البلاد العربية دون استثناء مرت بتحويلات وتطورات عنيفة وامتحانات بالغة القسوة… حضاريا وسياسيا واجتماعيا وفكريا. واحترت أى الكلام بقى له معنى، وأى الكلام أجدر به أن يطوى في غمار النسيان، بعد أن تجاوزته الحوادث… هذا فضلا عن أن هذه المقالات تكون حجما ضخما، واهتماماتها متشعبة في الزمان والمكان والموضوع. وقد حاولت جهدى، ان اختار من الموضوعات لكي تكون بين دفتي هذا الكتاب، تلك التى تتصل بقضايا ما زالت تعيش معنا، ولعلها ستعيش معنا طويلا، لأنها متعلقة بالافكار والمبادئ والملامح الأساسية، والتى لم يتوصل المجتمع العربي فيها فيها إلى صيغة مرضية للمواطن العربي إلى الآن. والتى ستبقي محل جدل حتى يجتاز عالمنا “مرحلة الانتقال” التى يمر بها .. وحتى نجد الصيغة التى اصطلح على تسميتها “الأصالة والتجديد”. والتى بدأ النقاش فيها منذ أكثر من قرن، من بزوغ حركة التنوير العربية في مصر ، ثم في باقي البلاد العربية على التوالي.. ولعل ما بقى من معالجات، وهو كثير، يجد خيطا يربطه في كتاب آخر..
أحمد بهاء الدين (1927 - 1996) صحافي مصري . رئيس تحرير مجلة صباح الخير ودار الهلال والأهرام ومجلة العربي الكويتية (1976 - 1982). وكان يكتب المقالات في العديد من الصحف المصرية والعربية تخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) عام 1946 وقد كان أحد أصغر رؤساء التحرير حين توليه رئاسة تحرير مجلة (صباح الخير) عام 1957 كان أول من هاجم عشوائية سياسة الإنفتاح الإقتصادي المتبعة في عهد السادات و ذلك بمقاله الأشهر السداح مداح وذلك أثناء رئاسته لتحريرالأهرام الجريدة الحكومية شبه الرسمية توفي عام 1996 بعد صراع مع المرض حيث قضى أخر ست سنوات من عمره في غيبوبة طويلة
مجموعة مقالات متفرقة للصحفي أحمد بهاء الدين لا تجمعها وحدة موضوعية واحدة ولكنها تدور في إطار لا يتخالف ويجمع قضايا تخص العالم العربي في كافة قضاياه الاقتصادية والثقافية والسياسية . وهو من أجمل الكتب التي تقرأها باستمتاع منقطع وتظهر قدرة الكاتب الأدبية ورشاقة قلمه وثراء اطلاعه وإجادته فنوناً وعلوماً من الحياة مختلفة . الغزو الحضاري ، الوحدة العربية ، الطبقة المتوسطة ، الأخلاق والسياسة ومعركة حقوق الإنسان .. وهكذا تتنوع الموضوعات وتتباين العناوين يجمعها الحاجة الشديدة لها في مرحلة بناء وإعادة إعمار الأمة العربية . ستعجبك قدرة الكاتب على التحليل العميق ومقارناته التاريخية والعصرية مع الجانب الغربي من هذا العالم ، كما أنه بعيد عن التعصب لفكرة ما أو توجه بعينه ولا يكتب بلغة متحمسة بقدر ما هي موضوعية لطيفة متعقلة . في بعض أجزاء الكتاب كنت أقرأها بصوت عالٍ واستمتاع لذيذ واكبها معلومات ثرية وتوصيف عميق ومنطقي وأفكار مميزة أدلى بها هذا الكاتب الصحفي المصري في كتابه الرائع .
كتاب يحلل المشاكل التى يعانى منها منها العالم العربى على المستوى السياسى والاجتماعى وربطها بالسياسات الخارجية....وتحدث عن الصراع بين الحضارات ..وقدم حلولا جزرية لما نعانيه فى زمن اليوم عن طريق تبنى مبدا الاصالة والتجديد
تروق لي دائما الكتب الجامعه لمقالات الكتاب ولا سيما لو كانت داخل إطار واحد مثل القومية العربية ومشكلات العرب..الكتاب يتناول كثير من المشكلات التي عانينا ولا نزال نعانى منها على المستوى العربي ويهدف للتفكير ف أصلها وإمكانية حلها..كتاب جيد.