لأول مرة يطبق أحد الباحثين بعض النهجيات الحديثة كعلوم الألسنيات والسيميائيات والمنهجية البنوية على النص القرآني، بغرض الكشف عن البنية اللغوية لهذا النص، وشبكة التوصيل المعنوية والدلالية التي ينبني عليها. هذا فضلاً عن تطبيقه المنهجية التاريخية لتبيان حقيقة العلاقة القائمة مابين الوحي والتاريخ. وهو إنما يهدف بذلك إلى زحزحة مفهوم الوحي التقليدي والساذج الذي قدمته الأنظمة اللاهوتيه عنه، وتجاوزه إلى تصور أكثر محسوسية وموضوعية وعلمية. فهدف أي نقد حقيقة للخطاب الديني، عند محمد أركون، يجب أن يتم باستخدام جميع مصادر المعقولية والتفكير التي توفرها لنا علوم الإنسان والمجتمع للانتقال بإشكالية الوحي، تحديداً، من الموقع الابستمولوجي الدوغماتي الذي تحتله حالياً، إلى فضاءات التحليل والتأويل التي يعمل على افتتاحها تباعاً مايسميه أركون: "العقل الاستطلاعي المنبثق حديثاً"
لدينا هنا نظرية جديدة ومبتكرة في مايخص ظاهرة الوحي، الظاهرة المحورية البالغة الأهمية والخطورة بالنسبة لكل الديانات السماوية. والعمود الفقري لفكر أركون إنما يكمن هنا بالذات. فهو يفكك النظرة التقليدية الراسخة منذ مئات السنين لكي تحل محلها نظرية جديدة قائمة على آخر ما توصلت إليه العلوم الإنسانية من عقلانية ومنهجية وفهم عميق. ومن هنا الطابع التحريري الهائل لفكر محمد أركون، وكذلك الطابع الريادي لمشروعه في نقد الخطاب الديني عموماً، والعقل الإسلامي خصوصاً.
إن ضخامة المسائل التي يثيرها أركون في كتابه الجديد هذا، تبين لنا إلى أي مدى يُمكن لدراسة معمقة لظاهرة الوحي أن تخدم كوسيلة فعّالة لتنشيط الفكر الإسلامي وانتشاله من ركوده المزمن، وجعله فكراً نقدياً يقطع مع كل خطاب تبجيلي للذات، وينخرط فوق ذلك في مناقشات الكبرى لعصرنا ويتحمل مسؤولية المخاطر الحديثة للمعرفة العلمية، شأنه شأن باقي التراثات الرئيسية للبشرية
Professor Mohammed Arkoun (Berber: Muḥemmed Arkun, Arabic: محمد أركون), was an Algerian scholar and thinker of Berber descent. He was considered to have been one of the most influential secular scholars in Islamic studies contributing to contemporary intellectual Islamic reform. In a career of more than 30 years, he had been a critic of the tensions embedded in his field of study, advocating Islamic modernism, secularism, and humanism. During his academic career, he wrote his numerous books mostly in French, and occasionally in English and Arabic. he studied at the Faculty of Literature of the University of Algiers and at the Sorbonne in Paris (Agrégé in Arabic language and Literature, 1956 and Ph.D., 1968). He established his academic reputation with his studies of the history and philosophy of Ibn Miskawayh. As he began to consider how one might rethink Islam in the contemporary world, his questioning provided a counterpoint to the predominant interpretations of both the Muslim world and the non-Muslim West. As the editor of Arabica, he broadened the journal's scope, and played a "significant" role in shaping Western-language scholarship on Islam (source?). He is the author of numerous books in French, English and Arabic, including most recently: Rethinking Islam (Boulder, Colorado, 1994), L'immigration: défis et richesses (Paris, 1998) and The Unthought in Contemporary Islamic Thought (London, 2002).[2] His shorter studies have appeared in many academic journals and his works have been translated into several languages. He was decorated as an Officer of the French Légion d'honneur in July 1996. In 2001, Professor Arkoun was asked to deliver the Gifford Lectures, which enable a notable scholar to contribute to the advancement of theological and philosophical thought and was announced as the recipient of the Seventeenth Georgio Levi Della Vida Award for his lifelong contribution to the field of Islamic Studies. Arkoun taught at the Lyon 2 University (1969–1972), as a professor at the Paris 8 University, and at the New Sorbonne University of Paris (1972–1992). He was a Fellow at Wissenschaftskolleg in Berlin (1986–1987 and 1990) and at the Institute for Advanced Study in Princeton, New Jersey, U.S.A (1992–1993), visiting professor at University of California, Los Angeles (1969), Princeton University (1985), Temple University, the University of Louvain-la-Neuve, Wallonia, Belgium, (1977–1979), the Pontifical Institute of Arabic Studies in Rome and the University of Amsterdam (1991–1993) and served as a jury member for the Aga Khan Award for Architecture. At the time of his death he was Emeritus Professor at La Sorbonne as well as Senior Research Fellow and member of the Board of Governors of The Institute of Ismaili Studies (IIS), At IIS, he has taught various graduate courses including unthought in contemporary Islamic thought, rethinking Islam, contemporary challenges of Muslim world and traditions for almost a decade. Arkoun died on the evening of September 14, 2010, in Paris. باحث ومؤرخ ومفكر جزائري، ولد عام 1928 في بلدة تاوريرت ن ميمون(آث يني) بمنطقة القبائل الكبرى الأمازيغية بالجزائر، ;و انتقل مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء(ولاية عين تموشنت) حيث درس دراسته الإبتدائية بها. وأكمل دراسته الثانوية في وهران، إبتدأ دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر ثم أتم دراسته في السوربون في باريس.
==فكره== يتميز فكر أركون بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات شرقية وغربية واحتكار الإسقاطات على أحدهما دون الآخر، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب من الآخر، وهو ينتقد الإستشراق المبني على هذا الشكل من البحث. 1- رفع القداسة عن القرآن الكريم, والتعامل مع القرآن على أنه منتوج بشري. 2- رجل علماني بحت. 3- التشكيك في نسبة النصوص الأصلية في الإسلام (الكتاب والسنة)
عُين محمد اركون أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في جامعة السوربون عام 1968 بعد حصوله على درجة دكتوراه في الفلسفة منها، وعمل كباحث مرافق في برلين عام 1986 و 1987. شغل منذ العام 1993 منصب عضو في مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية في لندن.
أول شئ يجب فهمه بشأن أركون أنه كان يتحرك من منطلق أكاديمي بحت ، أفلت من القراءة اللاهوتية أو التبجيلية للقرءان بل إنه يعتبرها عائقا أمامه ( كان يغير من اسماء مصطلحات كثيرة بحجة انها محملة ايديولوجيا بما فيه الكفاية ) ، ولذا كان يرى في النص بنية أسطورية أو خرافية وهي ليست بالمعنى السائد حيث يعتبر أنها محملة بمعنى ينتقص من قيمتها مجتمعيا ، ويراها ضرورية حتى لفهم كيفية تشكل النص في المجتمع ، و جزء من هذا يعتبره نقدا للمستشرقين تجاهلهم لهذه البنية الأساسية
الشئ الثاني هو أن أركون مأسور بين خطابين ، خطاب للغربيين وبالأخص المستشرقين وخطاب للعرب للمسلمين والذي ليس بنفس أهمية الأول ، و إن كان يفيد من منهج الغربيين تماما أو يستخدم نفس منهجهم فإن نقده لهم يتحرك من تجاهلهم للبنية الروحية في عهد الوضعية العلمية وايضا ما يسميه أدلجتهم حيث أن بحوثهم إنتقلت عبر مراحل كان فيها الغرب هو غير ما سواه نرجسي متضخم الذات الشئ الذي أعماه عن تفهم غيره ، فالدراسات الاستشراقية غالبا كانت تتحرك من منطلق أن القرءان هو ليس سوى نسخة معدلة من الانجيل أو التوراة ، والقارئ بعد زمن من التعود على أركون سيعرف لمن يوجه خطابه
الشئ الثالث أن إستخدامه لمناهج التحليل الحديثة أمر معقد حتى وإن قدم بعض الإلماحات الذكية في قراءته للفاتحة أو لسورة الكهف فإنها لم تخرج من مجال العموم ، و هنالك شئ غير منهجي يتضح من خلال كتابته أنه لم يلتزم بنظرية معينة أو نموذج معين بل يأخذ من هنا ومن هناك و حتى لو حاول تبرير ذلك سنسأل ما الضابط للأخذ بنظريات معينة وتجاهل غيرها ، وهو إن كرر نقضه لأهل الاعجاز العلمي في القرءان بقولهم ان القرءان يحتوي كل الانجازات العلمية وبالقول أن العلم غير ثابت فكذلك هذه النظريات ليست ثابتة وعلم الدلالة والسيمياء مثلا يتطور ويختلف يوما بعد يوم فما الضامن للقراءة الألسنية هذه.
الشئ الرابع الذي أتضح لي أن أركون نفسه لم يدرك لأين يسير به دربه ، فهو كان يخطو في طريق كأنه لا يدرك نهايته ، كما هو حال المسير العلمي العام ، فهو يردد التعميمات والافتراضات و يقول علينا دراسة كذا ومعرفة كذا و هذا من الصعب علينا وصوله ، وصرح بحوجته الى باحثين كثيرين معه و أوضح أن الكثير من طلبته لم يهتم بالسير في دربه
وكصورة عامة لنظرة أركون للقرءان سنجد ما يلي : أنه يعيد بإسم اللا مفكر فيه فتح باب مناقشات تم خوضها قديما اهمها مسألة خلق القرءان والتي يعضد فيها موقف المعتزلة بالقول بالخلق وينكر أن إتصال المطلق بالأرضي سينقطع تمهيدا للقول بتاريخية النص القرءاني وانه نتاج فترة معينة وصراعات معينة ولا أعرف ما المشكلة في كون النص اتى ليحقق مقصد آني معين وأنه سيظل أبدي مع ذلك ومفتوح للقراءة حتى لقراءة اركون نفسه ، على العموم فإن مفهوم التاريخية والوحي نفسه غير واضح تماما عند أركون و ما يبنى على التاريخية و اتصال الوحي ايضا غير واضح ، وان كان هاشم صالح المح في احد شروحه الى وحي من نوع اخر من نحو الاكتشاف العلمي و الوعي الجديد
عموما لا أحبذ قراءة النص طبق المناهج الغربية الحديثة وان تمت مماهاتها لتقوم بالتحليل فما بالك بإستجلابها كاملة كما يفعل أركون و كما أن بنية النص من الداخل تسمح بقراءة واعدة كما هو عند أبو القاسم حاج حمد مثلا في كتابه منهجية القرءان المعرفية أولى بالنظر
قيمت الكتاب 4/5. ليس انتقاص بالقيمة المعرفيه للكتاب ولكن تأكيدا على الاسلوب العلمي البحت والكلمات المعقدة التي استخدمت في الترجمة مع استيفاءها التام للمعنى حسب اعتقادي الكتاب يطرح اسلوب علمي جديد لقراءة ودراسة القرآن من عدة نواحي لغويه،نحويه،سيميائية،تاريخيه من اجل تفكيك المعنى القرآني لاعادة بناء المفهوم بعيدا عن الصورة السكولاستيكية التي سيطرت على العقلية الدينية واضفت الطابع التقديسي للآيات ..
يبدأ الكتاب بمحاولة تحليل الخطاب الديني مستخدماً "النقد التاريخي والحفر الأركيولوجي في (الأعماق)" مختاراً ثلاثة نماذج هي "البيان في تفسير القرآن" للخوئي في مقطع تحتويه خمسة أسطر, وذِكر اسم شحرور ومهاجمة تحصيله العلمي وانتهاءاً بالصادق بلعيد في "نقده البدائي" دون استحضار شيئاً من نصوصهم. وبعد ذلك يتم الإستخلاص بأنه "يمكننا أن نقرأ نفس التصريحات التبجيليّة ونفس الإنتماء الحار والقوي للمعتقدات الشائعة بين جميع المؤمنين الإسلاميين في (مئات) الكتب المكتوبة عن هذا الموضوع نفسه منذ أن أخذ النقل الشفهي للتراث الديني يجمع ويكتب من قبل العلماء في القرون الوسطى. والسمة الأكثر إدهاشاً في هذا الخطاب المتجذر عميقاً في وعي (الملايين) هي الإقتناع التالي الذي كان مفهوماً في القرون الوسطى, ولكنه أقل في السياقات المعاصرة المتعدّدة الثقافات. مؤدى هذا الإقتناع ما يلي: إن القرآن هو عبارة عن المرجع الأعلى والنهائي لكل البشر. فهو يحتوي على كل جواب لأي سؤال. كما ويحتوي على الحلول التي يحتاجها البشر في كل زمان ومكان. وهو يتعالى على أي نمط من أنماط ما ندعوه اليوم بالتاريخية". وهنا بعيداً عن المصادرة عن المطلوب التي يقع فيها أركون في تعامله مع الثلاثة مصادر في برهنة المقدمات التي انتهت إليها إستنتاجاته, أنتقل إلى مسائلة تأثير الثلاثة أسماء المنتخبة وتأثيرها على وعي الملايين, فلو نأتي في مقابلة بسيطة وفي مدى زمني متقارب لمدى تأثير تفسير الخوئي مقابل تفسير الطباطبائي, أو تفسير الطاهر بن عاشور مقابل كتابات شحرور عن القرآن, وانتهاءً بمقابلة مقدمة الجابري مع كتاب الصادق بلعيد, لعرفنا إن اختيار النماذج كان ساذجاً على أقل تقدير
ينتهي الكتاب بمحاولات تحليل ألسنية لسورتي الفاتحة والكهف, مكرراً تساؤلات ونقد المستشرقين عن النص القرآني ,طارحاً أسئلة تمت مناقشتها والإجابة عليها في الفضاء الإسلامي. الجدّة والصفحات الفاعلة في الكتاب كانت في قراءة سورة الفاتحة والتي تعامل أركون معها مباشرة, أما في سورة الكهف فكان يتكلّم المؤلف بلسان المستشرقين على مدار السورة في تطبيق المناهج الحديثة, ومستخدماً تفسير الطبري والرازي في التفسير التقليدي. على مدار الكتاب يستخدم أركون مفردات مستجلبة (الحدث القرآني – الظاهرة القرآنية – الخطاب التبشيري في القرآن – المدونة القرآنية – النص الرسمي للمصحف) في محاولة "تهدف من خلال الدراسة كلها إلى زحزحة مفهوم الوحي وتجاوزه. زحزحة وتجاوز التصور الساذج والتقليدي الذي قدمته الأنظمة اللاهوتية عنه. نحن نريد أن نزحزحه بإتجاه فهم أكثر محسوسية, موضوعية, ولكن ليس إختزالياً" ولا أشارك المؤلف أن المنهج في تحقيق الموضوعية والمحسوسية يكون بإستخدام المفردات المستجلبة عوض التطبيق المباشر والفعلي لمناهج العلوم الإنسانية التي هي أعلى هرم دعوى أركون في كتبه
أشارات تلامس المضمون
في الكتاب 28 مرجع يتحدث عن القرآن, بينها ثلاثة فقط من الفضاء الإسلامي والبقية لمستشرقين. جميع الإستشهادات تأتي في سياق المكتسبات الإيجابية للمستشرقين وفي المكتسبات السلبية للمسلمين في التعامل مع النص القرآني
مما قرأت له, هناك أركون المتعامل مع التراث أنثروبولوجياً وهناك أركون المتعامل مع النصوص التأسيسية لسانياً, أعتقد أنه في الأول أكثر إطلاعاً وثقة في التطبيق المنهجي
خلال الكتاب كانت تأتي على بالي كثيراً أحد المغالطات المنطقية في كتاب عادل مصطفى يقول فيها "قد تقدم الجانب الأضعف من نظرية الخصم وتتظاهر بأنك تفند النظرية من كل جوانبها, وقد تقدم حجة الخصم في صورة مضعفة أو مبسطة, وقد تشوه أو تحرف حجة الخصم أو تسيء تمثيلها, أو تتناول جزءاً صغيراً من موقف الخصم, فتأخذه بأكثر من حجمه, وتفرط في تعميمه فتعامله كما لو كان ممثلاً لموقفه الكلي, بينما هو لا يمثل شيئاً ذا قيمة. وإنه لتبديد للطاقة وإجهاض للجدل, فضلاً عن كونه إجحافاً ومغالطة, أن تتناول بالتفنيد جانباً هامشياً من جوانب المذهب أو صيغة ضعيفة مفرطة التبسيط لموقف الخصم", الطرافة والمفارقة إن حدثت وتكوّن الرابط, أن كتاب المغالطات دافعه كان الحوارات واللقاءات التلفيزيونية
الجزء الاول من الكتاب القراءة والمعاني صعبة وتحتاج لحصيلة ثقافية معرفية كبيرة لفهم مايقوله. الثاني حتى النهاية اقل تعقيدا ويسهل التقاط الأفكار لحد ما، والكتاب بشكل عام إضاءات على النص القرءاني وفتح الباب لعلوم قرآنية تخرج عن المستوى التقليدي في التفسير إلي تحليل للخطاب الديني من نواحي إبستمولوجية واركيولوجيه وفينومينولوجية.. الكتاب يستفيد القارئ العادي استفادة عامة كنحو ان مجال التفسير رحب وفيه مجالات لم تطرق وسيستفيد من كمية المراجع والكتب القيمة - وإن كان معظمها في الفرنسية - ولكن بالأساس هو للمتخصصين اكثر من العوام.
كم أنت مرهق يا أركون.. على قدر وضوح الفكرة، التي لخصها الكاتب في قوله: أشكلة وتفكيك المألوف، على قدر صعوبة متاعبته في التحليل.. ربما زاد الطين بلة استعماله لمصطلحات تقتضي، وإن بإيجاز، إلماما ، بعلم اللسانيات. على ذلك نترك الكتاب ونضرب له موعدا ولو بعد حين
الفكر ما بعد حداثي ما اميل الي اسلوبه في التحليل اعتقد ما يلمس الظواهر و يلتف يمين و يسار بدون مركيزية قد يناسبني في المستقبل ل��ن في المرحلة الفكرية انا فيه اميل للفكر الحداثي
غير اركون ركز على المناهج اكثر من استخدامه و كنه يريد ترويجه او مشروعه مجرد باب لا اكثر و ليس تطبيقي
رغم ذكاء بعض الملاحظات في الكتاب زي نقد العلمانيةـ والإشارة لأهمية قراءة القرآن بترتيبه الزمني، إلا إن آركون بيوعد دايما بأكتر مما يستطيع أن يفعل، وببحتفي بطريقة تفكيره أكتر من إنه يختبرها، وبالتالي النتيجة بتكون فراغ كبير في المحصلة الأخيرة اللي الواحد بيخرج بيها من القراية. المقدمات الطويلة اللي عملها عن طريقته الجديدة في تناول النص، وتهافت القراءات الأخرى بالمقارنة مع طريقته فشلت تماما في كل مرة تناول فيها نص محدد زي الفاتحة أو التوبة أو الكهف. الأدهى والأمر هو شخصية "الدلّالة" اللي تقمصها "المفكر" هاشم صالح، وحرصه الأراجوزي طول الكتاب على إيهام القارئ بإن "أركون جامد بس إنت اللي مش فاهم"
في الكتاب-و دون الحديث عن محتواه - يصارع أركون نفسه ؛ دائما هو بحاجة إلى التبرير / ذكر آراء القارئ و هواجسه مسبقا و محاولة قمعها بحجته/ توقع عدم الإقناع . الكثير مما يظهر أنه كان يشغل موقعين :أحدهما هو و الثاني الآخر . بالنسبة لي : لم يكن الآخر ضعيفا و ضدا ،هناك نوع من التضامن الخفي بين أركون و آخره .
بالفعل كنت احاول منذ فترة تطبيق تفسير القرآن من الناحية التاريخية و الألسنية و اللغوية و التفسيرية معاً و لكن قوبلت بالنقد الشديد و التجريح أيضاً , و لكن لازلت أحاول , كتاب رائع .