مع تدني حالة التدوين والرصد للمشهد الفكري المحلي، تُصبح أي مُحاولة لتوثيق أجزاء من هذا المشهد بخطاباته وأفكاره وقضاياه وسجالاته، فِعلاً مُهماً ومفيداً للمستقبل... وإذا كان الأمر يخص تحديداً (الحالة الإسلامية السعودية) فحينها يُصبح الأمر أكثر أهمية... لأن هذه الحالة هي، من جهة، الأكثر حراكاً وتأثيراً وإنتشاراً في السعودية.
وفي المُقابل هي الأقل إشتغالاً بالرصد والتوثيق، والأكثر غموضاً لدى المُتابع العربي، وربما السعودي أيضاً... حتى إن بعض المُتخصصين العرب في الحركات الإسلامية لا يُدركون أبسط التمايُزات والفروقات الفكرية والمنهجية في الوسط الإسلامي السعودي، ولا طبيعة التحولات التي بدأ يشهدها.
ولهذا السبب... حرص المؤلف على نشر هذا الكتاب على أن تبقى فصوله كما هي لحظة تدوينها، دون تدخُّل لإعادة صياغة بعض الفقرات كي تكون أكثر مواءمة لإصدارها بين دفتي الكتاب.
ويحوي هذا الكتاب على ثلاثة فصول... الأول يتضمن سلسلة مقالات طويلة قام بنشرها في موقع الإسلام اليوم في شهر أكتوبر 2010م (ذو القعدة 1431هـ) قدم شيئاً من الرصد والتحليل لبعض مواطن التباين في الأفكار والرؤى والمناهج بين المُحافظين والإصلاحيين في الحالة الإسلامية السعوديّة.
أما الفصل الثاني فيتضمن مجموعة مقالات طويلة، أو دراسات قصيرة نشرها في موقع الإسلام اليوم بين شهري مايو ويوليو 2010م (جمادي الآخرة وشعبان 1431هـ)، وتتحدث عن بعض المفاهيم والأفكار والتجارب التي تُمثل برأيه بعض ملامح الحالة الإصلاحية... كالحديث عن (الحضارة) بإعتبارها قيمة مركزية في التصور الشرعي... وعن الديمقراطية كآلية للنظام السياسي، ونقاشٍ لثُنائية (حكم الشريعة وحكم الشعب)... ثم حديثٌ عن حزب العدالة والتنمية التركي كنموذج ناجح في التجربة الحركيّة الإسلاميّة يُمكن أن نستلهم منه كيف ينجح (العقل السياسي) عند بعض الإسلاميين في التعامل مع الأزمات والضغوطات... وأخيراً حديثٌ فيه مِسْحَة شخصية عن شيء من تجربة النشأة في محاضن الصحوة ومساحات التباين والإختلاف المُبكّر معها.
أما الفصل الثالث والأخير فيحوي حواراً طويلاً أجري معه في مجلة رؤية الإلكترونية ومجلة العصر الإلكترونية في شهر اكتوبر 2009م (ذو القعدة 1430هـ)... وتناول بالنقاش والتحليل كثيراً من تفاصيل الشأن الإسلامي السعودي وقضاياه وسجالاته، إضافة إلى موضوعات فكرية أخرى، وبعض الشؤون الشخصيّة.
سيكون القارئ العربي، وربما المحليّ، لهذا الكتاب، أكثر إقتراباً وفهماً للوسط الإسلامي السعودي... وسيعيشُ شيئاً من همومه وقضاياه... وسيُفتِّش عن إجابة لبعضِ التساؤلات وتفسيرٍ لبعضِ المُفارقات... وسُيدرك شيئاً من مَوَاطن التباين والإختلاف، ومساحات الإحتكاك والسجال داخل الحالة الإسلامية السعودية، التي كانت وما زالت غابة بحثيّة غامضة، لا يعرف كثير من الباحثين حتى معالمها الكبرى وخطوطها العريضة.
- بكالوريوس إعلام شعبة صحافة من جامعة الملك سعود بالرياض عام 2000 .. - كاتب وصحافي صدر له ٩ مؤلفات .. وأحد أبرز دعاة الإصلاح في الوطن العربي .. - مالك للشبكة العربية للأبحاث والنشر ..
الكتاب يتحدث عن الاصلاحيين بشكل خاص ونظيرهم المحافظين، حيث يوثق رصد واستطلاع للاختلاف بين الإصلاحيين والمحافظين ويوضح تباين الرؤى بين التيارين حيث جمعت مادة هذا الكتاب من المقالات التي نشرت في وقت سابق في موقع الاسلام اليوم وجمعها الأستاذ نواف القديمي في هذا الكتاب. يتميز الكتاب بأنه لا يوضح وجهة نظر صاحب الكتاب بل تيار الاصلاحيين بشكل عام، ويوضح بأدلة تفصيلية عن الغلو والهجوم والدخول في الذمم والذي يمارسه المحافظين في ساحة الصراع السياسي من أقوالهم ومن مقالاتهم وما نشروه في الصحف، ويجلب في ذات الوقت ردود أفعال ناشطين في ذات التيار بتعاملهم مع قضايا أخرى وتسامحهم بها مقارنة مع تعاملهم بالاصلاحيين ورؤاهم السياسية. هذا ما يضايقني في الحقيقة، لماذا يحدث حرب تيارات بين المحافظين والاصلاحيين رغم أنهم يعودون للتيار الاسلامي وفي الحقيقة هذا الكتاب أجاب عن الكثير من أسئلتي ووضح لي ما استغمض علي من بعض الأمور كما يبين الكتاب لماذا ترجح كفة الاصلاحيين على المحافظين التقليديين بعدة نقاط كافية شافية .
الكتاب مكون من ثلاثة فصول : 1- يتضمن سلسلة مقالات طويلة تم نشرها في موقع الاسلام اليوم يبين فيها رصد وتحليل لبعض مواطن تباين الأفكار والرؤى والمناهج بين المحافظين والاصلاحيين، في الحالة الاسلامية السعودية . 2- يتضمن مجموعة مقالات طويلة أو دراسات قصيرة تم نشرها في موقع الاسلام اليوم وتتحدث عن بعض المفاهيم والأفكار والتجارب التي تمثل بعض ملامح الحالة الاصلاحية، كالحديث عن الحضارة والديموقراطية ونقاش لثنائية حكم الشريعة وحكم الشعب؟، وهذا الفصل هو الأثرى برأيي الخاص واستفدت منه بشدة. 3- يحوي حوار مطول أجري مع الأستاذ نواف في مجلة رؤية الالكترونية وكذلك موقع العصر ويتناول بالنقاش كثيرًا من تفاصيل الشأن السعودي الاسلامي وقضاياه وسجالاته. لم أقرأ الفصل الأخير بالطبع كوني أطلعت عليه في وقته، لكني أنصح بشدة بالتركيز على الجزء الأول حتى تعلموا وتتفهموا التناقض الذي يحدث في تيار المحافظين، وتركزوا على الفصل الثاني حتى تتفهموا كيف يفكر تيار الاصلاحيين، تمنياتي لكم بقراءة ممتعة :)
الكتاب عبارة عن مقالات سابقة للكاتب جمعت ونشرت في الكتاب لتوثق شيئا من تساؤلات مرحلة ما وجيل ما والمؤلم أن هذه الأسئلة ما زالت تطرح! وفي الفصل الأخير من الكتاب حوارات مع القديمي الكتاب سلس وجميل كعادة كتب نواف القديمي :)
يستحق أن يُهدى لمحافظ يعارض الإصلاحيين =) هربت من ناجية الوريمي لـ نواف القديمي لاسترخي فقط ، ولم أستيقظ من هذا الاسترخاء حتى أنهيته خلال ساعات ،طريقة عرضه لمسائل معقدة بطريقة مبسطة وسهلة ومحاولاته الجادة لتقديم فكر الإصلاحيين الذي يُهاجم من قبل المحافظين وغيرهم بسلالسة ، كفيلة بكسب الآخر بالاضافة إلى المتعاطفين معهم إنْ لم يكونوا منهم .. أشيد بطرحه في هذه المقالات ؛ • من يقف في وجه الغلو ؟ • من يقف في وجه علمنة المجتمع ؟ • من يقف في وجه انحراف الشباب ؟ • من هم أهل الأهواء ؟ • الديمقراطية .. حكم الشريعة أم حكم الشعب ؟
والحوار في فصله الثالث والأخير ، يُعرفك ويقربك للقديمي وفكره أكثر ، بالاضافة إلى كونه أستقراء جيد للعديد من الظواهر الفكرية التي عايشها المؤلف وما زلنا نرى ونعايش بعضاً منها
يتحدث هذا الكتاب عن التيار المحافظ والتيار الاصلاحي في السعودية وطبيعة مسار كلا من هذين التيارين بالاضافة الى المفارقات والاختلافات التي قد تغيب عن ذهن المشاهد العادي
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات قد قرأت بعضها على بعض المواقع مسبقا، ايضا يحتوي الكتاب على فصل خاص يعرض اسئلة وأجوبة من المتابعين للقديمي
كتاب مهم لكل المهتمين بالمشهد الإسلامي في الحالة السعودية!
في كتابه (المحافظون والاصلاحيون في الحالة الاسلامية السعودية) الصادر حديثا من المركز الثقافي العربي ، يقدم الكاتب نواف القديمي رؤية تحليلية وقراءة مشاكسة للآراء المعارضة لتحديث الخطاب الديني في السعودية كاشفا عن سجالات الاسلاميين ومواقفهم المتباينة حول مواضيع جوهرية تحت عناوين لافتة كالحديث عن الحضارة باعتبارها قيمة مركزية في التصور الشرعي وعن الديمقراطية كآلية للنظام السياسي ، ويطرح وجهة نظر تفسيرية للجدل حول ثنائية حكم الشريعة وحكم الشعب. ويطلق المؤلف صفة المحافظين على من يمثلون الخطاب الشرعي التقليدي والحركي الذي سيطر على المجتمع السعودي في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين ، ويعتبر أنهم أصحاب الصوت المرتفع في قضايا الاحتساب ومواجهة الافكار والمشروعات التطويرية ، بينما يقصد بالاصلاحيين الاسلاميين اولئك الذين يطرجون خطابا شرعيا يرتكز على أولوية قيم النهضة والعدل والشورى والتنمية والتيسير الفقهي وبناء منظومات متكاملة للمحافظة على الهوية والأخلاق ، وذكر القديمي أنه هدفه من تأليف الكتاب توصيف أمر واقع وانقسام قائم بدأ يطفو على السطح بشكل جلي منذ بضعة أعوام ، ومحاولة لفحص الدعاوي والأفكار ضد الظاهرة الاصلاحية ومعرفة مدى صحتها ونزاهتها ، وتقييم أي الخطابين – المحافظ أم الاصلاحي – الألصق بقيم الشريعة وأصولها ومقاصدها ، والأكثر قدرة على تحقيق مصالح الأمة. ونفى القديمي أن يكون النقد الذي تتضمنه هذه السلسلة من المقالات التي سبق نشرها في موقع الاسلام اليوم موجها للصحوة ، بل هو موجه لصاحب الصوت المرتفع في المعركة مع الليبراليين ، ومن مارس أصحابه ممارسة النقد العنيف للحالة الاسلامية الاصلاحية ورموزها مثل الشيخ سلمان العودة والدكتور محمد الاحمري والشيخ حاتم العوني الشريف والمحامي عبدالعزيز القاسم. ويتسائل المؤلف في الفصل الاول لماذا لا نجد أحدا ينكر على من يتشدد ، وفي المقابل نجد أفواجا من المنكرين على يتساهل ويتسامح؟ ، ولماذا صمت العلماء التقليديون ورموز الصحوة ودعاتها عن مواجهة الفكر الجهادي التكفيري في فترة رواجه وانتشاره وتأثيره على الشباب المتدين ؟ .. لماذا آثروا الصمت في المنابر العامة وهم يرون أمام أعينهم أفكار القاعدة وهي تستقطب شباب الصحوة الغض ؟ ، ويرد المؤلف أنه لم يجد إجابة لهذه الاسئلة سوى أن للغلو مشروعية في مجتمعنا ، لذا يتجنب العلماء وطلبة العلم نقد مظاهر الغلو ، وفي ذات الوقت نجد فيه عشرات الرددود الشرعية والمواقف الحازمة على من يطرح موقفا أو فتوى متسامحة ، ويستشهد بما وقع للشيخ عادل الكلباني عندما صرح بكفر علماء الشيعة في برنامج متلفز على قناة البي بي سي البريطانية ، مخالفا به غالبية أهل العلم الذين يعتمدون تقريرات ابن تيمية بعدم وصفهم بالكفر ، فما كان منهم إلا الدفاع عن قول الكلباني ، ولكن عندما أطلق نفس الشيخ قولا يرى فيه جواز سماع الموسيقى ، ولأن هذا القول كان باتجاه التسامح لا التشدد ، توالت عليه الردود وانهال عليه التشنيع والانكار إلى درجة أن هناك من هجاه شعرا وهناك من أغلظ له بالقول وتعرض له بالذم والشتيمة العنصرية . ويلاحظ القديمي أن الاصلاحيين انشغلوا بتطبيق المفاهيم الشرعية واظهار تسامح الاسلام وقدرته على الانفتاح دون وجل او خوف على ثقافات العالم ، أما المحافظين تدور غالب معاركهم حول الموسيقى ، والدش ، وكشف الوجه ، والاختلاط ، وتأنيث المحال النسائية، ويقفون حائط صد أمام مطالبات الاصلاحيين لتمكين أفراد المجتمع واصلاح النظام السياسي عبر التشويه واثارة اللغط والبلبلة بما يتعلق بمسائل هامشية آخرى . ويقتبس المؤلف تحليل المحامي عبدالعزيز القاسم عن هذه الاشكالية التي تسهم في تأخير حسم نزاع قضايا تنموية ، ويعتقد القاسم أن "تعطيل الشريعة يتسبب فيه بحسن نية الطرح الاسلامي التقليدي ، الذي كان متمرسا في مواجهة المخالفين ، لكنه عاجز عن تقديم الشريعة كحلول وأنظمة بناء واصلاح ، واقع الاسلاميين جاء ثمرة لثقافتهم الاحتجاجية ، أي المعارضة السلبية ، وهذا النوع من المعارضة يعرف ما لا يريد ، لكنه لا يعرف ما يريد . لذا لم تتجه طاقات الاسلاميين لاستطلاع ما نريد بقدر اتجاهها الى الاحتجاج والرفض لما لا نريد . ولهذا انغمسنا في علم الكلام ودقائق الفقه ، وتجاهلنا الواقع." ويورد المؤلف استنتاجا ظريفا لتفسير سلوك أكثر فئات الليبراليين السعوديين عنفا ضد التدين والمتدينين, ويعلل ذلك بأن من كان متدينا وصحويا سابقا ثم ضجر من بعض أنماط التشدد ، وتغيرت بعض أفكاره ، ولقي تعاملا قاسيا من أصحابه المحافظين ، دفعه الى الانحياز نحو الليبرالية الموغلة في التوتر البعيدة عن
المحافظون والإصلاحيون في الحالة الإسلامية السعودية
هذا التوتر الذي يعصف بالحالة السعودية يخرج أحياناً من مستواه الصحي إلى مرحلة مرضية ومستوى مسف أو موغل في المبالغة والضجيج ، ولكن لعل هذا مخاض يتولد منه ( فكر إصلاحي ) تنجبه إزعاجات الاستقطابات الطرفية وضرورة المرحلة وحاجة الزمن القادم . فكر إصلاحي يتداوى من هواجس المحافظين ويعالج تكهناتهم القاتلة كما وأنه يكبح جماح الطموح الليبرالي الذي يدفع بالمجتمع السعودي إلى تنكب خصوصيته ومسخ جوهره وخسارة جهود التوحيد التي بدأت ترسخ جغرافية ومخيالاً . فكر إصلاحي : شمولي - معتدل - متعافي - واقعي - أصيل - متحضر - وسطي - وكل المعاني المبهرة والقيم الفذّة التي يناط بها قوام الحضارة وأسس التقدم وشؤون التنمية اللازمة لكل مجتمع ودولة متحفزة لمستقبلها المشرق . نواف القديمي الذي عرفته مسبقاً في ( أشواق الحرية ) وهو عبارة عن أفكار عميقة ومقاربات ذكية ونابهة للهوية السلفية والطموح الديموقراطي ، ثم في زحام الصخب الثقافي والفكري الذي يشارك فيها الهام والعام ، وليس آخرها ضجة ملتقى النهضة الذي يشارك في صناعته ناهيك عن منازلات عالم تويتر الذي يبدو أن طيره الأزرق يكاد يشرق بسجالات السعوديين المزعجين في كثير من الأحيان . في يوم ٩ / ٩ / ١٤٣٣ أنهيت هذا الكتاب الجميل والمميز وهو مزيج من التجربة الشخصية والأفكار العامة التي يطرحها القديمي بلغته السهلة العذبة التي تزداد ألقاً كل مرة وكرة .
اجدني اوافق المؤلف في مقدمته "احسب ان القارئ العربي وربما المحلي لهذا الكتاب سيكون اكثر اقترابا وفهما للوسط الاسلامي السعودي ،وسيدرك شيئا من مواطن التباين والاختلاف ومساحات الاحتكاك والسجال داخل الحالة الاسلامية السعودية" فهذه المقالات المتفرقة المكتوبة بشكل سلس تشرح عن الوسط الاسلامي السعودي اكثر من مقالات ممن يطلق عليهم خبراء الحركات الاسلامية في الصحف والفضائيات
الكتاب يقع في ثلاثة فصول، الأول عبارة من مجموعة مقالات كتبها المؤلف حول الخلاف بين من أسماهم بالمحافظين والإصلاحيين، وكلا الفريقين يدعيان أنهما يصدران عن مرجعية إسلامية، والثاني يحكي فيه عن الديمقراطية وأنها الأنسب للمجتماعات الإسلامية وفصّل في ذلك، أما الفصل الثالث فكان لقاء صحفيا أجري معه في إحدى الصحف الإلكترونية.
في الفصل الأول يعرض مشكلات من أسماهم بالمحافظين وقعودهم للإصلاحيين كل مرصد. وفي الفصل الثاني يعيد صياغة ما ذكره في كتابه "أشواق الحرية" عن نجاعة الديمقراطية وإعطاء حق الحكم للأمة. أما الفصل الثالث فخليط بين المواضيع السابقة وأمور شخصية.
يرى أن للغلو مشروعية في مجتمعنا بدليل عدم الإنكار على من يتشدد ويخالف السائد الفقهي، وفي المقابل يشنع على من يتسامح، وضرب بذلك أمثلة على فتاوى مغالية لم يشنع على أصحابها، على الرغم من مخالفتها للسائد الفقهي، أي فتاوى علماء البلد المعاصرين، بل دافع عنهم الشرعيين أو سكتوا عنهم، وذكر على ذلك شواهد وأظنه أحسن في إثبات ما ذكره
يقول بأن غلو المحافظين أدى لنفور الشباب منهم، خاصة حين يرونهم يطعنون في الإصلاحيين فقط لأنهم خالفوهم في الوسائل والمنهج، مما جعل الشباب ينحرفون ويقرأون لمن هو مخالف للإسلام، ولكن، ألا توجد أمثلة على تنويريين انحرفوا وقالوا بكلام يصادم الدين كلية؟
يذكر أن حديث المحافظين عن الإصلاحيين ووصمهم بـ”أهل الأهواء” دخول في النيات، كيف لا، وهم لا يأتزرون بالسلطة كالليبراليين، ولا قاعدة شعبية كبيرة عندهم كالمحافظين؟ ما مصلحتهم فيما يقدمون؟ في المقابل، ذكر سكوتهم عن إعفاء السلطة لأحد أعضاء هيئة كبار العلماء ثم يوجهون سهام نقدهم تجاه الكتّاب الذين احتفوا بالخبر، ويسكتون عن الشرعيين الذين يبررون قمع السلطة ويعيشون في نعيم الشرهات من أموال الأمة ثم ينتقدون الإصلاحيين الذين يطالبون بوقف هدر المال، ويتشددون في الصغائر واللمم والخلافات الفقهية ثم لا يتحدثون عن الكبائر التي ترتكبها السلطة، وفي كلام المؤلف خلط كبير إذ أنه غفل عن منهج السلفية في الصبر على ظلم ولي الأمر والنصيحة له في السر، بغض النظر عن صحة هذا المنهج. بعد أن سرد الأمثلة وطالب القارئ التفتيش عن مظنة الهوى، قال أنه لا يتهمهم بأنهم أهل أهواء.
تجده يكثر من ذكر المبادئ المستوردة كخصائص الديمقراطية وخدمة الانسان واحترامه ثم يحاول أسلمتها، وهذا يبين أن هذه الأفكار استقاها من فكر أجنبي ثم يحاول التوفيق بينها وبين الإسلام، فيستبدل الديمقراطية بالشورى واحترام الإنسان بمكارم الأخلاق، وهكذا، مما قد يوحي بأن القوم لم ينطلقوا بأفكارهم من الإسلام و إنما من أفكار أجنبية حاولوا أسلمتها فيما بعد.
أظنه لم يوفق في رده على خصومه حول مسألة الدستورية، لأن أهم مشكلة عندهم هي في إعطاء الشعب حق رفض شريعة الله، وإن كان احتمال حدوث ذلك من سابع المستحيلات.
الحديث حول هذا الكتاب قد يطول ولكن أختصره بقولي: لن يجد القارئ في نظري دراسة موضوعية في مادة الكتاب، فالرجل صحفي وليس عالم اجتماع، ومحسوب على من أسماهم الإصلاحيين، أو التنويريين كما يُعرفون في شبكات التواصل، وهذا حال كثير من الكتابات التي تنشر حول المشهد الفكري السعودي، إذ يقوم عليها أطراف في النزاع وليس عندهم أدوات البحث العلمي، وإنما يعتمدون على رصد ذاتي متحيز، كما هو الحال مع الهويريني في كتاب "الحراك الفكري السعودي"، والغذامي في "حكاية الحداثة"، والخضر في كتاب "السعودية…سيرة دولة ومجتمع".
لماذا يُفسَح المجال للغلوّ عند بعض المتشدّدين في مجتمعنا، في الوقت الذي يُغلظ فيه على من يتسامح في الأمور الخلافية؟، لماذا يعزّ على بعض أتباع التيار السلفي أن ينكر على المغالين من مشايخه؟، مع أنه يعرف أن إغلاظه في بعض المسائل الفقهية يعدّ من الغلوّ، وقد يرى بعض المشايخ -هداهم الله- أن هذا التشدّد هو من فرط التقوى والورع المحمود!.
يتحدث الكتاب عن الصراع بين المحافظين و الإصلاحيين في المجتمع السعودي، تباينهم و اتفاقهم، ومواقفهم من الليبرالية، وأقصد بالليبرالية هنا، تلك التي لاتوجد إلا في الحالة السعودية حسب علمي، وهي شكلٌ أخرقٌ لايؤمن بالليبراليّة إلا في الجانب السلوكي والأخلاقي، وينافحون عن الاستبداد السياسي، ضاربين بالنظريات الليبرالية عرض الحائط!. ثم يفرد المؤلف فصولًا للحديث عن التنظير والتطبيق عند أطراف المجتمع، المحافظون والإصلاحيون و الليبراليون.
على الرغم أن هناك كثير من الكتب التي تعالج "الحالة الإسلامية السعودية"، إلا أن قليل منها ما كتب بأقلام سعودية، وأقل ما كتب بأقلام أبناء الحركة الإسلامية، وفي مقدمة هذه الكتب، يقع هذا الكتاب لمؤلفه نواف القديمي. يقدم القديمي لكتابه، بأنه مجموعة من المقالات التي سبق أن نشرت في الصحف ومواقع الأنترنت، إلا أن هذه المقالات غير مقيدة بالظروف التي كتبت فيها لأنها توجه نقد عام لمفاهيم وسلوكيات، يراها المؤلف تستحق النقد، صادرة عن جناحي الحركة الإسلامية، الجناح المحافظ والجناح الإصلاحي. الكتاب يمثل نظرة من خلال عيون أبناء الحركة الإسلامية حديثي السن المتأثرون بالثقافة العالمية، لهذه الحركة في إطارها الإجتماعي والثقافي المحلي، لذا فهو يقدم رؤية نادرة تستحق الوقوف عندها بالقراءة والدرس.
يحاول القديمي مؤلف الكتاب في ثلاث فصول ان يتطرق الى التساؤلات مشروعة في الفصل الاول من وجه الى الغلو الى انحراف الشباب الى تعريف اهل الاهواء الفصل الثاني دراسة الحضارة بطريقة لم تعجبني في الطرح والاسلوب عنوان الفصل هو مركزية الحضارة في التصور الشرعي ومديح لحزب العدالة والتنمية
المحافظون والاصلاحيون وجهان لعملة واحدة. والواقع أن الأول غير محافظ والثاني غير إصلاحي. كلاهما حركيان. حديث عاطفي وبسيط وغير علمي ولا أكاديمي، وأتمنى أن نواف تطور عن هذا الطرح الضعيف
راقت لي بعض المقالات التي كتبت مأخراً و تحدثت عن ممارسات التيار المحافظ في السعودية و التي كانت إقصائية و متشددة ، راق لي أيضاً تحليل الكاتب للأحداث و التصريحات و استخدامه في أحيان كثيرة للأسماء الصريحة دون إخفاء. مشكلة الكتاب أنه يكرر ذات الأفكار و التي مفادها أن التيار المحافظ إقصائي و رجعي و متشدد و التيار الإصلاحي يحتوي الجميع و يريد الخير و ا��تسهيل للمجتمع ، مشكلة أخرى أن الكاتب في مقالات كان يحابي التيار المحافظ بمعنى أنه إنتقد بعض أفعالهم بشكل مسالم في حين أن بعض الأفعال تستحق التجريم بسبب ما عاناه المجتمع من تعنت و تشدد التيار المحافظ في فتاواه و آراءه بالإضافة طبعاً للضرر الذي عاناه المجتمع من وقوف هذا التيار في صف السلطة.
الصراحة أنني إحترمت ما يقوم به التيار الإصلاحي ، و في المقابل إحتقرت كل من يمارس التشدد و التضييق على الناس من التيار المحافظ.
الكتاب يروق لأولئك المهتمين بالشأن الإسلامي السعودي حيث تحدث الكاتب عن فترة الصحوة التي شهدتها المملكة و روى الكاتب أحداث إجتماعية و تغيرات فكرية رافقت تلك الفترة كونه عاش في وسطها
أعترف أنني تجاوزت بعض المواضيع بسبب تكرار الأفكار .. و لأن بعض المواضيع لا تهمني كثيراً.
في النهاية أود أن أقول أن الكاتب أسلوبه سلس و في العموم هو متزن في طرحه.
زاوية معتدلة للنظر والمقارنة بين التيارات المختلفة في السعودية عمومًا ونجْد خصوصا، تحدث فيها عن أقصى اليمين وأقصى اليسار لدرجة الإسراف في الحديث عن بعض الآراء الشاذة. الكتاب جيد ومن الواجب على كل التيارات المتطرفة قراءته لموازنة الرؤية وتوحيد الأهداف من أجل تحقيق دولة قوية ومتماسكة. ثم يخرج في آخر الكتاب عن الطرح ليجيب عن أسئلة شخصية متفرقة.
لا اقرأ عادة في هذا المجال, فكانت هذه القراءة من باب التغيير. الكتاب واضح وسهل لغير المطلعين/المهتمين بهذا المجال. "استمعت كثيرًا وعرفت عن أمور كان لدي تساؤلات حولها "مثلًا: من هم الاخوان المسلمين؟"
تحدث الكتاب عن من اسماهم المحافظين و الاصلاحيين كتيارين مختلفين في الحالة الاسلامية السعودية ، قارن بينهم بايجاز ، اوصل المراد بسلاسة ، يعطي واقعا نعيشه كل يوم
تعجبني عدالة الكاتب عندما لاتستطيع أن تعرف أي تسار يتبعه عند حديثه عن التيارات المختلفة خاصة في هذا النوع من الكتب التي تدور حول الصراعات بين التيارات المختلفة .. يتحدث هنا الكاتب عن الصراع في الحالة السعودية بي تيارات ثلاثة(المحافظ-الليبرالي-الإصلاحي) أسلوب الكاتب شيق (لا أنصح بهذه الطبعة مجموعة من الصفحات وضعت في مكان مختلف لما سجب أن تكون بحسب ترتيبها التسلسلي)
كتاب يلامس همومنا الحاليّه.أحببته اكثر لانه ناقش احد القضايا الكبرى في بلدي.. نقد، نقاش، حلول، استعراض.. احترام للقارئ. أنهيته في 24 ساعة .. ممتع و تعرفت فيه لأول مرة على نواف القديمي.
" النقد لم يكن يوماً ترفاً فكرياً، بل هو أشبه بالبوصلة التي تخبرك عن المسار الصحيح، كي تتقدم الى الأمام" __ نواف القديمي.