النصف المضيء من البابِ الموارب صدر عن دار الغاوون في بيروت _ عام2011 جاءت المجموعة في 127 صفحة صُنّفت تباعاً لِلعناوين التالية باب , خِزانة , حائط , شُبّاك تفاوتت النصوص ما بين متوسطة الطول و القصيرة جداً
بنت من الطبقةِ الوسطى تُحبّ الموسيقى تكتب الشِعر تقرأ القصص القصيرة تُربِّي الحيوانات الأليفة وتُحاول أن تقول أشياء جميلة حاصلة على إجازة في الأدب الإنجليزي تمارس الكتابة كهواية إلى جانب بعض الفنون الرقمية لديها ذاكرة سينمائية جيّدة إضافة إلى مجموعتين المجموعة الأولى صدرت عن دار الغاوون بعنوان "النصف المضيء من الباب الموارب" المجموعة الثانية عن دار طوى "الحياة كما لو كانت نزهة ويك إند"
أخبروا أُمِّي السيّدة ز أنني فعلتُ كلّ هذا من أجلها؛ ليس عيباً أن تكون أمّاً لبنت وحيدة هذه الروزنامة شأن والدتي: وحدها ثمّ يأتي بعدها العالم.
* الكلماتُ التي كُنَّا سنقولها ولمْ نقلها، التي كتبناها مرَّات عديدة، حفظناها ونسيناها في اليوم التالي كانت تُشبه أيلولنا الماضي حين وزَّعنا الكلمات الطيّبة على فقراءِ الحيّ الكلماتُ المبارَكة كأرغفةِ جدَّتي الطيّبة، كتعرُّجاتِ كفّ والدتك كصوتِ زَورق مُتك خلف نافذتك والبحر يهرب خلسة!
* وحيدةٌ أنا أُراقب أحوال الطقس أتناول وجبتي المُثلَّجة أنتظر برنامجي المفضَّل وحين تدقّ الساعة العاشرة أعانق كوابيسي وأنام!
* البنت الواقفة يسار الصورة التي طلبتَ منها أن تزيحَ قليلاً ليبدو وجهكَ كاملاً التي نَسيتْ طرفَ كُمِّها - قُربَ كتفكَ اليمنى - يُعدل ياقتكَ من أجلِ اللقطة؛ كانت أنا!
* كُنَّا نركن أحاديثنا أقصى الذاكرة نمسح بشرة الليل الباهتة بضحكاتنا نحيك حكاياتنا القديمة نرتديها ونضيع في متاهةِ التفاصيل الصغيرة ورغم هذا لم نقل الكثير الكلمات الأخرى لَمْ تكُن تُظهِر لنا وجهها كنا نتصنَّع الراحة كي لا نفقد أنفسنا نحن الرفاق اللطفاء لا نُجيد صياغة الحقيقة بشكلٍ لائق!
* النصف الآخر الذي لمْ أكتبه هوَ النصف الأصدق. وداعاً
********************************************************** ..ربما أكون أكثرت من الاقتباسات ولكن حقا هناك الكثير من الجمال والعذوبة في هذا الكتاب .. أو أقصد هذه الروزنامة كما أسمتها ( نور ) في إهدائها الراقي ،،،
أعجبني هذا الديوان للغاية ، ومن المؤكد أنني ساقرأ عملها الأخر ( الحياة كما لو كانت نزهة ويك إند )
حقا موهبة جميلة .. ولكن ..
تُري يصدق إحساسي الذي أحسسته بين السطور .. ؟ إحساسي بأنني اشاهد وجه غادة السمان يطل من بين الصفحات ؟ إحساسي بأنك عزيزتي نور قد ارتويت كثيرا من غادة ، فأمتلأ إحساسك بها وفاض علي الجانبين بهذا الجمال ؟ حقا اشعر أنك قد عشت بين كتبها ليال طويلة .. أشعر أنك قد تعلمت الأبجدية من حديث اصابعها في ( الابدية لحظة حب ) و( أشهد عكس الريح ) و( أعلنت الحب عليك )
وأنا لا أنكر إطلاقاً أن كل التشببهات التي جئت بها جديدة تماما .. ولكن ..
أشعر أن بطلة الديوان - تلك الفتاة الرقيقة التي تتخذ من وحدتها رفيقاً دائماً - قد أحبت نفس الحبيب الذي أحبته غادة في كتبها .. وكأنكما قد اجتمعتما علي حب الشخص نفسه رغم مرور السنوات !
أري محمود درويش يطل برأسه أيضاً .. في حضور هادئ كصدي بعيد .. ولكني اسمعه في صمت ثقيل اطبق علي بعض الأبيات في تفكير فلسفي أنيق ..
عزيزتي حقا اُهنئك علي موهبتك .. وأنتظر منك كل عمل جديد .. ولكن .. أريد أن أراكي أنت .. في حضورك أنت .. ورغم حبي الشديد لغادة .. إلا أنني أريدها أن تبتعد بمقعدها عن صفحاتك .. أريد وجهها في عالم بعيد .. اتركيها في قلبك وذاكرتك وإحساسك .. دعيها لا تقترب منك وأنت تكتبين ..
وكل التحية لك عزيزتي .. وقريباً مع عمل أدبي رائع جديد كهذا العمل (:
عندما طول شعري قصصت جواربي المختزنة تحت سريري المهجور وعندما دقت جدتي باب المنزل كنت أبكي وحواليي البخور
هل أصبح الشعر ؟ لا لن أسميه شعر ، طيب .. هل أصبح هذا الشيء اسمه شعر يعني يعبّر عن أمور عميقة بطريقة مختزلة أو بطريقة تجعلها معقدّة أكثر ؟ أن تكتب شيئاً ومصطلحات ولحظات لايفهمها أحد سواك ولم يعشها غيرك ، نعم يعبر الشعر في كثير من الأوقات عن أمور مشتركة نعيشها في حياتنا ولكن ليس بهذه الدقة (دقة الملابس والأسرة المعطرة بكلوركس ذات الرائحة النافذة!) فلن يفهم عليها إلا هي أو شخص عاش معها أو هذا الذي تكتب عنه أو جدتها المنتظرة على الباب.
ملاحظة 1: الفراغ في مكان النجمات سببه فراغ المحتوى والنجمة الأولى الشاغرة لأنه أعادني لجو القراءة يعني أن أجلس واقرأ لا شيء آخر والنجمة الثانية لأني أحب اللون الأحمر على صفحتي. ملاحظة 2: هذه الأبيات أعلاه من تأليفي ، هذا شعر وليس ما كتب في هذا الكتاب :p
لغتها سينمائية، لا أقول أن صورها باذخة الوصف بل لغتها هي السينمائية، و هذا عامل مهم لفهم ما تكتبه و تمييزه عن أخريات و آخرين. ذكرتني بغادة السمان رغم أنها لا تشبهها.. ربما تشبيه السمكة و الجرح ؟ ما يميز ما تكتبه هو الرقة و الهدوء و الصور الطريفة؛ بعض ما كتبته جعلني أقهقه بصوتٍ عالٍ الفرح حتى عند وصف الحيرة و البراءة التائهة و الغياب، هو ما يجعلني فخورة جدًا بهذا العمل الذي يكتب بأصالة و كأنه يرشّح نور لتكون رائدة ضمن جيلها الوعد الخفي المتمثل بكون هذا الكتاب باكورة نور يخبرنا همسًا بأننا نتعرف على شاعرة حساسة تكبر و تنمو أمام أعيننا كتابًا وراء كتاب. أنوي تحليل بعض النصوص في مدونتي لأن ما كتبته هنا لا يفي بشرح رأيي في هذا الكتاب
قرأتُ هذه الجميلة، فاجأتني حقيقيتها، قدرتها على أن تكتب ذاتها الأنثوية المغتربة على هذا النحو الشفيف والطازج أيضاً. نفسها الطويل واضح، شعرتُ أحياناً بأنها تنحازُ إلى السردية، وتتحاشى الاختزال، ولن أتعجب أبداً إذا وجدتها في المستقبل تكتبُ رواية.
رائعة ، كما لو أنني خرجت للتو من بستانٍ فردوسي لغتها ناعمة جداً تكتب كما لو كانت تكتبُ على صفحاتِ الحب التاريخيّ شفافة، رقيقة كما لو كنت أتنشقُ عبقَ الخزامى ..
إلا أنها في بعض الأحيان كانتْ تعيش وحدها تكتبُ بروحٍ غير مفهومة، تعيشُ واقعاً لا تقدرُ على وصفه..
شيئاً من هذا جعلني أنزعج خصوصاً في قصائدها الطويلة نسبياً.. كنت أتلمس تيهاً غير مبرر
لكنها تظل مبدعة وذكية في رقة انسيابية أحاسيسها عبر أسطر حروفها، وأتوقع منها الأفضل مستقبلاً..
من كتابها "الحياة كما لو كانت نزهة ويك إند" دخلت عبر باب الكتاب الثاني "النصف المضيء من الباب الموارب" إلى خزانتها ثم توقفت امام الحائط
كيف وصلت للكتاب الأول؟ بصراحة كنت أتجول في كتب تحدي الصديق فهد لعام 2012 .. ولفتني غلاف "الحياة كما لو كانت نزهة" .. ما إن حمّلته وبدأت بقرائته حتى أنهيته دون أن أشعر ... فسارعت لأرى من هي المؤلفة وكيف لم أتعرف عليها قبل ذلك .. وحمّلت كتابها الثاني وأعجبني الكثير منه .. لأن ما تكتبه لامس شيئاً ما يشبهني .. وكتبت عن ذلك في مراجعتي للكتاب الأول هنا .. سأنتظر جديدها بكل تأكيد
لديّ فرط حساسية مِن الكتب التي تحوي كلماتٍ كثيرة بحروف متكرّرة دون معنى >_< و فرط حساسية آخر أقوى لتلك الأنثى التِي تتذلل و تطلُب حبًا لم يمنحها إياه من تُحِب. عنه ما حبك ياختي. يتحرق. علاش تذلّي روحك في ديوان علاجالو !! تبًا ..
مقتطفات من "النصف المضيء من الباب الموارب" ----- تصوَر أنني أُحبُّك - والله أُحبُّك - بهذا الشكل العفوي وأنا أشقُّ برتقالةً نصفَينِ... أتذكّرك وأنا أعبر الشارع نحو الرصيف المقابل... أتذكّرك وأنا أضع طلاء أظافري الأحمر البرّاق... أتذكّرك وأنا أُمرِّر يدي فوق رؤوس الأطفال... أتذكّرك وأنا أقف أمام البحر الهائل الزُّرقة... أتذكّرك وأنا أختار أثاث البيت... أتذكّرك وأنا أُغلِّف هدايا العيد... أتذكّرك وأنا أستيقظ صباحاً... أتذكّرك
----------
"المشكلة التي تُرهقني أكثر من هذا كلّه حين يسألوني ما بك؟ ولا أعرف كيف أقول كلَّ ما بي إنه غير مفهوم، بي كل شيء لكنّي لا أعرفه."
----------
إنها مشكلة فعلاً... أن أكون أنا الشيء الآخر المُهمَل الذي أركنه على الرفّ آخذني قدر المُستطاع؛ بحسب الوقت الكافي للتفرُّغ لي أُهملني أياماً عديدة وحين أعود إليَّ أجدني أخرى مشكلة كبيررررة تضخَّمت، على الرفِّ ذاته تنتظر أن يتناولها أحد أمدُّ يدي ولا أجدني... أتلفَّت حولي ولا أحد سوايَ أصير أنا المشكلة التي تسير بقدمَين نحيلتَين تنتزع الرفَّ المُعلَّق أعلى الجدار وتنتهي الحكاية.
----------
وحيدةٌ أنا أُراقب أحوال الطقس أتناول وجبتي المُثلَّجة أنتظر برنامجي المفضَّل وحين تدقّ الساعة العاشرة أعانق كوابيسي وأنام!
----------
يا ربّ... أريد أن أزرعَ لوالدي حقلاً يرتديه كمعطفٍ أيام البرد أزراره بتلاتٌ ملوَّنة وياقته شجرة، أريد أن أكتب الشِّعر، أريد أن تُصبح عيناي زرقاوَين كسماواتك، أريد أن تصبح حنجرتي ناياً سعيداً وصوتي أنَّة مفاصل تُعت حين عِناق، أريد أن يتصالح أخي مع صديقه، ويزورنا جدّي فجأة لأضحك على كذبةِ «أنه مات !» أريد أن أزرع في بيتنا الياسمين وأُطِلَّ على خيباتنا كقلقِ أمٍّ حنون أريد حين أموت أن يكون لي مكان في السماء قرب كلّ الذين سأحبّهم لو عرفتهم جيّداً؛ مكان أوسع من غرفتي وغرفتكَ بقليل!
----------
أتكوَّر حول جسدي كدائرةٍ ضيِّقة كمناخ استوائي تتضاءل روحي قلبي الذي كان كبيراً لا يستطيع أن يحبَّكَ بالطريقة ذاتها تحبُّني... أحبُّك ولا نتذكَّر اسمَينا في الفجر التالي!
----------
الذي كُنته قبلَ أن أُحبّك شأن آخر لا علاقة لكَ به.
----------
فكرة وثائقية على مهلٍ أتخلّص من كَوني «أنا » لأتمثّل في هيئةِ أشياء أخرى تُشبهني: جذعٌ يتكئ الربيع على ساعدَيه شمسٌ تطلي أظافرها بلونِ النهار اللامع مقاعد تمنح سيقانها فرصة الرقص الصاخب مسام جلد في مزاج رَحب ضوء يتقلَّص إلى حُبيباتٍ صغيرة تخترقني لأتمثّل هذه المرَّة في هيئة بنت تُرخي جسدها وسط الريح وتبدو كحمامة مُشعَّة التُقطتْ سهواً في فيلمٍ ساذجٍ يتحدَّث عن الطبيعة وأحوال المناخ.
----------
فأكون شكِّلْني على هيئة غيمة، سنبلة، نافذة بحريّة، زورق أبيض، طائرة ورقيّة، يمامة خمرية، قصيدة مُموسقة أغنية شتائية، ريح ترقص، دبّوس أحمر، فراشة بريّة فستان أرجواني، شريطة دانتيل أبيض، لعبة قُطنيّة، باقة ياسمين، ورق مُبلَّل، قُبلة حميمة، كرزة تُحبُّك ثمَّ
دَحرِجني بعدها...
----------
تحديث قائمة المَسِن أخبرتُكَ مرَّة عن معنى أن تكون في زمنِ القُبح جميلاً وكيف تكون الجِراح بسيطة وواضحة تحتاج إلى غصَّةٍ واحدةٍ فقط غصَّة عميقة ومُوجعة ومريرة تجيء دفعة واحدة كالقَدَرِ السيء وترحل بعدها كموتٍ أخطأ الطريق. الآن: أقفُ حائرة أمام ؟you want to delete وأتراجع فجأة عن كَوني ذاكرةً مأهولةً بالفشلِ لأقول: ما زال في الإمكان أن أحبّه أكثر.
----------
كائنٌ فضوليٌّ كُنَّا نستطيع أن نُغادرنا منذ وقت طويل لولا أنّ دورتي الدموية كانت لا تزال تُوبِّخني لتتخلَّص منك وأنت، أصبحتَ دودة صغيرة تتسرَّب إليَّ عبرَ مسامي تتمدَّد فيَّ أيّها الماااااااالح أنتَ جاري الذي يسكن جسدي ولا أعرفه!
----------
لعبة كنتُ أصنع من كتفكَ أشياء جميلة صديق يُسندني في الطُّرقاتِ الضيّقة وسادة أبثُّها أسراري منديلٌ له رائحة جدّتي ريح تعبث بشعري في المرّة الوحيدة التي فكَّرنا فيها تجريبَ فنِّ الاختباء ضاعت كتفكَ فجأة... أنا أيضاً لمْ أعُد ألقاني
----------
غيابكَ الكارثة في الصباح الباكر سبقني السرير لرائحةِ يدك لمذاقِ النعناع المُشاع من فرشاةِ أسنانك لفنجان القهوة الذي كان يقرأ قصائدك وأنتَ لستَ هُنا
----------
معجزة كلّ امرأة تُولَد جميلة وتبقى في عينيّ مَن تحبّ تماماً كما وُلِدتْ
----------
خيبة أتوهَّمُ أنني «لا أحد » حتّى إذا رأيتكَ لا يُزعجني أنكَ لا تراني.
----------
قناعة طفلةٌ تنتظرك عند الباب؛ مرآةً تُعانق وجهك شجرةً تتلصَّص على ظلِّك وسادةً تحرس حُلمك قميصاً تلمس صدرك أُريد أن أكون شيئاً صغيراً يُدحرجه التوق في طريقكَ فتتلقَّفه
----------
لغة الإشارة لا صوت لديَّ لكنّي أعرف كيف أُغنِّي علَّمني الصمتُ أنَّ الكلام طفل موجوع والبكاء رقصة الموت الأخيرة أنثر القمح فوق يديَّ لتلتقطه الحمائم الجائعة أستطيع أن أقول لها: أهلاً تستطيع أن تفهمني جميعنا نتحدَّث بهمسٍ وتمتمة... غداً سأزرع الياسمين فوق جسدي وحين يأتي الربيع سأتحوَّل إلى حقلٍ تزوره الريح والطيور والكلمات الحزينة.
----------
وشوشة لا نتعلَّم من الوحدة إلاّ أنَّ للجدرانِ لغةً - من الحماقة - أننا نجهلها.
----------
اختبارٌ لطيف وجهكَ ووجهي أُحاول مُطابقتهما أن يلتصقا معاً في عمليةٍ شاقَّةٍ لاكتشافِ ملامح أطفالي.
----------
لو؟! لو حدثَ واجتمعنا كيف سأقول للحزن: «وداعاً » دون أن أبدو خائنةً للعِشرة؟
----------
ظلٌّ لا يَبْرَح سأسير بجانبكَ في الشوارع المزدحمة سأسير بجانبكَ و لن تراني عند صالون الحلاقة سأُقلِّم أظافرك وأُلملم شَعرَكَ المنثور تحت المقعد سأُديرُ المذياع على أغنيةٍ لا تعرفها وأقف خلفكَ أبكي.
----------
إلى فراقنا النبيل لا تبتئس سأترك لكَ ظَهري في كلّ زاويةٍ يرتادها جسدك كي تصطدم بي صدفة!
----------
إلى عصفورِ قلبي ليتني وردة تغرسني في حوضِ تُربتك قُربَ نافذتكَ الشرقية تقطفني أيّها الولد الأسمر على مطلعِ أيلول؛ لا تتركني أبداً أموت وحيدة؛ كما الآن.
سينمائية عالية في هذا الديوان ، فهو عبارة عن مشاهد تم اقتناصها بكاميرا سينمائية ، صالحة للعرض في الزوايا الضيقة لأفكارنا ، نور تعيد ترتيب غرفتها ، ربما تبني غرفتها التي لم تكن تمتلكها ، تبنيها بالقصص و الأحجيات و الأماني ، و أحيانا بالذاكرة ، تلوّن الجدران بقصص الفتيات الوحيدات اللواتي لا وقت لديهن كي يسمعن النصائح .
/
أي قصيدة في هذا الديوان تحيل إلى فيلم سينمائي كامل ، غير أن النهايات المفاجأة تسبب الإحباط و الألم لدى القارئ الذي يتحوّل إلى مشاهد لنص ٍ عتبته عالية ، فالفتاة في كل نص في هذه المجموعة ؛ قد تتحوّل إلى حبيبة مفترضة ، لكن ليس من السهل التعبير عن الحب لها ، فالحالة الواقعية للحب غير موجودة أصلا ً ، لأن الحب عملية مداراة للأشياء الجامدة في هذه المجموعة ، عملية رصف للعواطف كي يخطو عليها القط السيء .
هذه المرة الثانية التي أقرأ فيها الديوان و كأنني أقرأه لأول مرة ، لأن الكتابة التي هي في أصلها تقليد لعملية الخلق ، أصبحت هنا متغيّرة ، فالنص قابل للقراءة من كل الاتجاهات ، و في كل مرة يقود إلى منطقة متورمة بالأسى ، إلى غرفة يصبح السرير فيها ملاصقا ً للسقف أحيانا ً و أقدام تلك الفتاة لا تتدلى إلى أسفل .
من لم يقرأ هذا الديوان تفوته لذة الألم ، و الدهشة التي لا تزول
مآعسآيّ أن أقول ؟ 120 صفحة عشتُ معهآ ليآلي شِتآئيّة دآفِئة واستوطنتني حقًا .. بِ لُغتهآ تفآصِيلهآ شعُورهآ بِ كثير من الصفحآت كَتبتنيّ كُنتُ أُقلّص كميّة القِرآءة بِ كُل ليلة قدر المُستطآع لكي لآ أُنهيه وعندمآ قرأتُ .. ودآعًا بِ آخر صفحة شعرتُ بِ اســتيآء , لِمَ انتهى ؟
أنا الصبيَّةُ التاركة وعودها تحت مقاعد الحافلات المُختبئة خلف الشبابيك تُردِّد أغنية قوميّة تسير بها جانبك في ركْبِ المظاهرات... الغبيَّةُ المُتهرِّبة من مواعيدك الغرامية لأنّها لا تعرف مذاق القُبلات ولا خطوات الرقص الصاخبة آلتمست آحوآلي حقآ..
أحُب كتب نور وأستلذ بحرفها لهذا أعدتُ قراءة هذا الكتاب ووجدته ممتعًا كما قرأته أول مرة
إقتباساتي
* تصوَّر أنني أُحبُّك - والله أُحبُّك - بهذا الشكل العفوي وأنا أشقُّ برتقالةً نصفَينِ... أتذكّرك وأنا أعبر الشارع نحو الرصيف المقابل... أتذكّرك وأنا أضع طلاء أظافري الأحمر البرّاق... أتذكّرك وأنا أُمرِّر يدي فوق رؤوس الأطفال... أتذكّرك وأنا أقف أمام البحر الهائل الزُّرقة... أتذكّرك وأنا أختار أثاث البيت... أتذكّرك وأنا أُغلِّف هدايا العيد... أتذكّرك وأنا أستيقظ صباحاً... أتذكّرك
* لا انتظرك لكني اهيئ لخوفي مقعدا أرسم لأرقي قوسًا نحو الأعلى أشدها بقوة بقوة .. بقوووة أشدها حتى تبتهج ونحن نتحدث قبضتُ على اللحظة الضيقة بيننا وحينها إتسعت الكذبة !
* يؤذيني هذا الشيء كثيراً . الكلماتُ الَّتي كُنَا سنقولها ولَمْ نقلها , الَّتي كتبناها مرات عديدة , حفظناها ونسيناها في اليومِ التالي ..
* لو كان وجعها غائمًا ... إجعلني يا ربي أرضًا عطشى لأشربه !
* أترُكُ شِقِّي الأيمن فارغاً؛ أترُكُ ل��َ البابَ مفتوحاً؛ حينَ تهتزُّ كأس الماء بجانب المنضدة أعرفُ أنكَ قد عَبرتني تماماً في الوقت الهادئ الذي تنام يدكَ الحنُّونة السَّمراء في شَعري !
* إنها مشكله فعلاً أن أكون أنا الشيئ الآخر المهمل الذي أركنه على الرف آخذني قدر المستطاع, بحسب الوقت الكافي للتفرغ لي أهملني أياماً عديده و حين أعود إلي أجدني أخرى مشكله كبيره تضخمت, على الرف ذاته تنتظر أن يتناولها أحد أمد يدي ولا أجدني... أتلفت حولي و لا أحد سواي أصير أنا المشكله التي تسير بقدمين نحيلتين تنتزع الرف المعلق أعلى الجدار و تنتهي الحكاية
* المشكله التي ترهقني أكثر من هذا كله حين يسألوني مل بكِ؟ ولا أعرف كيف أقول كل ما بي إنه غير مفهوم, بس كل شيئ لكني لا اعرفه
* ليتني وردة تغرسني في حوضِ تُربتك قُربَ نافذتكَ الشرقيّة تقطفني أيّها الولد الأسمر على مطلعِ أيلول؛ لا تتركني أبداً أموت وحيدة كما الآن.
* لا أنام ، اركنك في أقصى الذاكرة وأبقي أراقبك من بعيد تتقسم إلى جزيئات صغيرة ألمحك ; مرة معلقاً أعلى دماغي تتدلى كفكرة سيئة تحتسي قهوتك عند مركز حواسي اللاإرادية ترمش عيني فجأة ، تسقط منها ، ينبض قلبي سريعاً ، أنت تركض أيها الشقي ولا تتوقف
* مَعَ أنكَ كُنتَ لئيماً كَولدٍ مُضطرب , الجرح الذي تركته عائماً في الصباحِ تحوَّل إلى سمكةٍ مُلوّنة تحتسي قهوتها في شُرفةِ منارة مهجورة وَ تُهدي الغرقى طوق نجاة كوَّنته من قصائدكَ الأخيرة
هذا كتابٌ يرفرفُ عالياً تجاه أسراب الضَّوء البعيدة، لقد عَلق بقايا تلكـ الأحرف في داخلي ، بعضٌ منهُ لمْ أستطع أنْ أجتثهُ مِنْ ذاكرتي، كـ خيامٍ نصَبها الـغجَرْ ثمَّ إرتحلوا بَعيداً، دونَ أنْ ينْتشلوا أوتادها ..! كلّمَا أوغلتَ في صَفاحاتها,كلّمَا زادَ إعجابكـ أكثر، ما تتميَّز به الكاتبة أنّ أسلوبها سَهلٌ سلِس، للدَّرجة الَّتي تجعلكـ بعدَ أنْ تقرأ تسْأل نفسَكـ، لمَاذا لمْ أكتبْ أنا مثلَ هذِه الكلمات؟! "أرصفةٌ تذرف الحزن كلّ صباح حبَّةُ قمح تحتسي قهوتها مع نملةٍ وحيدة مقعد شاغر في حديقةٍ لا يرتادها أحدٌ شجرة متكئة على كتف عابر لا يكترث قفّاز أرملة باهت رسائلُ منسيّة بجيبِ حقائب قديمة طائرٌ أفضى بوجعه إلى الريح والسماء مقصلة؛ الذي كُنته قبلَ أن أُحبّك شأن آخر لا علاقة لكَ به" .,. نور البواردي .. تُخمةُ أدبيةٌ واعدة في مِحـراب الكتابة
إنها مشكله فعلاً أن أكون أنا الشيئ الآخر المهمل الذي أركنه على الرف آخذني قدر المستطاع, بحسب الوقت الكافي للتفرغ لي أهملني أياماً عديده و حين أعود إلي أجدني أخرى مشكله كبيره تضخمت, على الرف ذاته تنتظر أن يتناولها أحد أمد يدي ولا أجدني... أتلفت حولي و لا أحد سواي أصير أنا المشكله التي تسير بقدمين نحيلتين تنتزع الرف المعلق أعلى الجدار و تنتهي الحكاية” *** اتوهم انني لا احد حتى اذا رايتك لا يزعجني انك لا تراني
أريد أن أكتب الشعر ، أريد أن تصبح عيناي زرقاوين كسماواتك، ويزورنا جدي فجأة لاضحك علي كذبة ( أنه مات ) !
أريد أن أزرع في بيتنا الياسمين وأطل علي خيباتنا كقلق أم حنون أريد حين أموت أن يكون لي مكان في السماء قرب كل الذين ساحبهم لو عرفتهم جيداً مكان اوسع من غرفتي وغرفتك بقليل !
*****
المشكله التي سأحدثك عنها أجهلها ، تجهلها أنت أيضا إنها مشكله كبيرة ! مشكله من الوزن الثقيل ، والثقيل جداً جداً
لا أنام ، اركنك في أقصى الذاكرة وأبقي أراقبك من بعيد تتقسم إلى جزيئات صغيرة ألمحك : مرة معلقاً أعلى دماغي تتدلى كفكرة سيئة تحتسي قهوتك عند مركز حواسي اللاإرادية ترمش عيني فجأة ، تسقط منها ،
ينبض قلبي سريعاً ، أنت تركض أيها الشقي ولا تتوقف
*****
ألصقت صورتك في ظهري من الخلف :
( هذا الذي يدعني إلى جنون مُميت دلوُه إلى وجهي )
****
ما الذي نعرفه عن الخذلان عدا أن الوقت حين يمضي يفر معه ( بالتدريج) الحظ الجيد ..
ما الذي نعرفه عن العالم سوى انه صندوق صغير جميعنا فيه نحدق
****
الوووووووووووو ... يا صديقي هذه انا ، إن كنت لا تذكرني او صوتي يبدو لك الان كحي شعبي مزدحم تتعالى منه الاصوات في لحظة واحدة لحظة صادقة جدا اصدق مما عنيناه لبعضنا من وقت طويل
ياااه يا نُور! تكتُبين بلغة ناعِمة بسيطة، أحببت بعض النصُوص التي تلتقطها عيني كصورٍ سينمائية بالغة الدهشَة.
مما أحببت :
الولد الخجُول يرسم في كفَي نافذة، يُمثَل دور اللص . . ثم يدخلني.
-
تصوَر أننا معًا; نلعب لعبة صغيرة كلما هبَت ريحٌ صرتَ بساطي كلما نام العالم أبصرتُه في عينَيك.
-
و صوتي الصبي أزرق العينَين الذي يبكي حين ترفع كفَك: لو كان وجعها غائمًا . . اجعلني يا ربَي أرضًا عطشى لأشرَبه!
-
لا أدلَ الطريق إلى بيته قال لي مرةً: اتبعي حاسَتك السادسة كل مرةٍ يقولها أرتمي سريعًا على (صوته) واتنهَد وأنام.
-
لو حدثَ واجتمعنا كيف سأقول للحزن " وداعًا " دُون أن أبدو خائنةً للعِشرة؟
-
أنا بدائيةً في الحبَ وحين أقول أُحبك يعني هذا أن تكون ثيابُك قُرب ثيابي، أغطيتك قرب أغطيتي، فرشاة أسنانك بجانب فُرشاتي، ملابسنا المتسخة في سلَة الغسيل ذاتها، رائحة شعري . . رائحة أصابعك، وأن نتقاسم العبور السريع نحو الظروف السيئة مرَة أنا ومراتٍ عدة أنت.
لا نتوقف أبدًا في المنتصف، بدائيةُ أنا حين أقول " ادفعني " بقوةٍ لكن لا تتركني منك أسقط . . .. .. أخاف التكسَر وحدي.
طريقة سلسة في كتابة الكلمات .. تماما كما احب .. فَ الفلسفة في سرد التفاصيل تثير اشمئزازي .. وهذه الخواطر بعيدة كل البعد عن الفلسفات .. رقيقة .. اعجبتني واستمتعتُ بِ قراءتها .. وشعرتُ بأنها نوعا ما تشبهني !
اخترتُ منها ::
وحيدةٌ أنا أُراقب أحوال الطقس أتناول وجبتي المُثلَّجة أنتظر برنامجي المفضَّل وحين تدقّ الساعة العاشرة أعانق كوابيسي وأنام
.................
كنتُ أصنع من كتفكَ أشياء جميلة صديق يُسندني في الطُّرقاتِ الضيّقة وسادة أبثُّها أسراري منديلٌ له رائحة جدّتي ريح تعبث بشعري في المرّة الوحيدة التي فكَّرنا فيها تجريبَ فنِّ الاختباء ضاعت كتفكَ فجأة... أنا أيضاً لمْ أعُد ألقاني
.................
لا نتعلَّم من الوحدة إلاّ أنَّ للجدرانِ لغةً - من الحماقة - أننا نجهلها
.................
لو حدثَ واجتمعنا كيف سأقول للحزن: «وداعاً » دون أن أبدو خائنةً للعِشرة؟
لا تبتئس سأترك لكَ ظهري في كُلُ زاويهٍ يرتادُها جسدك ،، كي تصطدم بي ص د ف ة ة #إلي فُراقنا النبيل . ****
يَقتلون الفراشات ، ماعادت تطير بين الأزقه المهجورة ـ لم تَعد تغني وقت الإحتراق ،، هي الآن تَنفضُ الغبار عن وحدتها ،، تجدل ضفائر غُربتها ،، تتفقد أجنحتها وتزيلُ عن وجهها دمع البيلسان .
ليتني وردة تغرسني في حوضِ تُربتك قُربَ نافذتكَ الشرقيّة تقطفني أيّها الولد الأسمر على مطلعِ أيلول؛ لا تتركني أبداً أموت وحيدة كما الآن .......... بحثتُ عنكَ طويلاً تحت عجلات السيّارات؛ في الأزقَّة؛ فوق الأرصفة؛ في وجوه الغرباء؛ بينَ حقائب الراحلين؛ وألصقتُ صورتكَ في ظهري من الخلف: (هذا الذي يدفعني إلى جنون مُميت دلُّوه إلى وجهي