كتاب يتحدث عن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وفيه يستعرض الكاتب محمود عبدالحليم - عضو الهيئة التأسيسية للجماعة - تاريخ الجماعة في الفترة من 1948 حتى 1952
محمود عبد الحليم عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين ( 1917-1999م ) ، وأول مؤرخ لتاريخ الجماعة في كتابه الموسوعي "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ" .
ولد محمود عبد الحليم في مدينة رشيد في 20/9/1917م ، تلقي تعليمه الإبتدائي برشيد ، ولم يكن في المجتمع الرشيدي مدارس ثانوية، فاضْطُرَّ إلى أن يحمل متعلقاته، ويتَّجه نحو الإسكندرية ليكمل تعليمه في مدرسة العباسية الثانوية نظام (داخلي) عام 1929م ، التحق بكلية الزراعة عام 1935- 1936م ، حيث سكن محمود عبد الحليم في الجيزة .
لولا هذا الكتاب لضاع الكثير من تاريخ الإخوان المسلمين.. وهو -حتى اللحظة- أفضل كتاب يؤرخ لها على الإطلاق، فكل الباقي إما رؤى شخصية لمحللين وإما شهادات خاصة بصناعها.. بخلاف هذا الكتاب الذي بذل فيه مجهود يستحق التقدير والإعجاب.
على أن ثمة مناطق تاريخية لم يتوخى المؤلف فيها الدقة، وسار فيها على رواية طرف من أطراف النزاع دون تحقيق صحة الكلام.. أبرز مثال على هذا موضوع النظام الخاص الذي قيل بأنه تمرد على الجماعة وحاول احتلال المركز العام، فقد تابع فيها رواية صلاح شادي وهي رواية مشكوك فيها لمواقف صلاح من أفراد النظام الخاص..
إلا أن الانتقادات الطبيعية في أي عمل بشري وتأليف تاريخي لا تخدش من القيمة الكبرى لهذا الكتاب الرائع الممتع.
من المهم قبل أن تحكم على أي مجموعة أو مبدأ أو كيان أن تقرأ عنهم من أدبياتهم ولا تكتفي فقط بالقراءة عنهم من كتب تاريخ لا يؤمن منها أن تكون هناك خصومة بين صاحبها وبين الكيان والجماعة كقطاع كبير من الكتب التي تكلمت عن الإخوان المسلمين
المشكلة أن يكون الكتاب الذي هو من المفترض دعاية للجماعة يكون أسوأ دعاية لها
الكتاب نموذج للتربية الإخوانية للشخصيات ,لاحظ أن المؤلف من الرعيل الأول ومن الهيئة التأسيسية ومع ذلك تجد فيه ما تعيبه على أي أخ صغير في الإخوان
لاشك أن المؤسس الأستاذ حسن البنا كان شخصية لها كاريزما عالية وتأسر من حولها ولكن حالة الانبهار الغير معقول التي تنطلق بين كل سطرين في الكتاب تجعل الموضوع أشبه بالتعامل مع شيخ طريقة لابد من الوصف أنه في كل محفل الجميع إما منتظر كلمته وأنه كان أفضل الخطباء سواء كان في حي فقير أو في مؤتمر عالمي , لابد من وجود أحد يحاول أن يطرد الحضور عن سماعه ولكنه تغلب على الصعاب واخترق الحجب ووصل للناس
مسألة تقديم الرأي على الدليل ,نأخذ القرار ثم ندور على رأي من آراء السلف مؤيد لرأينا ,مثال حكم تقيبل يد المرشد ,لبس كشافة الإخوان الشورت
علاقة الإخوان بالجماعات الإسلامية الأخرى وما ظهر في الحديث عنجماعة أنصار السنة والجمعية الشرعية ونبرة الاستعلاء في الحديث عنهم كون الجماعة هي التي تملك فقط الرؤية الشاملة الكاملة للإسلام والفهم الدقيق له ,تصوير أتباع الجماعتين بمظهر الساذج
نفس النفس الاستعلائي في التعامل ظهر في مناطق كثيرة جدا في الكتاب بداية من مقدمة المرشد الأسبق أ.مصطفى مشهور رحمه الله
المدح والذم بطريقة (سيدنا وابن سيدنا ثم شرنا وابن شرنا ) عادة الإخوان المعتادة مع خصومهم ..مثال رجل من دقيقة واحدة طلبوه ليكتب مقالا في جريدتهم فاعتذر ...تحول في لحظتها لعبد من عبيد القصر وسبحان الله نفس الكلمة تستعمل الآن بكثرة بلا تجديد (لاحظ أن نفس أساليب عدم التجديد ممتدة إلى يومنا هذا فنفس الأناشيد التي يتلوها أفراد الجماعة الآن ولقاء الثلاثاء وغيرها ميراث من أيام البنا والباقوري
التساهل في إطلاق الاتهامات جزافا ذات اليمين وذات الشمالوالعيش في ظل المؤامرة الكونية ضد الإخوان (الملك لعله هو الذي حرض عبد الرازق على الانسحاب من الجماعة ...ما الدليل ..لعله هذا هو الدليل )
وليت القوم مع العيش في ظل أجواء المؤامرة التي يرى أن الجماعة محيطة بها يكونون بالفعل قد أحاطوا علما بالمؤامرة بل تحدث المصائب تلو المصائب ثم يكون الرد ببساطة على الفشل تحميل الغير الفشل كحادثة جريدة الإخوان ..لم نكن نتخيل أن تبلغ خستهم هذا الحد !!!! ألا توجد احتمالية أن تكون أنتم من فشل في التسويق
من الأشياء المتوارثة الاهتمام بالمعارك الغير المهمة وتحقيق الانتصارات الزائفة ...موقف ساذج يحكيه بمنتهى الفخر عن أن الكشافة في لحظة واحدة خلعوا ملابسهم المدنية وقاموا بالاستعراض العسكري رغما عن النظام يذكرك بنفس الموقف من رجال يعد أنه من أعلى الجهاد أن يشير بأربع أصابع أمام الكاميرا حتى لو كان يتصور أمام الأكل
يالها من بطولة استفاد بها الإسلام والمسلمون
لم أكن أتوقع أن أخرج بكل هذه الشماعر السلبية بسبب الكتاب الذي اهتممت بقراءته قبل أن أقرأ الكتب المعارضة للتنظيم لأفهم الجماعة من أدبياتها لا مما يقوله غيرهم عنها
كتاب مشكلته تنبع من أنه موجه للخطاب الداخلي لكي ينبهر المنتمي للتنظيم لا يصلح إطلاقا لمخاطبة من هو خارج التنظيم لكي يبهرهبجدوى التنظيم
محمود عبدالحليم كاتب رائع ولديه قلم متميز, ومن أبرز ما علق في ذهني من الكتاب أنه لم يرشح الإخوان لمن جائه يسأل عن أي الجماعات الإسلامية ينتمي إليها, وإنما وجهه ليتعرف عليها ليختار ما يتناسب معه, فالمستشار مؤتمن.
بدايات الدعوة حيث بداية النبته ورعايتها ونموها حيث بدايات العمل الجامعي للدعوة الإسلامية حيث مواقف حسن البنا في التربية والتزكية لجيل من الشباب حمل عبء تبليغ الدعوة للأفاق
أسوأ ما قد يُصيب الشعوب الجهل فشعب يجهل حقيقة ماضيه مُحال أن يتطلع إلى مستقبل مُشرق ! لطالما عرفت أن المعلومات التاريخية لا تُؤخذ عن الطريق الرسمى و ذلك لأن الطُغاة المستبدون يسعون إلى صياغة التَاريخ و الحقائق بالأسلوب الذى يُحقق أمانيهم و يُظهرهم فى أعلى قمم العدالة كما ذكر الكاتب ; و مع ذلك ما كان لى أن أتخيل كُل هذا التدليس لطمس كلمة الحق و إخفاء نورها " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"