ما بين الحرملك الذي لم تغلق قاعاته بعد، والحرية التي تلوح وتغيب كسراب مراوغ، كان الحب وسيظل أقوى أسلحة المرأة ونقطة ضعفها في الوقت ذاته، فسواء كان أخوياً أو أمومياً أو غير ذلك، فإنه يضعفها ويلهيها في أوقات كثيرة عن نفسها لكنها، وهنا روعة فضاء الأنوثة-تحيل الضعف إلى قوة وتراهن دائماً على انتصار الحب لقناعتها الدفينة بأنه مركز الكون، وبحضور التجدد والكيمياء السحرية التي تدخل في تركيب جميع معادلات الوجود.
لقد كان الحب والحرية والحنان منذ عصر الكهف إلى عصر الفضاء؛ ورغم قسوة الحرملك وتعدد أشكاله واختلاف سجن بنائيه ومنظّريه وسجّانيه، ظلت المرأة تغدق الحب، وتفيض بالحنان وتقاتل في سبيل التحرر، والتقدم، وتجميل وجه الحياة.
ضمن هذه المناخات يحاول الكاتب رصد هذه الأوديسة النسائية وتجلياتها في الأدب والسياسة والإعلام والتاريخ والفكر متتبعاً إياها من خلال الشخصيات التي ساهمت تراثاً ومعاصرة في تقديم إضافات ثرية ومميزة لتدعيم أعمدة فضاء الأنوثة، متوقفاً عند كتب وكاتبات، وروايات وروائيات، ومتعرضاً لأشهر معارك النسوية العربية والدولية، دون نسيان الرموز الكبرى وإنجازاتها وتجليات الأنوثة الأسطورية والواقعية في المخيلة والفنون هذا وقد كان للنساء النادرات وللظواهر التي رافقت مسيرة تحرر المرأة شرقاً وغرباً النصيب الأوفى في فصول هذا الكتاب.
الدكتور محيي الدين اللاذقاني (سورية). ولد عام 1951بقرية سرمدا. حصل على تعليمه الأولي في قريته, ثم انتقل إلى مدينة حلب فتابع دراسته الثانوية والجامعية, ومن جامعة الإسكندرية حصل على الماجستير والدكتوراه. تنقل بين أكثر من موقع إعلامي في الوطن العربي والمهجر, وعرف بكتابته لعموده اليومي (طواحين الكلام) الذي كتبه بصفة دورية في أكثر من صحيفة عربية. خصص الشاعر ديوانه الأول, ومعظم قصائد ديوانه الثاني للشعر السياسي, ولكن بعد أن اغتنت تجربة الشاعر الإنسانية في منفاه الاختياري, واستقر في لندن بصفة دائمة منذ أوائل الثمانينيات, أقلع عن كتابة الشعر السياسي. دواوينه الشعرية: عزف منفرد على الجرح- 1973 انتحار أيوب 1980- أغنية خارج السرب 1988. أعماله الإبداعية الأخرى: الحمام لايحب الفودكا (مسرحية) 1991. مؤلفاته: دراسات في الإعلام التربوي - ثلاثية الحلم القرمطي.
اقتربي أيتها المرأة , واسمعي ما يجب علي أن أقوله وجِّهي فضولك مرةً نحو الأشياء المفيدة وتفكري في المزايا التي منحتك إياها الطبيعة وسلبها منك المجتمع تعالي وتعلمي كيف ولدت رفيقة الرجل وكيف أصبحت عبدته كيف أُنشئت لتحبي وضعك وتظني أنه طبيعي وأخيراً كيف أن التعود الطويل على العبودية قد حطَّ من مكانتك حتى صرت تفضلين نقائضها التي تستنزف طاقتك لأنها مريحة على فضائل الحرية
القراءة الأولى للأستاذ محي الدين اللاذقاني والحقيقة نحن كشعب سوريا لم نعرف اللاذقاني إلا كسياسي معارض لحكم الأسد وجدته يدعو لتحرر المرأة كمفتاح لتحرر المجتمعات
لقد كان محقا حين قال أن وضع المرأة هو نتاج ثقافة ذكورية بحتة لو تم وضع خيانة الأزواج على نفس مستوى الزوجات في قصص ألف ليلة وليلة في التراث الاسلامي التي لم تنطق الا بالمباح في أعراف مجتمعها لما تمتع أحفاد شهريار بتلك المساحة من التسامح والتساهل لجرائمهم التي تعطيها على سبيل التحبب " الحماقات " ذلك التراث القصصي البعيد هو الذي جعل لخيانة المرأة وقع الزلزال وصنف خيانة الرجل في خانة " طيش الشباب " حتى لو كان المرتكب لها شيخاً يزحف على أعتاب القبر لملاقاة منكر ونكير نحن لا نستطيع أن نعيد دورة التاريخ على مزاجنا ولكننا نستطيع تجنيب الأجيال القادمة العيش في ظل الشخصية الثنائية المنشطرة التي لا تنظر إلى الجنسين على قدم المساواة بالرغم من كل الشعارات التقدمية المصفوفة بعناية في حقائب المثقفين
لقد دعا المرأة الى الاستقلال الاقتصادي للمرأة ووجده اولى الخطوات لاستقلالها عن الرجل ومن يزعم غير ذلك يخدعها ويغشها ليزيد من فترة عبوديتها وتبقى حبيسة الزنزانة
المرأة التي ليس لها في الحياة دور إلا اسعاد الرجل ولكي تتحقق سعادة هذا الكائن الأسطوري الذي يعتز بنصفه الأسفل أكثر من اعتزازه بما في رأسه وضعت المجتمعات البدائية والوسطية سلسلة بلائحة من الواجبات أكثر طولاً من درب التبانة ولم تحفظ لها حق من الحقوق حتى حق البقاء على قيد الحياة بعد وفاة زوجها
اما في ما يخص الادب فقد اشاد بدور الكاتبات في تحررهن ووصف كثيراً من النساء اللاتي بعن أحلامهن وحكمن على جسدهن بالنفي في سرير بارد إلى إن يصبحن عجائز وفي النهاية تموت كما الملايين من الجبانات اللاتي يبعن حلم الحرية بسرير بارد ومطبخ أنيق وقصر يذبلن فيه بهدوء كما تذبل الوردة في قفص , ويضيف أن التحرر الجنسي لن يكون الحل ولن يقدم الأجوبة المقنعة عن وضعية المرأة التي تضطر كما لم يضطر أي عبد أو عامل في التاريخ القديم والحديث إلى توقيع صك عبودية مدى الحياة لزوج لا تفهمه ولا تحبه ولأطفال يتحولون إلى التزام يومي بمجرد هبوطهم بدون مظلات من رحمها
ويستعرض زوجة كل من سقراط وتولستوي اللتان زعم التاريخ أنهن آذتا الكاتبان كثيراَ فيقول أنه لا توجد وثائق تدل على صحة ما يقال بشأنهما لأن جميع الوثائق كتبت بأيدي الرجال وبالفهم الذكوري للمجتمع فزوجة تولستوي كانت تطمح لأن تصبح هي أيضاَ كاتبة لكن طموحاتها دفنت بالتفريخ فولدت لتولستوي 13 طفلاً ! وهي حتى لم تكفله بالنظر في أي شأن من شؤونهم أما عن عبقرية سقراط فيصح لنا أن نقول عندما نتبادل الأدوار فقام هو بالعمل اليدوي وتنشئة الأولاد وقامت هي بالتفرغ للتفكير لكانت هي الفيلسوفة وهو الزوج المشاكس النكدي الذي حول حياة تلك المفكرة العبقرية إلى جحيم لا يطاق
في هذا العصر على علاته هناك أدب انساني سيساهم بغض النظر عن مستواه وقيمته في تعديل الجانب المعتم من الصورة ولو عملت المرأة بنصيحة "تشوسر " في ممارسة الكتابة القصصية لتغير وجه العالم ولتقلصت سلطة الرجل إلى الحد الذي لا بسمح له بالتطاول على كائن يقل عنه شراً خبثاً ويتفوق عليه بالذكاء والنبل والقدرة على الحب والعطاء
كتاب جيد .. يرصد المرأه على مر العصور، من جميع جوانبها الفكرية والسياسية والثقافية والفنية، وحركتها في الاستقلال بذاتها. ويستعرض شخصيات عديدة وتأثيرها في المجتمع. أعتقد بأن الكتاب قد نشر منه الكاتب عدة مقالات في جريدة الشرق الأوسط. غني معلوماتياً
باعتقادي لو كان لهذا الرجل دين يحمله على عاتقه لامرأه فقد اوفى حقه بهذا الكتاب كتاب ثري حقًا بالموازاة التاريخية للأنثى في السياسة والاقتصاد والفن والأدب في كل الطرق التي سلكتها المرأة حيث لم يفصل بين الشرق والغرب وفي أول الفصول كان له رصد أنثوي في الأساطير حيث عشتار وايزيس وغيرهما رصده التاريخي كان مسحة شاملة للمرأة في مختلف الطبقات من الجواري حتى المترفات ومابينهما في رحلة بين الحرملك والحرية ويتوقف في بعض الفصول عند الكثير والكثير من الرموز الأنثوية في رصد رحلتهم من خلال مانتج عنهن من فكر أو أدب أو اقتصاد وسياسة أو فن محللًا ذلك الانتاج وتطورها الفكري من خلاله والجدل القائم حول بعض تلك الانتاجات في فصل "روايات و روائيات" مثل أحلام مستغانمي و نوال السعداوي فاطمة المرئيسي ولم يغفل في ذلك عن نساء الرواية الخليجية وفي المقابل يرصدها في انتاج آدم كرسائل كافكا إلى ميلينا.في خاتمة الكتاب وان كان لي رأي في أخطر فصول هذا الكتاب فهو فصل : "فضاء الأنوثة المسيسة" حيث يتعرض لقضايا المرأة السياسية وحقوقها ومن تلك الغلظة والشدة الأنثوية ينقلنا لفصل ناعم رقيق يفيض حبًا وعشقًا حيث أن الحديث قائم على الأنثى وذلك في فصل " غزل البنات" . . سر ثراء هذا الكتاب بشموليته وتنوعه يكمن تقسيمه إلى فصول عدة أبحر فيها اللاذقاني شمولًا وعمقًا كل ماسبق كان كتابة عشوائية وسريعة على قراءة قديمة لهذا الكتاب
كتاب جميل تعلمت منه كيف تستطيع المراه ان تاخذ حقها ولا تهضم حقوقها تكلم عن المراه من بدايه الخليقه الى يومنا الحالي هناك فصلان لم تشد انتباهي لانها تكلمت عن نقد بعض الروايات والمقالات كتاب رائع انصح كل امراه تريد ان تعرف حقوقها بقرائته
كتاب جميل وممتع وبأسلوب سهل يمتع القارئ ... أجاد فيه المؤلف جداً في التعبير عن ما يكنه المؤلف من تقدير ومشاعر صادقة جميلة تجاه الأنثى عبر التاريخ .. في كفاحها في قوتها وضعفها في نورها وجمالها وروحها .. أكثر من خمسمائة صفحة مليئة بالثقافة والمعلومات المتنوعة فيما يتعلق بالأنثى في شتى المجالات كأم وزوجة .. في الفن والكتابة .. في السياسة .. في العمل والمجتمع .. في الأساطير القديمة والتراث العربي والتاريخ المعاصر ... لوحة جميلة تجعل قارئ الكتاب يتساءل كيف يكون هذا العالم بدون وجود الأنثى ؟ ومنها يشعر لماذا قال المؤلف بأن الأنثى مصباح الكون ..