يواجه العاملون في ميدان الطب عموما، والبيولوجيا الطبية على نحو خاص، بمشكلات اخلاقية تثير حيرتهم وتدفعهم غلى البحث عن إجابات، وقد ازدادت ههذه المعضلات الأخلاقية حدة نتيجة التطورات الطبية والبيولوجية، وبعد أن اتاح التقدم العلمي والتكنولوجي للأطباء المساهمة في حل مشكلات قديمة كانت مستعصية، كمشكلة العقم مثلا، وذلك عن طريق حل مؤقت هو أطفال الأنابيب وكذكلك التحكم في الجينات الوراثية للحصول على أنواع مختلفة من الدواء، كالأنسولين، والكشف عن الكثير من الأمراض الوراثية التي كانت غير معروفة في عصر سابق (الهندسة الواثية)، كما اصبح بإمكان الالطب إرجاء موت الإنسان عن طري الأجهزة المختلفة للإنعاش الصناعي (التكنولوجيا الطبية... إلخ). ولكن منثل هذه التطورات كان لابد لها من أن تثير تساؤلات أخلاقية، سواء أمام العاملين في مجالها، أو حتى أمام الباحثين خارج نطاقها، كالفاسفة ورجال الدين والسياسيين وعلماء الاجتماع وعلماء النفس، بل كذكل امام رجل الشارع نفسه، مما أدى إلى أن تبرز(الأخلاق الطبية) في عصرنا الحاضر وتفرض نفسها على ساحة الفكر الإنساني. د. جوخة الريامي
تناقش الكاتبة في مقدمة الكتاب الاشكاليات الاخلاقية التي تواجه المعضلات الطبية حيث ان تقدم وتطور الطب تكنولوجيا صنع مشكلات جديدة ومتنوعة في ساحة الفكر الانساني التي تثير بدورها اهتمام الناس والمجتمعات بمختلف ايدولوجياتهم ومعتقداتهم وقيمهم. واهم هذة المشكلات المحورية: -الاجهاض -التجارب على البشر -نقل وزراعة الاعضاء -قتل الاطفال المشوهيين/ او المتخلفين عقليا
اشتملت المقدمة على موضوع الاخلاق الطبية وقوانينه في المجتمعات القديمة بدءا من شريعة حمورابي والزرادشتيون في فارس وصولا ابوقراط. ومن ثم تأثير الاهوتيين في صياغة معايير الاخلاق الطبية واهتمام العالم الاسلامي بالطب.
بداية تعرض لنا الكاتبة مدخلا قصيرا وثقيلا جدا عن مفهوم القتل وانهاء حياة الانسان واتصال ذلك ب الروح والمخ والارادة والمعنى والادراك في: ماهو الانسان؟ وهل الروح موجودة وكيف يتحقق الموت بخروج الروح وكيف يعرف خروجها؟ ام بموت المخ وفقدان الحركة الارادية للجسد؟ وامور اخرى مثل هل يموت الانسان اذا بقر بطنه شخصا ما وهل حركاته اختياريه او اضطراريه اثناء ذلك؟ ام يموت اذا اتى شخص وقتله بعدها؟ وهل يدان الجاني الاول بالقتل ام الجاني الثاني؟
بداية قرائتي للكتاب يبدو لي تافها جدا في الفصل الاول حيث تعدد الكاتبة تشريعات/ قوانين الصحة الفرنسي -برقمه المرجعي- التي تسعى لحفظ كرامة الانسان وصيانة جسده في موضوع اجراء التجارب الطبية على الانسان بغرض الاكتشاف او العلاج. يذكرني ذلك انه ان اردت معرفة تلك القوانين فيمكنني ببساطة البحث على محرك البحث légifrance!
الفصل الثاني لم يكن اكثر اثارة حيث انه بالنسبه لي ارى انه لا يناسب الا المبتدئين في طرحه العلمي. لكن مع ذلك جعل تروس عقلي تدور حيث بدأت اطرح اسئلة جديدة على نفسي متعلقة بهذا الفصل، حيث كان عنوانه (قتل الاطفال المشوهين والمتخلفين) وهل للأم/ الطبيب/ القانون الحق في وأدهم سواء كان يرجى شفائهم ام لا. فمثلا مالفرق بين تحطيم مشروع مدرسي على شكل طائرة صنعت من السكراب وبين قتل جنين مشوه لايشبه البشر في شيء؟ ربما هذا ماتنتهجه المجتمعات البراغماتيه الداروينية لكن هذا لايؤدي الى استقرار المجتمعات سوى ظاهريا، او هذا مايقوله الانترنت على اقل تقدير.
في الفصل الثالث نرى اشكالية اجراء التجارب على الأجنة سواء التي لقحت مخبريا او تم اجهاضها. هذا الفصل سريع جدا وقصير يتطرق الى الموضوع من الناحية الشرعية والوضعية.
الفصل الرابع -وهو اكبر فصول الكتاب- يتحدث عن الاجهاض من الناحية الفقهية والتاريخية والعلمية. وهذا الفصل على كبره لايحل و لايربط.
كتاب مهم لمن يريد ان يتصفح في هذه المواضيع ويعتبر مقدمة تطرح على القاريء الكثير من الاسئلة لكنها لاتقدم ولا تأخر من شيء، فالدراسة هنا مازالت في بداياتها (نقلا عن الكاتبة)، ولاتناقش الموضوعات بشكل اعمق ولاتستفز القارئ في شيء سوى استعراض للمعلومات. اما بالنسبة لي فالكاتبة لم تأت بإضافة جديدة.