نبذة النيل والفرات: في هذا الكتاب نقرأ حالة خاصة يكتبها "حازم صاغية" جاءت بعنوان "مذكّرات راند الترانس" هي حكاية مدهشة ومشوقة في آن معاً، لا تشبه غيرها من الحكايات، إنها حكاية خاصة، بطلتها ليست إمرأة وليست رجل، إنها الإثنان معاً، فما حكاية هذا الكائن البشري الذي كتب عنه أديبنا؟
"إذا كان من ذنب فلست أنا من ارتكب الذنب، لم أكن سوى جنين في الشهر الثالث حين تعرضت إلى كمية من الأوستروجين تفوق ما تعرضت إليه من التيستوستيرون، والأطباء يقولون إن إختلالاً من هذا النوع يُنتج نبتاً في شكل صبي، تماماً كما يخلق الإختلال المعاكس صبياً في هيئة بنت.
هل كان في وسعي أن أفعل شيئاً لتغيير ذلك؟، وحسب أيّ قانون أو عرف تُلام الأجنة؟... يقال إن الطبيعة الأم تصنعنا لكنّها تصنعنا بطرق ملتوية، وإذا كانت تنجبنا رجالاً ونساءً فهي قد تسكن الرجل في المرأة والمرأة في الرجل، وتجعل بعض الرجال أكثر رجولة أو أقلّ، كما تفعل الأمر ذاته بالنساء؛ فلماذا هناك آلاف الأجناس من الزهر لكلّ منه لونه ورائحته، وليس في البشر غير جنسين مكتملين مستويين بوصفهما هذا؟، ولماذا يضمّ البيت الواحد أخوين من الأب والأمّ إيّاهما يفصل بينهما ما يفصل قارة عن قارة؟".
أسئلة وهواجس كثيرة تحملها هذه السيرة الذاتية والواقعية لـ"رندا الترانس" صيغت في كلمات عبّرت عن بؤساً عميقاً وغربة أغمق لهذا الكائن البشري الذي اصطدم بالمجتمع والأهل في كل مفصل وكل محطة من حياته "وكنت أحياناً أسائل نفسي في إتجاه معاكس تماماً: هل أنا كمية من الشر، مسبَقَة ومدفوعة سلفاً إلى هذا الوجود بحيث يستحقني الألم وأستحقه؟".
تحمل هذه المذكرات التي بين أيدينا في طياتها الكثير من التأملات والأسئلة يُعبّر عنها الكاتب بشفافية قل مثيلها، وواقعية أكثر جرأة لامست جانباً خفياً في تكوين هذه الشخصية سوف نكتشفه معاً عند قراءتنا لهذا الكتاب.
رندا الترانس او فؤاد؟ إمراة في جسد رجل.. ذكر بيولوجياً، انثى نفسياً.. ما ذنب هذا الجنين الذي تعرّض الى كمية من الاوستروجين تفوق ما تعرّض اليه من التيستوستيرون؟ رواية تسرد واقع المثلي الجنسي او تحديداً " الترانس" اذ هناك فرق و انواع تطرّق الكاتب لها من خلال وصفه لشخصيات الرواية.. هذا الكتاب يجعلك تدرك حالة المثلي الجنسي من منظور واسع، موضوعي و واقعي.. اضراره اولاً على الفرد ثم على المجتمع.. يجعلك نوعاً ما مدركاً انه مرض "" في بعض الحالات "" يفتك كل ما حوله يجعلك تهابه و ترفضه و لكن دون رجم الانسان المثلي .. كانت النهاية رسالة للابتعاد عن هذا الموضوع الذي لا خلاص و طمأنينة فيه بل انانية و ضعف لكن كنت افضل ان تكون باسلوب واضح و صريح اذ احياناً الرسائل المبطنة بالسياسة و الدبلوماسية لا تنفع
رندا "ذات الطبيعتين " .. هي قصة صراع مثلي مع جسده الذي يخالف طبيعته النفسية وصراع مع مجتمع برفض طبيعته ويحكم عليه بذلك .. معاناة لا نهائية وما آلت الي الحال من وحدة وغربة كان أسوء مصير قد ينتظر إنسان مضطهد ينتظر لحظة الخلاص .. يبدو انه لا خلاص ..
رواية مؤثرة جدا ، تحكي عن مأساة الترانس في مجتمعات مازالت قيم الذكورة ( الوهمية ) هي المتحكمة في كل المعايير..... تخلل الكتاب بعض صفحات الإطالة غير المفيدة ( رغم صغر حجمه ) لكنه بالاجمال رواية مميزة للتعرف على دواخل الترانس....
لا يوجد سرد قصصي ولا حكاية أصلاً. توقعت بأنني سأقرأ رواية ففوجئت بكتاب صغير من ١٠٠ ص. الأفكار غير مترابطة ولا يلق ضوءاً على وضع الترانس بالعالم العربي.
الرواية بتسلط الضوء على قضية مهمة جدًا، ويمكن أول رواية أقرأها بالعربي في الموضوع ده. لكنها في نفس الوقت واضح إنها كُتبت على عجالة، والأسلوب ليس بالأفضل.
" وقد أستطيع إماتة فؤاد من طريق المحاكم في الجزائر . لكن في بلجيكا وبعض بلدان أوربا الشمالية أستطيع أن أغير جنسي وأستبدله كليا بجنس ثان . ففي بلادي لايعترفون بذلك ، أما الحكومة البلجيكية فتمنحني جنسيتها بصفتي رندا المولودة في الجزائر.فهناك في أوربا وحدها يموت فؤاد وتولد رندا ، لكن أوربا لاتزال بعيدة جدآ "..
مقدمة الكتاب تشوش القارئ بسبب عدم صيغة الكلام ( وترابطه ) بشكل ممتاز ، على رغم من ذلك أستمتعت بقرأة سيرة راند (فؤاد) وأصولها العثمانية وكيف تقاليد الزواج بالجزائر أتمنى إن رندا حققت ما تريد ، يارب
أحب حازم صاغية، ولغة حازم صاغية، لكن الرواية لم تكن أكثر من لغة جميلة. الفكرة غير متماسكة، والأحداث تسارعت في النهاية كما لو أنني أشاهد مسلسلا عربيا في حلقته الأخيرة لذلك أشعر بحزن طفيف وأنا أضع النجمة الواحدة لأنني، كما ذكرت بالبداية، أحب صاغية . الرواية عن امرأة محبوسة في جسد رجل، عن أفكارها وتأملاتها وآلامها الخاصة . تقع احداثها بالجزائر بفترة التسعينات ، توقعت أنني سأجد أفكارا مختلفة، لكن التقليدية لم تُخرِج الكتاب عن مدارها . كان يمكنني بقيمتها (٣٤ درهم) أن أشرب كوبي قهوة لذيذين لكنني اخطأت الاختيار ..