أفكار الكتاب واضحة و بسيطة و يرجع كبر حجم الكتاب إلى أن المؤلف أراد إستعراض كافة أشكال اللاتسامح (الديني و الثقافي و السياسي و العلمي) على مر التاريخ و هو ما أضاف للكتاب قيمة تثقيفية بجانب إبرازه للفكرة و تأكيده لإفتراضه الأساسي بأن سبب عدم التسامح في كل الحالات هو وجود اليقين المطلق. و أكثر ما أعجبني هو تأكيد المؤلف بأن التسامح هو مجرد "ذريعة عملية مصطنعة" لضمان التعايش و إستبعاده الإقتناع التام أو الإيمان المطلق بصحته. الترجمة : الجمل واضحة المعنى و لكن بعض المفردات تبدو غير مناسبة لسياق بعض الجمل.
مقتطفات من كتاب "اعداء الحوار اسباب اللاتسامح ومظاهره - مايكل ياكوبوتشي"
عندما تجد كتاباً يضع اصابعه علي اسس مشكله اللاتسامح والتي راح ضحيتها المليارات منذ بدء الخليقه لاسباب دينيه او ثقافيه او سياسيه او مذهبيه فلا يسعك الا ان تنهل من افكاره وتحليلاته الرائعه باحثاً ف جميع هذه الاسس بأستفاضه شيقه عسي ان يساعد ف ان نحافظ علي جنسنا البشري من ان يدمر نفسنا بنفسه "يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم"
محمد نبيل
ينبغي ان نعلم اطفالنا ان البشر يختلفون كثيراً فيما بينهم لكي نظهر لهم فيما بعد ان هذا الاختلاف مصدر من مصادر الإثراء ينبغي علي المعلم ف المدن المصريه ان يساعد الاطفال المصريين لكي يفهموا لماذا يتوجه اطفال اخرون بالدعاء والصلاه الي معبود اخر ------------------------- "الان سأذهب محكوماً علي بالاعدام من جانبكم ، بينما يذهب اولئك محكوماً عليهم من الحقيقه بالظلم والطغيان ، سأبقي في عقابي وهم في عقابهم"
افلاطون --------------------- نحن نعرف كيف نرسل رسائل فوريه ف كل انحاء الكوكب بيد اننا عاجزون عن صياغه رساله واحده فقط قادره علي ان توقف واحده من تلك المذابح التي بينما تقرؤون هذه السطور تتم ف ارجاء الارض بأسم الله او العرف او الجنس او الامه بأسم حاكم مستبد بأسم المال بأسم الحريه ------------------------- في اغلب الاحوال يرغب اللامتسامح في الجهل فهو لا يشعر بأي احتياج لتعلم اي شئ ممن لا يفكرون علي نفس شاكلته انه يعرف ان كل ما يعتقده الاخر كل ما يقوله او يفعله هو خطأ ولذلك فهو لايريد حتي ان يسمع اي شئ عنه ----------------------- عندما يقوم الدين علي مسلمات فإن اللاتسامح يبلغ ذروته لانه ف هذه الحاله لن تكفي الطاعه المطلقه لتعاليم الدين من قبل المؤمنين ولكن سيكون المطلوب هو ممارسه سلطان علي نفس المؤمنين والسيطره علي ضمائرهم وطريقه تفكيرهم ومن ثم يكتسب احتكار المؤسسه الدينيه لتفسير النصوص المقدسه اهميه قصوي --------------------- ان اسطوره الشعب المختار كان لها دورها ف انتاج هذه الدائره الجهنميه المفرغه التي علي اساسها شعر اليهود دائماً انهم معزولون ومقتلعون من اوطانهم من جانب ومن جانب اخر نظرت اليهم المجتمعات المضيفه علي انهم مقاومون لأي اندماج وعامل اضطربات محتمل ----------------------- كيف استطاع رجال كرسوا انفسهم للصلاه والعمل والإحسان من اجل الفقراء والمقهورين ان يكونوا ابطال مشاهد عنف جسيمه ضد اتباع عقيده مخالفه لعقيدتهم وقد نجد لهذا تفسيرا ف ان من خضع لحياه من التضحيات القاسيه والعزله والصوم لا يستطيع ان يظهر بمظهر المستريح والطيب تجاه من يُنكر ويسخر بالاقوال والافعال من هذا النوع من الحياه ----------------------- ف اللحظه التي كان فيها الفاتحون المتشددون ف العالم الجديد يرتعدون عندما اكتشفوا ان سكان امريكا الوسطي الاصليون يمارسون طقوس التضحيه بالبشر ،كان يتم ف كل ميادين اوروبا عرض مشاهد التضحيه بالعصاه المذنبين وهم يُحرقون احياء علي الملأ بعد تعرضهم لصنوف من العذاب ---------------------- الطغيان ذو القبضه الحديديه لم يكن بمقدوره تنفيذ تدابير متطرفه علي نطاق واسع ولفتره طويله الا اذا كان ذلك بمباركه ورضا علي مستوي الجماهير العريضه ---------------------- مشكله التطرف الاسلامي يجب وضعها ف إطار مأساه حضاره كبيره وقديمه تم تهميشها علي الدوام وقهرها علي يد الغرب وهي تحاول ان تدافع عن هويتها او ايجادها متأرجحه بين التغريب تاره والاحتماء بالتراث تاره اخري ---------------------- ان علاقتنا نحن الاوربيين بالاسلام رغم كل شئ مزدوجه فنحن نعلن من جانب تشابهنا الثقافي مع الشعوب المسلمه بحوض البحر المتوسط ولدينا علاقات قويه معهم علي كل الاصعده ونوفر فرص عمل للملايين منهم ف بلادنا ونحن مستعدون حتي لقبول تركيا عضوا ف الاتحاد الاوربي مع إنها الكابوس القديم لأوربا ومع ذلك نثير بأستمرار هذا الكابوس تحت عباءات جديده ونجتر دائما تلك الصور النمطيه حول دين محمد -------------------- عندما يثور ف اذهاننا نحن الاوربيين سؤال هل الدين الاسلامي هو دين الرحمه ام دين الجهاد ؟ فعلينا ايضا ان نثير سؤال هل الديانه اليهوديه هي ديانه الوصيه التي تقول "لا تقتل" ام هي ديانه "العين بالعين والسن بالسن" بل هل ديانه المسيح هي ديانه "احب عدوك" ام ديانه "محاكم التفتيش" --------------------- العقيده التي نشرها محمد لم تكن لتستطيع ان تحتل جزءاً كبيرا من العالمالمعروف الان وان تستمر طويلا لولا انها كانت تمتلك سمات خاصه قادره علي ان تتسلل الي حنايا الضمائر --------------------- ان غياب الركن الاساسي ف الديانه اليهوديه باليقين بأن الله قد عهد برسالته الي شعب وحيد ، وغياب الركن الاساسي ف المسيحيه وهو ان حامل الوحي له صفات الهيه كل ذلك يجعل من الاسلام اكثر مرونه واكثر انفتاحا ً علي من هم خارجه ---------------------- إن العمليات العسكريه التي شنها المسلمون لم تشكل مطلقا اي ضرر مع مقارنتها بالسلب والاغتصاب والتعذيب الذي ميز تلك الحقبه العنيفه وهذا يؤكد ان السياسه الرسميه للفاتحين والتي تتعلق بنظام الاحتلال بعد النصر يستقي تعاليمه من القرآن والتي تمنع الإكراه ف الدين ----------------------- عندما نقارن بين الاستعمار الاسلامي والاستعمار الاوربي نجد ان عمليه الاسلمه هي اكثر احتراما للمعتقدات والثقافات الاصليه فعلاقه الفاتحين المسلمين بأصحاب البلد الاصليين اتخذت مراحل واشكال متنوعه مع كل بلد ولكن لم يحدث قط ان وصلت هذه العلاقه الي الشطط الذي ميز الاستعمار الغربي الإكراه ف الدين ،اباده المعارضين ، نزع الثروات ،تغيير التوازن الديموغرافي لصالح المستعمرين انتهاء بالاباده فيجب علينا الا نغفل انه خلال تقدم الفاتحين المسلمين لم نجد اي بعد عنصري يخالف فكر الامه --------------------- الحياه والموت لا يتم الحكم عليها علي اساس معايير فيزيقيه فالحياه تتميز بالنشاط والنمو بينما الموت هو حاله من فقدان الوظيفه الكامله ومن الكسل والخمول إن موت اولئك الذين يُقتلون في سبيل الله يعطي قوه دفع للقضيه التي تستمر ف البقاء نضره وحيه بدمائهم ويبقي اثرهم من بعدهم طويل ولذلك بعد موتهم يظلون قوه دافعه تشكل حياه مجتمعاتهم وتهديهم الي الطريق وبهذا المعني يُعتبر موت هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ف سبيل الله محركاً دائماً ف الحياه اليوميه ولا يوجد اي معني حقيقي للفناء ف موتهم لانهم مستمرون ف الحياه ----------------------- ان هذا الجزء الهائل من العالم والذي يتكلم الملايين منهم لغات مختلفه وعادات وتقاليد مختلفه ومع ذلك يصلون نفس الصلاه ويتجهون لذات المكان لم يعش اربعه قرون من العذاب والالام التي عاشها عالمنا ليصل الي العلمانيه فهم لم يعرفوا عصر النهضه ولا حركه الاصلاح ولا عصر التنوير ولا عصر الثوره الصناعيه ومن ثم لم يستطيعوا استيعاب الانجازات الثوريه ولو عاطفيا ،فعندما يطلب الغزالي وقطب والكثيرين بدوله اسلاميه يسود فيها شرع الله كركن سادس وتعطي معني لكل مظاهر الحياه العامه والخاصه فإن هذا يبدوا امرا مستحيلا وغير مفهوم علي مسامعنا ولكنه ليس غريب علي قطاعات كبيره من الامه الاسلاميه ------------------------ الشعب يصير فقيرا ومسترقا عندما يسرقون لغته التي ورثها عن الاباء عندئذ يضيع الي الابد ------------------------ عندما تبدأ بعض المشكلات الداخليه ف الظهور وتلوح ف الافق علامات السخط ويُخشي من العصيان والتمرد فإن الدواء الشافي يكمن ف التخويف من تهديد يأتي من الخارج ------------------------ الأمه هي الاسره الكبيره التي تعتبر اي عرقيات مختلفه داخلها بمثابه عناصر دخيله لا تنتمي اليها ولهذا اعتبرت اقليات وهذه الاقليات بدورها لم يكن لديه خيار اخر اذا ما ارادت تجنب الانتحار او الذوبان سوي الهجوم المضاد من خلال المطالبه بخصائصهم الفريده ومن هنا نشأت الحلقه المفرغه من اللاتسامح المتبادل ---------------------- القوه لا تستطيع السيطره علي معتقدات البشر ولا ان تغرس معتقدات جديده ف نفوسهم وحدها الصداقه والذوق والمعامله الحسنه تستطيع ان تفعل ذلك --------------------- الحريه علي اطلاقها والغير مشروطه قد تولد عدم المساواه وعدم المساواه المطلقه قد ينتهي بفقدان الحريه -------------------- الاقليات هي جماعه مهمشه لا تشارك ف الحياه ولا ف خيرات المجتمع مئه بالمئه وتصبح هدفا لمظاهر مميزه من عدم التسامح -------------------
الكتاب استغرق منى وقت لانى فضلت قرأته ببطء شديد وأستعنت كمان بورقة وقلم لتدوين بعض النقاط المهمه بعتبر الكتاب اضافة جديدة لى ومن الكتب اللى تستحق القراءة فعلا
ان أعداء الحوار من اكثر الكتب افادة بالنسبة لى ,فالكتاب غير مفاهيمى عن التسامح التعصب الدين السياسة وأمور أخرى . خرجت من قراءته بعقل اكثر تساؤلا عن السلام بين الدول عن ما اذا كان محتم علينا ان نكره .أدركت اننا فى العالم كله مخدوعون بفكره العدو التى يتبناها رجال السياسه ويغذيها رجال الدين مستخدمين الدين اداه لأهدافهم , يتناول الكتاب نظريه العدو من خلال منظور دينى وسياسى واجتماعى . خرجت أيضا بعده مقولات رائعة من أكثرها تأثيرا هى مقوله فولتير "اننى مستعد أن أموت من أجل أن أدعك تتكلم بحريه مع مخالفتى الكاملة لما تقول !"
كتاب رائع غير طريقة تفكيري عن الأصولية .. المتشددون والأصولين يفكرون بنفس الطريقة في جميع الأديان بل والمذاهب السياسية .. أنصح بالكتاب لكل المهتمين بامور التعصب الديني والتطرف
بحث موسوعي في أسباب ودوافع اللاتسامح، أعتقد أننا جميعا في حاجه لمثل هذه الأبحاث؛ ربما نستطيع أن نتخلي ولو قليلا عن يقيننا المطلق في الأشياء والذي هو بيت الداء.
هل نحن واقعون في غواية تاريخ لايتغير ؟ تاريخ يعيد إنتاج نفسه بصور وطرق مختلفة ، العنف ، اللاتسامح ، الشمولية والعنصرية باقية ومستمرة مع تغييرات في المسمى والظروف ، وتحت أي راية كانت ؛ الدين ، المذهب ، العرق ، الجنس ، الثقافة ، الحقيقة المطلقة أو الآخر ، لايهم حقاً فهذه النتيجة المحبطة التي توصلت لها عند وصولي للخاتمة .
مايكل أنجلو ياكوبوتشي (عضو اليونيسكو والذي تقلد مناصب سياسية وأقام في عدة دول حول العالم) يضع يده على الجرح تماماً متلمساً وباحثاً عن أسباب ومظاهر اللاتسامح فيبدأ بتقسيمه إلى أربعة أنواع : ديني ، سياسي ، ثقافي ، مذهبي . وقد توسع الكتاب في اللاتسامح الديني بسبب استمرارية تأثيره ، بدأه بعرض تاريخ الأديان من الوثنية إلى السماوية باستفاضة تاريخية جميلة ، لكننا لو نظرنا عن كثب سنجد أن الأنواع الأربعة مختلطة ببعضها في نسيج واحد بالذات اللاتسامح الديني والسياسي فقد استخدم أحدهما غطاءً للآخر .
ما أعجبني حقيقةً في هذا الكتاب ليس أهمية الموضوع فقط بل أيضاً البساطة والسهولة التي كُتب فيها ، اختيار العناوين والفصول والاقتباسات كل ذلك يدل أن الكاتب بذل مجهوداً كبيراً وسواء اتفقنا معه أو اختلفنا ، إلا أن محاولته شق طريق وسط موضوع شائك ومعقد أمر يستحق التقدير ، كما أن الترجمة أتت موفقة .
كشف لنا هذا الكتاب بعمق أسباب اللاتسامح وهي ظاهرة قديمة وعالمية مرتبطة بالعقائد الدينية والعرقية تسببت في ظهور سلوكيات عنيفة أدت إلى تفرقة لا إنسانية بين البشر كما ناقش الكتاب مفهوم التسامح والفصل بين ماهو مقدس ودنيوي والمساواة وحقوق الإنسان كحل للتواصل مع الآخر المختلف بعيدا عن المقارنات العرقية والجنسية والدينية.
من أفضل الكتب التي غطت فكرة اللاتسامح بين البشر بدأ باللاتسامح الديني هندوسيا يهوديا مسيحيا و اسلاميا تبعه باللاتسامح الثقافي ثم السياسي و اخيراً اللاتسامح الفكري أو العقلي ..يبدو ان الكاتب حاول بشتي الطرق ان يكون حياديا و من الواضح معرفته و ثقافته الكبيرة من خلال سرد الكثير من الأحداث والوقائع