What do you think?
Rate this book


156 pages
First published January 1, 2005
ليلة رحيلي عن دمشق
همس أبي بلا صوت داخل قلبي :
اذهبي حيث شئتِ
ولكن تذكري دائماً من أين جئتِ.
ولم أنس يوماً انتمائي إلى أكثر مدن كوكبي عراقةً
مدينة استمرت رغم الفاتحين والقاهرين والجلّادين.
ولم أقطع حبل سرّة الروح مع زقاق الياسمين
ومساكن الفلّ والحبق و الريحان في ديار بيت جدي
ولم أتنصّل من مراكب الطفولة في اللّاذقية مدينة أمّي
ولا من أعمدة تدمر مدينة جدتي زنوبيا.
ودرت حول الكرة الأرضية
وكطفل الحكايا كنت أرمي خلفي خلسة بالحصى المضيء الذي حملته زوّادةً من وطني
كي لا أضل الطريق إلى ابتسامتي..
هل عرفت لماذا أظل أبتسم
حتى وأنا جالسة على رأس دبوس؟