نبذة المؤلف: سئلت قديما عن المزاح وما يكره منه وما يباح فاجبت بانه مندوب إليه بين الإخوان، والاصدقاء والخلان. لما فيه من ترويح القلوب والاستئناس المطلوب، بشرط ان لا يكون فيه قذف ولا غيبة ولا انهماك فيه يسقط الحشمة ويقلل الهيبة ولا فحش يورث الضغينة ويحرك الحقود الكمينة ثم طلب منى بعد مدة السائل، بسط الكلام في ذلك وايضاح الدلائل فقلت مستعينا بالله ومتوكلا عليه في هذا الكتاب ما ورد في ذم المزاح ومدحه.
كتيب لطيف خفيف، جمع فيه مؤلفه مُلحا ومواقف نبوية مفيدة لنتبين منها أدب المزاح وضرب لذلك الأمثلة من الأحاديث والأخبار المتواترة، وبعض مما جاء في طرف العرب، سرّني أن أبدأ به نهاري و حفظت منه كثيرا في كناشتي. غير أني تمنيت لو طال أكثر و زيد فيه، خاصة أن لطائف العرب لا تحصى.. وليته كان محققًا بهوامش تشرح بعض ما غمُض ، مبوّبا على حسب المواقف كأن يقول (نبوية، مع الصحابة، مع الأدباء، مع الشعراء، مع الخلافاء... ونحو ذلك)؛ إذن لعظُمَت فائدته. ولكننا نحسبه ألّفه على قاعدة (حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق) فجزاه الله خيرا على صنيعه.
تحدَّث فيه بدر الدين -كما هو متَّضحٌ من العنوان- عن المُزاح وما يليق فيه ومالا يصح , متى يكون محموداً ومتى يجيء مذموماً , فذكر عدَّة قصص في مزاح النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- والصَّحابة وعديدٍ من الشخصيَّات القديمة . كتابٌ جميل ؛ خفيفٌ في قراءته , ثقيلٌ في قيمته ومقصده .
قال الإمام أبي البركات بدر الدين الغزي الدمشقي الشافعي في مقدمة الكتاب:
سئُلت قديماً عن المزاح وما يكره منه وما يُباح فأجبتُ بأنه مندوب إليه بين الإخوان والأصدقاء والخلان . لما فيه من ترويح القلوب والاستئناس المطلوب ، بشرط أن لا يكون فيه قذفٌ ولا غيبة ولا انهماك فيه يُسقط الحشمةَ ويقلل الهَيبة ولا فُحش يورث الضغينة ويحرك الحقود الكمينة.
وقد تناول رحمة الله عليه قي أول الكتاب ذم المزاحِ علي ما وصل إلي حد الإكثار ثم المزاحِ بين المدح والذم ، ومزاح النبي هو الحق ونماذج منها، مزاح أصحاب رسول الله، ورأي علي بن أبي طالب وعمر بن عبدالعزيز في المزاح، واخبار من مزاح التابعين، ثم ما يشبه الدراسة في مقتضيات المزاح، والجمع بين المزاح وحسن الخلق والهيبة والوقار، والمزاح مع النساء والزوجات.
من لطائف التراث الإسلامي. وقام الدكتور سيد الجميل بعمل قيم في مراجعة الاحاديث والأخبار والتعليق ع بعض الاخبار وتراجم المذكورين.