نبذة الناشر: محاضرتان ألقاهما المؤلف في دمشق عن دور المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين وعن رسالة المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين ويلقي فيهما وصيته الأخيرة في مسجد المرابط ورابطة الحقوقين بدمشق يتلمس في ضمير أجيال المسلمين الخروج من أزمتهم الراهنة.
مالك بن نبي (1905-1973م) الموافق ل(1323 هـ-1393 هـ) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين يُعدّ المفكر الجزائرى مالك بن نبي أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك. وكان ابن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ"
ملخص شامل لأفكار لكتاب: الكتاب هو خلاصة فكر مالك بن نبي وآخر ما كتب، وكأني به وصيته الأخيرة التي أراد تبليغها قبل ان يتوفاه الله
يقول الكاتب في مستهل كتابه أن للمسلم دور كبير في الحياة ولا أفضل من الدور الذي ارتضاه الله له في قوله تعالى "لتكونوا شهداء على الناس" أما عن التوقيت فرأى مالك -رحمه الله- أنه حاسم لما يعيشه محور القوة والحضارة "واشنطن-موسكو" من تغيرات جذرية علميا، نفسيا واجتماعيا وثقافيا.. فبعدما كان أوربي القرن 18 او 19 يتربى على عقلية استعمارية توسعية لإخضاع البرابرة السود لسلطته (de Foucauld وHenry Morton Stanley كمثالين) أصاب تلك المبررات الروحية الاجتماعية فتور تدريجي مع الاكتشافات العلمية المتسارعة، فتور لم يجد ما يعوضه في نفسية الفرد المتحضر وهو ما أدى "لأزمة العالم المتحضر اليوم" التي نجد من أعراضها "الفلسفة الوجودية" الحائرة، التائهة. يسلط بن نبي ايضا في كتابه الضوء على ظاهرتي الانتحار والمخدرات اللتين توضحان جليا معضلة "تضخم الامكان الحضاري-تعطش نفسي" ما يفرز تآكل القاعدة المجتمعية الأهم -الشباب- لتنذر ببداية أفول العالم الغربي المتحضر. أفول يقابله على الخريطة الاثنية للعالم تراجع لديانات شرق آسيا وفقدان المسيحية لهيبتها في النفوس بالتوازي مع -تصاعد أعداد المسلمين: 1918 كان العدد 250حوالي مليون مسلم - السبعينات تجاوز حاجز المليار مسلم(كمّا) -وتراكم خبراتهم -حتى السلبية منها- (كيفا) أي أن الخطين يسيران بالتوازي ولنتقدّم كمسلمين لقيادة العالم وجب علينا بلوغ مستوى الغرب الحضاري أو تجاوزه.. وذلك بالتحكم في اللغة التي يفهمها الجميع ألا وهي العلم والتكنولوجيا والتمسك بالجانب الروحي العقدي السليم.. بهذا نكون في مستوى أعلى منهم فتنهمر رسالتنا لتروي القلوب والنفوس العطشى روحيا وتخدم حياتهم وتيسرها ماديا
رحم الله بن نبي وجعل ما خطّه في سبيل نصرة الحق يشفع له عند ربّه..
رسالة فكرية موجزة من محاضرتين ألقاهم "مالك بن نبي" عن دور المسلم ورسالته في نهاية القرن العشرين؛ يربط فيهما بين الفكر والفعالية، والصحة والصلاحية، والإقناع والاقتناع انطلاقاً مما انتهى إليه العالم في نهاية القرن العشرين من مرحلة فقد فيها ارتباطه بقداسة الوجود ومسوغاته التي اعتمد عليها في حضارته، موضحاً ما على المسلم من جهد كي يساهم في إعادة خلق مسوغات الحضارة؛ من خلال إعجاز الإقناع والاقتناع في رسالته كي تفي بمهمتها في إخراج العالم من أزمته الراهنة التي بلغها في نهاية الألفية الثانية ولا زالت تتفاقم حتى اليوم؛ وسائل رسالته تلك: معرفة نفسه دون مغالطة، ومعرفة الآخر من غير تعال وكبرياء، ومعرفة كيف يعرّف نفسه للآخر بعد عمليات التغيير والتنقيح.. كل ذلك من أجل قبول الرسالة، وصلاحيتها، وفعاليتها وأدائها لغايتها على أكمل وجه. <\b>
دور المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين هو عنوان محاضرة ألقاها مالك في مارس عام 1972، ثم أتمها بمحاضرة رسالة المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين في شهر مايو من نفس العام. كلا المحاضرتين ألقيا في مدينة دمشق.
دور المسلم: من العنوان ترى أن مالك قد اختص فترة زمنية معينة للحديث عنها (الثلث الأخير من القرن العشرين)، لم يأت هذا عشوائيًا بل لرؤيته إياها أنها فترة تجمعت فيها روافد التاريخ، وبفهمها واستيعابها؛ الأسباب والنتائج وما ترتب عليهما يمكن للمرء المسلم الانطلاق، والقيام بدور سيعد في تاريخه كدور استثنائي. بالنظر إلى مركز الثقل أي (محور واشنطن - موسكو) كونه جمع محاور القوة والعلم والحضارة وطبع عليه سمات هذه الحقبة، وتفكيكه؛ بمقارنة بين ما اكتسبه وما فقده والمحاولات التي قام بها لتعويض الجوهر المفقود (كالحركات الأدبية: الوجودية مثلا على خطى هديجر وسارتر وغيرهم) وتتبعها، نستخلص في النهاية أن هناك حالة داخلية جلية من الانشقاق أو الازدواجية تصيب هذا المجتمع. فعلى سبيل المثال، اتجاه سهم الاكتشافات الكبرى معاكس لاتجاه سهم التطور الروحي، والمحاولات التي يسعى من خلالها التعويض وسد الثغور؛ الأدبية أو حتى السياسة منها أخفقت بدورها، ليعتريه في النهاية حالة القلق والتيه.
ولأن التاريخ ينتهي في نقطة ما كي يتجدد، يرى مالك وكأن العالم يهيأ لتاريخ جديد، وهذا يحتم على المسلم أن يقف ويدرك الدور الاستثنائي الذي يمكن أن يبدأه من هذه النقطة المفصلية، نقطة التجدد. وهذا لا يعجزه! لأنه يملك ما لم يملكه غيره حين أصابته حالة القلق والتيه هذه؛ فهو يملك الإيمان الذي يحفظ له رمقه الروحي ويرفع أعماله إلى منزلة القداسة. وهذا هو الدور، وأترك هذا النص: . الرسالة: من بعد توضيح الدور يقف مالك المعلم المربي ويلقي رسالة خطها بأمله في هذه الأمة، وأختصرها في سؤالين: - فإن كان السؤال ما هي رسالة المسلم أمام حالة تتطلب الإنقاذ؟ = فالإجابة ستجمع في: "إنقاذ نفسه وإنقاذ الآخرين". - وإن كان السؤال، وماذا علي كفرد؟ = فالإجابة ستحدد: - أن يعرف نفسه - يعرف غيره بدون تجاهل أو تعالي - أن يعرِّف بنفسه؛ بالصورة المحببة، المنقاة، الصافية، والخالية من رواسب الاستعمار. صورته الحقيقة التي تلقاها من دينه وعمل بها. مدركًا، مصدقًا بأن:
رحم الله مالك وأحسن إليه كما أحسن إلينا. كان رحمه الله صادقًا مخلصًا.
أين كرامة المسلم؟ أين عزة المسلم؟ أين مجد المسلم؟ أين علم المسلم؟ أين نزاهة المسلم؟ أين بطولة المسلم؟ أين استشهاد المسلم؟ أين شهادة المسلم ولو على نفسه؟ المسلم فرَّط في كل هذا، المسلم فرَّط وضيع وأتلف كل هذا.
الكتاب : دور المسلم ورسالته في الثلث الاخير من القرن العشرين الكاتب : مالك بن نبي الناشر : دار الفكر - دمشق - سورية عدد الصفحات : 64 صفحة تصنيف : إسلام - ثقافة - حضارة - نهضة #تحدي_قراءة_7_في_7 =========== الكتاب الأول في #تحدي_قراءة_7_في_7 ولمن يلا يعلم هو عبارة عن تحدي لقراءة 7 كتب في سبعة أيام ، واشترطنا فيه أن تتجاوز الكتب المقررة 600 صفحة ثم في كتاب واحد أو عدة كتب ولكن عدة كتب قصيرة أفضل من حيث الوجهة لتشجيع الناس على القراءة والإنجاز لأن العقل يحب الإنجاز العددي الملموس أكثر من الإنجاز المكثف ، هذا عمومًا ، ثم أجبرت نفسي على قراءة 7 كتب لمفكر أو كاتب واحد لكي يكون الأمر مكثفًا أكثر فتعيش الأسبوع كله مع كاتب واحد ، ولا أدري أصنع أحدهم هذه الفكرة من قبل أم لا لكـن لا شك أنها وجدت قبلًا فما من فكرة فكرت فيها عمومًا إلا فكر فيها آخر .
الكتاب الاول هو كتاب " دور المسلم وثقافته في الثلث الأخير من القرن العشرين " لمالك بن نبي ، الكتاب على صغر حجمه عظيم الفائدة .
أدركت سماعي بالكاتب أول مرة في عام 2011 في ندوة متعلقة بمالك بن نبي ألقاها أستاذي وأعجبت حينها به وبمالك ، ثم بعد ذلك تابعت المسير فسمعته يرشح هذا الكتاب الصغير في محاضرة في 2017 تقريبًا وقررت أن أنتهي من إنتاجه ويبدو أننا سنبدأ .
الكتاب هو عبارة عن محاضرة أو اثنتين ألقاهما مالك ، الأولى في رابطة الحقوقيين بدمشق في 1972 ، والثانية في جامع المرابط في دمشق في نفس العام بعدها بشهرين .
في البداية نعلم جميعًا أن دور المسلم في كل القرون واحد بشكل عام ، ولكن مالك قد حدد رسالته بدور المثلث في الثلث الأخير فيوضح في البداية دور المسلم بعامة ، والخصائص التي ابتلي بها العالم في القرن العشرين ليخرج من الرسالة بدور المسلم في هذه الحقبة من الزمن بعد حروب عالمية ، وانهيارات متتالية لأفكار وسياسات أخرجت من البشر أسوأ ما فيهم .
وفي ظل هذا يتحدث عن الاستعمار وأعوانه ، ويتحدث في نفس الوقت عن المفهوم الذي طالما تحدث عنه وهو مفهوم القابلية للاستعمار أو القابلية للاستخذاء وكيف أن الاستعمار لم يخرج من البلاد حتى ولو خرج .
يتحدث كذلك عن حال الأطفال الذين ولدوا في هذا القرن ، حالهم وهم يولدون بأهداف استعمارية ، ورغبة في السيطرة وفرض القوة والتوسع على حساب كل الأمم الأخرى .
كان ذلك هو أساس المشكلة التي وجهتهم للبحث عن حلول ولكـن كل الحلول أتت بمشاكل أخرى كمحاولة الوجودية ، أو من الجانب السياسي محاولة الرجوع للأصل الأوروبي ومن خلال ذلك يوضح الحال الذي وصلت إيه هذه الدول اليوم والذي هو أشبه بالخواء الروحي حتى وإن حدث تراكم في عالم الأشياء .
ويتحدث كذلك عن الأديان وما وصلت إليه وتطور الإسلام وانتشاره على حساب الديانات والأفكار الأخرى وكأنه يقرر أن القادم هو الإسلام ، وأن نجمه على وشك البزوغ .
ومن هنا ينطلق ليحدد دور المسلم ورسالته من خلا�� آيات القرآن وخصوصًا الصف 61/9 " يظهره على الدين كله " ويوضح أن دور المسلم يبدأ باقتناعه هو ومن ثم إقناع العالم بعد ذلك برسالة الإسلام .
وفي النهاية يخبرك بأن ذلك يكون عن طريق أن ترتفع الحضارة الإسل��مية ليرتفع معها دور الإسلام وتوجد القداسة التي نزعت من العالم الغربي .
ولو توقف عند هذا لأصبحت مشكلة عويصة فماذا لو لم نستطع ذلك ، وماذا حتى نفعل ذلك ؟ ولكنه يكمل هذا في محاضرته الثانية ليوضح أن رسالة المسلم إنقاذ نفسه والآخرين وإن كنت تظن أنه لا يمكن أن يقوم لهذه الأمة قامة فإنك يذكرك بكيف قام هذا الدين في وسط أمم متصارعة يغلب على خريطة العالم كله ألوان غير الإسلام ، والإسلام بقعة صغيرة في مكة وفقط ولكنها سرعان ما أنارات العالم كله فلو فكرنا فيها بمقياس المنطق الحالي لأصابنا الإحباط ولو رجعنا إلى التاريخ لعلمنا إنه ليس مستحيلًا بل هو ممكن جدًا.
وفي النهاية يحدثك عن آية إن الله لا يغير ما بقوم لتسمعها وكأنك أول مرة تسمعها وتدرك حقائقها أو بعض ذلك ، فرسالتك أن تعرف نفسك أولًا ، وأن تعرف الآخرين لا بأن تتعالى عليهم ولا بأن تتجاهلهم ولكنك تعرفهم كمعرفتك لنفسك ولا تتسامى عليه بدعوى أنك معد للجنة والتكريم ، ومن ثم تعرف الآخرين بنفسك ، وصورتك الجديدة البعيدة عن السوء الذي وقعت فيه .
كتاب جميل يستحق القراءة مرات ، ورية عظيمة تنطلق من أن الحضارة ليست هي الميزان الذي نزن به الدول ، فلا يعظم الغرب لأنه قد سما في عالم المادة وفقط إن كان قد فقد الجانب الروحي الإشراقي ، ونبدأ من نقطتنا هذه الانطلاق لكي نحقق الرسالة من نفسك للآخرين .
يتحدث الكتاب عن دور المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين ، والسبب في أنه تحدث عن هذه الفترة بالذات هو أن هذه الفترة قد تعرض فيها العالم لتغيرات جذرية أثرت في مصير الإنسانية وقد سجل هذا القرن أحداث كبرى سواء في المجال العلمي أو في المجال النفسي والأخلاقي والديني، ولكي يستطيع المسلم أن يقوم بدوره على أكمل وجه وجب عليه فهم الحقبة الزمنية التي يعيش فيها وفهم متطلباتها ، ونحن نعيش في حقبة زمنية تشهد عملية هدم وتراجع في مجالات شتى ..فإذا قلنا أن دور المسلم هو تبليغ رسالة الإسلام فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف للمسلم أن يبلغ الإسلام؟ ما هي شروط ذلك؟ ما الطريق الذي سيسلكه المسلم ليقوم بهذه المهمة؟ كل هذه الأسئلة الجوهرية الرئيسية يجيب عليها الأستاذ مالك بن نبي في هذا الكتاب الصغير الحجم من حيث عدد الصفحات الكبير جداً من حيث عمق أفكاره وأهمية ما احتوى بين دفتيه من إجابة عن كل هذه الأسئلة السابقة. الكتاب يستحق القراءة وإعادة القراءة
رسالة صغيرة الصفحات كبيرة المعاني لكل باحث عن دور له ورسالته في هذه الحياة. ابن نبي - رحمه الله - يلقي علينا أخر محاضرة له في الحياة ليلعمنا دورنا ورسالتنا كمسلمين. الكتاب قليل الصفحات -زهاء الخمسين - فيقرأ بسهولة وسرعة ولكن يطبق بسنين أمداً. الكتاب يركز على ثلاث شروط يجب على الشخص ان يحققها لاكتساب دوره العريض: 1- ان بعرف نفسه 2- ان يعرف الاخرين 3- ان يُعرِّف الاخرين بنفسه
أنصح به أخواني وأخواتي الذين يحبون ان يعملوا شيء لأنفسهم وأمتهم
في محاضرتين ، يلقيها مالك بن نبي نقرأ فيها حيرة المسلم الذي فقد نهجه و أبتعد عن حقيقة رسالته المفروضة عليه تزامنا مع الأحداث التي جرت في الثلث الأخير من القرن الماضي و المتمثلة بصعود نجم الدول الصناعية و هبوط الدول التي تحتضن الإسلام... وفقا للكاتب فذاك من جزاء عمل المسلمين في الإبتعاد عن القدسية التي جاء بها الإسلام ضمن فطرة الإنسان ، و علاجها - على حد قوله - قائم على معرفة المرء لنفسه و للآخرين و تصويب ذاته بالعودة إلى الإسلام الصحيح و رغم انتقاد الكاتب للمجتمع الغربي و تصويره على انه مجتمع ألغى كل مضامين القدسية الإنسانية الا أنه اعتبره حقق نصره و تفوقه ماديا و هي حقيقة لا سبيل لإنكارها بينما المجتمع الإسلامي الذي انصرف عن دينه لم يحقق ذلك ، و بصراحة فقد كان ذلك مربكا بشدة ، فكيف لمبادئ قائمة على أساس ضعيف أن تكنْ سببا في وصول مجتمع و انحدار آخر؟!! و لعل فكر الاستعمار و خططه الشيطانية التي تفنن الغرب في قولبتها كانت السبب الأول في هذه السيطرة المطلقة على العالم !! يُحسب للكاتب محاولته في دفعنا نحو ديننا و ان كانت محاولته ليست ممنهجة بمنطق الإقناع على الأقل فيما يخص الخطوات التنفيذية للرسالة من الناحية العملية
الشعور الإيجابي الذي يبثه فكر وحديث هذا المسلم العظيم لا يصفه حرف. محاضرتين تختصران حياة، ليتنا نتفكر ونسعى لتطبيق هذه الوصفة على حياتنا كي لانخسر كما خسر العالم نفسه.
يمكننا تلخيص دور المسلم فيما يلي : تقديم مبرات جديدة للشعوب المتحضرة التي تعاني فراغاروحيا و حيرة و ذلك عن طريق تبليغ دين الإسلام . أما رسالته أمام ما يعافيه العالم من حالة طوارئ فهي إنقاذ نفسه و إنقاذ الآخرين عن طريق الإقناع و الإقتناع ؛ أي أن يكون في شخصه مقنعا للطرف الآخر و هذا الشرط لا يتحقق إلا إذا كان مقتنعه برسالته . و لا تتم رسالته إلا إذا اكتملت الشروط الثلاث: أن يعرف المسلم نفسه + أن يعرف الآخرين + أن يعرف الآخرين بنفسه
مالك بن نبي أحد أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين يمثل هذا الكتاب محاضرتين ألقاهما في دمشق بعنوان دور المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين يتميز بالكلام بطريقة إيجابية قل من يتكلم بها الآن (يضع في هذا الكتاب بضع نقاط هامة متمثثلة في (معرفة الإنسان لنفسه _معرفة الآخرين _ أن يُعرِّف الاخرين بنفسه
أجدُ أن دور المسلم ورسالته مستمرّين حتى الآن. ما رآه الكاتب من ازدواجية هذا العالم وتحضره وأزمته الإنسانية هي ذاتها التي يواجهها المسلم في القرن ال٢١. وعليه أن يحقق الشروط نفسها من أجل إنقاذه والآخرين، من معرفة نفسه ثم معرفة الآخرين ثم تعريف الآخرين بنفسه. يحلل الكاتب مشكلات العالم ويرى أنها قضية حضارة لذلك كانت جميع كتبه مندرجة تحت عنوان "مشكلات الحضارة"
#مراجعة–كتاب دور المسلم و رسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين.
اسم الكتاب :دور المسلم و رسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين المؤلف :مالك بن نبي عدد الصفحات :65 الكتاب هو عبارة عن محاضرة او بالأحرى محاضرتين ألقاهما الاستاذ مالك بن نبي سنة 1972 في مدينة دمشق سوريا، و هو عائد من رحلة الحج الاخيرة له. انطلاقا من الآية الكريمة {و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا }، يحدد مالك بن نبي دور المسلم الذي اختاره له الله في التاريخ ، و يضيف ان تخصيص القرن العشرين كتاريخ او كفترة هو لسببين أولها لطبيعة هدا القرن حيث تحققت فيه تغيرات جذرية و الإنسانية وصلت إلى نقطة اللارجوع ، و ثانيها هو الأحداث ذاتها التي حدثت خلاله ، سواء في مجال العلم او في المجال النفسي ،الاخلاقي و حتى الديني. كما يتميز هذا القرن بوجود مركز الفكر العالمي على محور (واشنطن -موسكو) و هو محور القوة ،العلم و الحضارة . فبعد ان فقدت الشعوب التي تعيش على هذا المحور مسوغاتها من رصيدها الثقافي و حياتها التقليدية الموروثة نتيجة ظريبة هذا القرن و ما حدث خلاله من حروب و استعمارات و تطور صناعي و ثقاقي ، بدأ هدا العالم المتحضو يعيش ازمة حقيقية فبعد ان شبعت البطون اصبحت الارواح متطلعة و لما لم تجد بديل او سند ديني ثقافي انهارت و استقالة من الحياة و هذا ما يظهر في حوادث الانتحار في أرقى الدول الأوروبية و ظاهرة تعاطي المخذرات الى غيرها من الموبقات. يضيف بن نبي ،ان حتى الدين لم يسلم من احداث هذا القرن ، المسيحية بدأت تتقلص مساحتها و هناك بعض الديانات اندثرت تماما ، مع ظهور الشيوعية التي يعتبرها بن نبي دين ، بالمقابل نرى الاسلام اتباعه يزيدون و انتشاره يتسع مع زيادة عدد السكان على محور (طنجة -جاكارتا) اذن الإنسانية تسير نحو قطب يتحقق فيه معنى الآية الكريمة { و هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله }، و من هنا يأتي دور المسلم في هذا القرن ليسد الفراغ في النفوس المتعطشة المنتظرة للمسوغات الجديدة لكن عليه أولا ان يرفع مستواه الى مستوى الحضارة او أعلى منها و بذلك يرفع الحضارة الى قداسة الوجود الي ربانية الوجود و لا قداسة لهذا الوجود الا بوجود الله.
اما عن رسالة المسلم فيضيف ب�� نبي ان رسالة المسلم يتمثل في انقاذ نفسه و انقاذ الآخرين و هذا لا يأتي الا بتحقيق شرطين مهمين :الاقتناع و الاقناع ، ففاقد الشيء لا يعطيه.
📝الاقتباسات : "اذا شبعت البطون قد تبقى الأرواح متعطشة ،تبقى الأرواح متطلعة. و حين لا تجد وجهة تتطلع إليها تفضل الإستقالة من الحياة... " " "...اذا أتى المسلم هكذا في صورة الانسان المتحضر ،الذي اكتملت حضارته بالبعد الذي يضيفه الإسلام إلى الحضارة (و هو بعد السماء) ،عندئذ ترتفع الحضارة كلها الى مستوى القداسة ،أي إن الوجود الذي فقد القداسة في القرنين الاخيرين خصوصا في هذا القرن ،تعود إليه قداسته لأن القداسة من الله و من الله وحده و لا شيء يعطي القداسة لهذا الوجود غير الله "
"قد تكون فكرة ما صالحة و ليست صحيحة ،و قد تكون فكرة صحيحة ثم فقدت في الطريق صلاحيتها لأية أسباب ،ألسن نشعر نحن مثلا بأن ديننا و هو أوضح من حيث الصحة من شمس النهار ،أنه الى حد ما و بسببنا نحن و بسبب تقاعسنا و تكاسلنا و نومنا في النهار فقد بعض صلاحيته ،كأن هذه الفكرة تبدو اليوم و كأنها فقدت صلاحيتها "
في الاخير انصح كل مسلم بقراءة هذا الكتاب حتى تتضح له دوره من الآية {و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا }.
أردتُ المرور على فكر مالك وهكذا تفريغ لمحاضرتين عن تطويع دور المسلم العام ليوائم احتياجات العصر وبرغم عدم اختلافي مع أفكاره إلا إن السرد اللغوي والترتيب المنطقي وترابط الأفكار الخاصة لتخدم فكرة عامة سيئ للغاية هنا وأتمنى يكون ده بسبب كونها محاضرة أو بسبب كونها في مقتبل عمره وأن أسلوبه نضج فيما بعد. أعتقد أنها ليست نهايتي مع أفكار مالك بن نبي وأعتقد أيضاً إن فكر عبد الوهاب المسيري مقارب لفكر مالك برغم إن المسيري بنى نموذج فكري شامل فسر من خلاله ظواهر عديدة بطريقة جميلة جداً.
مالك بن نبي في محاضرته الأولى أراد إيصال فكرة أن دور المسلم يكمن في أن يرفع مستواه لمستوى الحضارة أو أعلى منها كي يرفع الحضارة إلى قداسة أو ربانية الوجود، ويتحقق هذا لما يصير إنسانًا معاصرًا للناس شاهدًا عليهم بالتقى والورع. وفي محاضرته الثانية قال أن رسالة المسلم في أن يتخلص من كل صور التقهقهر والتخلف وقابلية الاستعمار ولا يظهر نفسه كعورة وأن يعتز بنفسه وقيمه الإسلامية ويطبقها.
كتيب لطيف لمحاضرتين القاهما بن نبي في دمشق في السبعينات وكانت عن وضعية العالم ومالاته ودور المسلم في ظل التغيرات التي شهدها في تلك الفترة وطغيان الحضارة الغربية ..
محاضرتان ألقاهما المفكر الجزائري مالك بن نبي في دمشق عن دور المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين وعن رسالة المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين ويلقي فيهما وصيته الأخيرة في مسجد المرابط ورابطة الحقوقين بدمشق يتلمس في ضمير أجيال المسلمين الخروج من أزمتهم الراهنة
"و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا". .. هكذا حدد دور المسلم عامة .. و لا دور له أشرف من هذا .. لكن المفكر مالك بن نبي أراد التعمق في هذا الدور و اكتشاف مدى خطورته في القرن العشرين خاصة .. القرن الذي شهد فيه العالم تغيرات جذرية رسمت نقطة عدم رجوع على محور الزمن .. القرن الذي هبت فيه أكبر عواصف التاريخ على الإنسانية ..
1- أول ما بدأ به مالك بن نبي محاضرته هي فكرة أن المجتمعات المتحضرة خاصة عندما تشعر بنفاد رصيدها الثقافي .. تبدأ بعمليات تعويض في شتى الميادين .. تعويض ثقافي .. و هي من أخطر المراحل الإنتقالية .. و رأيي الشخصي أننا نعيشها في أيامنا هذه .. نقص حاد في الوازع الديني الذي يعتبره مجتمعنا مصدر للثقافة (إن صح التعبير) .. نقص في الجانب الأخلاقي .. دون التطرق للجانب الثقافي الذي حدث و لا حرج ..
2- وقفت كثيرا أمام النظرة البعيدة للكاتب في هذه الفكرة خاصة .. حيث تحدث كثيرا عن الانحدار و التراجع المخيف في شتى المجالات الذي مس المجتمعات الأوروبية و الأمريكية .. و قال بأن الإفلاس هو طريق البداية .. يجب أن يفلس التاريخ حتى نعلم أنه قد حان وقت التغيير .. و هذا ما نراه في هذه المجتمعات بعد 40 سنة .. نرى تفوق كبير على مستوى محور العلم و الحضارة ..
3- توقف الكاتب طويلا عند الآية الكريمة :"هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله". .. أين يكمن دور المسلم في تحقيق معنى الآية الكريمة ؟ هل تروى الأرض العطشى لماء يجري تحت مستواها ؟ كذلك المسلم إذا أراد تعميم الفضل الذي أعطاه الله له .. حيث كلما ارتفع مستواه مقارنة بمستوى الحضارة .. كلما كان قادرا على تعميم الفضل .. حيث يكون قادرا عى أن يضيف للحضارة العلمانية .. قداسة الوجود
4- لخص الكاتب كل ما تحدث عنه في السابق .. أن المجتمعات الأوروبية تعيش حضارة .. حضارة كمية .. حضارة رمت بكل قدسية عرض الحائط .. عكس المجتمعات الإسلامية .. التي و رغم تراجعها اقتصاديا و حضاريا .. إلا أن القاعدة الأخلاقية لم تتغير (في ذلك الوقت) .. و هذا ما قد يساعد المسلم في تأدية رسالته .. و هي انقاذ نفسه و الآخرين
5- فاقد الشيء لا يعطيه .. من هذه الفكرة بدأ الكاتب حديثه عن دور المسلم .. حيث عليه ان يقتنع بفحوى رسالته حتى يتم تبليغها بالشكل المطلوب .. عليه أن تتوافر في رسالته كل شروط الاقناع و الاقتناع
6- و كي تقتنع برسالتك .. عليك بتغيير نفسك .. مصداقا للآية الكريمة :"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". .. نقولها علما و لا نقولها تبركا بالآية .. لأن الرسالة فقدت صلاحيتها بسبب تقاعسنا و تكاسلنا ..
فهل عندما نفهم أدوارنا .. نؤديها ؟ .. لا تكن جيفة سوداء يكفنها عويل مودعين .. لك شيء في هذا العالم .. فقم .
محضراتان ألقاهما مالك بن نبي جمعهما في هذا الكتاب تحت عنوان دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين..الكتاب عبارة عن نفحات طالما استفاض بها فكر المرحوم مالك بن نبي ..توصيات وجهها للشباب المسلم وحمله الدور المنوط به تقديمه .... في الأخير .. شخص مالك بن نبي الداء وأعطى الدواء ..
ماحضره جيدة من المفكر الكبير مالك بن نبى لتوضيح روعة الاسلام وامكانية تكيف الدين الاسلامى مع كل العصور وتقديمه لحلول لجميع مشكلات العصر عكس ما تعانى منه باقى الاديان
السلام عليكم و رحمة الباري و ليس من الكتب التي تقرأ في فضلات الأوقات، ولا من الكتب التي تقرأ مرة واحدة، وذلك لعمق افكاره وتشابكها وثرائه بشواهد تاريخية وجب التركيز معها..... فيه تحدث الكاتب عن الدور المنوط بالمسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين.... وقد أفرد المفكر هذه الفترة بالذات من القرن العشرين لأنها فترة حاسمة لكلا القطبين "المتحضر ودول العالم الثالث بما فيها دول العالم الإسلامي" العالم الإسلامي يعاني من أزمة تخلف عن الركب الحضاري (سياسيا، علميا،....) يصارع من ��جل البقاء وإثبات الذات.... اما العالم المتحضر في محاولة منه للتحضر والتقدم قد تعرى من كل المبادئ والقيم الأخلاقية فقد وقع ابناؤه في وحل الرزيلة والإدمان ووقعت نساؤه في الزنى والفسوق فأصبح يعاني من فراغ روحي رهيب... في ظل حالة الطوارئ هاته يبين مالك بن نبي رسالة المسلم فيصرح بجرأة تامة " عليه إنقاذ نفسه وإنقاذ الآخرين" نعم انقاذ الآخرين برسالة الإسلام..... وذلك دوره منذ أوجده خالقه... هذا الدور يستطيع المسلم القيام به إذا وفقط إذا: أولا اقتنع بأن له دور محوري إتجاه العالم وأزمته. وثانيا أن يقنع الآخر بكل فنية برسالته النبيلة السامية المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي وان الحل بها لا بغيرها . وذلك طبعا بعد أن يتعرف إلى هذا الآخر جيدا. وهذه الرؤية التي أوردها مالك بن نبي عن دور المسلم الإنقاذي لا تخرج عن الاطار العام للدور الذي حدّده الله عز وجل له عبر عصور التاريخ الى يوم الدين، قال سبحانه وتعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرّسول عليكم شهيدا" وحتى شروط قيام المسلم بدوره الحضاري مستندة الى قوله عز وجل " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما .
قد تكون هذه محاولتي الأولى مع المفكِّر مالك بن نبي، وشاءت الأقدار أن يكون هذا الكتاب آخرَ ما قاله.
في كتاب "دور المسلم ورسالته" - الذي يضمُّ محاضرتين قُدِّمتا في دمشق أوائلَ السبعينيَّات - يُحدِّثنا المفكِّر مالك بن نبي عن دور المسلم، وعن احتياج العالم إلى مسارٍ فكريٍّ جديدٍ غير الموجود في ذلك العصر؛ وهو العصر الذي تفجَّر بتياراتٍ كثيرةٍ كالبوهيميَّة والشيوعيَّة والاشتراكيَّة والرأسماليَّة والعلمانيَّة وغيرها. يقول إن العصر الحالي - ويعني به عصره - بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى تيارٍ جديدٍ في ظلِّ إثبات فشل التيَّارات الأخرى، ويؤكِّد بعباراتٍ جميلةٍ أنَّ الإسلام كان ولا يزال هو الأشراقَ الحقيقيَّ للحضارة، ومن خلاله سيُفتَح بابُ التاريخ من جديد...
قيل هذا في السبعينيَّات قبل زوال الكثير من الحركات التي اندثرت، وأجدُني اليومَ أرى صِدقَ ما قاله مالك بن نبي. إنَّ المسلمَ بدأَ بالفعل يتعلَّم من أخطائه، وأنَّ كثرةَ الأخطاء التي عاشها المجتمعُ الإسلاميُّ في قرنه الأخير بدأتْ أخيرًا تؤدِّي إلى بروز تيَّاراتٍ إسلاميَّةٍ أكثرَ صحةٍ، وبدأَ الكثيرونَ يدركون أنَّ العودةَ إلى الإسلام هي حلٌّ عمليٌّ وواقعيٌّ، وليست مجرَّد شعاراتٍ تُرفَع.
هذا الكتيبُ الصغيرُ قد أثَّر بي تأثيرًا عظيمًا، وأعتقدُ أنَّها ستكونُ بدايةَ رحلةٍ مع المفكِّر مالك بن نبي - رحمه الله -. وإنَّ أكثرَ ما أذهلني أنَّ هاتين المحاضرتين قد قُدِّمتا في مسجد المُرابط بدمشق، قبل أن يسيطر حافظ الأسد على زمامَ الحكم تمامًا. وهذا يُنبئنا عن اتجاهات الشعب السوري في تلك الفترة وعن ثقافته... وأتمنَّى حقًّا أن تعود سوريا إلى هذا المسار بعد رحيل بشار الأسد، إن شاء الله
كتاب صغير الحجم عظيم الفائدة وهو عبارة عن محاضرتين قيّمتين ألقاهما الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله في دمشق عام ١٩٧٢ والكتاب رغم صغر حجمه إلا أنه يُعتبر قد حوى على خلاصة فكر الأستاذ مالك بن نبي وتجربته وطموحه في عودة المسلمين إلى منصة الوجود الحضاري _الكتاب غنيٌّ بالمصطلحات والمفاهيم الخاصة بمالك بن نبي؛ التي قد تُصَعِّب الفهم على من لم يقرأ لمالكٍ أو يسمع عنه من قبل . فالمحاضرة الأولى يمكن أن تُلخّص -وأرجو أن لا أُخِلّ- بأنه على المسلم أن يرتقي بنفسه ليصبح صاحب الشهود الحضاري ليَسُدَّ الفراغ في النفوس الباحثة عن الحقيقة "..فيجب عليه أن يرفع مستواه إلى مستوى الحضارة أو أعلى منها كي يرفع الحضارة بذلك إلى قداسة الوجود،إلى ربانية الوجود.." ليُخلِّص الحضارة الحالية من دونيّتها ودنيويّتها. والمحاضرة الثانية تأكيد على المحاضرة الأولى وفيها جواب على سؤال (ما رسالة المسلم أمام حالة تتطلب الإنقاذ؟ ) فكان #جوابه :"إنقاذ نفسه وإنقاذ الآخرين" وذلك في كافة المجالات: التعليمي والتربوي ،والاقتصادي والسياسي،والنفسي والثقافي ولا يتحقق ذلك إلا "..بتحقيق شرط جوهري وهو تغيير ما بنفسه وتغيير ما في محيطه مصداقاً للآية الكريمة { .... إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ ... } " [سُورَةُ الرَّعۡدِ: ١١] وهذا التغيير يتطلب من المسلم:1 _أن يعرف نفسه 2_أن يعرف الآخرين 3_ان يُعَرِّفَ الآخرين بنفسه، بعد أن يكون قد تعالى على عقدة النقص ،ورتب بيته من الداخل.