تولستوي فنانا

by حياة شرارة

بذة الناشر:
يحتل تولستوي مكاناً مرموقاً في قلوب القراء وتعتبر رواياته "الحرب والسلام" و"آنا كارنينا" و"البعث" من الروائع الخالدة في الأدب العالمي وهي التي يزداد إهتمام الكتاب والمسرحيين والسينمائيين بها من جيل إلى جيل.

ومنبع هذا التلهف على أدبه هو محتواه الإنساني العميق ودعوته للخير ولسيادته في العلاقات البشرية ونقده المرير للظلم والطغيان والفساد والإنحطاط التي يتعرض لها الفرد في حياته، فتولستوي يدعو لتحرير الإنسان وتفجير طاقاته ومواهبه ويحفزه للعمل على إصلاح ذاته وتخليصها من كل الشوائب والرغبات الوضيعة التي تحط منها وتحول الإنسان أحياناً إلى وحش يفترس أخاه الإنسان ويستعبده ويذله.

لذا، فإن تعدد الألوان الأدبية والإجتماعية التي تعرض لها تولستوي وغزارة إنتاجه جعلتنا نقصر بحثنا على جانب من مراحل في تراثه الأدبي، فتناولنا خصائص أسلوبه وطرقه الأدبية في كشف شخصية البطل وتقصي حياته النفسية والفكرية والتغيرات والتقلبات التي تطرأ عليه.

ونظراً لإهتمام تولستوي البالغ بالعالم الداخلي لأبطاله وإحتلاله مركز الصدارة في إنتاجه الأدبي فقد أفضنا بتحليل هذا الجانب وإلقاء الضوء على النواحي النفسية والعاطفية والطرق التي تسلكها والمنعطفات التي تطرأ عليها واللحظات الحرجة التي تتعرض لها.

كما أن هذا الكتاب يتناول دراسة تراث تولستوي الأدبي كله، بل يشتمل على فترة نشوئه الأدبي وكتاباته الأولى حتى سنوات الثمانين، وقد اعتمد في تحليلنا أسلوبه الأدبي بصورة خاصة على روايتي "الحرب والسلام" و"آنا كارنينا" نظراً لأهمية هاتين الروايتين في إنتاج تولستوي ولنضوج أسلوبه وتكامله فيهما بشكل واضح وبارز من جهة، ولإطلاع القارئ العربي عليهما لتوفرهما بين يديه من جهة أخرى.

175 pages

First published January 1, 1970

About the author

ولدت حياة شرارة في عام 1935 بمدينة النجف وأكملت دراستها الثانوية في بغداد ثم سافرت بسبب الظروف السياسية في العراق في العقد الاخير من الخمسينيات الى سورية ومصر حيث التحقت بقسم اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة. وعادت الى العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 ، وفي عام 1961 جاءت الى موسكو.
نشأت حياة في مدينة النجف المقدسة في بيت والدها محمد شرارة الاديب والشاعر الذي كان يرتاده الشعراء والكتاب والمثقفون وتدور فيه النقاشات حول قضايا الادب.
لكن الاحداث السياسية العاصفة في العراق في اواخر الاربعينيات من القرن الماضي جعلت حياة تشاهد مآسي الشعب العراقي واعتقال والدها وفقدانه لعمله.وبعد اطلاق سراحه ادين من قبل المحكمة العسكرية وحكم عليه بالسجن عدة اشهر بسبب انتمائه لحركة " انصار السلام". ومن ثم غادر محمد شرارة العراق الى لبنان في عام 1954 للأقامة الدائمة هناك. اما حياة التي انتظمت آنذاك في صفوف الحركة اليسارية ، فسافرت هربا من ملاحقة السلطات الى سورية ومنها الى مصر حيث التحقت بجامعة القاهرة للدراسة في قسم اللغة الانجليزية. وعادت حياة الى بغداد مع والدها بعد ثورة 14 تموز/يوليو عام 1958 وسقوط الملكية. والتحقت بجامعة بغداد وتخرجت منها في عام 1960 لكي تسافر الى موسكو من اجل مواصلة الدراسة العالية في جامعة موسكو
وبعد عودتها الى العراق عملت في جامعة بغداد فترة من الزمن حتى بدأت السلطات ملاحقتها بالرغم من محاولتها عدم الاعراب عن مواقفها من سياسة الحكومات آنذاك. وانصرفت الى التأليف والترجمة. فنشرت مقالات مثل "تأملات في الشعر الروسي" (1981) و" غريب في المدينة" ومسرحية " المفتش العام " لجوجول و"يسينين في الربوع العربية"(1989) و"ديوان الشعر الروسي"(1983) و"مذكرات صياد"(1984) و" رودين " و"عش النبلاء" لأيفان تورجينيف و" مسرحيات بوشكين "(1986) و"تولستوي فنانا". وتعتبر دراستها "صفحات من سيرة نازك الملائكة" الشاعرة المجددة التي عرفتها منذ الطفولة من البحوث المميزة عن نشأة حركة الشعر الحر في العراق. كما نشرت بعد وفاتها رواية " اذا الايام اغسقت" عن مصاعب الحياة الجامعية في بغداد. ولديها رواية لم تنشر بعنوان" وميض برق بعيد" ومجموعات قصصية. ونشرت في الصحف العراقية والعربية مقالات كثيرة حول الادب والشعر
وفي اول أغسطس/آب 1997 وقع انفجار انبوبة الغاز في بيتها الذي ادى الى مصرعها مع ابنتها الكبرى مها، بينما اصيبت ابنتها الصغرى زينب. وفيما بعد قيل ان الحادث كان مدبرا من جهة ما. وهكذا انتهى درب الالام الذي مضت فيه هذه الاديبة العراقية المبدعة بشكل مأساوي

Reviews

[هالةْ أمين · Rating 4 out of 5]

"الإنسان الذي يحصر اهتمامه بهدف واحد محكوم عليه بالتحطم والتعاسة، فالحياة الإنسانية غنية متشعبة وتنطوي على الروابط العائلية والحب والأولاد والنشاط الإجتماعي وعلاقات الصداقة والواجب الوطني وغيرها. والذي يقصر حياته على ناحية من هذه النواحي ويتغافل عن الأخرى يعيش حياة غير طبيعية محدودة قد تؤدي به في النهاية إلى التحطم أو العزلة أو تجعل منه إنسانًا باهتًا محدودًا. "

ثاني كتاب لـ (د.حياة شرارة) لا يقل جمالا عن كتابها الأول (مدخل إلى الأدب الروسي) يعيبه فقط تركيزها على وتسليط الضوء أكثر على رواية آنا كارنينا نقدا وتحليلا وتفصيلا للأحداث والأبطال - وصل إلى درجة حرق أهم أحداث الرواية مما يفقد عنصر المفاجأة لمن لم يقرأها- أكثر من بقية مؤلفاته الأخرى مثل الحرب والسلم والبعث وغيرها، وغالبًا -كما أظن- أن هذا عيب الكتب الأدبية المختصة بالنقد والتحليل.

يتسم أسلوب د.حياة بالسلاسة ووضوح الأفكار دراسة متواضعة وجيدة عن تولستوي أدبه وحياته وفنه
تشعر مع قرائتك لهذا الكتاب وكأن صديقا يناقشك عن كاتبك وأعماله المفضلة..

[Amal 88 · Rating 3 out of 5]

" كثيراً ما أجلس لأكتب شيئاً وفجأة انتقل لطريق أكثر رحابة إذ يتسع إطار إنتاجي "
تولستوي الأديب والمصلح الإجتماعي الذي كتب في مجالات عدة وتبنى قضايا مختلفة ، قرأ وتأثر بكُتاب روس وغربيين من أمثال بوشكين ، جوجول ،ليرمنتوف وتورجنيف ، وأيضاً ديكنز وستيرن ، وفلاسفة مثل روسو ، ستندال ومونتسكيو وغيرهم .
اهتم تولستوي بالعالم الداخلي لأبطاله كطريقة للتعبير عمّا يجول في خواطرهم ، بعكس بوشكين الذي لم يوليه اهتماماً ، ووضع تركيزه على العلاقات الاجتماعية التي تجمع بين أبطاله .
بعد التطور الذي طرأ على الأدب وظهور المدرسة الواقعية بعد الرومانتيكية ، انسحب التطور أيضاً ليشمل مفهوم البطل وتطورها عبر الأزمنة بما يقتضية العصر فالبطل ابن زمانه وليس شرطاً أن يعبّر عن الخير والشهامة .

في الجزء الأخير تركز الكاتبة على رواية آنا كارنينا وتقدّم تحليلاً لها .

[hope mohammed · Rating 4 out of 5]

من الافضل قراءة هذا الكتاب بعد قراءة اهم اعمال تولستوي الحرب والسلم وآنا كارنينا وخاصة آنا كارنينا ، في الكتاب تلخص حياة شرارة اعمال ليو وتعرض المؤثرات التي اعترضت الكاتب سواء ثقافية او اجتماعية او عامة مم اجتمعت من خبرات الكاتب ليو لم يلازم فن الا كتب فيه وماكتب الا وابدع .
قرات له الحرب والسلم قبل آنا كاىنينا واذهلني اتقانها وعظمتها بينما تعتبر آنا كارنينا الاكثر نضجا في كتابتها بينما يغوص القارئ في كتبه سيعجب مما ترك الكاتب من خبراته على ابطاله هؤلاء الابطال الذين من الصعب نسيانهم على الصعيد الشخصي والعالمي ..