الكاتب المصري المعاصر الأستاذ محمد رضا كان يعمل أميناً لمكتبة جامعة القاهرة ومدرس بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية. تركزت كتاباته على موضوعي التاريخ والتربية. تعد آثار محمد رضا في التاريخ الإسلامي قيمة في بابها حيث تناولت حقبة زمنية مهمة كانت مرتعاً للمستشرقين وضعاف الإمان الذي يألفون دس السم في العسل. وقد تناول المؤلف في سلسلته التي ضمت خمس كتب: سيرة النبي محمد - والخلفاء الرشدين - وانتهت بالحسن والحسين. ولقد عرض كل ذلك باسلوب عذب رقراق يجذب القارئ متتبعاً الأحداث إلى أن يصل إلى نهايته ورغم أهمية هذه السلسلة إلا أنها لم تحظ بالعناية المطلوبة فجاءت طبعاتها السابقة قليلة الضبط والإتقان وكثر فيها الأخطاء المطبعية فضلاً على أنها لم تحظى بالتحقيق.
لذا حرصت دور نشر كثيرة على إخراج هذه السلسلة في ثوب قشيب وكسوها بالتحقيق. وفي العصر الحديث ظهرت مجموعة كبيرة من الكتابات التاريخية التي عنيت بالتاريخ عامة أو بسيرة النبي وأصحابه بشكل خاص ومن هذه المصنفات كتابات الأستاذ محمد رضا التي تميزت بعدة أمور ومن أهمها أنها تتضمن سرد الوقائع التاريخية واستعراض الروايات المختلفة باسلوب قصصي جذاب سهل وممتع تتداخل فيه المعلومة العلمية بجذالة التركيب وسهولة الفهم.
ولا يخفى أن الأستاذ رضا ركز في سلسلة الكتب هذه على إظهار الدروس والعبر والعظات المستفادة من سيرة النبي وسير أصحابه لتكون قدوة وأسوة للأجيال الجديدة ولكل من يطالعها. علما أنه توفي في مدينة القاهرة سنة 1369 هـ.
هذا الكتاب ذنب من ذنوب هذا الكاتب، أسأل الله أن يسامحه على جهله وعدم تحريه الصدق في إيراده كل هذا الكم من الكذب والبهتان على الصحابة بل كبراء الصحابة.
لا يوجد عنده أدنى حس نقدي ولا علم بالأسانيد ولا الرجال ولا التاريخ، يفتح كتاب من الكتب الكبرى كالطبري وغيره، ثم يأتي بأي شئ يقوله الكاتب، بدون أي نظر للإسناد، وبدون أي فهم لطريقة الطبري مثلا أو ابن الأثير.. أفتح البداية والنهاية لأرى ابن كثير رحمه الله؛ صاحب العقلية النقدية، والعلم الوافر، والرأي السديد؛ يورد نفس الخبر الذي أورده محمد رضا قاطعا بصحته، فأجد ابن كثير رحمه الله يقطع ببطلانه ويبرهن على ذلك. فمعيار الصحة عند هذا الرجل - محمد رضا - هو مجرد وجود الخبر في كتاب من الكتب الكبرى ككتاب الطبرى أو طبقات ابن سعد وغيرهم. كتاب مستفز لما فيه من جهل وعدم تحري للصدق، حتى لكأني أحيانا أظن أن الكاتب قاصد لهذا الكذب غير جاهل به ! يورد أخبارا تكذب على صحابة الرسول، يشتم بعضهم بعضا فيها، ويسب بعضهم آباء بعض، ويلعن بعضهم بعضا، ثم لا يعلق بأدنى تعليق عليها على الرغم من الكذب الصريح بها !
غفر الله له هذه الخطيئة إن كان جاهلا حقا، وحاسبه الله بما يستحق إن كان يعتقد في أصحاب رسول الله ﷺ هذا الإعتقاد الفاسد. ليس بكتاب يؤخذ منه اخبار ولا تاريخ، مفتقر إلى أدنى شروط الكتابة في الأحداث التاريخية، خالي من كل علم وكل فن يخص هذا الباب. وحسبنا الله ونعم الوكيل.