في وقت يهيمن الأنموذج العلمي على عقول الفلاسفة، تبدو الكتابة عن حرية الإنسان مشروعًا محفوفًا بالمخاطر، أولها الوقوع في تعميمات لا تفيد تقدم البحث عن الإنسان. في سعيه إلى بناء علاقة الإنسان بحريته، يطرح هذا الكتاب تساؤلات عدة: ألا يشكّل مفهوم الحرية ذاته الوهم الأكبر الذي أضفاه الإنسان على نفسه عبر العصور المختلفة، كي يخفي المرء حقيقته عن نفسه ذاتها؟ كيف يمكننا أن نؤسّس علميًا مفهومًا كهذا ربما لم يكن في العمق إلا حكمًا مسبقًا غير عقلاني؟ كيف يمكن تثبيت الطابع العلمي الموضوعي لمثل هذه الحرية؟ ألسنا أمام مفهوم يستعصي على كل نَسْقَنَة، وكل بنيوية للفكر؟ ألا تمثل فلسفة الحرية خطوة إلى الوراء بالنسبة إلى ميل الفلسفة الحالي إلى أن تكون موضوعية في عمق ماهيتها، والتي تجد في مثل هذه الموضوعية سبب وجودها، بل وجودها عينه؟ المؤلف: جورج زيناتي، باحث وأكاديمي من مواليد حيفا (1935)، يحمل دكتوراه دولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة باريس. عمل أستاذًا للفلسفة الحديثة والمعاصرة والدراسات العليا في كليتي التربية والآداب في الجامعة اللبنانية، ورئيسًا لتحرير مجلّة الباحث في فرنسا. له مؤلفات عدة بالعربية، منها: رحلات داخل الفلسفة الغربية والظمأ الأبدي. وله بالفرنسية: La Morale d’Avempace. ترجم عن الفرنسية: انفعالات النَّفس (رينيه ديكارت)؛ تاريخ بيزنطة (جان - كلود شينيه)؛ الفلسفة الأخلاقية (مونيك كانتو سبيربر وروفين أوجيان)؛ الذات عينها كآخر والذاكرة، التاريخ، النسيان (بول ريكور).
لبناني الجنسية، عمل أستاذاً للفلسفة الحديثة والمعاصرة والدراسات العليا في كلية التربية، وكلية الآداب بـ (الجامعة اللبنانية). من مؤلَّفاته المنشورة باللغة الفرنسية: La morale d’avempace, la bipolarite de la liberte أما باللغة العربية، فلهُ مؤلَّفات عدة، منها: رحلات داخل الفلسفة الغربية، الظمأ الأبدي. ومن ترجماته عن الفرنسية: رينيه ديكارت: انفعالات النَّفس ، وجان – كلود شينيه: تاريخ بيزنطة، ومونيك كانتوبيربر وروفين أوجيان: الفلسفة الأخلاقية.