يركض في عينيه كوكب مذبوح و سماء منكسرة يركض في عينيه بحر من النيون و محيط من العتمة الطبقية في عينيه –أيضًا- تركض صبيّة جميلة بقدمين حافيتين يغنّي: لقد كانت طريّة.. طريّة كالثلج و الينابيع لقد كانت سنبلة طريّة و لذلك التقطتها بمناقيرها العصافير لقد كانت طريّة.. طريّة تركض بقدمين حافيتين فوق سهل أجرد.
"من "خراب الدورة الدموية
وُلِدَ رياض الصالح الحسين في مدينة درعا في 10/3/1954 لأب موظف بسيط من قرية مارع في شمال حلب .كان والده يتنقّل مع عائلته بين المدن السورية ثلاثين عامًا .منعه الصمم و البكم من إكمال دراسته، فدأب على تثقيف نفسه بنفسه .اضطر إلى ممارسة العمل مبكرًا، كعامل و موظف و صحفي، و عانى من مشكلة البطالة .كان مستمرًّا في كتابة الشعر و الموضوعات الصحفية منذ عام 1976 حتى وفاته :أصدر ثلاث مجموعات شعريّة في حياته
خراب الدورة الدمويّة - مطابع وزارة الثقافة - دمشق 1979
أساطير يوميّة - مطابع وزارة الثقافة - دمشق 1980
بسيط كالماء واضح كطلقة مسدَّس - دار الجرمق - دمشق 1982
.أنجز مجموعته الشعريّة "وعل في الغابة" قبل وفاته
.كتب في الشعر، القصة القصيرة، قصص الأطفال، المقالة الصحفية، و النقد الأدبي .كتب عن الموت، و كتب في تمجيد الحياة كثيرًا .توفي في مستشفى المواساة بدمشق عصر يوم 21/11/ 1982
اعطِ القناص رصاصًا و انتظر بضع دقائق فسيملأ الشوارع بالجثث .. اعطِ النجار خشبًا و انتظر بضعة أيام فسيملأ البئر بالنوافذ .. اعطِ الحداد حديدًا و انتظر بضعة أشهر فسيملأ البراري برجال يشهرون السيوف .. اعطِ البستاني بذارًا و انتظر بضع سنوات فسيملأ الصحارى بالأشجار .. أما العاشق أما العاشق فلا تعطه شيئًا ففي قلبه ما يكفي الدنيا من السيوف و النوافذ من الأشجار و الجثث حياتنا الجميلة
الحياة حلوة يقول العصفور و يرتمي ميتًا قرب حذاء الصياد .. الحياة حلوة تقول الوردة و ترتمي ميتة في يد الولد الوسيم .. الحياة حلوة يقول و يطلق على رأسه النار .. الحياة قبيحة. كريهة فاسدة شريرة يقول الطاغية و يقضم قطعة من البسكويت لا أحد
فتحت الباب لم يدخله أحد لا ضيف لا امرأة لا شرطي .. فتحت النوافذ لم يدخلها أحد لا هواء لا فراشة لا أغنية تائهة .. فتحت قلبي لم يدخله أحد لا نهر لا رصاصة لا طير .. و ها أنذا الآن مغلقًا و وحيدًا أنادي تعالي نتفق أو لا نتفق
نحن متفقان: الحياة جميلة و الناس رائعون و الطريق لم تنته و لكن انظر إلي قليلاً فإنني أتألم كوحش جريح في الفلاة .. نحن متفقان إذًا الربيع سيأتي طبعًا و الشمس ستشرق كل صباح و في الصيف سيجني الفلاحون القمح الربيع يكفينا و الشمس ايضًا و القمح إذا أردت .. و لكن قل لي: لماذا يملأ الدم غرفتي و سريري و مكتبتي؟ و لماذا أحلم دائمًا بطفل متطاير الأشلاء و دمية محطّمة و رصاصة تئز؟ II دائما
أنا وحش من العصور القديمة سأدافع عنك بالمخالب و الأنياب .. أنا حيوان جريح في غابة تعالي و المسي جراحي بأناملك .. أنا زهرة متعبة في غابة بعيدة سأتقدم بهدوء و أنام على صدرك .. أنا رجل خاطئ ها أنذا أرفع يدي طالبًا مغفرتك .. أنا طفل لم أحفظ دروسي تعالي علميني كيف أجمع برتقالة و سبع تفاحات .. هناك حقيقة واحدة بدأت أدركها هي أن حبي لا تسعه هذه الأرض الصغيرة .. لو كان حبي طيورًا هل تسعها السماء؟ لو كان حبي سمكًا هل يسعه البحر؟ لو كان حبي أشجارًا هل تسعها براري الدنيا؟ .. أعرف أن الحب بسيط كالزنابق سهل كمطر الربيع واضح كسماء زرقاء لكني أتساءل: لماذا يخاف الكثيرون من الزنابق و مطر الربيع و السماء الزرقاء تعالي لنلغم صقيع العالم بديناميت القبلات
قرأتُ قرابة ثلاثمئة كتاب حتى شاءت أقداري و تعثرت بهذا الجمال ، رباه .. كم من الجمال ما يزال محجوباً عني إذن ! سأرتكب بحق نفسي حماقة كبيرة إن لم أقرأ جميع أعماله ..
من أكاذيب الكلام من أكاذيب الروائح من أكاذيب الأصوات من أكاذيب العالم الكذبة الوحيدة التي تستحق التصديق هي الحب 🦋
*
هذه مدينة مليئة بالشوارع شوارع مفتوحة تؤدي إلى جميع الجهات لكن اسمعني أرجوك حياتنا مغلقة والشارع الوحيد العادل ذلك الذي يأخذني إلى قلبك 💙
*
عشرة آلاف غد خرجت من حياتي البارحة وما زلت أقول غداً .. غداً تأتي الغيمة وتبلل القلب المعطوب غداً يمد النهر أصابعه ويربت على كتف عطشي الغد يتحول إلى "اليوم" اليوم يصير "البارحة" وأنا أنتظر بلهفة الغد الجديد 🥀
*
يدك الطرية الدافئة كقلبي كيف أتركها تضيع كطائرٍ في غابة مليئة بالصيادين ! 🍃
*
كانا اثنين .. أهدته قلماً للكتابة وأهداها حذاء خفيفاً للنزهات بالقلم كتب لها : وداعاً و بالحذاء الخفيف جاءت لتودّعه 💔
الحب ليس غرفة للإيجار نتركها ببساطة ونرحل مخلفين الصور القديمة والغبار وأعقاب السجائر .. الحب ليس أغنية جميلة نتعلمها بغتة، وننساها بغتة كما ننسى، عندما نكبر، الطفولة واللعب وحليب الأمهات .. الحب ليس حبة أسبرين نتناولها عندما نشعر بالصداع وليس نكتة خفيفة نتداولها في أوقات الضجر .. الحب ليس وردة للزينة ولا كأسًا مكسورة لسلّة المهملات .. الحب.. شهادة ولادة دائمة نحملها برأس مرفوع لنخترق شارع المذبحة
***
الحياة حلوة يقول العصفور ويرتمي ميتًا قرب حذاء الصياد .. الحياة حلوة تقول الوردة وترتمي ميتة في يد الولد الوسيم .. الحياة حلوة يقول ويطلق على رأسه النار .. الحياة قبيحة، كريهة، فاسدة، شريرة يقول الطاغية ويقضم قطعة من البسكويت
_كانا أثنين أحداهما يغني والآخر يحب الاصغاء فجأة توقف عن هذا وتوقفت عن ذاك عندما أنكسر المزمار
_ هناك حقيقةٌ واحدة بدأتُ أدركها هي أن حبي لا تسعهُ هذهِ الأرض الصغيرة
_ أكتب لي بقلم رصاص على ورقة بإصبعك على راحة يدي بعودِ كبريت على طلاء جدار أكتب لي أرجوك
قل لي ما النفع أرجوك من حلمٍ محاطٍ بالسواد من فمٍ بلا شفاه من سماءٍ بلا زُرقة من غابةٍ بلا أشجار ومن حياةٍ بلا حرية
قل لي شيئًا أرجوك أكتب أو أرسم أو غنِ غنِ عن الوطن الذي يتألم.
_ ما بين الصباح والمساء تطيرين كفراشة وتتبددين كعطر وأنا أغطُّ إصبعي في الماء وأكتب على الورقة كلامًا أبيض وأنتظر معجزة.
_ أريدُ أن أختبئ في زهرة خوفًا من القاتل أريد أن يموت القاتل حينما يرى الأزهار
أريدُ ان أفتح نافذة في كلِ جدار وأريدُ أن أضع جدارًا في وجه من يغلقون النوافذ
أريدُ أن أخطف غيمة وأخبئها في سريري أريد أن يخطف اللصوص سريري ويخبئونهُ في غيمة
أريد أن تكون الكلمة شجرة أو رغيفًا أو قبلة أريد لمن لا يحب الشجر والرغيف والقبلة أن يمتنع عن الكلام ..
_ لقد بدأت أتعلم وربما متأخر قليلًا أن آلاف الحروب وملايين الجرائم لم تستطع منع القطة من المواء عندما تجوع والوردة من أن تتفتح والمطر من أن ينهمر بغزارة .. لذلك أمشي وأمشي وأمشي متألقًا كنجمة في السماء وحرًا كوعلٍ في الغابة وعندما أصلُ إلى البيت وحيدًا أو عاشقًا مرحًا أو حزينًا إعترفُ لنفسي بأخطائي القليلة وأنتظر : عشب الطريق هدير القطارات وعمال المصانع ولون السماء في الصباح الباكر.
_ في أنحاء الغرفة بعض قصائد ذابلة كلماتٌ تتمدّد فوق الكرسي وأخرى تتعلق بالمشجب سنبلةٌ تتهرب من بين أصابعهِ وطيورٌ تقتحمُ الشفتين يرى عشبًا ينبت في المكتبة المهملة ونبعًا ينبثُ من الحائط بعد قليل سوف يداهمهُ الليل بأقمار وكوابيس تداهمهُ أشجار الغابة ورمال الشاطئ وحصى الأنهار وآبار فارغة يملئها بحروفٍ سوداء ماذا يأخذ ُ من جثث الأيام وماذا يترك؟ غير قصائد ذابلة وغُبار الكلمات ..
_ الذئب الذي أفترسني تركني وحيدًا في الغابة من يغطي جثتي بالأعشاب بأوراق الأشجار اليابسة بقليلٍ من تراب؟ من يقرأ الفاتحة على روحي من يغمضُ عيني الهلعتين من يضعُ على صدري صليبًا من أزهار؟
_ كان عليهِ أن ينظر الى المرآة ليرى عشرات الثقوب والأثلام تملأ سماء وجهه وجهه الذي يشبه قريةٌ أجتاحَها الطوفان او على الأقل لوحةٌ باهتة الألوان من القرن الثامن عشر
كان عليه أن ينظر مرة ثانية وبعمق شديد ليرى عينيه الضاحكتين الودودتين تسخران من كل هذا الخراب.
بحاجة لقراءتها مجددا لكتابة مراجعة- قصائده سردية وأخرى غنائية وبعضها فلسفية ولكن الأهم أنها بعيدة عن التكلف والزيف.. على الرغم من الإيحاء الذي يبدو وكأنه رقابة ذاتية .. لكن قصائده تبدو حقيقية وكأنه يكتبها لنفسه فقط.. قصائد خاصة ، ليست للنشر ملهمة تجربته الشعرية ويجب قراءة جميع دواوينه حسب التسلسل الزمني لفهمها أريد إعادة قراءة دواوينه الأربعة + التعرف على سيرة حياته + قراءة مراجعات كثيرة عنه ونقد مختلف في الصحافة أتمنى فقط أن ينسوا موضوع الصم والبكم والعمر ويلتفتوا للنصوص ويمنحوها الأولوية
عطِ القناص رصاصًا و انتظر بضع دقائق فسيملأ الشوارع بالجثث
اعطِ النجار خشبًا و انتظر بضعة أيام فسيملأ البئر بالنوافذ
اعطِ الحداد حديدًا و انتظر بضعة أشهر فسيملأ البراري برجال يشهرون السيوف
اعطِ البستاني بذارًا و انتظر بضع سنوات فسيملأ الصحارى بالأشجار
أما العاشق أما العاشق فلا تعطه شيئًا ففي قلبه ما يكفي الدنيا من السيوف و النوافذ من الأشجار و الجثث
الحياة حلوة يقول العصفور و يرتمي ميتًا قرب حذاء الصياد **** الحياة حلوة تقول الوردة و ترتمي ميتة في يد الولد الوسيم
الحياة حلوة يقول و يطلق على رأسه النار
الحياة قبيحة، كريهة، فاسدة، شريرة يقول الطاغية و يقضم قطعة من البسكويت **** الموتى الذين ماتوا في الحروب و الأوبئة في السجون و الطرقات الموتى الذين ماتوا بالخنجر و الرصاص و الديناميت بالفأس و حبل المشنقة الموتى الجميلون ذوو الأسنان البالية و الوجوه الناتئة تذكروا و هم في قبورهم ضوءَ القمر و خضرة المراعي تذكروا أنهم لم يعيشوا كما ينبغي لم ينتبهوا إلى الأصوات و الألوان تذكروا: كم قبلة أضاعوا كم ضوءًا أغمضوا عيونهم كيلا يروه كم زهرة لم يزرعوا كم كلمة طيبة لم يقولوها الموتى عرفوا ربما للمرة الأخيرة كم هي لذيذة حياة الأحياء ****
الحب ليس غرفة للإيجار نتركها ببساطة و نرحل مخلفين الصور القديمة و الغبار و أعقاب السجائر
الحب ليس أغنية جميلة نتعلمها بغتة، و ننساها بغتة كما ننسى، عندما نكبر، الطفولة و اللعب و حليب الأمهات
الحب ليس حبة أسبرين نتناولها عندما نشعر بالصداع و ليس نكتة خفيفة نتداولها في أوقات الضجر
الحب ليس وردة للزينة و لا كأسًا مكسورة لسلّة المهملات
الحب.. شهادة ولادة دائمة نحملها برأس مرفوع لنخترق شارع المذبحة **** لو كان حبي طيورًا هل تسعها السماء؟ لو كان حبي سمكًا هل يسعه البحر؟ لو كان حبي أشجارًا هل تسعها براري الدنيا؟
أعرف أن الحب بسيط كالزنابق سهل كمطر الربيع واضح كسماء زرقاء لكني أتساءل: لماذا يخاف الكثيرون من الزنابق و مطر الربيع و السماء الزرقاء تعالي لنلغم صقيع العالم بديناميت القبلات
وصف الكاتب نفسه في أحد النصوص قائلاً "أنا زهرة متعبة" وكأنه كان يصف الكتاب بنصوصه كذلك.. :يُمكنني استعارة بيت شعرٍ لوصف الديوان الأنيق "بكل لينٍ صارمٍ رهِيف ... وذابلٍ يَلَذّ بالكفوف"
ديوانه الأخير طُبع بعد وفاته . - كان عليه أن ينظر إلى المرآة ليرى عشرات الثقوب والأثلام تملأ سماء وجهه وجهه الذي يشبه قرية اجتاحها الطوفان أو على الأقل لوحة باهتة الألوان من القرن الثامن عشر . كان عليه أن ينظر مرة ثانية وبعمق شديد ليرى عينيه الضاحكتين الودودتين تسخران من كل هذا الخراب!
- بريشة من العظام وحبر من الطمي يكتب على جدران قبره قصائد وروايات وقصصاً إنه يكتب منذ أن مات يكتب ، رغم أن أحداً لا يقرأ مايكتبه يكتب دونما توقف لايفعل شيئاً سوى الكتابة يكتب ربما لأن الكتابة فعل الحياة ✨.
"عندما تكونين حزينةً ،يحزن معكِ النهر والزورق،أشجار الصفصاف والدوريُّ الرمادي ، الجبلُ ومصباح الغرفة ، الستائرُ وضوء الشمس ، القلبُ في الصدر ، والسمكُ في الأنهار ، وحتى ذئاب البراري المتوحشة
الحياة حلوة يقول العصفور و يرتمي ميتًا قرب حذاء الصياد الحياة حلوة تقول الوردة و ترتمي ميتة في يد الولد الوسيم الحياة حلوة يقول و يطلق على رأسه النار الحياة قبيحة، كريهة، فاسدة، شريرة يقول الطاغية و يقضم قطعة من البسكويت
"عاش البط عاش النهر عاشت الهرّة عاشت الأشجار عاشت أختي و أخي و لتسقط الدبابة.."
فلقد بدأت أعلم -و ربما متأخرًا قليلاً- أن آلاف الحروب و ملايين الجرائم لم تستطع منع القطة من المواء عندما تجوع و الوردة من أن تتفتح و المطر من أن ينهمر بغزارة...
أريد أن أفتح نافذة في كل جدار أريد أن أضع جدارًا في وجه من يغلقون النوافذ
"أعدّ الأيام على أصابعي و عليها أعدّ أيضًا أصحابي و أصدقائي و في يوم ما لن أعدّ على أصابعي سوى أصابعي"
بول فانسانسيني
من أكاذيب الكلام من أكاذيب الروائح من أكاذيب الأصوات من أكاذيب العالم الكذبة الوحيدة التي تستحق التصديق هي الحب
القهوة مع الحليب في الصباح قبلة الزوجة السريعة الطريق إلى العمل الطريق إلى البيت الطريق إلى السرير و من ثم.. القهوة مع الحليب في الصباح
إنه حيّ تمامًا المسه و لا تخفْ فالموتى لا يخيفون
اعطِ القناص رصاصًا و انتظر بضع دقائق فسيملأ الشوارع بالجثث
اعطِ النجار خشبًا و انتظر بضعة أيام فسيملأ البئر بالنوافذ
اعطِ الحداد حديدًا و انتظر بضعة أشهر فسيملأ البراري برجال يشهرون السيوف
اعطِ البستاني بذارًا و انتظر بضع سنوات فسيملأ الصحارى بالأشجار
أما العاشق أما العاشق فلا تعطه شيئًا ففي قلبه ما يكفي الدنيا من السيوف و النوافذ من الأشجار و الجثث
الحياة حلوة يقول و يطلق على رأسه النار
"لا نحدث جلبة في غرفة الموتى نرفع الشمعة و نراهم يمضون أرفع صوتي قليلاً على عتبة الباب و أقول بضع كلمات لأضيء دربهم"
فيليب جاكونيت
يكتبُ ربما لأن الكتابة فعل حياة
الحب ليس غرفة للإيجار نتركها ببساطة و نرحل مخلفين الصور القديمة و الغبار و أعقاب السجائر
الحب ليس أغنية جميلة نتعلمها بغتة، و ننساها بغتة كما ننسى، عندما نكبر، الطفولة و اللعب و حليب الأمهات
الحب ليس حبة أسبرين نتناولها عندما نشعر بالصداع و ليس نكتة خفيفة نتداولها في أوقات الضجر
الحب ليس وردة للزينة و لا كأسًا مكسورة لسلّة المهملات
الحب.. شهادة ولادة دائمة نحملها برأس مرفوع لنخترق شارع المذبحة
كانا اثنين أهدته قلمًا للكتابة و أهداها حذاء خفيفًا للنزهات بالقلم كتب لها: "وداعًا" و بالحذاء الخفيف جاءت لتودعه
لقد اعتدتُ أن أعدّ القهوة كل صباح لإثنين أن أضع وردة حمراء في كأس ماء أن أفتح النوافذ للريح و المطر و الشمس لقد اعتدت أن أنتظرك أيتها الثورة
و العاشق الميت يريد الوصول لمن يحب و سيظل يحفر بالأظافر و الأسنان تراب القبر سيظل يحفر إلى الأبد . عندما تكونين حزينة يحزن معك النهر و الزورق أشجار الصفصاف و الدوري الرمادي الجبل و مصباح الغرفة الستائر و ضوء الشمس القلب في الصدر و السمك في الأنهار و حتى ذئاب البراري المتوحشة حتى الذئاب تدفن رؤوسها في الرمال و تبكي . فتحت الباب لم يدخله أحد لا ضيف، لا امرأة، لا شرطي
فتحت النوافذ لم يدخلها أحد لا هواء، لا فراشة، لا أغنية تائهة
فتحت قلبي لم يدخله أحد لا نهر، لا رصاصة، لا طير
و ها أنذا الآن مغلقًا و وحيدًا أنادي تعالي . الحياة حلوة يقول العصفور و يرتمي ميتًا قرب حذاء الصياد
الحياة حلوة تقول الوردة و ترتمي ميتة في يد الولد الوسيم
الحياة حلوة يقول و يطلق على رأسه النار
الحياة قبيحة، كريهة، فاسدة، شريرة يقول الطاغية و يقضم قطعة من البسكويت
يرمى ثيابه فى البئر يرمى كتبه وخاتم الزواج يرمى ماضيه المريض و حاضره الخائف يرمى اغانيه القديمة و اصدقاؤه المنافقين يرمى كل ما تطاله يداه من اوراق و مذكرات من افكار و دمى يرمى بئر حياته فى البئر يرمى دماغهأخيرا و يستدير نقيا و ابيض و سهلا الان فقط يستطيع ان يقول احبك