يتناول قضية ” الإبداع والاضطراب النفسي والمجتمع”، ويحاول أن يضع فيه د.عبد الستار إبراهيم حدًا للمقولة الشائعة علميًا واجتماعيًا من ارتباط العبقرية والإبداع بالجنون أو الاضطراب النفسي، ويؤكد خطأ ذلك علميًا ومنهجيًا من خلال الطرفين المتناقضين “المرض النفسي”، و” السير الذاتية للمبدعين
أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم الطب النفسى (السيكياتري) بكلية الطب والعلوم الطبية، جامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية، واستشارى الصحة النفسية والعلاج النفسى بمستشفى الملك فهد الجامعى بالخبر. نشر ما يربو على 100 بحثا او مقالا فى كثير من المجلات العالمية المتحصصة والثقافية فى الوطن العربى والولايات المتحدة وأوربا والهند. كذلك نشر الكثير من الكتب الجامعية والثقافية فى علم النفس والعلاج النفسى، وغيرها من الموضوعات التى تهم القارىْ العام والمتخصص. والدكتور ابراهيم عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية العالمية فى علم النفس والصحة النفسية بما فيها الجمعية النفسية الامريكية، وأكاديمية العلوم والفنون والأداب بولاية ميشيجان، وجمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية والدكتور ابراهيم حاصل كذلك على البورد الأمريكى فى الرعاية الصحية والخدمة النفسية American Board of Health Care and Provision (ABHC) كذلك زمالة "البورد الأمريكى فى العلاج النفسى الطبى والتشخيص" American Board of Medical Psychotherapy and Psychodiagnoses (ABMPP) فضلا عن إجازة الممارسة الإكلنيكية المتخصصةLicense من ولايتى كاليفورنيا وميشيجان. كما منح الكثير من الجوائز التقديرية والشرفية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، تقديرا لمساهماته الفكرية الملموسة، وإثراء الفكر العالمى
الكتاب يناقش فكرة العلاقة بين المرض النفسي من ناحية والعبقرية و الابداع من ناحية أخرى , فكان شائعا"في الأذهان أن الاضطراب العقلي و الجسمي يجدان مرتعا" خصبا" في الابداع والمبدعين و بعض المفكرين روجوا فكرة أن العبقرية تمثل شكلا" من أشكال المرض النفسي و الجنون .. وتبنى فرويد هذا التوجه ومن بعده بعض المحللين النفسيين الذين تبنوا تقريبا" اتجاه أستاذهم بالنظر إلى المبدع كونه إنسان انطوائي و لا يستبعد أن يكون عصابيا" , و نظر فرويد الى المبدع كإنسان تسيطر عليه بطبيعته , الاحباطات ويعجز عن تحقيق الاشباعات الرئيسية في حياته , ولهذا فهو يتجه إلى العمل الابداعي كإشباع بديل عما فقده في الواقع وما شجع على ترويج هذه الفكرة شيوع خصائص تدل على الاضطراب و التصرفات الشاذة بين المفكرين و المبدعين على مر التاريخ صراحة في البداية الموضوع اثار اهتمامي وكنت متحمسة مع الصفحات الأولى ولكن شعرت مع الوقت بالملل .. و اكتفيت بقراءةالخلاصة والخاتمة التي أتت بزبدة الموضوع و أراحتني من مكابدة عناء التقلب بين الصفحات إذن لا صحة لهذه الفرضية التي ترى أن المريض العقلي يتسم بالابداع أو العكس حسب الدراسات الحديثةالأكثر علمية مما استوقفني في الصفحات التي قرأتها إشارة الكاتب للعبقرية فوصف شخص بالعبقرية و الإبداع مفهوم اجتماعي ووليد لظروف اجتماعية ليس في مقدور الفرد ان يتحكم فيها أي هناك عوامل اجتماعية وظروف اقتصادية وسياسية خارجة عن إرادة المبدع ومتجاوزه لعمله تحقق له الشهرة و التذوق العام والاعتراف
كتاب متخبط المحتوى بعيدا عن الموضوعية بعده عن الصواب , معظم فصوله غير ذات صلة بالموضوع , وتصلح كـ ثقافة عامة عن الأضطراب النفسي واشكاله لا أكثر ولا أقل.
يتناول الكتاب موضوع الإبداع وعلاقته بالإضطراب النفسي , مناهضا بذلك للنظرة الفرويدية بأن " العبقرية تشكل شكلا من أشكال المرض النفسي والجنون " علما بأن الكاتب لم يذكر شيئا من تحليل فرويد في هذا الموضوع و أنما اعتمد على دراسات من هنا وهناك , وأحصائيات بعيدة عن العلمية والدقة
عندما يكون موضوع دراستي هو علاقة الإبداع بالاضطراب النفسي , يجب أن يكون الإضطراب سابقا للأبداع لا العكس , أريد معرفة تأثير الأضطراب النفسي على الأبداع , لا تأثير الأبداع على النفس كما تفضل السيد مؤلف فمن البديهي أن يعتكف نيوتن و يضطرب نفسيا بعد تأليف كتابه " المبادئ " , فـ قراءة الكتاب تتطلب اسبوعين استراحة بعدها , فما ظنّك بتألفيه ؟! . معظم الأمثلة التي أوردها المؤلف هي من هذا النوع وهي برأيي لا تصلح لموضوع دراستنا هنا.
المضحك المبكي في الكتاب أنه ذكر " أدلر " و " وليم جيمس " كـ أمثلة لمبدعين أصيبوا بمرض عقلي , ولم نسمع أرائهم في الموضوع , علما أن أدلر هو مؤسس مدرسة التحليل النفسي الفردي و من المؤسسين في مدرسة فرويد , وأيضا وليم جيمس عالم النفس الأميريكي الأول.
الكتاب أيضا يخلط بين العبقرية والأبداع وهما مختلفين تماما ولا يجوز صهرهم في بوتقة واحدة وجعلهم موضوع لدراسة محددة.
المضحك أيضا في الكتاب , انه لم يأتِ على ذكر فنان أو نحات أو فيلسوف أو عالم ذو وزن وتأثير , ويستحق لقب المبدع أو العبقري , اللهم الا مروره مرور الكرام ,عند بيتهوفن , و التلويح من بعيد لـ داروين , وها هو دافنشي و مايكل انجلو " شاذين جنسيا " و مثال للإبداع أكثر منه للإضطراب النفسي , لكن عقولنا المسطحة اعتادت أن ترى الإبداع والعبقرية فقط في السياسةوالقيادة"
الحكمة الضائعة. خذوا الحكمة من أفواه المجانين هذه القولة تعكس بجلاء التماهي بين العبقرية و الجنون في أذهان الكثير و يتطرق الكاتب لهذا الخلط موضحا و معالجا بالاستقراء و بالتنقيب عن تعريفات كل من المصطلحات ذات الصلة كالابداع و العبقرية و الجنون و الاضطراب النفسي.
بيتهوفن، فان غوغ، إدغار ألان بو، سيلفيا بلاث، نيتشه، همنغواي، نيوتن، سينيكا... وغيرها الكثير من الأسماء اللامعة التي تذكي تصورنا المسبق هذا عن التعالق بين العبقرية و الاضطراب النفسي لأنها تميزت بدرجات إبداع عالية و بالاضطراب انتهى بكثير من الحالات بالانتحار و هنا يأتي هذا الكتاب ليطرح سؤالا بدهيا: هل حقا أن الإبداع أو العبقرية يدفعان للجنون الاضطراب؟ أو أن هناك شيئا ما في المرض النفسي و الاضطراب يدفع إلى العبقرية؟ هذا هو الموضوع الأساس الذي يعالجه الكتاب و يخلص صاحبه
أستغرب وسم بيل كلينتون بالعبقرية و يدفعني هذا للتسائل، ما هي المعايير التي اعتمدها المؤلف لتحديد العباقرة و المبدعين؟
يتناول بوضوح قضية ” الإبداع والاضطراب النفسي والمجتمع”، ويحاول أن يضع فيه د.عبد الستار إبراهيم حدًا للمقولة الشائعة علميًا واجتماعيًا من ارتباط العبقرية والإبداع بالجنون أو الاضطراب النفسي، ويؤكد خطأ ذلك علميًا ومنهجيًا من خلال الطرفين المتناقضين “المرض النفسي”، و” السير الذاتية للمبدعين
يناقش الكاتب في فصول الكتاب الأولية العلاقة ما بين الإبداع والشخصية المضطربة. فيتحف القارئ بالعديد من الدراسات المؤيدة والمعارضة، ليؤكد على نفي العلاقة بين الاضطرابات النفسية كمسبب للشخصية المبدعة
وقد يكون رأي الكاتب مبني على حجج قوية، يستطيع من خلالها نفي العديد من الدراسات التي تنادي بارتفاع معدلات المرض النفسي من قلق وتوتر واضطراب في الشخصية المبدعة. ولنذكر منها MMIP Questionnaire والذي ثبت فعاليته في قياس مدى الاضطراب النفسي المرتبط بالإبداع، ولا أخفي عليكم أنني خضعت لهذا الاستبيان والذي يستغرق وقتاً لا يقل عن ساعتين للإجابة عن ما يزيد عن 500 سؤال في مختلف نواحي الحياة
عند قراءتك للكتاب قد تنهي 80 صفحة منه وأنت متخبط بين الدراسات المختلفة، وهذا لم يصبني بالضيق أكثر من الاكتفاء بما لا يزيد عن ثلاثة صفحات لاستخدام علماء النفس في العصر الحديث الإبداع كنوع من العلاج النفسي المعاصر للتعاسة وعدم الاستقرار النفسي الذي لا يخلو أحد من الإصابة به. كان يجب إعطاء هذه النقطة حقها بالتعمق فيها لما لها من أهمية كبرى فيما نجده شائعاً في مجتمعنا من القلق والضيق والملل
ومن العبارات التي حازت على إعجابي، ما ذكره الكاتب عن أهمية ممارسة الأدوار الإجتماعية وعدم التخبط بينها في قوله: لا تسمح لدور واحد ومحدد أن يأخذ كل وقتك وأن يلتهم كل علاقاتك وإلا أصبحت كالممثل الفاشل الذي يتقن دوراً واحداً فيفقد بمرور الزمن اهتمام المشاهدين له
سر إعجابي بالمقولة السابقة أننا بالفعل .. ممثلين، فالأخ بين أخوته هو أب لابنائه هو زوج في أسرته هو صديق بين زملائه !! وهذه لمسة جميلة على الطابع الإنساني الذي يتسم بتعدد الأدوار وتنوع المهام وليس الأنانية والنرجسية وحب الذات، ولمن قرأ كتاب ريتشارد دوكينز المسمى بـ (الجين الأناني) سيستنبط هذا الاختلاف الجوهري بين الكاتبين في النظرة إلى النفس البشرية
الخلاصة
إن الكاتب يضفي معلومات ممنهجة بطرق علمية لمن يريد أن يكتسب ثقافة في حقل الإبداع الشخصي، ويعرف الخلاف على مدار العصور في الربط ما بين العبقرية والجنون. فهنيئاً لمن قرأ الكتاب واستفاد منه
مؤلف الكتاب عالم كبير له احترامه في الأوساط الأكاديمية، لكن هذا الكتاب يبدو كما لو أن صاحبه قد صنفه على عجل، أو أنه اكتفى بتجميع أجزائه تجميعا دون أن يصهرها معا في بوتقة واحدة، فبدا الكتاب كما لو كان مجموعة من الأجزاء المتناثرة أو الجزر المعزولة. المعلومات الواردة في الكتاب سطحية للغاية تفتقر إلى العمق/ وإن كانت لا تفتقر إلى الدقة