"الإيديولوجية الثورية" هي دراسة فلسفية اجتماعية تاريخية في الانقلابات التاريخية الكبرى أو بالأحرى في طبيعة الإيديولوجيات المتكاملة الجوانب التي ترافقها وترجع إليها كمنطلق وكقاعدة تضفي عليها هويتها التاريخية الخاصة وتحدد أساسياً مجراها التاريخي كانقلابات كبيرة، وهي بالتالي تقارن بين هذه الإيديولوجيات التي تقوم عليها هذه الانقلابات التي تظهر في مراحل متماثلة في التاريخ، هي مراحله الانتقالية الثورية الكبرى التي كانت تعنى في تجارب هذا التاريخ الانتقال الثوري من وجود تقليدي إلى وجود جديد يفترض به أن ينقضه في جميع أبعاده ومن الجذور. على صوت كل ذلك يمكن القول بأن هذا الكتاب يصنف جميع الايديولوجيات التاريخية المتكاملة الجوانب في نمطين؛ النمط الميتافيزيقي (الديني) الذي يجد المطلق أو الحقيقة النهائية التي يحتاج إليه كمنطلق خارج الطبيعة والتاريخ، والنمط العلماني الذي يجد هذه الحقيقة في التاريخ ذاته، في المجتمع، أو في الطبيعة الإنسانية وهو يقارن بين ايديولوجيات هذين النمطين فيجد أنها تكشف، رغم اختلافات في المضمون، عن بنية أساسية واحدة تعيد ذاتها فيها كلها، وأن هذه البنية تعود إلى "وضع تاريخي" متماثل إلى "وضع إنساني" واحد كامن وراءه، فالكتاب، كما هو واضح من العنوان، جزءٌ من دراسة هدفها النهائي إدراك التاريخ وخلق وعي تاريخي جديد.
لد في عكار بلبنان، تلقى تعليمه في معاهد باريس والولايات المتحدة حصل على دكتوراة في علم الاجتماع ودكتوراة في العلوم السياسية وعمل بالتدريس في الجامعات الأمريكية والكندية بعد ان استقر في المهجر منذ العام 1965.
تركزت كتابته باللغة العربية حول الرؤية العلمية في الفكر القومي العربي. وجه خطابه في مؤلفاته إلى الوحدويين العرب وهم حسب تعريفه من نذروا حياتهم لقضية الوحدة . استهدف بمؤلفاته وضع نظرية وحدوية علمية جامعة بين يدي الوحدويين العرب للرجوع اليها في نضالهم الوحدوي حتى اقامة الدولة العربية الواحدة يعتبر أشهر علماء الاجتماع العرب منذ ابن خلدون .
وصفه المفكر القومي الدكتور عصمت سيف الدولة بـ (نبي الوحدة) وذلك في كتابه حوار مع الشباب العربي اثناء حديثه عن كتاب الدكتور نديم البيطار الايديولوجيا الانقلابية الصادر عام 1964.
توفى في الولايات المتحدة الأمريكية في 25 أغسطس 2014 عن تسعين عاماً. وعكست وصيته التزامه الوحدوي حيث أوصى ان تحرق جثته وينثر رمادها على الحدود المصرية – الليبية تعبيراً عن تعلقه، وهو اللبناني، بأقطار أمّته
1- قضية العرب الفلسطينية 2- الإيديولوجية الثورية 3- من التجزئة …إلى الوحدة) مركزدراسات الوحدة العربية 4- النظرية الاقتصادية والطريق إلى الوحدة العربية 5- (جذور الإقليمية الجديدة)، معهد الإنماء العربي، 6- (نحو الارتباط بمصر الناصرية)، والطريق الوحدة العربية 7- (دور النظرية الثورية)، معهد الإنماء العربي، بيروت، 8- (حدود الهوية القومية، نقد عام) دار الوحدة، بيروت 9- (هل يمكن الاحتكام إلى الولايات المتحدة في النزاع العربي الإسرائيلي؟) معهد الإنماء العربي، بيروت 10- من الحقيقة الإنسانية إلى الحقيقة الانقلابية)،دار الطليعة، بيروت 11- (الفعالية الثورية في النكبة) ،دار الطليعة، بيروت، 12- من النكسة إلى الثورة، دار الطليعة،بيروت 13- (المثقفون والثورة) المجلس القومي للثقافة العربية الرباط، 14- (التجربة الثورية بين المثال والواقع) المجلس القومي للثقافة العربية، الرباط، 15- الناصرية ومقاصدنا الثورية1972 16- الصراع العربي الإسرائيلي 1978 17- فكرة المجتمع الجديد 18- حدود اليسار الثوري 19- نقد التفسير الاقتصادي للتاريخ 20- نقد الطريق الاقتصادي كاداة للاتحاد السياسي 21- الحزب الثوري 22- حدود الاقليمية الجديدة-
كتاب فلسفي متماسك ولكنه معقد لعدة اعتبارات أبرزها أن فهم أبعاد الأفكار المطروحة يتطلب من قارئ الكتاب أن يحيط بالآراء الفلسفية التي قدمت في الأزمان التي سبقت ما طرحه البيطار لفهم مقاصده كما أن الأيديولوجية الثورية التي تناولها البيطار اختصت إلى حد بعيد بالأيديولوجية الإنقلابية وعلاقتها بالدين والعلمانية وحاز ذلك على نقاش موسع.