What do you think?
Rate this book


First published January 1, 1963
هي حشرجات الروح أكتبها قصائد لا أفيد
منها سوى الهزء المرير على ملامح قارئيها
هرم المغني هد منه الداء فاربتك الغناء
يمدون أعناقهم من ألوف القبور يصيحون بي
أن تعال
نداء يشق العروق، يهز المشاش، يبعثر قلبي رمادا
فما قيمة العمر أقضيه أمشي
بعكازة في دروب الهرم
أهذا شبابي؟ وأين الشباب؟
ألا حب، لا زهو، لا عنفوان؟
ومن أين للروح هذا البقاء؟
فناء، فناء
سوى قصة قد تثير السأم
يرددها سامر في الشتاء
لقد خط شعرا له من هباء
وكانت له زوجة وابن عم
وطفلان ..لا لا ، نسيت.. ابنتان
وطفل ويخبو لديه الضرم
لك الحمدُ مهما استطال البلاءْ
ومهما استبدَّ الألمْ،
لك الحمدُ، إن الرزايا عطاء
وإن المصيباتِ بعضُ الكَرَمْ
ألم تُعطني أنت هذا الظلامْ
وأعطيتني أنت هذا السَّحَرْ؟
فهل تشكرُ الأرضُ قَطْرَ المطر
وتغضبُ إن لم يَجُدْها الغمام؟
شهورٌ طوالٌ وهذي الجراحْ
تمزِّق جنبيَّ مثلَ المُدى،
ولا يهدأ الداءُ عند الصباح،
ولا يمسح اللَّيْلُ أوجاعه بالردى
ولكنَّ أيُّوبَ إن صاح صاح:
«لك الحمدُ، إن الرزايا ندى،
وإن الجراح هدايا الحبيبْ،
أضمُّ إلى الصَّدْر باقاتِها،
هداياكَ في خافقي لا تغيب،
هداياك مقبولةٌ، هاتِها!»