هذا هو الكتاب الأول بجائزة ابن بطوطة لكتابة "اليوميات". مؤلفه شاعر وناقد تشكيلي عراقي مقيم في السويد، ويومياته هذه تعكس الداخل الإنساني الهارب من صقيع المنفى الأوروبي وجهنم مسقط الرأس إلى عالم الذات في اتساق الخارج مع الداخل. (لا شيء.. لا أحد) كتاب من الجمال الطبيعي يخلو من التلفيق ليهب قارئه أوقانا من الصفاء الحقيقي، وإذا كانت كتابة اليوميات فناً يقع في خانة التأريخ لليومي والشخصي، متقاطعاً مع حياكات مجتمعية وتاريخية أخرى بالغة التعقيد بفعل مركباتها النفسية والمزاجية المتعلقة بلحظة الكتابة، فإن هذه الكتابة تتقاطع أيضاً مع المكان الآخر بوصفه الشاهد الصامت على كل لحظة يعيشها المنفي.
في واقعنا الشرقي وثقافتنا العربية تبدو كتابة اليوميات عملاً بالغ الندرة، فقد ألف الكتاب العرب القدامى فكرة التأليف المعرفي والأكاديمي بصورته الموضوعية غالباً، غير الشخصية، وغير المتماهية مع الذات بوصفها فاعلاً في إنتاج المعرفة، وفي علاقتها الوجودية بالمعرفة.
في هذه اليوميات يمزج الكاتب تأملاته وخواطره عن ذاته وعالمه بسطور شعرية سرعان ما تطغى على الجزء الثاني من كتابه ليتحول الشعر إلى شريك أساسي في هذه اليوميات، ورغم أن الشق الأول من الكتاب أكثر إبداعية لما في نثره المضيء من سطوع وعلو، مقابل سطور الشعر التي ستغادر قدرتها على الإدهاش لتستقر في نمط متوقع، إلا أننا بإزاء يوميات عجيبة في قدرتها على نقل ما يعتمل في نفس صاحبها ويتوارد إلى خاطره، وما يغامر فكره وملكاته الإبداعية صوبه.
كتاب استحق عن جدارة جائزة ابن بطوطة لكتابة "اليوميات" في دورتها الأولى، فهو لبنة أكيدة في سلسلة من الكتب ستتوالى الواحد بعد الآخر لتثري المكتبة العربية والقارئ العربي بأدب التجارب الشخصية، وبالسفر مع الكائن ليس في رحلة واحدة أو بضع رحلات عبر الجغرافيا، وإنما في رحلة حياته كلها هذه المرء إنها اليوميات.
ناقد وشاعر وكاتب للأطفال عراقي مقيم في السويد درس الفن التشكيلي في بغداد
في الشعر: أناشيد السكون، الملاك يتبعه حشد من الأمراء، لنعد يا حصاني إلى النوم، إرث الملائكة، حكايات للأطفال الهادئين، هواء الوشاية --------- في النقد الفني: أقنعة الرسم، تمائم العزلة، كرسي الشرق المريح، اللامرئي في الرسم ---------- في أدب اليوميات: لا شيء لا أحد (الفائز بجائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات عام 2006 ) لاجيء تتبعه بلاد تختفي مائدة من هواء نصف حياة ----------- في أدب الأطفال صدر له أكثر من أربعين كتابا قصصيا في بغداد وبيروت. وله دراسات كثيرة منشورة في هذا المجال. كما شارك في عدد من الندوات الدولية المتخصصة بثقافة الطفل. ينشر مقالاته النقدية منذ سنوات وبشكل مستمر في صحف: الشرق الأوسط، الحياة، القدس العربي، ملحق النهار الثقافي، الوطن القطرية. حصل على منحة تفرغ في باريس عام 2006 من اتحاد المؤلفين في السويد كما حصل من الجهة نفسها على منحة تفرغ لسنة 2008 عضو اتحاد المؤلفين في السويد عضو الرابطة الدولية للفنانين العالميين عضو الرابطة الدولية لنقاد الفن
" هذهِ التأملات واليوميات هي إذن جزء من اعتذار طويل، وحدهُ النسيان يفقه مغزاه" *
أحببتُ رفقته؛ "فاروق يوسف"، كان جميلاً جدّاً في سردِ يومياتهِ وأقرب للقلبِ في السردِ منه في الشعر... وعليه، فقد تميّز في نصف كتابهِ الأوّل عن نصفهِ الثاني.
لقد بدأتُ معه في الوقت المناسبِ تماماً، في الوقت الذي كنتُ فيه في عُزلة حقيقية وفي أمسِّ الحاجة لمن يخفف عليَّ وطأتها.. "لاشيء لا أحد"، [ بعثَ في نفسي اطمئناناً كنتُ في أمسِّ الحاجةِ إليه ]*.
ولأنني -لازلتُ- غير مؤمنة بالجمال المطلق، فقد منحتهُ نجوماً أربعة، وخبّاتُ له محبةً في القلب <3 ..!