تسجل هذه المجموعة نقلة مميزة، وذات أهمية خاصة، ليس في سياق تطور تجربة أمجد ناصر الشعرية الشخصية فحسب، بل على صعيد تطورات قصيدة النثر العربية المعاصرة بصفة أعم، وفي تفصيل مركزي بالغ الحساسية وشديد الإشكالية: هاجس الشكل إجمالاً، وقلق الشكل الراهن تحديداً. ولم يعد خافياً الآن وقد انقضت أربعة عقود ونيف على ولادة "قصيدة النثر" العربية، أن الشكل الذي يسقط الوزن ويعتمد النثر ولكنه يحافظ على تقطيع للأسطر شبيه بشكل "قصيدة التفعيلة"، وقع أسير الرتابة والتماثل، وبات ساكناً جامداً محافظاً، وهو الشكل الذي رفعت له رايات التجديد والتجاوز والحداثة.
أمجد ناصر (1955) هو يحيى النميري النعيمات المعروف بأمجد ناصر ولد في قرية الطرة، شمال الأردن عام 1955. أديب وشاعر أردني مقيم بلندن, مدير تحرير صحيفة القدس العربي. يعتبر من رواد الحداثة الشعرية وقصيدة النثر. ويشرف على القسم الثقافي في صحيفة "القدس العربـي" منـذ اصدارهـا فـي لندن عام 1989.
هذا أول ديوان نثري أقرأه في حياتي والحقيقة أنها كانت قراءة موفقة للغاية. الرجل يملك مخيلة شعرية عظيمة للغاية ويتطرق إلى مواضيع مختلفة يعبر عنها بمنتهى البساطة والأريحية بقاموس لغوي بالغ الأتقان. (وجهه الذي لم يعد يشبه وجه الفتي المقبل على الدنيا عندما كانت الحياة تكيل له الوعود بالقنطار، وكان القلب مهرا جامحا يركض في الجهات الأربع معا.) (خشيت أن أقول لها أن السماء حتى في مدن الشرق التي قوضها العسكر والفساد من الداخل هى أيضا طلساء، وإن النجوم التي بقّعت أديم طفولتنا بالمذنبات اختفت هى الأخرى فأفقد الميزة الوحيدة التي تحسدني عليها.)
الحق أنه لو كان لي لقتبستُ الديوان بأكمله. شىء رائع ومبهج للغاية.
لطيف، لغته شاعرية تتراوح بين العادي أحيانًا والبديع في بعض الأحيان. لم يكُن حُبًّا لم يكُن جرحًا لا مرارة في الحلق ولا رضابٌ حلوٌ على الشفتين وإنما.. إنما لحنٌ شاحبٌ يتردد في أقصى زاوية في نفسه إنه الآن حُرٌّ إنه الآن خفيف
لايبدو أمجد آبهاً بأحدٍ وهو يمارس الكتابة كمن يمشي على دراجة، أو يتحدث مع رفقة بمقهى، أو وهو الأقرب يبحث عن الصيغة المناسبة لتكون اللغة مناسبة للحظته.
منذ أول نص (نجوم لندن) وهو يحرّك الفتاة حسب كلماته، يحرك شعوره كما يحرك قطع السكر، يحرك سيقانه تحت الطاولة، يسمي ( فتاة القصيدة ) ويكمل .. يكمل بعيدا عن الشعور بأنك تقرأ شعر، الشعور بأنك تدخل في حياة كالشعر
أحببت الأسلوب، أحببت الكتابة المتحررة، لعل صبحي حديدي كان صادقا في مديحك.
" لا تلتمسني في المِثْلِ أو الشبه فكلُّ من هو مثلي ليس أنا وكلُّ من يُشْبِهُني هو غيري، ".* كمن يفكر بصوت مرتفع حتى يمسك الفكرة أو " اللغة "، يكتب أمجد ناصر بدون قيود، بخفة متقنة يحرك كلماته ويزيد سكرها، ثم يخفيه تماماً دون أن يختل المعنى أو يلحن اللفظ . " لا تبحثّ عن العلامةِ لا تعترضْ طريقَها دعكَ من الشقوقِ والخرائبِ فالعلامةُ تأتيكَ، من حيثُ لا تحتسب أو يخطرُ لك على بال". * تمنيت لو انني ما قرأته ! ومع ذلك تمنيت لو لم ينتهي .. " لكنَّ ، المصائرَ قصاصةُ أثرٍ لا تُضِلُّها المراوغات ". #أمجد_ناصر #حياةٌ_كسَرْدٍ_مُتَقَطِّع #مروه
قصص أشبه بمذكرات مكتوبة بلغة سردية وشعرية، أقرب أن تكون على غرار القصص القصيرة جداً. أستطيع أن أعدها مُلحقاً لسيرة أمجد الذاتية، ففيها التقاطات كثيرة لتحولات في حياته وعودة لحكاية الماضي وذكرياته. أعجبتني مجموعة من القصص التي كُتبت ببراعة وذكاء في المفارقات والتلاعب اللغوي والزمني مع الاستعانة بأقنعة لشخوص تاريخية، لكن البعض الآخر من القصص جاء بمستوى عادي ورتيب أحياناً.