحدانية بالشرك، واختلاط الأديان بين الآلهة والأوثان؟ -كيف نشأت ديانة الإنسانية بعد ديانات العصبية والأثرة القومية؟ -كيف نشأت نبوة الهداية بعد نبوة الوقاية والقيادة؟ -كيف أصبحت المعجزة تابعة للإيمان بعد أن كان الإيمان تابعًا للمعجزة؟ -كيف ظهر الإسلام بعد عبادات لا تمهد له ولا يبقي عليها؟
سفر عظيم وكنز ثمين، لا بد منه لمن يريد أن يدرس ويفهم سيرة النبي العدنان محمد بن عبد اللّه عليه الصلاة والسلام.
::انطباع عام:: =-=-=-=-= العقاد كاتب عتيد وموسوعي، يستولد الجديد من القديم ويستنطق الباهت الغائم فيجعله من بعد عجم مبينًا مفهومًا، لديه نظرة ثاقبة في استنكاه التاريخ وتذوقه بطريقة إنسانية لا إفراط أو تفريط فيها وهذا ما يميز الباحث المحايد الذي لا ينكر قول المادحين أو الذامين. فالموقف العدمي من كل مرويات التاريخ لا يستسيغه العقل السليم، بل التناول الرزين للمرويات ودراسة البواعث النفسية وراءها دون التحلق حول حرفية القصص يعبر عن ذلك بقوله: "ليس يكفي في معيار النقد التاريخي أن يكون اختراع القصة ممكنًا ليقال: إنها مخترعة؛ فإن اتهام كل خبر بالاختراع لأنه يجوز أن يخترع يُسقِط أخبار التاريخ كله في الزمن القديم وفي الزمن الحديث، وإنما يظن الاختراع بالخبر لمسوغ يدعو إلى الشك فيه، ولمصلحة توجب اختراعه، وتضطرنا اضطرارًا إلى نفيه على ثقة أو على ترجيح." *** ::نتيجة النتائج:: =-=-=-=-=- ونتيجة النتائج من مقدماتها جميعًا: أنَّ حوادث الدنيا وحوادث الجزيرة وحوادث الأسرة قد مهدت سبلًا شتى للرسالة المحمدية، ولكنها مهدتها لتأتي الرسالة بعدها فتثور عليها، وتنكث غزلها، وتعيدها على العالم الإنساني في نسج جديد. يتيم في غير ذلة. عزيز في غير قسوة. يرث الكعبة ولكنه يهدم أربابها، ويرث الأريحية من يقين بني هاشم، ولكنه يغير مجراها، ويرث العصبية في أقواها وأمنعها، ولكنه يقودها إلى عصبية واحدة تضم إليها العرب والعجم، وتؤمن برب واحد هو رب العالمين. وجائز أن يكون صاحب الرسالة قد عرف في صباه كل دين من أديان الجزيرة العربية، ولكنه ليس بالجائز أن تُعلِّمه كيف يُنكر أخطاءها، ويُقوِّم التواءها، ويرتقي بها من أوشاب الشرك إلى صفاء التوحيد. مهدت له الدنيا طريقًا، ولكنه هداها إلى غير تلك الطريق. فهما تمهيدان يتلاقيان ويفترقان: تمهيد من قوانين الكون، وتمهيد من العناية الأزلية، وحيث ينهض رجل واحد بما يأباه قومه، ويأباه معهم أقوام زمانه، فليست هي بإرادة إنسان، ولكنها إرادة الله، وما هي بقدرة أحد أو آحاد، ولكنها قدرة الخالق فيما خلق، يوليها من يشاء حيث شاء. ***
الطريقة التي يكتب بها العقاد أحوال النبي الكريم عليه السلام وأسرته تأسر اللب ويملئ النفس بها محبة وشجونا. وهي وإن كانت أن تدل بدلالة فهي تدل على كرامة النفس والمحبة لكل ما هو جميل مع اعتداد بما أورثته النشأة من عاطفة وشعور لها أثر واضح في كل سطر من أسطر الكتاب. والكتاب ابن وقته لهذا كانت هناك مناقشة محتدمة مع المستشرقين في بعض الأقوال التي غلب التأثر بهم في ذلك العصر بين المثقفين.
هذا الكتاب البحثي تابع لكتابه (عبقرية محمد) صلى الله عليه وسلم، كتبه بعده وكما قال في المقدمة:
مدار البحث فيها على البعثة النبوية وبعثة محمد عليه السلام وما تقدمها من أحوال العالم، وأحوال جزيرة العرب، وأحوال الأسرة الهاشمية، وأحوال أبويه الشريفين
يتناول العقاد مقدمات رسالة الإسلام، وهي كما يقول مقدمات لا تأتي بعدها النتائج المنطقية المعروفة، لأن الجاهلية ليست مقدمة لنتيجة الإسلام، وبيئة الجاهلية العصبية ليست مقدمة لنتيجة دين الإسلام الإنساني، وليس الفساد الذي انتشر في العالم مقدمة لنتيجة الإسلام الذي أتى بالإصلاح العالمي؛ ولكن جاءت هذه النتائج المخالفة للمقدمات نتيجة لعناية الله ولأمر النبوة
وتناول بشكل موسع عددا من نبوءات النبوة، مثل ورود صفة النبي في كتابي التوارة والإنجيل وكتب البراهمة الدينية القديمة، ويتناول بشكل أكثر توسعا أحوال الديانة المجوسية وإنتشارها وخصائصها، ثم الديانة اليهودية، والمسيحية، ليقدم لنا صورة عامة لأحوال الجزيرة العربية قبل البعثة، وما كان فيها من أديان وعادات ولغة وأدب، وهنا يتناول مسألة الشعر الجاهلي، ليقول أن مسألة تزوير الشعر الجاهلي مستحيلة الحدوث وأن عمل المستشرقين ومن تبعهم في هذا المسلك إنما نتج عن سوء فهم اختلط بسوء نية ..
وقال أن الوحدة القومية كانت معروفة عند العرب قديمًا، وأن اللغة العربية كانت موحدة على ما فيها من اختلافات بين قبيلة وقبيلة، ولكنها اختلافات لا تعدم سبل الفهم، وأتى بشواهد رائعة، لأن طه حسين في كتابه (في الشعر الجاهلي) زعم أن من أسباب شكه في الشعر الجاهلي هو أن كل قبيلة كانت تتحدث لغة عربية أخرى تتباين تباينا كبيرا مع لغة قريش، فكيف توحدت اللغة التي قيلت بها المعلقات على اختلاف قبائل ونشأة القائلين.
ويتحدث العقاد عن معنى النبوة، وعن نشأة الأنبياء عليهم السلام، وعن مبدأ (المسؤلية الفردية) الذي جاء به الإسلام، ثم ينتقل للكعبة، وعن بيوت الله الحرام السابقة والتالية عليها، وعن قداسة الكعبة المشرفة وآثارها على قريش.
ثم ينتقل الحديث إلى أجمل فصول الكتاب الأخيرة، وهي التي تتناول أسرة النبي عليه الصلاة والسلام، من الأسرة الهاشمية إلى الجد عبد المطلب إلى العم أبي طالب وحمزة والعباس، إلى والد النبي ووالدته الشريفين ..
لم يعجبني فيه سوى هذه الفصول وسوى ردود العقاد على الشبهات وآراء المستشرقين، وسوى هذا أحسست بأنه أسرف في النقل من الكتب (الإنجليزية بكل تأكيد!) عندما كان يتحدث خاصة عن نبوءات الأديان السابقة، ولكنه غلف كل هذا بطابعه العقادي
وهذا الكتاب تناول نفس هذه الفترة برؤية وتعقب أوضح، لأن مصادر البحث الذي كانت تحت يدي مؤلف هذا الكتاب (جواد علي) أكثر وأوفى مما كان تحت يدي العقاد حينئذ:
مطلع النور العقاد ..................... في كل كتاب للعقاد أتوقع دائما أن أجد شيئا جديدا، معلومة جديدة، تفسير جديد لمعلومة قديمة، أو حتى مجرد عرض جديد لأحداث قديمة كأننا نقرأها لأول مرة. كالعادة في هذا الكتاب يغير العقاد الكثير من المفاهيم، ويقدم الكثير من التفاسير للقديم من معلوماتنا، وفي الحقيقة لا أدري، كيف لا يوضع فكر العقاد في مقدمة كل دراسات التاريخ الإسلامي، أو تفسير الفكر الديني لمحاولة تحديثه؟ في هذه الدراسة يقدم العقاد رؤيته لنشأة الديانة الإسلامية، فيرى أن المسلمين ليسوا في حاجة إلي الجدال حول إثبات تلك المعجزات التي يتحدثون عنها في كتب التراث كمعجزات اقترنت بحادث ميلاد النبي، فيبدأ من نفسه بنفيها، مؤكدا بأنها إذا كانت حجة للمؤمن، فإن الكافر قد يرفضها لأن غير النبي قد ولد في نفس يوم مولده. قدم العقاد طوالع ونبوءات تبشر بقدوم هذه الرسالة، فتحدث عن الأحوال العالمية قبل البعثة، وأحوال الجزيرة العربية قبل البعثة، ويري أن هذه الأحوال اجتمعت تطلب رسالة سماوية كانت الأرض في حاجة ماسة إليها. تحدث بعدها عن النبوة المحمدية، وكيف اختلف مفهوم النبي في الإسلام عن نفس المفهوم في ديانات كاليهودية مثلا .. فالنبوة في هذه الديانة ارتبطت ببعض الأعمال كالإخبار عن مكان الشيء المفقود، والتعريف ببعض أمور الغيب، وقام العقاد بالتعريف بمكانة النبي كسيد للأنبياء، وقام بالتعريف بدينه كدين للإنسانية. كتب العقاد فصلا خاصا عن الكعبة، تحدث عن اسمها ومن أين كان اشتقاقه، تحدث عن بنائها ومن أين كان قدومه، وتحدث عن واحدة من المعلومات الغريبة جدا في هذا الكتاب !! تحدث عن كعبات أخرى كانت موجودة بالجزيرة العربية. في فصل آخر تحدث عن أسرعن أجداده، وعن أعمامه، وعن أبويه. في كل ما قاله العقاد تري الأسرة النبوية بجلالها وتعرف أنها الأسرة الوحيدة في العالم التي كانت تستحق بشرفها و سبقها إلي التدين أن يخرج منها نبي. في نهاية الكتاب يتحدث العقاد عن نتيجة النتائج كما بدأه بفصل ع�� مقدمة المقدمات، يشرح فيه أن هذه المقدمات كان من الطبيعي جدا أن ينتج عنها هذه النتائج. كتاب عظيم القيمة رغم قلة صفحاته التي لم تتجاوز المائة وثلاثين صفحة إلا بقليل. ...................
خط قلم العقاد، وأتانا من هذه الاحوال التي كانت تمهيد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة اجدادة، وأبوية، وأعمامة، وبعضً من سيرته واحوالة في صغره.
الاستقصاء الذي بذلة العقاد، واستنباط النصوص من كل روايه، وتعدادها في هذا الجانب الذي يُعنى ويأخذ موضع الاعتبار بكل تفاصيلة، أسرده لنا بقلم الراوي والناقد والمحقق.
النبي صلى الله عليه وسلم؛ لم يأتي الا وقد تمهدت قبل مطلعة كل الاحوال، والاخبار، والمواقف، والعواصف، والحروب، ثم أقام صلى الله عليه وسلم في هذا المسار وأعدلة بنهج النبوة ومطلع النور الذي بعثَ من شأنة، فهوا مُكمل لهذه الرحلة الطويلة، وأرساها لبر الأمان.
عند قراءة كتب العقاد، تنتابني رجفة واشعر بالخوف من هذا القلم المختزل، الذي يُصعب فهمه الا بجهد جهيد، وفكر صادر عن العقل متجرد من العاطفة.
ختام أخر يوم من رمضان في القرأت ذات التوجه الإسلامي للعبقري الألمعي النوراني عباس محمود العقاد إبن مصر و أسوان الجنوبي العبقري الذي يغمرنا بطوالع البعثة المحمدية ، الذي لم أستطع أن أنام بغير أن يكون مسك الختام في رمضان 1441 ه 2020 م ، الشهر المميز و المتفرد تاريخياً و الذي سيتبعه خير و فرج علي أمة محمد بإذن الله ، "إن مع العسر يسرا " . ستكتشف في هذا الكتاب العظيم أن أسم الرسول العربي "أحمد" مكتوب بلفظه العربي في السامافيدا Sama Vida من كتب البراهمة . كذلك يا سادة يا كرام في كتب زردشت التي أشتهرت بأسم الكتب المجوسية ، فمن كتاب زاندافستا Zend Avesta نبؤة عن رسول يوصف بأنه رحمة للعالمين " سوشيانت " Soeshyant و يتصدي له عدو يسمي بالفارسية القديمة أبا لهب Angra Mainya ، و يدعو لإله واحد لم يكن له كفواً أحد ( هيج جيز باونمار) و ليس له أول وولا آخر و لا ضريع لا قريع ، و لا صاحب ولا أب و لا أم و لا صاحبة ، و لا ولد و لا إبن ، و لا مسكن و لا جسد و لا شكل و لا لون و لا رائحة. " جز آخاز وانجام وانباز ودشمن ومانند ويار وبدر ومادر وزن وفرزند وحاي سوي وتن آسا وتناني ورنك وبوي است ".
بل هناك نص عبري كما يلي : " ويومر يهووه مسينائي به وزارح مسعير لامو هو فيع مهر باران واتا من ببوث قودش ميميفو ايش داث لا مو " و ترجمته هي : " و قال إن الرب جاء من سيناء و نهض من سعير لهم و سطع من جبل فاران و جاء مع عشرة آلاف قديس ، و خرج من يمينه نار شريعة لهم " و جبل فاران يا سادة يا كرام بالحجاز و العشرة آلاف قديس ، هم العشرة آلاف صحابي ، أفلا تعقلون ، أفلا تتدبرون ، أفلا تبصرون ، ما لكم كيف تحكمون . هذه نبذات من وحي هذا الكتاب علنا نتفكر و نتدبر و نُقن بالحق و بإن الحق أحق أن يتبع. لن تجد نبي من أنبياء الله حياته و أعماله و أقواله مفصلة بهذا الشكل لن تجد كتاب لم يتغير فيه حرف أو تشكيل إلا كتاب الله القرآن الكريم ، و للأسف كل كتب الله التي تحمل الهدي و الرشد و ذات الرسالة التوحيدية حرفت بل جمعت وكتبت بعد 300 سنة بل قل 380 سنة و أكثر و أقل بعد رحيل رسول و نبي هذه الأمانة الإلهية ، بل تدخلت العديد من الأديان أو الطرق الإيمانية في اللاهوت و النسوت الإلهي فضلت ضلالا بعيداً ، فكيف لمخلوق أن يعرف ماهية الخالق ما دام الخالق الواحد الأحد الفرد الصمد لم يخبرنا ، فكيف يجرؤ المخلوق في إعمال عقله في الخالق بغير هدي من الله ، فهل يعقل أن تخترع سيارة أو تصنع مركب أو صنارة و يتأملوا في ماهيتك ، و لله المثل الأعلى. إتقوا الله عباد الله ، و تأملوا و تفكروا و تدبروا و أعملموا عقولكم و أسألوا الله العزيز الحميد أن يهدينا جميعاً لسواء السبيل ، و لا إله إلا الله عليها نحيا وعليها نموت و لا غالب إلا الله. تمنياتي بقراءة ممتعة و موعية و معمله لعقولنا و محركة لأفكارنا ، عسانا أن يكرمنا الله بالوصول و العروج إلي طريقه الحق. تحياتي #حجازي_بدرالدين
كتاب يحتوي على دراسه فلسفية و تاريخية عن الحياة قبل ظهور الإسلام و حال القبائل و الحضارات و أيضا شرح العلامات التى يتحدث عنها أصحاب الديانات الأخرى التى كانت توحى بظهور نبي و دين جديد لكن هذه الظواهر لم تجعلهم ينصرونه عليه أفضل الصلاة والسلام إنما حاربوه و نكروا نبوته. أيضا يتحدث عن الجزيرة العربية و الأسرة التى ولد لها أشرف خلق الله سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام
كان لمقدم النبي صلى الله عليه وسلم عدة دلائل وارهاصات سبقت مولده وحدثت أثناء مولده وحدثت بعد ولادته صلى الله عليه وسلم. ويحدثنا العقاد عن دلائل ظهور الرسالة المحمدية ليس فقط في الديانات السماوية بل يتعداها الى ديانات أخرى ليست بسماوية مثل المجوسية والبوذية.
قال صلى الله عليه وسلم: إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم, عربهم وعجمهم جميعاً إلا بقايا من أهل الكتاب. في ذلك الزمان قبل بعثة المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم نظر الله سبحانه وتعالى الى اهل الارض فقمتهم لما كانوا عليه من فساد وكفر، وكان حرياً بذلك الزمان ان تتنزل به رسالة الحق والإيمان، رسالة تنهض بالأمم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد، وكانت النفوس تواقة الى تلك الرسالة تنتظرها بما عندها من بشارات ودلالات. كانت الامم السابقة وخصوصا اهل الكتاب ينتظرون بعثته عليه افضل الصلاة وأتم التسليم وكان الكون كله في انتظار تلك الرسالة، فكانت تلك الطوالع التي تبشر بقدومه.
هذا الكتاب بلقي الضوء على هذه الطوالع ويتتبع ما جاء عند تلك الامم، اعتمد العقاد على مصادر الامم نفسها وجاء كتابه مقسماً الى قسمين، نتائج غير متعلقة بالمقدمات ونتائج كانت طبيعية لمقدماتها. ولكن النتيجة الأكبر والاهم لم تكن تحتاج الى دليل ولا الى استبصار بأنها هي الحق وانها جاءت في زمانها ومكانها المناسبين، كانت بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ختام كل بعثة ونتيجة لكل رسالة، قال عليه الصلاة والسلام: إنما بعثت لإتمام مكارم الأخلاق ،قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما مثلي ومثل الأنبياء قبلي كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون لولا موضع اللبنة .
تاني تجاربي مع العقاد كنت قلقان جدا لأن التجربة الأولى مخيبة جدا لكن الكتاب ده وضحلى إمكانيات العقاد الحقيقي اللى قريتها في كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام أو يمكن مش إمكانياته كلها كمان لأن ده مش من كتبه المشهورة ع العموم الكتاب بيتكلم عن المقدمات و الضرورات التى أدت لظهور الإسلام بدءاً من سيدنا إبراهيم مرورا بأنبياء العهد القديم و الحالة الدينية في شبة الجزيرة العربية و نسل سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
ليس خطأالعقاد ألا يعجب بأسلوبه الكثيرون فطريقته في العرض فريدة من نوعها كأنها يحلل مسألة في الرياضيات فيأتي بالنتائج أي الآراء ثم يدحضها عن طريق لبراهين المتتالية ، الكتاب فيه عروض تاريخية لمقدمات البعثة النبوية و البشارات في الديانات الأخرى ليس لسموية وحدها بل حتى أن الكاتب عرض تأويلات لنصوص من الديانة البوذية مثلا الكتاب ممتع ووجدت فيه إضافة جديدة بالنسبة لي وقراءة موفقة لمن اختاره وجهةً قادمة في سفره بين الكتب!
يكفيك أن تعرف أنه بحث العقاد كي يتواطأ عقلك وفضولك على قراءته من المقدمة إلى الخاتمة وأنت تحبس الأنفاس تترقب أي استنتاج سيبهرك به ، أي جانب قد حواه إدراكه قد قصر عنك ، وأي نتيجة فذّة تقودها مقدمة تشكك بمناسبتها .
يعد كتاب مطلع النور للك��تب عباس محمود العقاد رحمه الله تعالى من أهم الكتب في مقارنة الأديان، ولا أجد حسب اطلاعي المتواضع من كَتَبَ في مفهوم النبوة في الإسلام قارنهاا مع ما جاء في الكتاب المقدس أفضل مما كتبه عباس محمود العقاد، لذلك أنصح به الباحثين في علم الأديان المقارنة فهو كتاب قيم