يفتقر المؤلف للموضوعية إذا يضع النتيجة التي يريدها بداية ثم راح يصيغ الحجج التي تناسب النتيجة التي قررها مسبقاً. كما أن الكتاب يفتقر إلى المنهج العلمي إذ يلجأ للاستدلال على أراءه بأدلة تفتقر إلى الدقة مثل وثائق مستمدة من مواقع المنتديات أو أخبار منقولة عن صحف ومجلات بعضها متهم في حياديته وبعضها موصوفة بأنها صحف صفراء وقليل منها ينتمي للصحافة الملتزمة. أستند الكاتب في تفسير محركات السياسية الإيرانية كما أسماها إلى نظرية المفكر الإيراني على شريعاتي عن التشيع الصفوي، وهي من باب النظريات الكلاسيكية التي تجاوزها البحث وإن كانت لا تزال تجد هوى من الكتاب الصحفيين بسبب الجمهور الذي يخاطبه الكاتب الصحفي. من النقاط المضيئة في الكتاب والتي يستحق الكاتب الثناء من أجلها هو تناوله للعلاقة الجدلية التي تربط السياسة الإيرانية بالسياسة الامريكية، إلا أن الكاتب أبي إلا أن يفسد هذه الواجهة الإيجابية لكتابة بمعالجته السطحية لها فنجده يختصر هذه العلاقة في فترة ما بعد 11 سبتمبر 2001، متجاوزاً المراحل المختلفة لهذه العلاقة ابتداء من العداء الصريح في اعقاب الثورة والذي بلغ ذروته في حادثة الاستيلاء على السفارة الامريكية والذي لم يذكره الكاتب بالمرة، مروراً بالعلاقات السرية في أواسط الثمانينات والتي فضحتها الصحافة الامريكية فيما عرف باسم فضيحة ايران كونترا والتي يشير الكاتب مرة واحدة بدون أي تفاصيل أو تفسير. أما أسوء ما في الكتاب هذا الفصل أوالقسم الذي خصصه المؤلف لتناول الشخصية الإيرانية وهو الفصل المسمى بمقاربات أولية بالرغم أنه كان الفصل قبل الختامي من الكتاب، هذا الفصل الذي أضاع فيه المؤلف أي أثر للموضوعية أو المنهج العلمي إذ حول هذا الفصل إلى فاصل من الهجاء ينال الشخصية الإيرانية التي جمع فيها نقائص أشعب وشيلوك وكل الشخصيات الأسطورية الرذيلة، أضف إلى ذلك استخدام التعميمات الذي يتعارض مع تأكيده على أن إيران خليط من أجناس وأعراق شتى.
يعتبر أول كتاب لي أقرأه عن السياسة الإيرانية، وهو بالفعل يوضح أبعاد تاريخية ودينية وثقافية توضح لك الشخصية الإيرانية بجلاء، من خلال فهم هذه الأبعاء بإمكانك وبكل بساطة أن تفهم إيران .. الدولة السياسية الدينية الحالية