سوف اعود يوما عندما يأتى الربيع وأتى الربيع وبعده كم جاء للدنيا..ربيع والليل يمضى..والنهار فى كل يوم أبعث الآمال فى قلبى فأنتظر القطار.. الناس عادت..والربيع أتى وذاق القلب يأس الانتظار أترى نسيت حبيبتى؟!!
شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرا من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.
ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.
تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام. الموقع الرسمي لفاروق جويدة
سأعترف بخجل أنني كائن غير شعري، لا اقرأ الشعر، لا تحتوي مكتبتي دواوينه، هذا لا يعني أنني خلي منه تماما ً، لا... فالأبيات العبقرية تطربني عندما اقرأها، ولكن هذا كل شيء، لم أتناول يوما ً من الأيام ديوانا ً لشاعر لأقرأ فيه ولأتأمل، تعاملي مع الشعر مثل تعاملي مع الأخبار، تصلني ولا أبحث عنها.
أما لماذا؟ فلدي تفسيراتي لهذا؟ أولا ً لأني بدأت قراءاتي متخفيا ً، عندما كنت طفلا ً كانت القراءة ممارسة غريبة، مضحكة نوعا ً ما لمن حولي، الأهل كانوا يرون أنك تفسد عينيك الثمينتين، الأطفال الآخرون كانوا يرون أنك بهذا مختلف، وللاختلاف ثمنه في عالم الأطفال.
على أي حال، عندما تمارس نشاطا ً متخفيا ً - وقد لاحظت هذا في كثير من الأنشطة التي مارستها في حياتي تحت الأستار، أي طفل خجول كنت !! – فإنك تتعامل معه بطريقة مختلفة، فكتبي مثلا ً كانت في الأدراج مستورة لا في الرفوف، كانت بحجم الجيب، بحيث يسهل نقلها وإخفائها، اقرأها في الفراش، وأخبئها تحت الوسادة عند النوم، وكانت روايات فقط، كنت أعمل بمنطق اللصوص، أشتري ما خف وزنه وغلا ثمنه، فلذا لم أكن أرغب في إنفاق مالي ووقتي إلا على قصة طويلة، لا أريد شعرا ً، لا أريد قصصا ً قصيرة، أريد فقط قصة، بطلا ً، أحداثا ً، كل التفاصيل التي تمنح الرواية مذاقها الخاص.
من الأسباب الأخرى التي أرى أنها دفعتني لذلك، العقلانية الصارمة، الميل إلى تحليل وتفكيك الأشياء، ونحن نعرف جيدا ً أن الشعر، يحتاج إلى أن تقرأه بقلبك، بروحك، لا بعقلك، يفقد الشعر قيمته عندما نحاول عقلنته، عندما نريد منه أن يتخلى عن المبالغة، لذا كانوا يقولون أعذب الشعر أكذبه، وهي عبارة صحيحة، صيغت بطريقة خاطئة، لأن الصدق والكذب، لا يجب أن يرتبطا بالأدب، فالأدب كله قائم على أساس تواطئ مبدئي بين القارئ وكاتبه أو شاعره، كلاهما متفق على أنه لا يفترض بالقصة أو القصيدة أن تكون حقيقية، حتى ولو كانت تعتمد على أصل حقيقي، حتى ولو كانت مقتبسة من أحداث حقيقية، إن إبداع الكاتب والشاعر هو أن يشعرك بأن كل ما يقوله حقيقي، إبداعه هو أن يأخذك إلى الحافة، بحيث تشعر بأن كل ما يحدث حقيقي، بينما أنت تعرف تماما ً بأنه ليس كذلك، وأن للخيال نصيب وافر من الكتابة، ومن القصيدة.
لماذا لم تعمل العقلانية بذات المنطق مع الرواية؟ لأن الرواية تخضع للنقد العقلاني، يمكنك أن تحلل القصة، الأحداث، الشخصيات، يمكنك أن تغض بصرك عن أن القصة كلها غير حقيقية، ولكنك تنشغل بما دون ذلك، أما الشعر فلا أدري كيف يمكنني تناوله، ربما على جرعات، أبيات صغيرة ممتعة، مقتطعة من قصائد، يتجلى في هذه الأبيات جمال السبك، وحلاوة المعنى.
فلذا قراءتي الآن لدواوين فاروق جويدة، هي محاولة لوصل الود المقطوع، بل إن كنت صادقا ً مع نفسي ومعكم، أنا الآن اقرأ دواوينه كنابش قبور، أنا أفتش عن أبيات قرأتها له ذات يوم، أعجبتني كثيرا ً، وحفرت اسمه في ذهني، نسيت الأبيات تماما ً، لا أذكرها، أذكر فقط ذلكم الشعور اللذيذ، المرتبط بذكرى أحن إليها كثيرا ً، ترهق روحي، فلذا تناولت مجرفتي وبدأت أنبش الدواوين بحثا ً، وفي السطور التالية سأنقل لكم ما يقع بين يدي من أبيات:
من قصيدة (عندما ننتظر القطار):
قد قلت: سوف أعود يوما عندما يأتي الربيع و أتي الربيع و بعده كم جاء للدنيا.. ربيع و الليل يمضي.. و النهار في كل يوم أبعث الآمال في قلبي فأنتظر القطار.. الناس عادت.. و الربيع أتى و ذاق القلب يأس الانتظار أترى نسيت حبيبتي؟ أم أن تذكرة القطار تمزقت و طويت فيها.. قصتي؟ يا ليتني قبل الرحيل تركت عندك ساعتي فلقد ذهبت حبيبتي و نسيت.. ميعاد القطار..!
ومن قصيدة (بالرغم منا قد نضيع) والقصيدة كلها بعثت في روحي قشعريرة، هزتني بقوة ولكني أردد أبياتها الأخيرة، حيث كان الوالد يحث ابنه على أن يغسل همومه بركعتين في الحسين ولكن الابن بعد سنوات يرد قائلا ً:
أبتاه..
بالأمس عدت إلى الحسين..
صليت فيه الركعتين..
بقيت همومي مثلما كانت
صارت همومي في المدينة
لا تذوب.. بركعتين!!
ومن قصيدة (إلى مسافرة):
لو كنت أعلم أنني سأذوب شوقا.. و ألم لو كنت أعلم أنني سأصير شيئا من عدم لبقيت وحدي أنشد الأشعار في دنيا.. بعيدة و جعلت بيتك واحة أرتاح فيها.. كل عام و أتيت بيتك زائرا كالناس يكفيني السلام..
ومن قصيدة (لو عادت الأيام):
من قال إن العمر يرجع للوراء؟! الدهر أعطانا الكثير المال و الأبناء والبيت.. الكبير لكنني ما زلت أشعر بالضياع ما زلت يجذبني حنين نحو صدر أو ذراع فسفينتي الحيرى تسير بلا شراع أمضي هنا وحدي و لا أدري المصير أهفو ليوم أدفن الأحزان في صدري و أمضي كالغدير لو عادت الأيام و رجعت يا دنياي كالطفل الصغير
ومن قصيدة (قلب شاعر):
يا رب.. ما عاد طيف الحب يحملنا إلى همس المشاعر فالحب أصبح سلعة كالخبز.. كالفستان أو مثل السجائر! أما أنا.. فقد كنت أحمل في حنايا الروح يوما.. قلب شاعر الحب عندي كان أجمل ما يقال و الشعر في عمري تلاشى.. كالظلال و غدوت مثل الناس أحمل كل شيء..الحب عندي.. و الصداقة.. و الوفاء.. كالخبز.. كالفستان كالأضياف في وقت المساء و نسيت أني كنت يوما أحمل الخفقات في قلب كبير و بأن حبي كان في الأعماق كالطفل الصغير
النّاس لا تخشى النهارْ من قال إن النور يأتي بالدمار الخوفُ دوما لا يجيء مع النهار قد علمونا الخوفَ ... إذ كنا صغار قد صنفونا في الحياة ..هنا اليمين ..هنا اليسار لا تتركوا الأقزام تخدعكم بفكر مستعار أو تجعلوا الأمسَ الحزين يعود في ذكرى ... شعار لا تتركوا الليل الرهيب يعودُ يغتال النهار
بعض الذكريات لا تموت تتوارى في مكان ما لشهور وحتى سنوات ..وبمشهد في فيلم ما "أو اغنية أو حتى قصيدة تقوم من سباتها وقصيدة " وتحترق الشموع كانت كتذكرة سفر نحو الماضي ب حلوه ومره لقائي الأول مع فاروق جويدة..قرأتها قبل عشرة سنوات "في رواية " بنات الرياض قرأت بعدها الكثير مما كتب جويدة ..ولكن تبقى هذه القصيدة من القصائد المطبوعة في ذاكرتي والقريبة من قلبي ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️ أترى ستجمعنا الليالي كي نعود..و نفترق اترى تضيء لنا الشموع ومن ضياها..نحترق أخشى على الأمل الصغير بأن يموت ..ويختنق اليوم سرنا ننسج الأحلام وغدا سيتركنا الزمان حطاما وأعود بعدك للطريق لعلني أجد العزاء وأظل أجمع من خيوط الفجر أحلام المساء و أعود أذكر كيف كنا نلتقي والدرب يرقص كالصباح المشرق و العمر يمضي في هدوء الزئبق شيء إليك يشدني لم أدر ما هو..منتهاه يوما أراه نهايتي يوما أرى فيه الحياة
أو نلتقي بعد الوفاء .. كأننا غرباء لم نحفظ عهودا بيننا يا من وهبتك كل شئ إنني ما زلت بالعهد المقدس .. مؤمنا فإذا انتهت أيامنا فتذكري أن الذي يهواك في الدنيا .. أنا
ليتني ما كنت إلا بسمة تلهو بثغرك ليتني ما كنت إلا راهبا في نور قدسك أنثر الأزهار حولك أجعل الدنيا رحيقا يحمل الأشواق نحوك أجعل الأيام طيفا هادئا.. يهفو لظلك ليتني طفل صغير يحتمي في ظل صدرك
الحب عندي كان أجمل ما يقال و الشعر في عمري تلاشى.. كالظلال و غدوت مثل الناس أحمل كل شيء..الحب عندي.. و الصداقة.. و الوفاء.. كالخبز.. كالفستان كالأضياف في وقت المساء و نسيت أني كنت يوما أحمل الخفقات في قلب كبير و بأن حبي كان في الأعماق كالطفل الصغير ** و رحلت عنك بلا وداع و نسيت أحلاما تلاشت كالشعاع حب قديم تاه منا في الضباب أمل توارى في الليالي أو تبعثر في التراب عمر تبدد في العذاب حتى الشباب قد ضاع منا و انتهى عهد الشباب أترى يفيد هنا العتاب؟! أبدا ودعك من العتاب.. ** و أظل وحدي أخنق الأشواق في صدري فينقذها الحنين.. و هناك آلاف من الأميال تفصل بيننا و هناك أقدار أرادت أن تفرق شملنا ثم انتهى.. ما بيننا و بقيت وحدي ** مازال في قلبي بقايا .. أمنية أن نلتقي يوماً ويجمعنا .. الربيع أن تنتهي أحزاننا أن تجمع الأقدار يوماً شملنا فأنا ببعدك أختنق لم يبقى في عمري سوى أشباح ذكرى تحترق أيامي الحائرة تذوب مع الليالي المسرعة وتضيع أحلامي على درب السنين الضائعة بالرغم من هذا أحبك مثلما كنا .. وأكثر مازال في قلبي.... بقايا أمنية ** و رجعت وحدي في الطريق اليأس فوق مقاعد الأحزان يدعوني إلى اللحن الحزين و ذهبت أنت و عشت وحدي.. كالسجين هذي سنين العمر ضاعت و انتهى حلم السنين **
و تشدنا الأيام في وسط الزحام فنتوه بين الناس بالأمل الغريق و نسير نحمل جرحنا الدامي العميق... و نظل نبحث في الزحام عن العهود الراحلة كالطير تبحث في الشتاء عن الصغار الليل.. و الألم الجريء و لوعة الشكوى و طول الانتظار
*********** الحب أن نجد الأمان مع المنى ألا يضيع العمر في القضبان ألا تمزقنا الحياة بخوفها أن يشعر الإنسان.. بالإنسان أن نجعل الأيام طيفا هادئا أن نغرس الأحلام كالبستان
ما أحقرَ الدنيا وما أغبى الحياة فالحبُّ في الدنيا كأثواب العُراهْ فإذا صعدتم للسماء سترون أن العمر وقتٌ ضائعٌ وسط الضباب سترون أن الناس صارت كالذئاب سترون أن الناس ضاعت في متاهات الخداع سترون أن الأرض تمشي للضياع سترون أشباح الضمائرِ.. في الفضاءِ.. تمزقتْ سترون آلامَ الضحايا.. في السكونِ.. تراكمتْ وإذا صعدتم للسماءْ.. سترون كل الكون في مرآتِنا سترون وجه الأرضِ في أحزاننا
عن الوفاء والحنين إلى اللقاء، عن الأمنيات والأحلام الحائرة، عن العُمر الضائع والمُدن المنسيّة .. عن قلبك وأنت تضعه في ديوان شعر .. وعن الجمال المُبهر لدى فاروق جويدة
،
يوماً قضيتُ العُمر أشرب قهوتي وأدور في الطرقات .. أبحث عن جدار لا شيء يؤوينا فكيف الحب يحيا في الدمار ؟
،
شيءٌ إليكِ يشدّني لم أدر ما هو منتهاه؟ يوماً أراه نهايتي يوما أرى فيه الحياة آه من الجرح الذي يوما ستؤلمني يداه آه من الأمل الذي ما زلت أحيا في صداه وغداً سيبلغ منتهاه
ما كنت أدرك أنني سأصير روحا حائرة في القلب أحزان.. و في جسمي جراح غائرة
_______________________
هكذا كان القضاء قدر أراد لنا اللقاء ثم انتهى ما بيننا و بقيت وحدي للشقاء
_______________________
ليتني ما كنت إلا بسمة تلهو بثغرك ليتني ما كنت إلا راهبا في نور قدسك أنثر الأزهار حولك أجعل الدنيا رحيقا يحمل الأشواق نحوك أجعل الأيام طيفا هادئا.. يهفو لظلك ليتني طفل صغير يحتمي في ظل صدرك * * * مع الأيام يا حبي سأبعث للهوى الزهرا و أبقى العمر يا دنياي أنشده.. مع الذكرى فأنسى أننا نحيا كعصفورين.. و افترقا و أنسى أننا كنا شعاعا ضل و احترقا و أنسى أن أيامي غدت من بعده أرقا * * * سأبعث يا هواي اللحن أنغاما.. تعزينا و سوف أراه أشواقا تداعبنا.. تمنينا بأن لقاء غربتنا غدا في البعد.. يأتينا فإن غاب الهوى عنا ففي الذكرى تلاقينا
____________________________
يا رفيق الدرب تاه الدرب منا في الضباب يا رفيق العمر ضاع العمر و انتحر الشباب آه من أيامنا الحيرى توارت في التراب آه من آمالنا الحمقى تلاشت كالسراب * * * يا رفيق الدرب ما أقسى الليالي.. عذبتنا حطمت فينا الأماني.. مزقتنا ويح أقداري لماذا جمعتنا؟! ليتها في مطلع الأشواق كانت.. فرقتنا.. * * * لا تسلني يا رفيقي كيف تاه الدرب منا نحن في الدنيا حيارى إن رضينا.. أو أبينا حبنا نحياه يوما.. و غدا نجهل أينا!!
_____________________________
الزهر يذبل في العيون و العمر يا دنياي تأكله.. السنون و غدا على نفس الطريق سنفترق و دموعنا الحيرى تثور.. و تختنق فشموعنا يوما أضاءت دربنا و غدا مع الأشواق فيها نحترق
شيءٌ إليكِ يشدُّني لم أدرِ ما هو منتهاه يومًا أراه نهايتي يومًا أرى فيه الحياة آهٍ من الجرح الذي يومًا ستؤلمُني يداه آهٍ من الأمل الذي ما زلت أحيا في صداه وغدًا..سيبلغ منتهاه
لم يأخذ منى الكثير من الوقت لكنه أخذ منى الكثير من الدموع فكما توقعت من شاعر الأحزان فاروق جويدة أن تبكينى كلماته وأجمل قصيدة فى هذا الديوان وأكثرها تأثيرا بالنى هى قصيدة " قلب شاعر" قلب شاعر ----------------------------------- و نظل تحملنا السنين يوما إلى الأحزان تأخذنا و آخر للحنين.. يا رب كيف خلقتنا الحب درب البائسين قد نستريح من العذاب قد ندفن الأحزان في لحن يردده الهوى أو نظرة تنساب في ذكرى.. عتاب أو دمعة نبكي بها حلم الشباب * * * يا رب.. ما عاد طيف الحب يحملنا إلى همس المشاعر فالحب أصبح سلعة كالخبز.. كالفستان أو مثل السجائر! أما أنا.. فقد كنت أحمل في حنايا الروح يوما.. قلب شاعر الحب عندي كان أجمل ما يقال و الشعر في عمري تلاشى.. كالظلال و غدوت مثل الناس أحمل كل شيء..الحب عندي.. و الصداقة.. و الوفاء.. كالخبز.. كالفستان كالأضياف في وقت المساء و نسيت أني كنت يوما أحمل الخفقات في قلب كبير و بأن حبي كان في الأعماق كالطفل الصغير * * * و وجدت نفسي أنتهي.. و غدت حياتي كالضباب أسير فيها.. كالغريب و نسيت أني كنت يوما شاعرا و بأن حبي كان في الأعماق بحرا ثائرا و بأنني أصبحت ذا قلب عجوز لا شيء عندي غير ذكرى.. أو حكايات قديمة أو همسة مرت مع الأيام أو شكوى.. عقيمة أو دمعة تهتز في عيني و يخفيها نداء.. الكبرياء أو بسمة كانت تحلق في حياتي.. كالضياء ماذا أقول و أنت يا قلبي تموت عد للحياة يكفيك في الدنيا صفاء الروح أو همس المشاعر لا تنس يا قلبي بأنك ذات يوم كنت.. شاعر
ينهي جويدة مجموعة قصائده بخُلاصة : لا تتركوا الليل الرهيب يعود يغتال النهار..
- لا تتركوا الليل الرهيب يغتال نهار الحُب، المودة، الفراق، القلب الرقيق، الحني��.. الليل يغتال كل تفاصيل حياتنا ، يجتاحنا الحنين، نشعُر بالحاجة، نشعرُ بالحب، نفتقد، نتذكر كل من نسونا، وننسى كل من تذكرّنا ونعيشُ في الليل على الهامش ، على هامشٍ يبعد عنّا متر واحد يشبهنُا ، يقلّدنا ويرى نفسهُ فينا.
أبتاه أيامي تمضي هنا مع الحزن العميق.. *** من يمنح الغرباء دفئاً في الصقيع؟ *** أونلتقي بعد الوفاء.. كأننا غرباء لم نحفظ العهود بيننا *** ما عاد في عمري سوى أشباح ذكرى تحترق *** وتحطمت أحلامنا الحيرى وتاهت.. في الرمال.. *** وأراكِ في وسط الزحام طيفاً بعيداً كالضياء ويطير قلبي من ضلوعي في النداء عودي إليَّ إني افتقدت الحب بعدكِ والصديقْ لا تتركيني في ضباب العمر وحدي كالغريقْ... *** ورأيت قلبي في الحنايا يحترق *** ومضيت وحدي في الطريق وسمعت في جيبي دبيباً.. خافتاً وأصابعاً تلتف تلتمس الخفاء ونظرت خلفي في اضطراب طفلُ صغيرُ.. لاتغطيه الثياب لم يا بنيَّ اليوم تسرق أين أنت من الحساب؟ يوما ستلقى الله.. لم ينطق المسكين قل بلهفةٍ: الله.. من في الأرض يخشى الله يا أبتاه.. الجوع يقتلني ولا أجد الرغيف والدرب كالليل المخيف.. *** ومضيت وحدي.. في الطريق شابٌ تعانق راحتاه يد القدر يمضي كحد السيف منطلق الأمل وتعثر المسكين في وسط الطريق هزمته أحقاد البشر قد ضاق بالأحزان من طول السفر أين البريق وأين أحلام العمر؟! ضاعت على الطرقات في هذا الوطن شيءٌ من الأيام ينقصني بقايا.. من زمن قالوا بأن الشعر أسود والسنين قليلة! أنا عند كلَّ الناس طفلٌ في الحياة.. لكن ثوب العلم فيك مدينتي ثوب العراة.. فمتى يبلغ بياض الشعرِ منتهاه؟؟ *** ورحلتُ عنك بلا وداع وطويتُ بين ضباب أيامي حكايات قديمة أنشودة ذابت مع الأيامِ أو شكوى عقيمة وتركت أيام الضياع *** ورحلتُ عنك بلا وداع ونسيت أحلاماً تلاشت كالشعاع حبٌ قديمٌ تاه منا في الضباب أملٌ توارى في الليالي أو تبعثر في التراب *** كلماتنا صارت تُباع وتشترى وبأبخس الأسعار.. بالمجانِ *** وشبابنا جعلوا الحياة قضيةً إما يمينٌ.. أو يسارٌ قاني ونسوا ترابَ الأرض ويحَ عقولهم هل بعد "طين الأرض" من أوطان؟ *** أخشى على الأمل الصغير بأن يموت.. ويختنق اليوم سرنا ننسج الأحلاما وغداً سيتركنا الزمان حطاماً ***
صدقاً.. لقد شعرت أنني كنت اقرأ نفسي.. قد يقول البعض كئيب.. ولكني اراه واقعياً جدا..
لست من هواة قراءة الشعر. بدأت قراءة هذا الديوان مدفوعًا بالفضول عندما رأيته ضمن قوائم قراءات بعض الأصدقاء. شخصيًا أحببت هذا الديوان للشاعر فاروق جويدة .. خفيف ولطيف .. وأجمل ما قرأت فيه:
ما عاد نبض الحب .. في وجداني الحب أن نجد الأمان مع المنى ألا يضيع العمر في القضبان ألا تمزقنا الحياة بخوفها أن يشعر الإنسان .. بالإنسان أن نجعل الأيام طيفًا هادئًا أن نغرس الأحلام كالبستان ألا يعاني الجوع أبنائي غدًا ألا يضيق المرء .. بالحرمان أخشى بأن يقف الزمان بحسرة ويقول كانوا .. لعنة الإنسان
روعة أقل ما أقول في شعر فاروق جويدة اقتبست منه هذه الفقرات
من أنت.. قالت: نحن الذين نجيء في صمت و نمضي في سكون نحن الحيارى الصامتون نحن الخريف المر نحن المتعبون تتربع الأحزان في أعماقنا.. تتجسد الآلام في أعمارنا.. لا شيء نعلم في الحياة و ليس تعنينا.. الحياة فالعمر يبدأ.. ثم يبلغ منتهاه إني قضيت العمر في هذا المكان ما جاءني ضيف و لا عشت الزمان لم جئت تسأل؟ لا تسل عنا فنحن التائهون نحن الرغيف الأسود المغبون نحن الجائعون...!!
*********************
يا رفيق الدرب تاه الدرب مني
رغم هذا سأغني
فأنا بالشعر أحيا كالغدير المطمئن
إنما الشعر حياة و خلود.. و تمني
**************************
ما أجبن الإنسان يدفن عمره ليعيش تحت السوط.. و السجان و يقول حظي أن أعيش ممزقا و أظل صوتا.. لا يراه لساني
أتُرى ستجمعنا الليالي كي نعودَ .. ونفترق ؟ أترى تضئ لنا الشموع ومن ضياها.. نحترق ؟ أخشى على الامل الصغير بأن يموت .. ويختتق اليوم سرنا ننسجُ الاحلاما وغداً ستركنا الزمان حطاما واعودُ بعدك للطريق لعلني أجدُ العزاء واظل اجمع من خيوط الفجر احلام المساء واعود اذكر كيف كنا نلتقي والدرب يرقص كالصباح المشرق والعمر يمضي في هدوء الزئبق شئً اليك يشدني لم ادر ما هو منتهاه ؟ يوماً اراه نهايتي يوماً ارى فيه الحياة آه من الجرح الذي يوماً ستؤلمني .. يداه آه من الامل الذي ما زلت احيا في صداه وغداً سيبلغ منتهاه
يكتب جويدة كمن يسكب روحه في سطورٍ تتقاطع فيها المواعيد المكسورة مع صدى الربيع المؤجل، فتغدو الكلمة عاشقةً هي الأخرى، تخاف الفراق وتستبقي النور في ليلها. لغته ناعمة كهمس النسيم، لكنها تمضي إلى الأعماق كالسكين؛ صافية، موجعة، ومضيئة في آن.
في هذا الديوان، الحبّ لا يشيخ، بل يتجدّد في كل بيت، في كل دمعةٍ تلمع على صفحةٍ من الشعر، وفي كل وعدٍ مؤجلٍ ينتظر قطار اللقاء. يكتب عن الرحيل كأنه ولادة أخرى للحنين، وعن الحبيبة كأنها قدرٌ يسكن الذاكرة ولا يبرحها.
«حبيبتي لا ترحلي» عملٌ يشبه نغمةً تبقى عالقةً في القلب بعد أن يخفت الغناء؛ ديوانٌ يُذكّر بأن أجمل ما في الحبّ أنه، حتى وهو ينكسر، لا يفقد قدرته على الإضاءة.