بربكم قولوا, لي, : مَن منكم, وجد نفسه راقصا, أو منتفضا, أو ساخطا, متبرما, أو باكيا متشحّطا, أو منشدا, سعيدا, أو متألما؟ هل غريب هذا كله, أو بعضه؟, فلماذا يريد شيخي الورع أن يستنقصني ويصرّ على أن قلبي "ميت", لاَ ذوق لي ولا إحساس, بسبب أنني رقصت, وانتشيت, وبكيت, لحظة تمثّلي نشيدي, وتحسّسي, الرومانسي, نبراته وروحه المجنحة؟ أي جرم اقترفته, وأي ذنب اقترفته, وأي ذنب ارتكبته؟ وهل أنا من جعل شيخي لا يفهم "ميكيس تبودورايكس" ويمقت "جيفارا" ويلعن لينين وماركس, ويُزَنْدِق ابن رشد, ويكفر الثائرين على السلاطين الجائرين,ويغمض عينيه عن مصّاصي الدماء, والنخّاسين, والخونة, وبائعي الضمائر, إلى شياطين الإنس والجن؟. إنني حاولت أن أصيغ نشيدي من ذوب إحساسي, ولهيب أحزاني, ولهفة أشواقي إلى الغد المشرق, أملا في أن أجد رفاقي, معي, ويجدوني معهم, لنرفع, بالغناء, صوتنا, عاليا, فنوقظ أرواحناوأرواح الحيارى التائهين, ونثبت للدنيا أننا أحياء, ولم نمت, لا بعنفهم وقاذوراتهم ولا بقمعهم, ولا بوحشيتهم:
" عَلِّ صُوتكْ, على صوتك, باَلغُنا لِسّــه الأغاني ممكنة ممكنــة"