نقدم للقارئ شذرات فكرية نفيسة من آراء وتجارب الكاتب الكبير «عباس العقاد»، صاغها بأسلوبه المتميز الفخم، وظهرت فيها ثقافته الموسوعية واطلاعه على مستجدات الفكر والعلم في عصره؛ حيث يستكمل العقاد تقديم مشروعه الفكري الخاص، الهادف لبث الاستنارة في العقول والأفهام؛ فيعالج موضوعات وقضايا هامة، مقدمًا إياها فى قالب نثري مختصر ليس بالمقال، ولكن يمكن اعتباره نبذاتٍ فكريةً مركَّزة تتنوع ما بين الفلسفة واللغة والفنون، يعرض فيها جوانب من مشكلات المجتمع وآفاته، وذلك بشكل جادٍّ يبتعد كل البعد عما ساد أساليب الكُتَّاب في تلك الفترة من غلبة للأسلوب الإنشائي على حساب الاهتمام بالقضايا الجادة؛ لذلك فإننا نطالع كتابًا متميزًا جديرًا بهامة شامخة كالعقاد.
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
عجبت ورب العقاد حق لي أن أعجب! العقاد الذي ألف كتاب أسماه اللغة الشاعرة وما ترك فيه مزية إلا و أتى بأفضلها من لغة الضاد، يأتي ليقول: إن اللغة العربية، أفقر اللغات من المعاني!! عجبت للعقاد الذي يكتب عن المسيح ومحمد وابراهيم عليهم السلام ويرسم العبقريات يأتي ليقول: إن الديانات ولا ريب من وضع الشرقيين، لا فرق في ذلك بين الإسلام والهندوسية! عجبت للعقاد، يتسائل بسذاجة، لم لا تتزوج المرأة بأربع رجال كالرجل، لولا الحياء من الصحب هنا لأجبتك! عجبت للعقاد يزدري الشرائع ويتهكم على معتنقيها..! عجبت للعقاد يطبل للاشتراكية، ويمجد الوجودية، ويتغنى بالإباحية ..!! عجبت للعقاد مضطربا تارة ومتحيرا تارة أخرى من إله مزعوم يعبده الحمقى والبله من الناس! عجبت ورب العقاد حق لي العجب لعلي أجد مسلاة في أن جزء غير قليل من الكتاب، كُتب في مرحلة من عمر العقاد كان فيها شاكا ومضطربا حتى لا أقول كافرا بكل دين وعقيدة.. عتبي على الناشر، لغياب أي مقدمة أو توطئة تزيل اللبس وتحفظ للعقاد مكانته، كرجل نافح عن الإسلام ودافع عنه أشد ما يكون الدفاع عجبت فهل من شارح يداوي عجبي؟!
اجتاحتني مرة رغبة ملحة لارتياد المقاهي ..فصنعت لنفسي حساب في ((تويتر)) موقع التغريدات الشهير .. هو كالمقهى في نظري غير أني أملك مقعدي ، أحمله معي أينما سرت ..فتارة يكون كنبة بالمنزل وأخرى يكون كرسي بباص العمل أو حتى عربة المترو ...ثم أبدأ بالعدو فوق نقاش الجالسين ممن لا أعرفهم ..وفي نفس الدقيقة ينتقد الأول قراراً يؤكد صحته الثاني .. وثالث يلقي نكتة بذيئة ورابع يتأمل آية قرآنية ثم يأتي الأخير ليسبّ أحد الأربعة الذين سبقوه ....كان انتهاكاً سافرأ لوجداني تركته غير آسفة عليه ..فالقلة يغردون أما البقية فيزأرون وربما ينعقون ...ولو كان للعقاد حياة بيننا لكان حتماً من القلة المغردة ولو كان متخذاً حساباً في تويتر لكان أشبه ما يكون بهذا الكتاب ...وتحديدا الجزء الأول منه ((خلاصة اليومية)) .... ولأنه العقاد وما أدراك ما العقاد فسيحصل بالتأكيد على استثناء يعفيه من حدود ال140 حرفاً .... فمثله يكتب ما يشاء. - اما الجزء الثاني ((الشذور)) فهو أقل موضوعاً وأطول محتوى واكتشفت منه أن العقاد كان يمارس حوارات تخيلية في عقله كمثل حواره المعاتب لآدم عليه السلام و بعضها يتسم بالطرافة كمثل تخيله لنفسه بائعا في دكان لقوة الإرادة على اعتبارها السلعة الأكثر ندرة بمصر وستكون حتماً الأكثر رواجاً فخيب الشعب آماله وراجت تجارة الملذات. - جال بخاطري أن أصنع له ما يشبه حساباً تخيلياً على صفحتي هنا فاقتطفت من أجل خانة ( التعريف الشخصي) جزءاَ مما كتبه تحت عنوان الفيلسوف يقول فيه : ((الفيلسوف الحقيقي هو الباحث الذي لا ينشد إلا الحقيقة .. ينشدها لا ليراها في شكل منتظر أو هيئة مرموقة ..ولكن لتظهر أمامه كما هي بالوجه الذي تظهر به في كل آن .. عارية عن غواشي البراقش والزركشات )) ثم هذا الجزء من المقدمة : (( لمن كان يقرأ ليقتنع أكثر مما يقرأ ليرضى ..إياه عنيت بنشر هذه اليوميات))
- ثم ستبدأ التغريدات متنوعة الموضوعات تماما كما في الكتاب وسأدون منها البعض : - تحت عنوان انحطاط الشرق يقول رحمه الله : (( علة انحطاط الشرقيين أنهم جعلوا لتنازع البقاء ميدانيين فلم يبالوا أن يخسروا في هذا العالم ليغنموها في عالم آخر)) ، ثم أسهب العقاد بمقارنة أليمة بين تفكير الغربي والشرقي في هذا المضمار و استحضرت بعد حديثه في هذه الخاطرة وأخرى بعنوان (الأمل والعمل) ردة فعلنا المتخاذل كلما دعا داعي إلى إعمار أرض أو تنمية حياة وسمعت أصواتنا التي تعلو باستنكار متكاسل قائلين : ( علام التعب والعالم كله إلى زوال ؟؟) بينما يعمل الغربي ولسان حاله يقول( ألا يكفي أن العالم من صنع الله لأجعله جميلاَ ؟؟ حتى لو كان عمر الجمال يوم واحد ثم يفنى الوجود فيكفيني أن الله رأى مني جهد هذا اليوم ) و الهوة شاسعة بين الفكرين .
- ((هذا العالم الذي نراه أمامنا كان في نظر آباءنا عالماَ مسحوراً الباطن فيه أكثر من الظاهر ..فكان مقسوماً إلى منطقتين ..استولى الله على أحداهما وتنازل للشيطان عن الاخرى ، والناس مختلفون في رقم خريطته فما كان عند هذا الفريق من منطقة الله يعده الفريق الآخر من منطقة الشيطان )) .. واستشرف العقاد بعد ذلك انتهاء هذا النوع من سذاجة الفكر في عصر العلم !! ولكني إلى الآن مازلت أرى الكثيرين ممن يعيشون بهذا العالم المسحور ! ولا أدري أخطأ النبؤة هذا أم أن عصر العلم لم يحن بعد ؟؟
- ((طالما تذكرت أغنام السودان وأنا أقرأ نظرية جوستاف لوبون :( أن الجماعات أسلس قياداً من الأفراد) فإن قيادة شاة واحدة عمل شاق ..مع أن سوق قطيع كبير منها لا يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أطفال صغار)) أنا أيضاً تذكرت جماعة الإخوان عندما قرأت هذا المقطع.
- (( حاولت أن اقف على صورة العالم في مخيلة غلام أكمه فقال أنه يراه كانه هيولى مضطربة في ظلمة قاتمة لا اول له ولا اخر ..قلت: لا تاس يا بني ..إن أنفذ الناس بصراً أو بصيرة لا يرى منه أكثر من ذلك))
- (( التغرير بالعقول عمل يسير ولكن نزع الغرور منها من أصعب الأمور ولأن تمني الإنسان بالباطل أحب إليه من أن تيئسه بالحق)) وأعجبني كثيراً أنه لم يشرح في هذا المقطع شيئا وكأن التغرير حرفة الجميع فإن لم يمارسها الأخرون علينا مارسناها نحن بأنفسنا !! فلما الشرح إذن؟؟
- و تحت عنوان الفضيلة المأجورة يقول : (( إذا كنا نعد المرابي الذي يقرض بسعر خمسين في المئة رجلا طماعا فليس من الزهد أن يقرض الرجل ربه بسعر ألف في المئة مؤجلة إلى يوم الحساب وإذا كان الرجل الذي يمتنع عن السكر والمقامرة خوفا من البوليس لا نراه تقيا نزيها فليس من الفضيلة أن يتركهما الرجل خوفا من الجحيم)) وهنا قلت مهلا أعد !! .. ثم تذكرت شرحا لأحد الحكم العطائية كان فيما معناه أن المريد لله المبتدئ في سلك الطريق يعمل الخير وهو يستحضر الثواب أو رهبة العقاب بينما العارف بالله وهو أعلى منزلة يعمل الخير لان الله أهل لذلك ولانه يرى في نفسه من المرؤة ما يستدعيه لأن يكون عبداً شكورا. فالفضيلة في العارف أصيلة أما عند المريد فهي مأجورة .. وربما كان هذا ما قصده العقاد.
- (( الخيالات الشعرية والاساطير الدينية مستطابة في موضعها محترمة مادامت في كسر دارها ، ولكنها متى تعدت منطقة وخاطرت بنفسها إلى منطقة الحقائق ، فعقابها هناك الإعدام ودمها هدر)).
- وردا على سؤال متى يزول الإستعمار؟؟ يقول: (( متى عولت الدول على جودة البضاعة لا على قوة الأساطيل وأخذ أهل كل إقليم باستغلال أقليمهم فتسقط حجة المستعمرين الذين يقولون وهم صادقون أن الأحق بالأرض هو الأقدر على الإنتفاع بخيراتها)) وهنا أذكر مقال قراته للكاتب فهمي هويدي تحدث فيه يائساً عن تخاذل الساسة والمسؤولين امام ما يحدث منذ سنوات من استغلال لثروات الغاز الطبيعي بمصر ودول البحر المتوسط من قبل اسرائيل ودول حليفة لها وتسآل اين الحراك؟؟ وعلى ما يبدو أن هؤلاء المسؤولين ينتظرون مشهداً سينمائياً يعدو فيه الأطفال خلف العسكري الإنجليزي أو الإسرائيلي وهم يهتفون (يسقط الإستعمار ) حتى يبدأوا بفعل اللازم ..هذا ان فعلوه !!وكأن سرقة أرضك علناً وسراً ليست أبغض وجوه الإستعمار الذي صار يتخذ لنفسه أشكالاً اكثر عملية وأقل دموية مع مرور الزمان. - يكتب العقاد شعراً جميلاً أحببت منه هذا البيت: ((كم آية في الكون اخفى من خفيات الضمير .....من لا يرى إلا العيان فما يرى إلا يسير))
- وأما هذه فأليق بأن تكون التغريدة الاخيرة و ستكون مما كتبه تحت عنوان هواجس بين القبور:((والموت من فوق منابر النعوش ينادينا، بلسان يسمعه الأعجمي كالعربي ،والأصم كالسميع ، والبعيد كالقريب قائلاً: أيها الناس إن حياتكم هذه إلا احتضار طويل .. تعالجون له كلما استطعتم إطالة ومداً.. ولأن تعجلون اليوم قبل غدو الساعة قبل الساعة التي بعدها أحرى بكم لو كنتم تعقلون))
- - جئت بهذا الكتاب الذي عجزت عن إيفاءه حقه من أحد الباعة الجائلين أمام محطة جمال عبد الناصر وسعره بغباره و رفات صرصار صغير لقي حتفاً مشرفاً بغلافه الخلفي جنيهان فقط ..فصرت أحدث نفسي بأن عليّ أن أعتاد مثل هذه الأسعار للحق في دنيا الباطل و أنه لابد و للأخرة من قائمة أسعار أخرى... وأن لنا حساب آخر.
العقاد معروف بفكره الإسلامي المعتدل، ولكن ما يفاجئك في هذه الشوارد تصريحات احيانا إلحادية كقوله عن أنبياء الشرق وذكر بوذا وكونفوشيوس وابراهيم وعيسى وموسى ومحمد بأنهم واضعي الأديان ومخترعوها ! احيانا يروج للاشتراكية التي طالما انتقدها. ربما يزول هذا اللغط حين نعرف أنه كتب هذه الشوارد عام 1912 وهو ابن 23 سنة وكان توجهه متأثرا بالموجة المادية الإلحادية التي طغت على العالم خصوصا أوروبا، وكلنا يعرف مدى تأثر الثقافة العربية خصوصا المصرية بتلك الأوروبية بداية القرن العشرين
ينقسم هذا الكتاب إلى قسمين ، أمّا الأول فهو خلاصة اليومية ، و هو عبارة عن تأملات و خواطر في مختلف الشعاب بعضها قصيرة لا تتجاوز البضعة أسطر و يصل بعضها إلى صفحتين و ثلاث صفحات ، أما القسم الثاني الشّذور ، فهو عبارة عن مقالات أدبية متنوّعة ، تظهر بدايات الفكر العقّادي ، الذي يتميّز بطول نفس البحث ، فالفقرات تبدأ بكلمات بسيطة و بديهيات واضحة ؛ فلا تلبث أن تغوص تدريجيّاً و تتداعى إليها الأفكار و تتفرّع حتى تتم شجرة البحث كاملة بأغصانها و شجونها متماسكةً مع جذورها الأولى ، كما يلاحظ في هذا الكتاب اتّجاه العقّاد المادّي البعيد كل البعد عن الدّين و الأقرب إلى الإشتراكية التي قرظها في أكثر من موضع ، كما ينتقد الدّين و (أنبياء الشرق) حسب تعبيره ، و يطرح عدّة مسائل تثبت بطلان الأدلة العقلية على وجود الخالق و حدوث العالم ، دوغمائية العقّاد تبدأ من هنا ، دفاعه عن أضعف المواقف بكل حذاقة ، ينقّب عن التسويغات بين أنقاض اللغة ، الكتاب ممتع على الرّغم من اخت��افي مع الكثير مما ذكر فيه ، و ركاكة بعض العبارات فكريّاً ، إلى أنّه عقّاديٌّ بامتياز .
للعقاد مقام رفيع يظهر جليا في صفحات هذه الخلاصة والشذور ، لكلماته هيبه ولنصوصه وقار .
في هذا الكتاب يُضَمِن ومضات فكرية على شكل نصوص نثرية غنية و متنوعة بالاضافة الى قصائد شعرية بديعة .
جرأة الكاتب ملفتة ولك في رأيه بالإلياذة مثلا فأي كاتب هذا الذي يجرؤ على وصف هذه الملحمة الشعرية الاسطورية كما صنفت بأنها لا تساوي جهد مترجمها الى العربيةانه اعتتاد بالرأي قل مثيله وثقة بالفكر تضفي على الكاتب هيبة مستحقة وليست مصطنعة .
مقتطفات من كتاب خلاصة اليومية والشذور للكاتب عباس محمود العقاد ------------------- ان كل ظواهر هذا الكون علويها وسفليها ظاهرها وباطنها نتيجة تفاعل " القوى " المختلفة .. وكذلك الامر في الاجتماع البشري --------- ان اللذة والألم .. وبعبارة أعم .. المنفعة والضرر .. هما الدعامتان اللتان تقوم كافة الاخرق البشرية --------- اذا كان الجنون بنوع ما عبارة عن مخالفة ما جرى عليه العرف بين الناس فالنبوغ نوع من الجنون .. فان النابغة يستهين بالتقاليد المرعية بين الجمهور لأنه لا يعرف وجهاً للتمسك بها اما لأنها عقيمة في ذاتها او لأنها كانت صالحة او ضرورية في زمن عن الازمان ثم عادت غير ضرورية في الوقت الحاضر --------- ليس الحاسد هو الذي يطمع ان يساويك بأن يرقى إليك .. بل هو الذي يريد ان تساويه بأن تنزل اليه --------- التجارب لا تُقرأ في الكتب ولكن الكتب تساعد على الانتفاع بالتجارب ----------- الشغف باستلفات الانظار بشكل عام بين جميع الناس .. ولكن منهم قوماً يظهر كأنهم يطلبونه بألسنتهم وقوماً كأنهم يحرزونه بالرغم منهم ومن الناس ------------ الدين باعتباره عقيدة مجردة لا يقتضي نزاعاً بين الناس .. الا اذا تجاوز حيز العقائد الى الاشياء الخارجية التي تدخل في معاملات الانسان ------------- إن الجماعات اسلس قياداً من الافراد ------------ الجميل مظهر القدرة .. والجليل مظهر القوة ..و النفس تقابل القدرة بالإعجاب والقوة بالخشوع ------------ نفوس الاطفال اصدق معرض تدرس فيه اخلاق الرجال .. فان جميع ما يضحكنا من طباعهم كالأنانية والغرور الشديد والغيرة الحادة وحبهم المفرط لاستجلاب المدح والاعجاب يظلُ كامناً في نفوس الرجال .. تتغير اشكاله وموضوعاته من الألاعيب الى العروض الحقيقية وهو باق لا يتغير وانما يضطرون الى مداراته لانهم لا يجدون من يتحمله منهم كما كان يتحمله اباؤهم وامهاتهم ------------ ان العشرة الزوجية ليست حرفة يتلقى الطالب اسرارها في دور التعليم ولكنها عمل كسائر اعمال الحياة يحسنة الانسان او لا يحسنه بمقدار ماله من الحذق والاختيار ------------- الرجل الايثاري في الحقيقة يتحرى مصلحته اكثر من الرجل الاناني .. فان الاول يحسب حساب مصالحة في الحاضر والمستقبل .. والثاني يقصر نظره على المصلحة الحاضرة ------------- التغرير بالعقول عمل يسير ولكن نزع الغرور منها من اصعب الامور ولان تمنى الانسان بالباطل احب اليه من ان تيئسه بالحق ------------- العشق هو احد الشهوات وهو الشهوة الوحيدة التي لا تتم الا بتراضي شخصين يحتاج كل منهما الى الشمائل والاوصاف التي يصبو اليها الآخر ليقترب كل منهما الى صاحبه من بين ألوف الرجال والنساء ------------ ان الذي يُكل الى الناس تقدير قيمته يجعلونه سلعة يتراوح سعرها بتراوحهم بين الحاجة اليها او الاستغناء عنها ----------- ان المرء يساوي القيمة التي يضعها لنفسه --------------- الكلمة تختلف معانيها باختلاف قائليها ---------------- لا يرغب الرجل في المرأة في الشعوب المنحطة الا للعلاقة التي بين كل ذكر وأنثى .. والمرأة في تلك الشعوب يهمها ان تكون مرغوبة من هذه الوجهة فحسب ! ----------------- سرعة الخاطر ملازمة لشدة التأثر لان سريع الخاطر اسرع من غيره الى لحظ المشابهات البعيدة بين شكايات الناس وشكايته .. ومن اهل هذا الخاطر السريع من تبلغ به قوة الاستحضار ان يستحضر امراً مضى فيضحك او يبكي كما لو كان الامر قد وقع له فعلا في ذلك الحين .. واصحاب هذا المزاج هم الذين ينسون انفسهم في غمار الناس ويتسلبون عن ذواتهم في وسط الجماعة .. فبغلب عليهم ضعف الارادة لانهم لا يملكون اطمأنانهم الداخلي امام المؤثرات المتناقضة ----------------- قد تتأثر العواطف بالعبارة المفاجئة أشد من تأثرها في العبارة ذات القضايا المرتبة ------------- تقول لك آداب السلوك احترم من ينفعك .. وتقول لك آداب الصدق احترم من ينفع الناس ------------- لسنا نستعمل الكلام للإفصاح عن حاجاتنا بقدر ما نستعمله لمداراتها ---------------- ما الإرادة الا كالسيف يصدؤها الاهمال ويشحذها الضراب والنزال ----------------
يأسرني كثيراً العقاد ، فماذا أقول هنا وماذا عساي أختزل كلمات لأجلِ ما كتب وهو أروع من كَتب
فقط أكتفِ بإقتباس ما كتب
ليس الحاسد هو الذي يطمع أن يساويك بأن يرقى إليك, بل هو الذي يريد أن تساويه بأن تنزل إليه ،، النساء أسرع تقليد لأنهنّ أشد غيرة ،، الموت أعم المصائب وقوعاً ولا يزال أشدها إيلاماً و أقلها قبولاً للعزاء ،، ويقول في الرياء ؛ ما رأيت مُرائياً إلا وجدته مغتاباً نماماً
وفي الإعتماد على الذات يقول ؛ إن الذي يكل إلى الناسِ تقدير قيمته يجعلونه سلعة يتراوح سعرها بتراوحهم بين الحاجة إليها أو الإستغناء عنها
وفي الغنى و السعادة ؛ لا تحسدن غنياً في تنعمه ،، قد يكثر المال مقروناً به الكدر
تصفو العيون إذا قلت مواردها ،، و الماء عند إزدياد النيل يعتكِر
خلاصة اليومية والشذور العقاد .............................. هذا واحد من الكتب الغير تقليدية للعقاد؛ لأن العقاد خرج فيه عن أسلوبه المعتاد، وكتب هنا مجموعة من الكلمات السريعة ذات الموضوعات المتفرقة، يجمع هذه الكلمات أنها كلها تعبر ومضات وخلاصات لأفكار في مجالات مختلفة. هذا الكتاب يقع في جزأين، الأول هو خلاصة اليومية وكلماته فيها سريعة جدا، الكلمة متضمنة في أقل من نصف صفحة أحيانا، وأحيانا يكتب كلمته في سطر أو سطرين. الجزء الثاني وهو الشذور فيه مجموعة مقالات قصيرة أيضا لكنها أطول من التي بالجزء الأول؛ لأن التي بالجزء الأول ومضات لا مقالات. الكتاب يزيد في صفحاته علي المائة بقليل، وفيه من الحكم الكثير، والعقاد صاحب عقل كبير، له كلمات تنقل ككلمات مأثورة من كتبه، وفي هذا الكتاب الكثير من هذه الكلمات ننقل منها ما يلي: ...................................... لقد كان الشاعر دائما أسبق من العالم في التاريخ؛ فإن الإنسان يحس أولا ثم يفكر، فتسخو القرائح في عهد البداوة، وينبغ الشعراء في الأنحاء التي لم يستبحر فيها العمران أكثر مما ينبغون في غيرها. .................................... ليس الفيلسوف صاحب المذهب الشاذ أو المبدأ الغريب، ولا هو بالرجل الواسع الاطلاع أو المتفوق علي غيره في ملكاته ومواهبه. الفيلسوف الحقيقي هو الباحث الذي لا ينشد إلا الحقيقة، ينشدها لا ليراها في شكل منتظم أو هيئة مرموقة أو ينظر إليها في ظل مبدأ من المبادئ فيكيفها كما ترسم مخيلته وتوحي إليه موروثاته ومعتقداته وأغراضه، ولكن لتظهر أمامه كما هي بالوجه الذي تظهر به في كل آن عارية عن غواشي البراقش والزركشات، وهو المفكر الذي لا يتسلط عليه رأي من الآراء أو يملك ذهنه غرض من الأغراض، بل يأخذ في البحث سواء لديه علي أي نتيجة طلع منه، فليس فيلسوفا ذلك الباحث الذي يقدم علي موضوعه برأي مبدئي يتشيع إليه فيما هو بصدده، أو ذلك السفسطائي الذي لا هم له من أبحاثه إلا أن يجد له برهانا يسند إليه ما تلقاه من غيره عن طريق الوراثه أو التلقين. ............ ليس الحاسد هو الذي يطمع أن يساويك بأن يرقي إليك، بل هو الذي يريد أن تساويه بأن تنزل إليه؛ ومن هذا القبيل الرجل العياب الذي يتتبع عورات الناس وسقطاتهم لينزل بهم إلي مستواه ويتغافل عن حسناتهم عمدا؛ لأنه يعلم من نفسه العجز عن الإتيان بمثلها. .................... التجارب لا تقرأ في الكتب، ولكن الكتب تساعد علي الانتفاع بالتجارب. ............ الشعر صناعة توليد العواطف بواسطة الكلام، والشاعر هو كل عارف بأساليب توليدها بهذه الواسطة. ................. طالما تذكرت أغنام السودان وأنا أقرأ نظرية جوستاف لوبون في كتابه "روح الاجتماع": "أن الجماعات أسلس قيادا من الأفراد." فإن قياد شاة واحدة من تلك الأغنام عمل شاق يعيا به أشد الرجال، مع أن سوق قطيع كبير منها لا يحتاج إلي أكثر من ثلاثة أطفال صغار. ......................... النفس الإنسانية يتنازعها عاملان قويان، هما حب الحياة والخوف من الموت، وبهذين العاملين يتعلق الشعور بالجميل والجليل؛ فالجميل كل ما حبب الحياة إلي النفس وأظهرها لها في المظهر الذي يبسط الرجاء فيها ويبعث علي الاغتباط بها، والجليل كل ما حرك فيها الوحشة وحجب عنها رونق الحياة؛ فالربيع والصباح والنور والصحة والشباب والحركة والمناظر الرائقة والخضرة والأبنية المزخرفة، كلها جميلة؛ لأنها تنعش الحواس وتذكرها بالحياة، والشتاء والليل والظلمة والمرض والهرم والسكون والقفار المخيفة والأطلال الدارسة والصروح القوية المتينة التي تنبئ بتعاقب السكان عليها والمعابد والهياكل والقوى الطبيعية الهائلة، كلها جليلة؛ لأنها تقبض الحواس وتميل بالنفس إلي التضاؤل والضعة أمام رهبة الفناء وعظمة الطبيعة وضخامتها. الجميل مظهر القدرة والجليل مظهر القوة، والنفس تقابل القدرة بالإعجاب والقوة بالخشوع. .............................. نفوس الأطفال أصدق معرض تدرس فيه أخلاق الرجال، فإن جميع ما يضحكنا من طباعهم كالأنانية والغرور الشديد والغيرة الحادة، وحبهم المفرط لاستجلاب المدح والإعجاب يظل كامنا في نفوس الرجال، تتغير أشكاله وموضوعاته من الألاعيب إلي العروض الحقيقية وهو باق لا يتغير وإنما يضطرون إلي مداراته؛ لأنهم لا يجدون من يحتمله منهم كما كان يحتمله آباؤهم وأمهاتهم. ............................ لا يُمتدح الرجل بأكبر من نسبة القوة إليه كيفما كان مذهبه في تفسيرها، ولا يُعير بأكثر من اتهامه بالضعف كيفما كان مذهبه في تفسيره. .................... إن أكثرنا يظن أن المرأة من متممات زينة البيت، فكما أن في البيت متاعا وأثاثا عن كل صنف، كذلك يحسن أن تكون فيه واحدة أو أكثر من صنف النساء، وإن بعضهم ليغير زوجته مرارا ولا يغير ملاءة سريره. ........... لا أري في العشق إلا نزوة من نزوات الشهوة البهيمية يخصصها في الإنسان بامرأة _ دون سواها _ تفاوت الملامح في إناثه، وتعم في البهائم؛ لأن تماثل إناثها في الخلقة لا يدع ما يحتم الانجذاب إلي أنثى بعينها من بقية الإناث. ....................... إذا انتشرت الألعاب غير الرياضية كالورق والدومينو والنرد والشطرنج وأمثالها كان ذلك دليلا علي كثرة البطالة أو نضوب مادة الحديث في الوسط الذي تنتشر فيه، وكلاهما دليل التأخر. ............................. يعتقد بعضهم أن السعادة أن تتوفر لدي الإنسان جميع مبتغياته حتى لا تعود له بغية في الحياة، وأن التعاسة بأن يصفر الإنسان من جميع حاجاته حتى لا يكون شيء من مستلزمات الحياة إلا وهو محتاج إليه، علي أني لا أحسب هذا التعيس أحق بالإنتحار من ذلك السعيد. ................... خير للرجل الذي يخشى أن تصادفه امرأة في الطريق فيفتن بها أن يرجع إلي نفسه فيقوم طباعها ويلطف من شبقها، ذلك خير له وللعالم من أن يحكم بالسجن المؤبد علي نساء العالم كله. .................... يحسن بالقارئ أن يعيد تصفح الكتب التي يقرؤها مرة في كل ثلاث سنين علي الأكثر، فإنه يضاعف انتفاعه بها ولا تفوته طلاوة الجديد؛ فإنها تتغير في نظره حتى لقد يظهر له كأنه يقرؤها للمرة الأولى فيرى في معانيها ودقائقها ما كان لا ينتبه إليه من قبل، كما يبدو له من مآخذها وأغلاطها ما كان يخفى عليه، وربما تغير حكمه عنها إلي نقيضه فيروقه ما كان يرفضه ويرفض ما كان يروقه مترقيا مع ارتقاء معلوماته. وبإعادة تلاوة الكتاب في ظروف مختلفة، يتجرد القارئ عن تأثير الظروف عليه في قراءته ويتخلص إلي المعنى المقصود. .......................... السعيد من لا يفكر بالسعادة. ............. ما الإرادة إلا كالسيف يصدئه الإهمال ويشحذه الضراب والنزال. ..................
خلاصة اليومية والشذور يعتبر هو النواة الأساسية التي خرجت منها شجرة فلسفة العقاد وفكره في سنواته المتتالية تباعـًا، كتب العقاد ذلك الكتاب مقالات متفرقة لكل مقال عنوان منفرد عن الآخر، ويبدو أنه تجميع لمقالات كان يكتبها إبان باكورة نشاطه الكتابي والصحفي، تم نشر الكتاب في حوالي سنة 1912، ورغم أن الكتاب كان في بدايات القرن العشرين إلا أنه عالج موضوعات كثيرة وشائقة تستثير كل ذي لب وتحرك كل ممعن للنظر في صروف الدهر، ينقسم الكتاب إلى قسمين الأول هو خلاصة اليومية وبه مقالات قصيرة الطول متفرقة الموضوعات تصل إلى المعنى المراد من أقرب طريق، والقسم الثاني هو الشذور وبه يعالج العقاد بعض الموضوعات بصورة أكثر جمالا وبهاءً بلغة أدبية رصينة ومفردات لغوية محكمة، ومال في معظمها إلى السجع غير المتكلف الذي يترك في النفس أثرًا موسيقيـًا تطرب له. الكتاب في مجمله جيد ورائع وفريد من نوعه فهو لا يعدو إلا شكل أولي للمذكرات التي كان يكتبها العقاد في بدايات نمو قلمه وكذلك الموضوعات التي كانت تثير أي إنسان في تلك الحقبة.
الكتاب جميل فعلا .. فالعقاد يناقش ويطرح فيه تفسيراته الفلسفية للحياة من وجهة نظرة و أحيانا يذكر أقوال فلاسفة أجانب و ينتقدها، أمثال تولستوي و روسو، وفليتر . ولكن ما فاجائني و هو مفكر مسلم قوله انبياء الشرق و ذكر أسماء " بوذا و كونفوشيوس مع إبراهيم و موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام فالكتاب يعتبر نظرة العقاد الشاملة للحياة كما أنه أضاف استشهادات كثيرة من شعرة او شعراء آخرين مثل الشاعر الأندلسي"بن حميس". ولكن ذكر بعض النقاط و لم يجب عليها مثل نقاط "المجلس الحسبي" و "الغاية واللاغاية"، فالأولى يطرح سؤال "أيهما أحق بالحجر؟! .. الشحيح ام المسرف؟" ولم يذكر تحليله لها؟!! أم الثانية "الغاية واللاغاية" يتساءل ويقول من الناس من يرى كذا و ؟!من الناس من يقول كذا .. كمن يطرح سؤال البيضة الأول ولا الفرخة.
هذا كتاب يقرأ على مهل.. وتعاد قراءته. لأن أفكار العقاد التي جمعها فيه خلاصات كما سماها وبها عنون كتابه. كل واحدة منها تدعوك لتتفكر بها، وتناقشها، وتكتب حولها خاطرة تساويها أو تزيد عنها طولا وإن قصرت عنها بيانا. الكتاب رائع، لم أقف فيه على ما ينتقد سلباً سوى بعض أحلام العقاد المثالية بالناس وتطورهم وصيرورتهم إلى عالم أفضل، لو قدر له أن يعيش لرأى خلافه.
قراءة كتاب خلاصة اليومية للعقاد أبدا باسم الله ؛ بدافع "أشركني فسوف افهم" ؛ هي كلماتي وميراثي. الكتاب عبارة عن خويطرات _ان صح هذا التصغير_للعقاد او لأي شخص كثير الفكر والتأمل في كل شئ بداية بالسماء وعالمها واجناس الارض وخاصة البشر وملامحهم والحياة ومطالعاتها ومشكلاتها وعلاقة كل ذلك بالماضي والحاضر والمستقبل مغلفآ ذلك كله بألم علي حال المسلمين اليوم مستشهدا بحلقه السباق في خواطر 6. الجامعة الانسانية؛ يبدأ العقاد بدحض المنازعات واسبابها من غير تبرير من الانسان بقتل او بجشع او او ...لان في النهايه ستتجاذب الشعوب لتحقيق السنة الابدية الكونية وهي تبادل المنفعه ودخول الامم تحت لواء واحد. وهي الجامعه بدون تقيد بالحكومات انحطاط الشرقيين؛ السبب انهم جعلوا لتازع البقاء ميدانين ؛ اظنهم ميدان ضرويات الحياة والاخر الابداع والعمل والكد ويصف الفرق بين الانسان العربي والغربي وتعامله مع هذين المبدأين فيقول الانسان العربي اذا توفرت له الاول تنازل عن الثانية فطمست الفطرة بمعني انه ليس العيب في الدعه والرخاء وتوفر سبُل ضرورات الحياة بزرق الله البيئة الخصبة لنا فقد كنا في عهد هارون الرشيدي هكذ،ا فلم نجد من يأخذ اموال الزكاة فكان هناك سبيل للرفاهية وتاليف الكتب في الخدع والمزاح وغيره وهذا ليس معناه انه لم يكن موجود سابقا , وإنما العيب هو طلب المهم وضياع الاهم والمهام.علي عكس الغربي الي تعود ان الرزق فيها لا ياتي الا بالكد ايضا بحكم البيئة. بالاضافه الي التفكير إرادة المصريين؛ لم افهم مراده وانما قولته بأن العبرة ليس بآداء العمل وان كان شاق لما فيه من الروتين وانما العبرة كمال يقال علي الطريقه اليابنية "بالكازين" وهو التطور المستمر في كل شئ اي بإشراف القوي العقلية بقايا الحيوانية في الانسان ؛ ما اشعر به يطمئني لوجود لحلول بعض السلبيات فيا بحجة سواد العقل علي الانسان مع الوقت والله المستعان فاعتقد ان علي الرغم من النظرة الاصلاحية الي نريد ان يصل اليها ان الانسان انما اصله فعل الخطأ او بمعني اشمل "الذنب" وهذا لا يحتاج الي دليل سواء من القران او السنة .......فلو كنا ملائكة نمشي علي الارض لأنزل الله الرسل ....... ........... ولو كنا لا نذنب لاتي الله بقوم ...... فهو الرحمن الرحيم الغفور و اسماءه تقتضي الاثبات . ولا يفتح هذا باب الوقاحه فإني كما اعتقد ان الخطأ او "الذنب" لا ينسي والعقاب في الدنيا_ واقسم انه فوري وواجب_ قبل الاخرة؛ بنقص في كل شئ ولا ازيد علي كلام ابن القيم في كتابه الرائع الداء والدواء الي يدعو فيه بترك الخطا من وجهة انسان ليس فقط لان الدين يأمر بهذا وانما بدعوي الفطرة ويكأنه يقول لطالب لا تعصي لان المعصيه تطغي علي العقل وتذهب تركيزه وخير مثال علي ذلك إذا شاهد مراهق فيلم اباحي اليس ذلك يشغله ويعمل التخيل عمله بنجاح_ وليس شرط هذا ولكن القانون ان لكل شيطانه وانحرافه الخاص _ بالتالي لن يركز وهكذاااااااا والا لن لفهمك الله لان "وان من شئ الا عندنا خزائنه" لا تعصي وإلا يمحق الله البركة بنفس التحليل ثم ياتي بعد ذلك بالاثبات من الدين او بالعقاب فوق كل ذلك في الاخرة والله سريع الحساب . فيقول العقاد كلمة جميلة " فالقليل الذي بقي من عواطفنا واميالنا اللدنية التي لا تجيبنا إذا سالنانها لماذا، مصيره الي التواري والاختفاء حتي يسود حكم العقل علي جميع اعمال الانسان ازيد ...بالتقدم في العمر او الزهد والافضل الطمس بالطيب من القول والحلال من الفعل . واتمني من الله التوفيق والقبض علي الطاعه اي وقت سواد العقل
العمل والأمل ؛ كلام رائع ؛الغربي والشرقي يتشابهان في ان لكل منهم غرضا من حياته ، ولكنهما يتفاوتان في التوفيق بين الامل والقدرة علي تحقيقه ،فالغربي إاذا طمع إلي امر عمد إاليه من طريقه ؛فالجندي يسعي ان يكون قائدا والمدروز تاجرا والصانع صاحب معمل وهلم جرا.أما الشرقي فأمله مبهم غامض لا تتميز له وسيلة ولا تتضح إاليه سبيل .يحب كل إنسان من غير ان ياخذ لامر اهبته او يدبر لع عدته فكثر في اقاصيصنا ذكر امثال قص ؛شبيك لبيك و بساط الريح وطقية الاخفاء وقضيب السحر ومسحوق الكمياء وغيرها مما يرد في الف ليلة والاحاجي التي يقصها عجائزنا علي اسماع صغارنا قبل ان تفتح لههم ابوب الامال فينشئون علي التراخي والتواكل وترك تحقيق أمانهم إالي الصدفه والاتفاق. حب الظهور ؛ الشغف باستلفات الأنظار عام بين جميع الناس ولكن منهم قوما يظهر كأنهم يطلبونه بألسنتهم وقوما كأنهم يحرزونه بالرغم منهم ومن الناس الاضافه هو السؤال ؛ لماذا وهل هو مشكلة ...إذا ما الحل ؟ الخلاصة ؛ الله رقيب وعليم وخبير وهل يجازي إلا الشكور. دلالة القصص علي درجه الافكار في الامم؛ "من العلامات علي انحطاط الفكر ولوعه بالاغراق والاغراب فان ذلك ليس في معناه الا الجهل بحقائق الامور.ولذك يعمد القصاص والرحالون في الشعوب المتأخرة الي تجسيم الحوادث والمبالغه في وصف ابطالهم والتهويل في الاخطار التي يفلتون منها وتكبير المغانم التي يصادفونها علي غير انتظار والمشقات التي يلاقنها في السياحات والاسفار ؛ لعلمهم انهم لا يتمكنو من استفزاز استغراب قرائهم بغير ذلك ، فيتوهم القارئ وهو يتصفح احدي تلك الاقاصيص ان صاحبها يتكلم عن اناس من غير هؤلاء الناس علي عكس قصص العصريين........ وعلي هذا القياس مبالغات الشعراء والمؤرخين فانها تقل بقدر انتشار المعارف في الامة وتقدم ابنائها في الوقوف علي الحقائق والاهتمام بالجواهر دون الاغراض ." الله الله فلا انبهار ومغالة في اداب المجاملة بعد اليوم بفلان وعلان فكل شئ وفعل وطريق وسلوك انما له بداية ونهايه واسلوب وكنايه علمها من علمها وجهلها من جهلها وإنما العلم بالتعلم. أخلاق الفرد والجماعة؛ "الخلال الشخصية المستحبة لا يمكن ان تستمد أصولها من مصدر اشرف من كونها صالحة لحفظ الحياة .وكذلك الاخلاق الاجتماعيه فإنها لا ترد الي اكبر من كونها لازمة لصيانة كيان الجمعيات البشرية والجماهير تقدم رجل العموميات وان كانت تنقصه الخلال الشخصية علي رجل الخصوصيات وان كان مستكملا من هذه الجهة ؛لانها تستفيد من الاول باكثر مما تستفيده من الثاني الاعتراف بالنقص ؛ " لا يعترف الانسان بشئ يشعر بنقصه إلا اذا كان يريد أن يتوصل من ذلك الي الاشتهار بنوع ما من الكمال ....... الا طمعا في الاتصاف بمزية الصراحه الفلسفيه او الدينية وهي اكبر في نظرهم من جميع تلك المزايا الني جرودوا أنفسهم عنها بمحض اختيارهم. " اذا اظن الصحيح تقليل الكلام
الاطفال رجال صغار ؛ " نفوس الاطفال أصدق معرض تدرس فيه اخلاق الرجال ، فإن جميع ما يضحكنا من طباعهم كالانانية والغرور الشديد .. وحبهم المفرط لاستجلاب المدح والاعجاب يظل كامنا في نفوس الرجال .تتغير اشكاله من الألاعيب الي العروض الحقيقية وهو باق لا يتغير ، وإنما يضرون الي مداراته لانهم لا يجدون من يحتمله منهم كما كان يحتمله آبائهم وأمهاتهم. " تغير المألوف ؛ أصعب ما علي النفس تغيير المألوف فلو كان هناك نازلة تلم بالانسان منن دون ان تغير من مألوفاته لم احس لها بألم ولذلك تخف وطأة الحوادث ويهون علي من تتوالي عليهم المصائب ويمارسون تفلبات الأيام ............،،،،،،،
تواضع الملوك ؛ الرعايا تحتسب للملوك تواضعا ما ليس بتواضع في الواقع فلو علم الملك الذي يتنزل الي مخاطبة السوقة أنفي ذلك ما يغض من قدره بل لو علم أنه لا يرفع مكانته عندهم ، لما فعله. او بمعني اخر مع اختلاف التشبيه "دموع التماسيح "
الحاجات والتقدم ؛ فعلا كم من كلام علي السنة الناس بلا معاني وكم من معاني في افكار الناس بلا كلمات كنت دائما اتطلع الي وشوش الناس سواء في القطر ولا السوق او اي تجمع بحس باحساس غريب ساعتها لما اتامل في ملامحهم حتي اكاد اشعر مع الاقربين اني اول مرة اشوفهم اعتقد ان ده كان السبب في كتابة العقاد لهذه اليومية عندما نظر الي حال الفلاحين وحال غيرهم ممن يكدون طول يومهم فقط ليجدوا ما يمسكوا رمقهم ثم لا يتذمرون ولا يشكون واذا سمعتهم يشكون فقل ان تسمعهم يتظلمون لانهم يحدثون انفسهم بان هناك احدا يظلمهم كغيرهم من الاجانب موضحا العقاد ان ذلك ليس زهدا وانما لانهم يجهلون ما يطلبون بعد حشو المعدة مسميا ذلك بالحاجات الحيوانية الصرفه معبرا باسلوب رائع "فإذا صح ان رقي الامه انما يحسب بقدر تعدد مطالب الفرد فما ابعدنا عن الرقي الحقيقي وما ابعدنا الرقي الحقيقي عنا "
التغرير بالعقول ؛ عمل يسير ولكن نزع الغرور منها اصعب الامور ولأن تمني الانسان بالباطل احب اليه من ان تيئسه بالحق
اعجبني كلامه عن الرياء ،فراسة المراة ، اقذار المجد +المضحكاات واحاديث الشبان والاعتماد علي الذات بشكل عام الكتاب رائع
ريفيو بسيط عن كتاب خلاصة اليومية والشذور للعقاد وهو أول كتاب له، فقد كتبه وهو صغير، الكتاب قائم على فصلين ، الفصل الأول: الخلاصة وهى عبارة عن جمل ومقتطفات وأراء من موضوعات شتى، اختارها العقاد، وهو ما نسميه لطائف أدبية ونقدية، أو كناشة. يمكن أن تقبل ويمكن عدم قبولها، لأنها تعتبر أراء شخصية للكاتب، وهنا أسرد لكم بطريقتى لا بطريقة الكاتب فهمى لجمل الكاتب، لا نصًا بل إعادة صياغة المفاهيم والجمل للكاتب بطريقتى الخاصة المتواضعة ، أعجبنى مبدأ النفع والضر والفضيلة والرذيلة، فقد تكون فضيلة عند قوم مندوحة، ومذمومة عند أخرين، ومن عصر إلى عصر ومن مصر إلى مصر، وهذه القاعدة تحل لنا معضلة كبيرة ،وهى كيف نتقبل ويستساغ عندنا أمورا نعدها فى عالمنا المعاصر ،وصمة عار على جبين التأريخ والإنسانية، ألا وهو مراعاة السياق التاريخى، وأعجبتني تناوله لفكرة ، أن الثروات الطبيعية فى دول الشرق، ساعدت على الاتكال عليها والدعة والكسل وعدم السعى إلى الإجتهاد فى الميدان العلمى، طالما يوجد وفرة في المال، مما أدى إلى صعوبة اللحاق بالركب الحضارى والعلمى، فأصبحنا للمستهلكين غير منتجين، أعجبني، الغربى يفعل مبدأ العمل بعد وضوح الرؤية، أما العربى فيعتمد على شبيك لبيك، وطاقية الإخفاء ومسحوق الكيمياء، التى كثرت فى قصصنا التى ترويها العجائز، على مسامع الصغار، مما يَدعو إلى التراخى والتواكل، فتراثنا قائم على طلب النجاح من الأشياء الخيالية التي تجنبنا عناء التفكير وبذل الجهد، أعجبني أيضأ تعريف الفليسوف فقال هو الذى يبحث عن الحقيقة دون رأى مسبق، ويعتمد النتائج مهما كانت، فالمقصود الأساسي للفليسوف هى الحق لا غير. وأعجبني أيضا مفهوم حفظ الذات الإنسانية، ينشأ بسببه النزاع بين طرفى النزاع، فالنزاع وسيلة للبقاء، أما الدين فيعتبر تجربة وجدانية، ولا يحمل فى طياته العدائية إلا إذا اختلط به مؤثر خارجى منفك عنه ، ..... والفصل الثانى : الشذور ، فهو زبدة الكتاب فقد أجاد وأفاد فيه عقادنا، بدء فيه بقصة أبينا أدم، ومعضلة الشقاء الدنيوى، والكد والتعب فيها، وفى شتى مناحيها، فالشقاء طال عالمها وجاهلها كبيرها وصغيرها حقيرها وعزيزها، ولا راحة إلا تحت التراب، وهنا نهاية الرحلة. وعرج عقادنا على صفة الغرور وما كنهها ومن أين تنبع ومتى تذم ومتى تمدح. وتكلم عن علم الإحترام! هكذا سمَّاه عقادنا، وكان رائع فى تناوله ،إلا أنه لم يخبرنا كيف نتواصل إليه وكيف نُعَلِّمَه وتركنا حائرين!!! الكتاب فى مجمله يرقى باسم ومكانه العقاد. تقييم الكتاب 3/5.
خلاصة اليومية والشذور أول كتابات العقاد وأول إبداعه وفي هذه الشذور كانت خلاصة الكثير من القضايا التي شغلت ذلك العبقري في مرحلة مبكرة من حياته نعم أضاف أليها وحذف فيما بعد ولكنها ستظل من أهم كتاباته وتحوي الكثير والكثير من المتعة فهو يتحدث في موضوعات كبيرة بأسطر قليلة فيوجز دون إستعجال أو تعجل
هذا الكتاب هو من أوائل أعمال العقاد. ولي عليه ملاحظات كثيرة، غير أنه ما في وقتي متسع لأكتبها الآن. أعجبتني من الكتاب أجزاء، ووجدت في أجزاء أخرى تناقضات تجاوزها العقاد نفسه فيما بعد. وللعقاد كتب أخرى أتوق لقراءتها.
راقني في هذا الكتاب خلاصة اليومية لما فيها من تحليل وتعريفات مغايرة للأشياء ولو كان بعضها أرفضه وأمًا الشذور فقد طالني فيها الملل واصبحت اعد الصفحات ترقباً للنهاية.
إنّ خلاصة اليومية و الشّذور لأجلُّ ما كتب العقّاد ، من كُتب الآداب و الإنتقادْ ، فقد نمّ فيه عن حسٍّ مُرهفٍ و عقلٍ نقّادْ ، و دوّنَ ما يعتقده دون إتّباعٍ أو إنقيادْ ، و ذلك من الكتُبِ خيرُ زادْ. أمّا نحن قرّاء الضاد ، فمن غير المألوف و الإعتيادْ ، أن نقرأ كهذا الكتاب. و قليلٌ هم المفكّرون العرب ، الذين يجهرون بأفكارهم ، و يتحمّسون لنشرها ، و يتحدّوْن الورى في قراءتها، سيّما إنْ كان من يكتُبُ في أوّلِ عهده بالكتابة ، مندفعا، مخْلصا لكلّ ما يعتقده. إنّ هذا المُؤَلَّف على ما فيه من "ردّة" على كلّ فكرة بالية و غير معقولة ، هو تجسيدٌ للثورة بأنْ نُشِرَ ، و خُوطِر بتداوله . و من أرائه الثورية ماهو ديني يسائل الناس في دينهم ، فيعتب عليهم بعض إعتقاداتهم السّخيفة التّي لا يقبلها العقل أو الحسّ أو هو يقلب كما قلب نيتشة من قبله لاهوت المتديّنين فيعلن بكل عصيانٍ و إحتقار أنْ ما الإنسان سوى حيوانٍ راقي و أنّ اللّذّة و الألم هما مُوجِدا الأخلاقِ و أنّ الكون و الإجتماع محكومان بالتّكامل بين العناصر و الإفتراقِ . لكنّ إعجابي بالكتاب لا يغضّ نظري عن ما بعض ما فيه من أشياءٍ و أراء لا أوافق العقّاد فيها . فليسمح لي أولاً أن أحمل على طريقته في الكتابة شعرا و نثرا ، فأسلوبه لم يستهوِني و حرفه لم يجذبني لولا بعض معانيه لكان مللا قراءته و إن كان نثره سلِسًا بغير جمالْ فكثير بشعره الإقلالْ وقد وصلتُ إلى إقتناع أنْ ما العقّاد بشاعر ، ��َسْبُ في ألفاظه و أوزانه . ثم إنّ ما أراه مؤاخذةً في غير محلّها هي مؤاخذة الكاتبِ البستانيَّ بما ترجمه من الإلياذة فقد ظنّها صاحبنا سفرا غيرَ حقيق بمكانته لا يستحقّ أن يُترجَمَ. و إعتراضي في شيئين هما : أولا ، ليس للعقاد التحكّم في الذوق العام و إذا لم يستهوِهِ شيئ فغيره يستهويه أمّا الصّالح و الطّالح فعند النّاس على إختلافٍ. و ثانيهما ، أن الإلياذة حقيقة بما حقّ لها من مكانٍ عند الشعراء في كل زمانٍ ، و أنّها سفرٌ متين الأركانْ قوي البنيانْ تؤرخُّ لأوّلِ عهد الإنسانْ بالمدنيّةِ و العمْرانْ و قد كانت من بواعِثِ الفلسفة في الأذهان سواءً بتماشٍ معها أو إعتراضٍ عليها . ثمّ كان مِنْ أُسُسِ النّظمِ و البيان في لغة أهل اليونان و ما أتى وراءها من مسرحياتٍ و فنون فإليها يعودونْ و من فضلها يستقون. و هي إستفاقة للعقل الأوّلِ على عَتْمةِ التّاريخ، مثَلُها كمثلِ توراة اليهوديين و ألواح السومريّينْ و نقوشِ المصريينْ و أشعار الجاهليينْ الرّاصدةِ لمنزلة البشريّ و شرائعه و أخلاقه و آلهته . و أشياءُ أُخَرٌ يطولُ بذكرها المقام . و على كلٍّ فإن إنتقدي للعقاد هو وفاء له و لمشروعه العقلاني المبكّرْ الذي يؤمن بحريّة الإنسان في الفعل و القول و ما أحسبه إلاّ سعيدا بتلقّي النّقد،جافٍ لكلّ متّبعٍ كفيفٍ جفاءَ زرادشت نيتشة لأتباعٍ لا يخالفونه . لكنّ العقّادَ كان أسرع إلى مخالفتهِ نفسَهُ منِ الجميعْ فقد خان فِكَرَه و إرتدّ عنها ليعود عودًا إلى الآخرينْ.
ريفيو بسيط عن كتاب خلاصة اليومية والشذور للعقاد وهو أول كتاب له، فقد كتبه وهو صغير، الكتاب قائم على فصلين ، الفصل الأول: الخلاصة وهى عبارة عن جمل ومقتطفات وأراء من موضوعات شتى، اختارها العقاد، وهو ما نسميه لطائف أدبية ونقدية، أو كناشة. يمكن أن تقبل ويمكن عدم قبولها، لأنها تعتبر أراء شخصية للكاتب، وهنا أسرد لكم بطريقتى لا بطريقة الكاتب فهمى لجمل الكاتب، لا نصًا بل إعادة صياغة المفاهيم والجمل للكاتب بطريقتى الخاصة المتواضعة ، أعجبنى مبدأ النفع والضر والفضيلة والرذيلة، فقد تكون فضيلة عند قوم مندوحة، ومذمومة عند أخرين، ومن عصر إلى عصر ومن مصر إلى مصر، وهذه القاعدة تحل لنا معضلة كبيرة ،وهى كيف نتقبل ويستساغ عندنا أمورا نعدها فى عالمنا المعاصر ،وصمة عار على جبين التأريخ والإنسانية، ألا وهو مراعاة السياق التاريخى، وأعجبتني تناوله لفكرة ، أن الثروات الطبيعية فى دول الشرق، ساعدت على الاتكال عليها والدعة والكسل وعدم السعى إلى الإجتهاد فى الميدان العلمى، طالما يوجد وفرة في المال، مما أدى إلى صعوبة اللحاق بالركب الحضارى والعلمى، فأصبحنا للمستهلكين غير منتجين، أعجبني، الغربى يفعل مبدأ العمل بعد وضوح الرؤية، أما العربى فيعتمد على شبيك لبيك، وطاقية الإخفاء ومسحوق الكيمياء، التى كثرت فى قصصنا التى ترويها العجائز، على مسامع الصغار، مما يَدعو إلى التراخى والتواكل، فتراثنا قائم على طلب النجاح من الأشياء الخيالية التي تجنبنا عناء التفكير وبذل الجهد، أعجبني أيضأ تعريف الفليسوف فقال هو الذى يبحث عن الحقيقة دون رأى مسبق، ويعتمد النتائج مهما كانت، فالمقصود الأساسي للفليسوف هى الحق لا غير. وأعجبني أيضا مفهوم حفظ الذات الإنسانية، ينشأ بسببه النزاع بين طرفى النزاع، فالنزاع وسيلة للبقاء، أما الدين فيعتبر تجربة وجدانية، ولا يحمل فى طياته العدائية إلا إذا اختلط به مؤثر خارجى منفك عنه ، ..... والفصل الثانى : الشذور ، فهو زبدة الكتاب فقد أجاد وأفاد فيه عقادنا، بدء فيه بقصة أبينا أدم، ومعضلة الشقاء الدنيوى، والكد والتعب فيها، وفى شتى مناحيها، فالشقاء طال عالمها وجاهلها كبيرها وصغيرها حقيرها وعزيزها، ولا راحة إلا تحت التراب، وهنا نهاية الرحلة. وعرج عقادنا على صفة الغرور وما كنهها ومن أين تنبع ومتى تذم ومتى تمدح. وتكلم عن علم الإحترام! هكذا سمَّاه عقادنا، وكان رائع فى تناوله ،إلا أنه لم يخبرنا كيف نتواصل إليه وكيف نُعَلِّمَه وتركنا حائرين!!! الكتاب فى مجمله يرقى باسم ومكانه العقاد. تقييم الكتاب 3/5.