What do you think?
Rate this book


128 pages, Paperback
First published July 1, 1989
(و الأرض مددناها)
أي بسطناها .. أقيل أي أرض ؟ .. لا .. لم يحدد أرض بعينها .. بل قال الأرض على اطلاقها .. و معنى ذلك أنك اذا وصلت الى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في خط الإستواء فالأرض أمامك منبسطة .. و اذا كنت في القطب الجنوبي او في القطب الشمالي .. او في امريكا او اوروبا او في أفريقيا او آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فإنك تراها أمامك منبسطة .. و لا يمكن أن يحدث ذلك الا اذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة او مسدسة او على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها الى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة و لكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. و لكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة .. في كل بقعة تصل اليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى اذا بدأت من أي بقعة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت الى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها امامك دائما منبسطة .. و ما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض الا و انت تراها امامك منبسطة .. و هكذا كانت الآية الكريمة
(و الأرض مددناها)
(و جعلنا آية النهار مبصرة)
صدق الله العظيم
و هكذا وصف الله النهار بأنه هو المبصر .. و لكن هل النهار هو الذي يبصر .. أم العين هي التي تبصر ؟ .. الذي نفهمه من تلقائية الإبصار أن العين هي التي تبصر .. و لكن الحقيقة العلمية تختلف .. فلقد ثبت علميا أن ضوء الشمس ينعكس على الأشياء ثم تدخل أشعة النور الى العين فتبصر...
و هكذا و نحن نراقب مسيرة الحضارة البشرية نعلم أن الله قد أخبرنا أن هذه الحضارة سترتقي و ترتقي .. بما يكشفه الله لنا ، من قوانين هذا الكون .. حتى نظن أننا قادرون على أن نفعل ما نشاء في الأرض .. و هذا الظن ليس حقيقة و لكنه مجرد ظن .. لأن الله الذي كشف لنا هذه القوانين لم يخضعها لإرادتنا .. و لكنه سبحانه سخرها لنا فقط لنفعل بها ما نشاء
فإذا حدثنا الله سبحانه و تعالى عما هو غيب عنا كالآخرة و الحساب و الجنة و النار .. لا نقول إن الله يخاطبنا بما لا تستطيع أن تدركه عقولنا .. و أننا لا نستطيع تصديق ذلك .. بل نعود الى واقع الكون .. و نتأمل مافيه من آيات .. و ما وضعه الله لنا فيه من دلائل .. و لو أننا تدبرنا .. لقلنا يارب لقد أعطيتنا الدليل الإيماني .. الدليل الفعلي الذي يقرب الصورة الى أذهاننا حتى ندركها .. و ليس لنا عذر يارب يوم الحساب .. في أن نقول أن عقولنا لم تدرك ، لأنك وضعت في كونك الأدلة المادية التي تثبت أن الغيب واقع و موجود .. و كان يجب أن تكون هذه الأدلة هي طريقنا الى الإيمان .. لا طريقنا الى الكفر و الالحاد
هذه الآيات لا تحتاج الى بحث و لا الى ميكروسكوب .. و لكنها تحتاج الى مجرد التأمل .. و في الأرض آيات كثيرة لا تحتاج منا أكثر من أن نتأملها لنعرف قدرة الله و عظمته و نؤمن به ..
و مع أن قانون المادة يقول إنه لا يوجد فعل بدون فاعل .. فإنهم لم يطبقوا هذا القانون على الكون كله .. بل ادعوا أن الكون قد خلق بدون فاعل .. بعضهم قال الصدفة حركت المادة فتفاعلت .. و لو أنصفوا لسألوا أنفسهم من الذي أوجد المادة اولا و من الذي حركها ثانيا .. و لكنهم تناسوا هذا السؤال !
الله يكشف لمن يشاء قوانين كونه و لكل قانون و كشف ميلاد .. فإذا جاء ميلاد كشف لقانون كوني .. كشفه الله لمن يبحث عنه من البشر فيعرفونه و يستخدمونه . و الله سبحانه و تعالى قال :
(علم الإنسان ما لم يعلم)
صدق الله العظيم
و الإنسان يعتقد أنه وصل الى أسرار الكون .. و لكنه في الحقيقة لم يصل حتى إلى أسرار نفسه .. بل إنه ينتقل من قانون الى قانون و لا يعرف كيف ينتقل .. و لا ما هو سر هذا الإنتقال .