ستمر في هذا الكتاب على بعض الأحاديث الذي يروها سيدنا جابر بن عبد الله عن رسولنا الكريم معلم البشرية.
ولكن الموفق من وفقه الله الأستاذ محمد حشمت سردها وحللها من منظور مختلف وفتح الله عليه في جمع المصادر ليجعلك تتعايش مع رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام من وجهة نظر الصحابي الجليل ومواقف تخصه في حياته لكنها منهاج تربية للأمة في معاملاتها وعبادتها وحتى في شؤونه الخاصة مع زوجه.
* باحـث دكـتوراه. * ماجـستير العقيدة، كلية العلوم الإسلامية- جامعة ميديو – ماليزيا * ليسـانس اللغة العربية العلوم الإسلامية - كلية دار العلوم- جامعة القاهرة.
* المؤلفات: - نظرية الدين والتدين، الفهم والوهم - أضغاث أوهام، قراءة في أفكار عبد الجواد ياسين. - الأمة وأسرار الابتلاء -خوّات في ظلال التربية النبوية. - كعب بن مالك في ظلال التربية النبوية - الرميصاء ظلال التربية النبوية - الخلاصة في علم مصطلح الحديث - جابر بن عبد الله ظلال التربية النبوية - حذيفة بن اليمان ظلال التربية النبوية - فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنها في ظلال التربية النبوية - سعد بن معاذ في ظلال التربية النبوية - للقصة بقية .. بين آل لوط وقومه - عثمان بن مظعون في ظلال التربية النبوية - خديجة بن خويلد في ظلال التربية النبوية - أبناء لقمان، بين زمان والآن (سلسلة جديدة)
لطالما كان المشهد يكتمل برواية جابر رضي الله عنه.... كان لابد من افتتاح المراجعة بهذا الانطباع الصريح عن هذا الصحابي الجليل ولكن هلا توقفنا قليلاً عند مشهد بيعة العقبة الثانية حيث كان جابر عبد الله أصغر الوفد سناً... لا يفتأ الكاتب الكريم أن يبهرني في كل مرة وهو يجسد المشهد ناطقاً بالحياة ، ترى الأيادي تتبارى لمبايعة يد النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرة...مُعاهدة على المؤازرة والمُناصرة...والله كانت يدي المرتجفة تتبارى مع ضربات قلبي الوجلة وأنا أتمتم لنفسي يا ليتني كنت منهم.... في ظلال التربية النبوية لجابر رضي الله عنه يتبين لك كيف كان نبينا الأب الحاني الذي يبذل الحب والنصح الصادق، ويولي التكليف والمسؤولية ، ولا يكتفي ألا بإرتواء من يتلقى ، فيطمئن صلى الله عليه وسلم إلى رشد صاحبه وحُسن تصرفه ، المعلم المربي ينصح جابر وهو حديث العهد بالزواج ولم اجد أحسن منه صلى الله عليه وسلم تأدباً ، يأخذ بيده ليقضي دين أبيه ومن ثم دينه ، يتعهده بالرعاية والاهتمام... نبينا أشرف الخلق لم يسوف...يتأخر...يقدم أعذاراً...يوكل من كِبار الصحابة من يفعل...يماطل...يشترط...لا لم يتأتى اي من ذلك...أتدري لماذا ؟ لأن هذا حال المُحب الصادق...المعلم المربي لجيل فريد يُعد ليتأسى ويقتدي ويسير على النهج القويم.... ها هو جابر يقول " يا رسول الله إني أحب ألا تشهد مشهداً إلا كنت معك "...والرجل يصدق ويجاهد ولا يزال ينافح عن دين الله إلى أن يلقاه... تعال معي لنرى جابر رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فمه على خاتم النبوة ينفح عليه مسكاً وقد حفظ سبعين حديثاً تلك الليلة ما سمعها معه أحد.... هل تنبهت لعدد الأحاديث...سبعين ..سبعين وهو رديف رسول الله كما لو كان أباه... لم يقل له بعد عددٍ من الأحاديث الشريفة...هذا يكفي انزل يا جابر....دع رأسك عن كتفي...لا..لم يتأتى أي من ذلك.. صلى الله على خير الأنام وسلم تسليماً كثيرا.... مشهد غزوة الخندق وجابر يرى شدة جوع النبي والصحابة رضوان الله عليهم ، فيدعوه على طعام قليل فيأتى رد النبي الكريم " كثير طيب " ويصطحب الجيش ليهنأ بل ويفيض ، بركات نبينا وتأييد الله تبارك وتعالى له... جابر يقول قليل...ورسول الله يقول كثير...ألم تشعر مثلما شعرت بالأمان والطمأنينة... جابر رجل حيي ولعل ذلك ما كان تمكيناً له من رصد المشاهد ، واستجلاء التفاصيل الدقيقة بأمانة بالغة ، ووثوقية شديدة وقد تخلص من تسطير مناقبه أو تسجيل حضوره... الرجل حاضر الذهن ، يرى الأمور بعين العقل ، منذ أن اختار زوجة رشيدة ترعى أخوته بعد استشهاد أبيه في غزوة أُحد ، وإلى أن تراه يتعلم ويتبصر فلم أقبض عليه شارداً... كان مجتهداً حافظاً فقيهاً وقد بلغ مسنده ألفاً وخمس مائة وأربعين حديثاً ، مُحباً لله ورسوله ، عاصر الخلفاء الراشدين وشهد زمن الفتن فلم تزل له قدم ، لم يخالف أصلاً ، يثبت مع الحق ولا ينكسر للباطل ، لم يداهن ولم يوال أهل الهوى... الرجل الحيي كان صوته جهوراً في الحق والتصدي للباطل... اجل لقد بلغني صوته...وأنا هنا أشهد بأنه كان من هؤلاء الذين سبقونا بالإيمان ، ناصروا نبينا وعزروه ووقروه ، ساروا على خطاه وجاهدوا في سبيل الله ، واسأل الله أن يجمعنا بنبينا وآله صحابته ومن تبعه بإحسان في دار الرضوان.... لابد من تقديم الشكر الجزيل للكاتب الكريم على حيازة تلك العدسة التي يستقرأ بها الاحداث ويجلي بها المشاهد ويزيل بها الملابسات ، تعكس ضوءاً تشرق له الروح وهى تتلقى ما كان وراء الكلمات وأي كلمات وهى التي جاءت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم....🤍
عشت مع هذا الكتاب قرابة ال20يوما ويالها من ايام لطيفة سافرت فيها الى ذلك العهد الجميل عهد الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانهم ينهلون من اساليبه التربوية المبهرة كنت لا اعلم شيئا يذكر عن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله لكن الان تغير الوضع تماما واصبحت صورته واضحة المعالم بالنسبة لي كما احببت زوجته سهيمة اكثر وتعرفت عليها وتعلمت من صبرها وطاعتها لزوجها
بعد سنواتٍ من الانتظار، وفوق بضعة بنات يولد لعبد الله بن عمرو بن حرام الولد فيسميه جابر... ومن هنا تبدأ الحكاية في معالجته لسيرة جابر يتجاوز الكاتب فكرة الاقتصار على السرد القصصي كما يحلو للبعض، والتوجيه التربوي كما يُخيل للبعض، إلى استخلاص النفحات الإيمانية من بينات المواقف بصورة مدهشة فيُهديك إياها خالصة بين أسطره، مما ينُم عن سمت إيماني مميز يختص به الكاتب، ترى وتتعجب كيف يجمع النصوص ويُدقق ويبحث ويوفق بينها حتى تسير الأحداث متناسقة في اتجاه واحد ببساطةٍ وسهولة من غير تلبيسٍ ولا تشويش، مع شرحٍ للمصطلحات الغريبة والصعبة بشكلٍ ييسر فهمها...
يبدو جليًا ذكاء الكاتب ليس فقط في اختيار العبارات وطريقة النظم المدهشة، ولكن في التحليلات العبقرية كذلك، كما في تخطيه لنمط التفكير ككاتب إلى انتحاله عقلية القارئ بكليتها وليس فقط مراعاتها؛ فتراه ينثر كل ما قد يجيش في عقلك من أسئلة مجيبًا عنها بسلاسة ويُسر، لا يترك مساحة من الفراغات في سياق السرد، بل يسد كل الثغرات بطريقة إبداعية.. يركز الكاتب على استخراج المعايير من مواقف الجيل القياسي بعناية فائقة؛ كتحليلة لمواقف جابر مع زوجته ابتداءً من معايير الاختيار بما يُمليه الواقع ويحقق المقاصد لقيام بيت مسلم قدوة ليس مثاليًا حد الكمال لكنه الأقرب للصلاح، ليفسح مجالًا أمامك لتضبط مؤشرك وتصحح بوصلتك على معايير ذاك الجيل الذي أقر النبي بأنه أصلح القرون إذ قال -صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق "خير القرون قرني"
أعجبتني طريقة الكاتب في ربط الأحداث مع بعضها البعض ليس في الإطار الحياتي الشخصي لجابر فقط ولكن في الإطار المجتمعي ككل، راسمًا بذلك صورة متكاملة لحياة المجتمع كخلفية لحياة جابر في قالب متسق، ويبدو ذلك جليًا في تفسيره لإصرار اليهودي على استفاء دينه من العجوة، وما حدث في قصة أبي الشحم اليهودي مع الصحابي عبد الله بن أبي حدرد وغيرها...، وكذا في تحريه للمواقيت الزمنية للأحداث غير واضحة الزمن، واستخراجها وجمعها من بين الروايات الواردة والأحداث المصاحبة كتوقيت إسلام جابر، وكذا زواجه، وتحريه للأحوال والمواضع الجابرية في الوقائع المهمة كما في بيعة الرضوان وغزوة حنين..
ظهر واضحًا وبدا موفقًا اجتهاد الكاتب في تحليل الدوافع والآثار النفسية للمواقف بداءً من تحليله لتسمية عبدالله والده بجابر-رضي الله عنهما-، مرورًا بالمواقف النبوية الخاصة مع جابر، كما في مساومته على بيع جمله، وإشرافه النبوي الشريف بعدها على قضاء دين جابر وحتى إردافه له على راحلته، مستخلصًا بذلك أجود وأخلص الدروس التربوية العملية من حياة نموذجٍ فريد من الجيل الفريد...
تتبُع الكاتب لجوانب من حياة جابر بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ليثبت لنا بشكل قاطع أن التأثير التربوي للنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن حالة انفعال وقتي أو تعلق شخصي، قدر ما كان غرسًا في النفوس وزرعًا في القلوب، تمتد جذوره إلى منبع الدين، وتستمد حياتها من ذكر الوحي وفهمه وتُغذي به ثمارها!، مع التأكيد الدائم على بشرية هذا الجيل مما يعزز إمكانية الإقتداء به عقلًا ومحاكاته عملًا!
طوال قراءتي لتلك السلسلة المباركة-في الظلال التربوية النبوية- اكتشف أننا كنا نعرف الكثير من المواقف المأثورة عن الصحابة-رضوان الله عليهم- من غير نسبةٍ إلى أصحابها، حتى وضعها الكاتب لنا في سياقها الزمني والشخصي فبدت أكثر وضحًا وفائدة!
أجزم أن الكاتب جزاه الله خيرًا قد نجح ناجحًا باهرًا في إيصال رسالته؛ فقد شعرت على طول الكتاب بل وما سبقه من كتب في هذه السلسلة أن الكاتب ما هو إلا رجلٌ عاش قلب الحدث بكل تفاصيلها وبكامل انفعالاته ثم جاء يرويها إلينا بحكمة شيخٍ عالمٍ مجرب، ويهدينا ثمراها، ويجعلك توقن بعد كل قراءةٍ في ظلال تلك السلسلة الوافرة أن لأولئك الصحب الذين عاشوا تلك التجربة التربوية الفذة على يد النبي-صلى الله عليه وسلم- نماذج لحيواتٍ فريدة تستحق كل منها أن تدرس دراسة وافية لتكون درسًا عمليًا لكل مسلم أراد أن يصل بحياته إلى أقرب صور الكمال الإيمانية والحياتيه!
ستمر في هذا الكتاب على بعض الأحاديث الذي يروها سيدنا جابر بن عبد الله عن رسولنا الكريم معلم البشرية. ولكن الموفق من وفقه الله الأستاذ محمد حشمت سردها وحللها من منظور مختلف وفتح الله عليه في جمع المصادر ليجعلك تتعايش مع رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام من وجهة نظر الصحابي الجليل ومواقف تخصه في حياته لكنها منهاج تربية للأمة في معاملاتها وعبادتها وحتى في شؤونه الخاصة مع زوجه. صدقاً اصبحت اشعر ببعض حال الصحابة رضوان الله عليهم وكيف وصلوا لدرجة المحبة العظمى للرسول صلى الله عليه وسلم اكثر من أنفسهم. نفع الله بكم استاذ محمد حشمت وجزاكم الله كل خير.
كعادة هذه السلسلة مهما اختلفت الشخصيات، نتذكر أن المجد كله ليس لمن يفني عمره في جانب واحد ولا يلتفت لغيره، و لكن توازن الإنسان في جوانب الحياة المختلفة هو الهدي الصحيح.
لم أكن اعرف سابقاً عن سيدنا جابر سوى اسمه في مطلع الاحاديث التي رواها ( عن جابر بن عبدالله عن ر��ول الله )
لكن بعد قراءة هذا الكتاب أحببت سيدنا جابر كثيرا كان رزق لابيه جابرا له بعد اخوات بنات
جابر ( رضي الله عنه ) واقعي جدا انسان عادي بعد موت ابيه تكفل برعاية اخواته البنات وظهر تحمله للمسؤلية في سرعة زواجه بمن تعينه على رعاية اخواته بصفات محددة
أحببت حب النبي له واهتمامه به وحرصه عليه حتى في اخص شئونه ( في زواجه وفي قضاء دين ابيه ) كان له الاب والمربي والمعلم والناصح بعد استشهاد أبيه رضي الله عنه واحببت حرصه صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بنفسية جابر رضي الله عنه وبث الاطمئنان في نفسه خاصه في موقف قضاء الدين
واحببت حب جابر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على مراقبة احواله ونقلها بكل صدق دون زيادة او نقص
عاش رضي الله عنه حتى تجاوز التسعين عاماً
عاش على نهج النبي صلى الله عليه وسلم عاش يطبق ما تعلمه من النبي صلى الله عليه وسلم طوال سنوات صحبته له
كان رسالته في المكان الذي هو فيه (( طوبى لعبدٍ آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مُغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة ))
عاش مُجاهداً شهد كل المشاهد ( بعد أُحد ) حتى كُف بصره عاش مُعلماً مربياً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر يبذل جهده واستطاعته ويتوكل على الله عاصر فتن كثيرا ف كان صابراً منفذا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
رضي الله عن جابر وعن أبيه وصلى الله وسلم وبارك على من رباهم وعّلمهم اللهم اعنا على التأسي بهم واصلاح نفوسنا ونضبط بوصلة حياتنا
منذ بدأت هذا الكتاب حتي انهيته لا أجد وصفا ادق مما وصف به الكاتب جابر وحياته حقيقي وبسيط وحتي في أشد اللحظات إرباكا وحزنا كان جابر هناك ببساطة وواقعية لا يقترب منها التعقيدات التي تحيط بنا يتحرك.. وانقل لكم جزءا من كلام الكاتب عنه.. "جابر واقعي جدا..لا يملك ذلك الحضور الطاغي في كل موقف..ولا يظهر في الساحات ولا تتردد بطولاته في المناسبات والكلمات،لكن تجده قوالا بالحق شاهدا بالصدق فعالا لما يمليه عليه دينه ومروءته".. جابر الذي كان له من اسمه نصيب في أهله.. الذي استثناه الرسول في أحد .. الذي أصبح كهلاً في العقد الثاني من عمره فقال له رسول الله مالي أراك منكسراً.. فجبره رسول الله صلي الله عليه وسلم بكلامه.. جابر هذا الصحابي الجليل الذي تقرأ سيرته من بدايتها الي نهايتها لا تجد فيها إلا قلب مثقل بالهموم وعينان تنظران لرسول الله لبرشد قلبه.. رضي الله عن جابر والحقنا برسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته علي خير.
من أعظم الحاجات اللي بعملها واستمتع بيها هي القراءة عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلاقتهم بيه، وتوجيههم وإرشادهم وتربيتهم. الكتاب هي الأخير في سلسلة التربية الإيمانية، للأسف الكتاب أطول من المطلوب، ويؤخذ عليه بعض الملل في السرد وترتيب بعض الفقرات. كما يعاب عليه بعض الأخطاء الإملائيو أو المطبيعة، والتي تعد مزعجة جداً بسبب إن الكتاب به بعض الألفاظ الغريبة أو غير المعتادة والتي قد تحتاج من القارئ البحث للوصول إلى المعنى. يستحق الكاتب الإشادة على الخوض في أحداث قصة الصحابي الجليل والبحث والتمحيص ليصل إلى عرض الكتاب بهذا المستوى، جزاه الله عنا خير الجزاء.
جابر بن عبدالله_رضي الله عنه صحابي جليل يتربي علي يدالنبي صلي الله عليه وسلم ويقضي عمره في الجهاد ومحاربة الفتن تحول كبير يحدث في شخصيته من شخص كثير الحياء حتى عن طلب حقه إلي شخص لايخشى قول الحق قوة عجيبة وكيف لا وهو من تربي علي الوحي وعلي يد خير البشر يحتاج أولادنا لمثل هذه القدوات الصالحه ليعيشوا بها بل نحتاج نحن لمثلها لنعود إلى ذلك الطريق المستقيم الذي رسمه لنا الحبيب المصطفي ونظل علي خطاه صلي الله عليه وسلم مالفت إنتباهي أكثر ليس سرد القصه فقط ولكن الوقفات التربويه اللتي استنبطها الكاتب من المواقف جزاه الله عنا خير الجزاء
حلقة أخرى ممتعة بعد حذيفة و خوات رضي الله عنهما مايعجبني في هذه الحلقات أنها مختلفة عن كل ما ستقرأه من سير و علم شرعي تجعلك تعيش مع شخصية من الصحابة و كأنك تلاحظها بعينيك،تلحظ فيها أحاديثا لأول مرة وقصصا لطيفة ملهمة كانت هذه رحلة جميلة مع جابر رصي الله عنه هذه الرحلة ستجعلك تحب جابرا ، تعتبره صديقا خاصة و أنه عادي جدا رجل له ظروفه كما لنا ظروفنا لكنه رجل صدق الله و رسوله اللهم اجمعنا بنبيك و بصحابته و بالصالحين في جنات النعيم آمين
جابر ...على رأي شيخنا " عاديّ جداً" قد ترى في تفكيره نفسك أحايينٌ كثيرة ، وترى في قلبه نفس مشاعرك ، وقد ترى في قدر شجاعته قدر شجاعتك ، الكتاب على قدره وطوله ، ولكن كثيرٌ من المواقف التي فيه استوقفتني وأدمعتني بقدر ما تمنيت لو كان بيننا الحبيب المعلم والمُربي ، لو كان بيننا ونشكوه مما يؤلم فؤادنا ، لو نشكوه العالم وقسوته علينا ، لو نشكوه هذا الحب الذي يملئ فؤادنا ولا نعلم إلى أين نذهب به ، لو كان بيننا لسألته كيف بي يا رسول الله أن أحب نفسي ، وكيف الانسان يمكن أن يحمل كل ذلك القدر من الحب في قلبه ولا يملك ذرة منه تجاه نفسه ، على الرغم من أني مازلت أسيرة كتاب " حُذيفة بن اليمان" ولكن سيظل جابر رضي الله عنه مرآة لكثير من أرواحنا ، ربما نتعلم منه أن نتقبل أننا هكذا ، وأننا لا يجب علينا أن نكون أشجع البشر ، ولا أجملهم روحاً ، ولا أكثرهم طيبة ، ولا أكثرهم فطنة .. رضي الله عن الصحابة أجمعين وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مما يأسر المرء في غالب الأحيان أن ترى من يطرق بابا لم يطرقه أحد قبله. فالكاتب يتناول شخصية من الصحابة لا يعرفها كثير من الناس ومن يعرفها فهو يعرفها بوصفها شخصية "عادية" ومن هنا تتجلى براعة الكاتب في تسليط الضوء على هذا الجانب "العادي" عند هذا الرجل النبيل,جابر بن عبدالله. أحببت طريقة السرد والتحليل واستخلاص مواطن البراعة في ذلك الرجل ولكن أحسب أن هناك مواضع كان شعارها الإسهاب في التحليل حد الشعور بالملل وذلك على قلة تلك المواضع ولكن الكتاب لطيف ممتع يظهر منه شخصية كاتب فاضل يستحق المتابعة والقراءة له بجدارة.
حلقة جديدة من السلسلة التي أنتظر شخوصها صحابيًّا بعد آخر، ورحلة جديدة وفريدة مع إنسان آخر أعاد الدين تشكيله، فوائد تربوية جديدة وتجربة إنسانية متفردة تخرج منها بكثير من الوقفات مع النفس.
في ظلال التربية النبوية ... في هذه الرحلة المباركة عشنا مع سيرة طيبة عطرة : سيرة سيدنا جابر بن عبد الله للاستاذ محمد حشمت ، من افضل السير التي مررت بها للصحابة الكرام رضي الله عنهم ، سيرة بسيطة على عظمتها ؛في هذه الرحلة المباركة يأخذنا المؤلف لنقترب أكثر من سيدنا حابر بن عبد الله منذ أن كان شابا في مقتبل العمر إلى وافته المنية عن عمر يناهز ٩٤ سنة ، في حياة مليئة بالتحديات والصعوبات والغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى بعد وفاته...إستمر سيدنا جابر في الغزوات إلى أن ضعف بصره فتفرغ للعلم والتعليم ! أما عن حياته الشخصية فالتحديات كانت صعبة جدا لوفاة والده عبد الله بن حِرام وترك جابر وحده يصارع الحياة في ظل وجود دين على أبيه يجب على حابر أن يسدده وإخوة صغار يحتجن للتربية والرعاية ...فما كان من سيدنا جابر إلا أن بدأ باالبحث عن زوجة تصلح هذه المهمة بغض النظر عن أن تكون في سنه أو تمتاز بسيمات جسدية معينة ! بل تكون قادرة على مساعدة على تسديد دين أبيه ورعاية إخوته؛ وهنا تتجلى أهمية "فقه الاولويات" ماذا أحتاج وليس ما أريد! فوفقه الله وسدده للعثور على هذه الزوجة = سهيمة بنت مسعود ،إحدى قريباته وكانت ثيبا (مات عنها زوجها) ...وهنا يظهر لنا مدى فقه جابر ومعرفته بنفسه جيدا بحيث يبحث عن احتيجاته ويقدمها على اي شيئ ٱخر ... هل يمكن أن نطبق سيرة سيدنا جابر على الواقع = نعم ولا ؟! نعم : إذا فقه الإنسان واقعه وعرف ما يحتاجه وما ينقصه وما يريده لا: لأن حياة سيدنا جابر كانت تحت الرعاية النبوية المباركة في كثير من تفاصيلها : كتسديد دين أبيه مثلا ببركة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبركة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق بتكثير الطعام في بيت سيدنا حابر وزوجته سهينة بعدما استضافوا أهل الخندق جميعا على طعم كان معد للنبي صلى الله عليه وسلم ولشخصين معه على الأكثر ، فكفى من كان في الخندق جميعا ةبقي منه الكثير ! الخلاصة : أننا نستمد من نور الوحي والتربية النبوية وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ما يعيننا على صعوبات الحياة وتحدياتها ، ونستتبع أثر الصحابة الكرام رضي الله عنهم ونطبق ما يمكن إسقاطه على الواقع ؛ لانهم أفضل القرون وخير البشر الذين حباهم الله تعالى ليكونوا صحابة خير الخلق وسيد الورى صلى الله عليه وسلم ... ولايكون قدواتها الاعيبين والممثلين والعابثين والمؤثرين ... وإن فعلنا فلعمري إن فعلنا إننا لفي ظلال مبين .
"وهكذا قلب المؤمن في كل زمان: كلّما عاين آيات الله تعالى، وتأمّل كتابه المنظور في الكون، وتدبّر كتابه المسطور في القرآن والحكمة: امتلأ صدره إيمانًا وتسليمًا ويقينًا، وصار مؤهلًا لنزول البركات وحصول الكرامات وخوارق العادات". تناول الكاتب قصة الصحابي جابر بن عبد الله بشكل مميز جدا ولعله في ظني من أبلغ ما قرأت في مجموعة الكاتب البديعة عن الصحابة والتي وضعها تحت عنوان (في ظلال التربية النبوية).. ومن أكثر ما تميّز به الكتاب (في وجهة نظري) تحليل الكاتب لأمر زواج الصحابي رضي الله عنه، إذ أن هذا الأمر من المشكلات حقا، وكثيرًا ما يستشهد الناس بحديث ( هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك) استشهادا في غير محلّه، بينما يُحسب للكاتب توضيح كامل الصورة ومتلابسات زواج الصحابي صاحب الحديث وبطل كتابنا هنا، وأوضح لنا تفكيره الحكيم على صغر سنه في هذا الحين والتوجيه النبوي البديع له في كل مراحل حياته، ثم يوضح الكاتب أيضًا تفاصيل قضاء الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه لدينه ودين أبيه، واهتمامه بتربية أخواته البنات وحُسن ترتيبه لأولويات حياته، وعموم صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم. رضي الله عن جابر بن عبد الله وسائر الصحابه. يأتي في ختام الكاتب نصيحة الكاتب الجميلة المعنى والصياغة: "انطلق إلى سبيل ربك بصدق يصدقك.. امش إليه يُهرول إليك.. سبحانه! مَن جاءه تلقاه من بعيد، ومن تصرَّف بحوله وقوته ألان له الحديد، ومن اتبع مراده تعالى أراد له ما يريد، ومن ترك من أجله أعطاه فوق المزيد."
سيدنا جاير رضي اله عنه وارضاه ..عن نفسي لم اكن اعرف الا حديث رسول الله معه عن زواجه بثيب ام بكر؟ واختياره الثيب لاسباب تدل على نضجه الفكري رغم صغر سنه ... هذا الحديث قد اثار زوبعه من التشكيك فيه من قبل نسويات هذا الوقت ..بكلام يشوش الفكر وهو كيف سيدنا محمد يفضل البكر عن الثيب وما الى هذا من كلام لا يسمن ولا يغني من جوع .. الى ان اكرمني الله بقراءه سيرة حياه هذا العظيم ومعرفه اختياره الثيب وبشكل مفصل وكيف الرسول الكريم وجهه بما يفعل بادق التفاصيل التي لا ولن تخطر على بالنا بشكل جعلني اقف مشدوهة هل رسولنا الكريم كان الى هذا الحد في ادق تفاصيل حياه من حوله وحول سيدنا جابر ليعلمه فقه الزواج خطوة خطوة لقد ذهلت مما قرأت كما تناو ل محطات حياته محطة ...محطة .. للامانه نحن نجهل قصص هؤلاء العظماء هؤلاء العظماء الذين عاشوا حياة طبيعيه جدا ناس أمثالنا ..إلا ان يقين الايمان بالله ويقين الايمان بالرسول جعلهم يكونوا منارات لا بد من الاقتداء بها ولو بالشي اليسير الاستاذ محمد حشمت ما خطته أناملك تجاوز الوصف كتابك الميسر فتح آفاقا جديدة لنا كقراء .. ننتظر المزيد
لقد كانت رحلتي مع كتاب جابر بن عبدالله رضي الله عنه بمثابة تشبث حفيدة بيد جدها تنتهل منه علمآ وسير أقواما سبقوا، ويحبذا أن كانوا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وبصحبته خاتم الأنبياء، شعرت أنني أنصت إلى جدي يحكي لي طفولته وزواجه وكيف اختار جدتي وفيما أصاب وفيما أخطأ، ويصف لي سكنات مربيه الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولقد كان حلمي أن أعرف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم كأفراد كيف عاشوا وكيف كبروا وقاوموا، وكانت سيرة جابر رضي الله عنه نافذة لذلك، بكيت عند ذكر وفاته وكأنه جدي الذي أفلت يده واحتضر أمامي، غبطت من رباهم وزجرهم ، تمنينت لو كنت في حلق العلم معه أنهل منها، وتمنيت لو كنا عرفنا الصحابة بهذه الطريقة منذ زمن لشكل ذلك فارقا كبيراً في تعاملاتنا مع ما مر علينا من فواجع وتقلبات نحن الجيل الذي أتته ال2011 وهو في مرحلته الابتدائية وما عقبها من تناقضات أذهبت عقولا وأهدرت قامات وزعزات ديناً، فجزى الله خيراً من كتب الكتاب ومن علمه ومن أرشدنا إليه ومن وفره لنا وجعل أعمالهم خالصة لوجه الكريم
جيل النّهوض الذي يُدرك ان ليس كل مايلمع ذهباً ولا كل مايُقال صدقاً وعدلاً فينظر في كل كلام بعيد النقد التي ترى الفرق بين الحقيقة والأوهام، تلك هي الخطوة الأولى لإنشاء هذا الجيل وصناعته ليكون الإنسان الذي يُفكّر بسوية فلا يحمل أفكار متضاربة إلى درجة التناقض دون إدراك، بل يعي مايمرّ به ويدركه جيداً وما يمر به من حوله ليستنبط بتريّث الطريقة الصحيحة في دعوتهم إلى اللّٰه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويكون عنده القدرة على التعبير بحرية فيكسر ذلك الإنقياد ليبدأ قلب الإنقياد في الخفقان فيكون انتقاؤه لما يطرحه مصحوباً بحكة واتزان ويصحب انتقاده بالبناء، انطلق إلى سبيل ربكَ بالصدق ليصدقك،امش إليه فيُهرول إليك سبحانه،من جاءه تلقّاه من بعيد،ومن تصرّف بقوته وحوله ألان له الحديد،ومن اتّبع مُراده تعالى أراد له مايُريد ومن تركَ من أجله أعطاه فوق المزيد.
"انطلق إلى طريق ربك بصدق.. يصدقك، امشِ إليه يهرول إليك! لا تتوقف مع جَابر-رضيَّ الله عنه-
نلتمس الطَرِيق إلى إعادة ضَبط الإنسَان لصُورتهِ الحقيقيّة الَّتي أرادها الله تعالى ليكون خليفته في الأرض، ذلك الضبط الَّذي يجعلهُ انسانًا سويَّا. إنسان: يَعبُد الله، يُجيب داعيه، يُطيع ويعصي، يغفل ويرجع، يُجاهد، يفرح ويحزن، يُحبّ الشعر بلا تَفلّت، يُقيم الدِّين بلا تنطع، يزهد في الدنيا يُقبل على الآخرة، يُعَمر الأرض بمنهج الله، يساند الحقّ، يقول الصدق، يفعل الخير، يتأمل ويتعلّم، في النهاية؛ إنسان يُفكر بسويّة يُعبّر بحريّة"
الحمدلله ربِّ العالمين وصلَّ الله وسلَّم على محمد وآله وصحبه أجمعين ١٠ جُمادى الأوّل١٤٤٤هـ
قرأتُ حذيفةَ أولا ثم عرجتُ على هذا الصحابي الجليل، ولا أنصحُ أحدا بهذا أبدا إن كنت ناصحة! واضح جدا الفرق بين لغة الكتابين، وتمكّن الكاتب منها في حذيفة أكثر من جابر، حتى استقراؤه في حذيفة أمتن وأعمق، وبعض الأجزاء تحتاج إلى إعادة ترتيب.
هذا ولا يخلو الكتاب من فوائد عظيمة، ومن حُسْنِ عرضٍ لأجزاء من حياة جابر تُدخلك في عمقها ولا تخرج منها، ولا أحسب أنك تخرج أبدا! أتمنى لو يعيد الكاتب سبك الكتاب مرة أخرى، وأحسب أنه إن فعل سأعيد قراءته.
جابر ابن عبدالله، بارك الله في عمره و حياته و رزقه صحبة النبي صل الله عليه وسلم ، تعلم منه و نشر العلم و عمل به، السادس في الترتيب من الصحابة الكرام المحدثين عن الرسول
بدأ حياته بتحمل مسئوليات أسرته و سداد دين أبيه و عاشها في الجهاد في سبيل الله و أنهاها بتعليم المسلمين دينهم و تربيتهم كما تربى على الوحي و السنة
رحم الله الصحابة جميعا و حشرنا في زمرة الرسول صل الله عليه وسلم
_اسم الكتاب: جابر بن عبدالله (في ظلال التربية النبوية) _اسم الكاتب: محمد حشمت _عدد الصفحات: 400 _________ نبذة عن الكتاب: نحاول هنا الالتفاف حول حياة جابر باعتباره: «شخصية» عا��ت في «البيئة القياسية»، وعاينت وتفاعلت مع عوامل النجاة المركزية «كتاب الله»، و«السُّنة» ..ورأت كيف تفاعل «الأسوةُ» من الأحداث، وتعامل بشكل مباشر مع «القدوات»، وعاش حتى عاصر الخلفاء الأربعة الكبار ثم خامسهم الحسن بن علي، ثم رأي هذا الاختلاف الذي أشار إليه النبي، ورأى أمراء الفتنة، ورصد لنا ذلك كله بنفس قوية وعقل حاضر ..لذلك كله صار نموذجًا صالحًا لتلمُّس معالم النفس الإنسانية السوية التي انعكست عليها معالم الفكرة الإسلامية الكاملة: فكرة التوازن بين القوى جميعًا، والاتجاهات جميعًا، والمُتع جميعًا. _______ رأي القارئة: الكتاب عبارة عن نقلة نوعية لترسيخ مواقف من حياة جابر بن عبدالله رضي الله عنه، من حين وفاة والده و المسؤولية التي كانت على عاتقه من رعاية أخواته البنات و السدّ دين، بين الكاتب هذه المواقف بطريقة رائعة جذابة، من ربطه للأحداث و تسلسها، و استخلاص النفحات الإيمانية من بينات المواقف بصورة مُدهشة فيُهديك إياها خالصة بين أسطره، مما ينمُ عن سمت إيماني مميز يختص به الكاتب. و يثبتُ ذلك بتركيزه على استخراج المعايير من مواقف ذلك الجيل بعناية فائقة؛ و تحليه لعدة مواقف تعامل فيها الصحابي الجليل بفطنةٍ و ذكاء. و بين بعدة مواقف مؤثرة علاقة جابر بن عبدالله بالنبي صلى الله عليه وسلم و مدى اهتمام النبي به و توجيهه و رعايته و تقديم النصح له و احاطته بحنان و رعاية الأب و اشعاره بها، و النتيجة أنه كان دائم القرب من الرسول صلى الله عليه وسلم و من أكثر الصحابة روايةً للحديث عنه، و أثبت حبه للنبي صلى الله عليه وسلم بمشاركته بجميع الغزاوت و المعارك. حلل الكاتب الدوافع و الآثار النفسية للمواقف بداءً من تحليله لتسمية عبدالله والده بجابر رضي الله عنهما، مرورًا بالمواقف النبوية الخاصة مع جابر، كإشرافه النبوي الشريف على قضاء دين جابر وحتى إردافه له على راحلته، مستخلصًا بذلك أجود و أصدق الدروس التربوية العملية من حياة نموذجٍ فريد من جيلٍ فريد. و بالقرب من ختام الكتاب ينتقل الكاتب إلى دعوةٍ صادقة للإقتداء بذلك الجيل و السعي إلى تثبيت النفس و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و مجاهدة النفس و صبرها على ما يحيطُ بنا اليوم و ما نواجهه من طاغوت الشر في عنفوانه و جبروته، و طاغوت الشهوة في عرامتها و شدتها، و هبوط الأرواح، و كلل العزائم، و ثقلة المطامع، و الدعوة لإقامة صلاح المجتمع و صيانته من الفساد. كتاب يستحق أن يتخذ منهجًا في حياة كل مسلم، حريٌ بنا أن نعرف مواقف الصحابة رضوان الله عليهم مع رسولنا الكريم و كيفية تعامل الرسول معهم و تربيتهم و توجيههم، فنحاول قدر المُستطاع أن نتخذهم قدوةً لنا و لأبنائنا.
هذا كتابي الخامس من سلسلة في ظلال التربية النبوية ورغم أن جميع كتبها تشعل في الصدر شرارة شوق لا تكاد تنطفىء للقاء نبينا وشفيعنا صلى الله عليه وسلم إلا أن في حكاية جابر كان الأمر مختلفًا جدًا ، وعظيمًا جدًا.
لم أجدني أرى اليتم جميلًا يومًا قط! إلا يتماً كيتم جابر رضي الله عنه ، أبوه ظليل الملائكة وفيه نزلت (بل أحياء عند ربهم يرزقون)
ثم من بعد هذا عناية ورعاية وتربية نبوية.
في كتب هذه السلسة تلتمس بوضوح اتقان الكاتب وتفرّده في استخلاص المعاني والوقوف على الدوافع النفسية وتبصره في النفس البشرية، قدرته على رسم صورة كاملة للأحداث وخلفياتها وربطها زمنيًا بطريقة عبقرية، جامعًا بين كل الروايات والنصوص بسلاسة وسهولة غير مسبوقة منتهيًا إلى صورة تامة نابضة بكل التفاصيل ليس فقط على صعيد الصحابي المنشود وإنما بطابع مجتمعي شامل. ولا يخفى أنها ليست كتبًا قصصية ولا سيرة محضة تسرد الأحداث والأيام ، تَمَيُّزها واضح معروف. لكنني وجدته في جابر مختلف، نعم متفرد جدًا كأنه كان حاضراً في كل حدث يرويه، كأنه كان شاهدًا؛ عاين كل كلمة ورصد كل معنى أو شعور. كأنه هناك يعد أنفاس جابر رضي الله عنه فوق خاتم النبوة ثم يعود يرويها لك بحرص شديد.
وأنت تقرأ تشعر أنك هناك تنظر وترقب نومه صلى الله عليه وسلم في دار جابر ليصحو يتطهر فيجد اللحم الذي يحب وتنتظر ترقب ابتسامته وفرحة جابر وامتنانه من معرفة ما يحب رسوله الكريم، تقف إذ تقف مع بني سلمة وهم يتحرقون شوقًا ويراقبونه صلى الله عليه وسلم في حديقة جابر رضي الله عنه لكن خوفهم أن يؤذوه يمنعهم. كأنك هناك ترى بركة رسول الله في طعيم حضره جابر ليكفي جيشًا ويفيض. ورغم هذا الجهد العظيم المبذول إلا أن لغة الكاتب سهلة سلسة بسيطة تستقر في قلبك وتوضح كل سؤال قد يقفز إلى عقلك حتى قبل أن يخطر لك، نجح الكاتب في استنطاق القارىء ومعرفة ما قد يجول بخاطره وأجاب وأحسن في ذلك،
وفق الكاتب في تتبعه لآثار والد جابر عبدالله ابن عمرو رضي عنهما وتبيينه الحال التى نشأ عليها جابر.
في بعض المواطن كان زيادة الشرح مدعاة للملل كما في ذكر قصة سداد دين والد جابر رضي الله عنهما وذكر قصة التفريق بين دين اليهودي (ودين المسلمين ) -خاصةً- ومن ثم ذكر دين جابر وأرى أن فيها إطالة أكثر مما يحتمل النص من توصيل فكرة، وكان كافياً أن يشار إلى بعض التفاصيل دون تطويل أو تكرار.
هذه السلسة فتح وتوفيق كبير من الله عز وجل لكاتبها الشيخ الأستاذ محمد حشمت وحرصه واجتهاده ودرايته وجمعه للنصوص واضح جلي فجزاه الله عنا خير الجزاء وكلف عمله بالقبول والثواب
كتب في ظلال التربية النبوية التي قرأتها حتى الآن تركت في نفسي أثرًا طيبًا حسنًا .. بل أصبحت اتذكر مواقف الصحابة في بعض من أمور حياتي .. وكأن هناك علاقة حب ومصاحبة ارتبطت بهم بفضل تلك الكتب! نحب الصحابة من قبل أن نقرأ عنهم ومن قبل أن نعرفهم يكفي أن الله اصطفاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم .. وبعد القراءة يزداد تعلقنا بهم وذكرنا لهم .. برفقة كتب في ظلال التربية النبوية أصبحت بصلة الإنسان متزنة .. كنت قديمًا احدثني أن هؤلاء أصحاب الرسول أين أنا منهم .. اتذكر كثير عبادتهم التي اشتهروا بها فأوبخني _توبيخ يُقعد وييأس عن العمل _ لما أرى من قليل علمي وعملي .. الآن أصبح الإنسان يرى أنهم خير البشر بعد النبي وإن حدث منهم سهو أو خطأ على عظم قدرهم فلأنهم بشر وصفة البشرية لا تنفي الخطأ أو السهو .. وأن الإنسان يسعى للاقتداء بهم ما استطاع .. فإن غفل أو عصى .. تاب وأناب وأطاع وتنبه واستكمل حياته بلا تأنيب يقعده عن العمل .. والحمد لله على كوننا عباد لله يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ويرحم ضعفنا و أحب كتب الظلال لما تبدأ به في الحديث عن الصحابي قبل إسلامه إن تيسر الوصول إلى شئ عنه .. فيكون القارئ في صحبة الصحابي منذ وُلد إلى موته وكانه رفيق له! .. يعلم كيف كان قبل إسلامه وكيف أسلم وكيف تربى في كنف النبي صلى الله عليه وسلم وبعض ما نُقل عنه من أحاديث ومواقف حضرها للنبي صلى الله وعليه وسلم .. وكيف أثرت ملامحه الشخصية في عبادته وحياته بعد إسلامه .. فيهذب من صفاته ما يحتاج لتهذيب ويُقوّم ما يمكن تقويمه ويمضي في حياته لا يسعى لتقليد غيره بصورة كاملة وإلغاء شخصه أما بالنسبة لقصة سيدنا جابر .. لم اكن أعلم عنه إلا اسمه وبعد الأحاديث اليسيرة التي نقلها .. وأحببت ذاك الصحابي وكما ذُكر في أول الكتاب أنه شخص عادي جدًا واقعي جدًا .. أحببت ذلك التوازن في حياته وعباداته .. وأحببت زوجته سُهيمة وموقفها وتسليمها في غزوة الخندق وردها حينما علمت أن النبي آتى برفقة الصحابة لتناول الطعام القليل "الله ورسوله أعلم .. ونحن أخبرناه بما عندنا"! .. سبحان الله على يقينها وكثير من مواقف سيدنا جابر وقفت أمامها باكية حينًا ومتهللة حينًا ومتأثرة حينًا .. حتى عند موته حزنت وكأنه مات الآن وشعرت أني فقدت صديق كنت أصحبه وكان رفيق الأيام الماضية! اللهم أرض عن عبدك الشيخ محمد حشمت لما يسره لنا من المعرفة والعلم الطيب عن أصحاب نبيك