نبذة الناشر: لقد أصبح "السلف" (وهو تعبير غامض يحتاج إلى الضبط والتحديد) مصدراً للتشريع بما يخالف الشريعة. ففعل "السلف" الذي وافق على الانقياد لأنظمة فاسدة يصبح "دليل" حكم بجواز ذلك الانقياد، وهذا نموذج لعلاقة التاريخ السياسي بتاريخ الفقه، نموذج ليس فقط لتنحية النص، بل لطريقة رسمه وإنشائه وتكوينه. فمنذ أن دونت النصوص، ولا سيما السنة، في كتب مستقلة كمتون سردية صرف، بغير إشارة إلى سياقات الواقع التي كانت تلابسها في لحظات التلقي الأولى، أو في ظروف التدوين المتأخرة، والعقل الإسلامي يتعاطى معها ككائنات تشريعية مطلقة وكاملة الكينونة، بمعزل عن العوامل الخارجية.
لقد قرأنا بعض الأحاديث في كتب السنة الصرف فلم نفهمها، فلما قرأناها في كتب التاريخ فهمناها، كما قرأنا أحاديث في كتب السنة الصرف فقبلناها، ثم قرأناها في كتب التاريخ فلم نقبلها.
لذلك ارتأينا القراءة في النص على ضوء التاريخ وفي التاريخ على ضوء النص.
مفكر متميز استطاع كسر أغلال السلفية التي كبلته لعقود من الزمن. قاضٍ مصري سابق من مواليد 1954، تخرج من كلية الحقوق في جامعة القاهرة سنة 1976، وتدرج في سلك النيابة العامة والقضاء منذ تخرجه. له مؤلفات في الفكر السياسي والفقه الدستوري، آخرها: تطور الفكر السياسي في مصر خلال القرن التاسع عشر.
عن ماذا يتحدث هذا الكتاب ؟ يتحدث عن علاقة السلطة بالتاريخ وأثرها على النص الشرعي كما يقول الكاتب في المقدمة (لقد لعبت السلطة كثيرا ً في التاريخ ولعب التاريخ كثيرا ً في العقل المسلم وبشكل مباشر او غير مباشر صار العقل المسلم اسير لهذه اللعبة التاريخية )
ويتحدث أيضا ً عن السلطة الفكرية التي دونت العلوم الإسلامية من حديث وفقه وغيرها وينتقدها بكل وضوح
الكتاب من أهم الأعمال النقدية وهو لا يقل أهمية عن تكوين العقل العربي للجابري رحمة الله بل قد يتجاوزة في بعض النقاط . والنقد الموجود في الكتاب يشمل جذور الفكر السلفي وعلماء الحديث بما فيهم البخاري رحمة الله وعلماء الفقة الأربعة وبقية الفرق الإسلامية
ويبين كيف ساهمت كل هذه الأطياف بحماية السلطة الجائرة في الإسلام وكيف تم العبث بمفاهيم الدين من خلال نصوص الحديث التي تم التعاطي معها بشكل خاطئ وقرائتها بشكل مجرد دون الأخذ بعين الأعتبار للظروف التاريخية التي صنعت بها .
ويبين كيف ان العقل الإسلامي الراهن في مجملة مؤسس على الفقه أكثر ما هو مبني على النص بمعنى أنه يستمد الخلفية المرجعية على مستوى الوعي والفكر والشعور من تلك المنظومة الفقه فكرية التي بنيت على قاعدة مشوهة من الأساس .
فالمنهج اللغوي سيطر على العقل الفقهي السلفي إلى درجة غابت فيها روح الدين وأصبح التعاطي مع الدين على أنه كراسة فقهية فقط وعدم أخذ الأعتبار لمفاهيم الدين العامة التي تم تغيبها في العقل السلفي
كما ينتقد الكاتب الأدوات التي أقحمها العقل السلفي من خلال بوابة الفقة في تحريف الدين وهو هنا يتحدث عن أصول الفقة التي أسسها الشافعي ويبين جوانب خطيرة فيها مثل سيطرة أدوات القياس والإجماع وغيرها ويبين كيف ساهمت هذه الأدوات بتشرييع أحكام تتعارض مع مبدأ وروح الدين
ويتناول العقل الشيعي ويبين كيف لعب في نصوص القرآن ليسقطها على مصالحه السياسية ونزعاته الفكرية ثم يكشف نفس الجانب عند الدولة الأموية والعباسية والعقل السلفي الذي مارس هذا الدور بوعي وبغير وعي .
ويتطرق لدور المعتزلة في تاريخ الفكر الإسلامي وبعض الشخصيات المستقلة فكريا ً وأثرها على العقل المسلم مثل أبن حزم والشاطبي وغيرهم
ثم يختم بمجموعة من الأحاديث مروية في صحيح البخاري عن ابو هريرة ويبين استحالت قبولها شرعا ً ويشكك في مصداقية أبو هريرة وحجم تأثرة في كعب الأحبار وعدد الروايات التي تجاوزت 5700 حديث خلال سنتين فقط من الصحبة ؟
نعم الكتاب جريئ جدا ً في النقد ومحاورة متعددة وكثيرة ومهمة
بحث قيم ودراسة تحليلية محكمة، وجهد رائع من عبد الجواد ياسين المتزن حد الإستفزاز ما شاء الله...
ملاحظة هامة: أتفق تماما مع الكاتب في تحليل دور العقل في المنظومة السلفية، خصوصا كتأسيس الشافعي (الأصولي) عن طريق القياس لتضييق دائرة المباح الغير منصوص، وأضيف : تعميد السنة الآحادية كمصدر تشريعي نصي خالص. أيضا تأسيس الأشعري ( الكلامي). وأختلف في (عقلانية) ابن حزم. مرددا مقولة جورج طرابيشي بأنه لم يحدث قط في تاريخ الإسلام أن أشاد أحد بسؤدد العقل كما أشاد به ابن حزم. كما لم يحدث في تاريخ الإسلام أن أقال أحد العقل كما أقاله ابن حزم. ولمزيد من التفصيل الرائع والهام حول مفهوم العقل عند ابن حزم ودوره في تطور المنظومة السلفية/ الانقلاب السني(ليس نقيض الشيعي بل المنهج العام المطرد)، وأيضا دور الأئمة الأربعة وغيرها من المحطات المفصلية أرشح مطالعة من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث
أخيرا.. لقد كان غياب (الحاسة النقدية) في نظرنا، واحدة من بين الخسارات الكبرى التي خسرها العقل الإسلامي بنفي الفكر الإعتزالي برمته، من غير تفرقة بين المنهج والموضوع. لأن حضور (الحاسة النقدية) في الحقيقة يمثل واحدة من أهم نقاط البدء اللازمة لإعادة عرض الإسلام على العالم. وهي العملية التي لا بد منها، وإلاتعرض الإسلام لخطر الدخول في مرحلة انقطاع تاريخي طويلة. وذلك أننا نزعم أن الإسلام المعروض على العالم ليس إسلاما نصيا، بقدر ما هو إسلام تاريخي من صنع المنطومة السلفية. ونرى في ذلك تفسيرا للفجوة الفاصلة بين الإسلام وبين العالم. وأن من اللازم - إحقاقا لحقيقة الدين، وكي تزول تلك الفجوة - أن يعاد عرض الإسلام، كما هو في النص الخالص، وليس كما هو في المنظومة التاريخية. وأن ذلك لن يتم بغير دعامتين أو خطوتين أساسيتين: الأولى: أن تنحى كل المصادر اللانصية التي اعتمدتها المنظومة السلفية. وهو ما يعني إعادة قراءة ثم كتابة علىم (أصول فقه). الثانية: أن تحذف كل الإضافات التي حملت على نص السنة، من جراء المنهج الإسنادي في جمع الروايات والأخبار. وهو ما يعني إعادة قراءة ثم كتابة (علم الحديث). وليس لشيء من ذلك أن يتم بغير هذه (الحاسة النقدية) بنت العقل والحرية. وحيث هي بنت العقل والحرية، فهي بنت الإسلام الحقيقي الأصيل. أي الإسلام الذي نقرأه في النص الخالص. قبل أن يحمل بأوزار التاريخ والجغرافيا الإقليمية.”
لقد فعلت السلطة كثيرا في التاريخ، و فعل التاريخ كثيرا في العقل، و بشكل مباشر و غير مباشر، صار العقل المسلم أسيرا لكليهما، لفعل السلطة في التاريخ أي لتاريخ السلطة، و لفعل التاريخ في العقل أي لسلطة التاريخ”
من افضل ماقرأت للأن تحليل دقيق للتاريخ والنص وتأثر النص الديني بالسياسه مع التركيز على الطائفتين السنه والشيعه وكيفية جعل النص خادم لاهداف سياسية بحته مع التطرق بكل حياديه للمذاهب الاخرى وذكر بعض الامثلة التاريخيه التي تخدم الموضوع انصح به جدا...
نعم ، أريد مزيداً من مثل هذه الصفحات الجليلة الأثر . مجهود نقدي عظيم وعميق يطرحه عبد الجواد ياسين في هذا الكتاب بترابط رصين ومنهج عقلاني مستقيم موجهاً سهام نقده نحو كل من ارتكب جنايةَ الخلط ـ المتعمد وغير المتعمد ـ بين النص والتاريخ على حساب مبادئ الإسلام .
* ( المراجعة طويلة نوعاً ما )
قبل البدء برحلة إطلاق سهامه ، يصدر الكاتبُ مقدمة كتابه بالسؤال المحوري : ( هل في الإسلام أحكام ملزمة ، تعين شكل الحكومة أو تشير إلى هيكل النظام السياسي في الدولة ؟ ) ومن هنا يشرع في تفكيك مركبات السؤال ، فيحصر الإسلام في اثنين : ( إسلام النص الثابت بالوحي كتاباً وسنة ) و ( إسلام الواقع التاريخي المتمثل في الأنظمة الحاكمة وأيضاً قواعد الفقه الاجتهادية ) ولمّا كانت النصوص تلزم بينما التاريخ لا يلزم ، حَصَرَ استخلاص الإلزام من دائرة النص الخالص كتاباً أو سنة ، وبذا ( لا تخرج الأحكام في الإسلام عن دائرتين : المباح والإلزام ) . أما المسكوت عنه فقد أكد الكاتب مراراً وعلى طول الكتاب أن ( عدم النص هو في ذاته " نص " بالإحالة على دائرة المباح ) وأخيراً فإن دائرة المباح قد كانت وما زالت ( عرضة للإفتئات والتقليص على يد العقلية الفقهية التي ملأتها بركامات من الأحكام التي بدورها ـ بعد أن دوّنت ـ جاورت النص الخالص ، واكتسبت مع الصيرورة التاريخية قبساً من إلزامية النص فصارت مرجعية شبه مستقلة تبرر في بعض الأحيان الخروج على إلزامية النص ذاتها ! ) .
يرفض الكاتب بشدة مصطلح "السلف " ووظيفته الخطيرة منذ أن صُكَّ إلى الآن ، إذ صار فعل السلف ـ وهو فعلٌ بشري بكل الأحوال ـ ( حكم ) ينتمي إلى دائرة التشريع والفقه وليس ( رأياً ) يدخل في نطاق علم السياسة أو الاجتماع ، وهذا من أخطر أنواع الإغفال أو الخلط إذ تنصيبُ مشرعٍ يلزم ويبيح غير الله هو اعتداءٌ سافرُ على مفهوم " التوحيد " بحد ذاته .
أما السلطة فقد سكت القرآن والسنة عن تحديد شكل معين لها ولهذا فإن السلطة في الإسلام تشكلت من خلال التاريخ وليس النص ، بل إن الدور الكبير الذي لعبه التاريخ لا يقتصر فحسب على تنحية النص أو تأويله واستنطاقه بتكلف ولا عقلانية ـ أحياناً ـ بل يتعداه إلى إنشاء وتكوين نصوص بحد ذاتها في عملية أسماها الكاتب " التنصيص السياسي " ، ومع ابتداء هذه العملية والسير عليها دخلنا في دائرة من التركيب والخلط المعقد بين النص والتاريخ ، لا يجد الكاتب حلاً لتفكيكها إلا من خلال قراءتين : قراءة السلطة في النص على ضوء التاريخ / قراءة السلطة في التاريخ على ضوء النص .
عموماً فقد احتوى الكتاب معلومات تاريخية مكثفة ، نَقَدَ الشافعي " مقنن نطريات العقل الفقهي " نقداً كثيراً ، تحدثَ عن الأشعري ومحاولته دخول دائرة " السنة والجماعة " وفشله الجزئي بسبب اعتماده المنهج العقلاني ( فالعقل ومن ثمة الحرية كانا العدوين اللدودَين للمنظومة السلفية ) ، أوردَ ابن حزم كعقلٍ فذ استطاع بشكل كبير النفاذ من سطوة إشعاع العقل الفقهي السلفي لكنه أيضاً دخل تحت تأثيره في بعض المواضع خصوصاً في شأن السلطة ، صغّر من أثر الخوارج لأنها بقيت دائما فرقة معارِضة فجّة وليست منظومة فكرية مستقلة ، أثنى على المعتزلة واهتمامهم باتخاذ العقل والمنطق منهجاً أساسياً في الحكم على النصوص والأخذ بها لكن مرة أخرى ، تفشل جزئياً وتناقض نفسها حين وصولها السلطة ، أخيراً الفرقة الأهم : الشيعة ؛ كان لها الحظ الأوفر في التأثير : نظرية الإمامة للشيعة مقابل نظرية الخلافة للسنة ، أبو بكر مقابل علي : كيف كثر كذب الشيعة في الدفاع عن علي وأحقيته في الخلافة سواء في تأويل بعض آيات القرآن لصالحه و حتى أحياناً القول بأنها نزلت فيه وفي الأئمة الإثنتي عشر أو في تلفيق الأحاديث في مدح علي وذم مغتصب السلطة منه " معاوية " ؛ أيضاً وبشكل أقل تلفيق السنة وليّ أعناق النصوص لتكون في صالح أبي بكر .
أوردَ كماً لا بأس به من النصوص قارئاً إياها على ضوء التاريخ وفي سياق مجريات الوقائع والأحداث منتهياً أخيراً إلى إنكارها وردّ وجودها إلى الصراعات المحتدمة التي حصلت . إذ كانت الروايات والنصوص تتزايد بشكل فج وغير منطقي مع تزايد حدة الصراع بين الفرق كما ظهرت روايات تتحدث بشكل دقيق ـ مثير للريبة ـ عن أحداث سياسية ستقع كما في شأن معاوية وعبد الله بن الزبير وغيرهما ؛ هذا النوع من الراويات التي يسأل الكاتبُ مستنكراً : لمّ قد يقول النبي عليه الصلاة والسلام شيئاً مثل هذا في وقت هادئ يخلو من مناسبات لذكرها ؟ أو لمَ قد يسأل الصحابة أسئلة ـ مثل موضوع اشتراط القرشية في الخليفة ـ والرسول حيّ بين ظهرانيهم ؟ والأهم هو لمَ نجدُ معظم هذا النوع من الروايات مبتوراً عن سياقه فيما دوّنه أصحاب الكتب ( خصوصاً البخاري ومسلم ) فلا نعلم لمَ قال الرسول ما قال ، ومتى ، وبأي مناسبة يسأله أصحابه تلك الأسئلة ؟
أخيراً يُختتم الكتاب بتوضيحٍ مهم : إن استمرار العقل المسلم على الأخذ بهذه المنهجية وإصراره على صحتها قد عرّض رسالة الإسلام لخطر وتشويه عظيمين ، إذ ـ مع هذه المنهجية ـ يبطل ادعاء شمولية وصلاح هذه الرسالة في كل زمان ومكان ، وتظهر فجوة كبيرة بين صدق النبي وبين التاريخ ـ إذ قد كذّب التاريخُ كثيراً من أحاديثه " المزعومة " ـ ، ويُعطّل عقل المسلم عن الاجتهاد بحجة إجماع السلف ، وتنتهك حرية المسلم مراراً بحجة درء الفتن ، ويبقى المسلم حياً جسداً في هذا العصر ، أما عقلاً وتفكيرا فقد توقف عند عصور خلت من عشرات السنين .. هناك حيث طُبعت قدسية ( الصحاح ) في النفوس ، واكتملت هيبة ( الإجماع والقياس ) في العقول ، وجوّزت النصوص إمامة المتغلب ، وها نحن الآن راضون عن أئمتنا مخافة أن نموت ميتة الجاهلية .
على الهامش : وهل جاهلية أكثر ظُلمةً ـ وظُلماً ـ من جاهليتنا الآن ؟
كتاب مهم جداً في فهم تاريخ تدوين الأحاديث والتي تأثرت كثيراً بالجو السياسي المشحون والمصادم بين أنصار الخلافة و أنصار الإمامة، والتي لم ينتهى من تدوينها إلا في القرن الثالث الهجري اي في العصر العباسي..
يريد يوضح المؤلف بخصوص السلطة في الإسلام، أنه لا القرآن ولا النص المتواتر عن النبي (ص) حدد شكل السلطة، بل تركها لإجتهادات الناس وما ينفعهم في معاشهم، ومتغيره بتغير الزمان والمكان، وليست من الإسلام في شيء
دراسة مهمة جداً تنوالت مفهوم الإسلام منذ بدايته وتطور هذا المفهوم بتطور العقلية الفقهية المتأثرة بالأجداث السياسية، والفرق المتكونة بسببها، من سنة وشيعة وخوارج ومعتزلة وغيرها. وإنعكاس الصراعات بين الفرق الفكرية-سياسية على المدونة الحديثية وعلى آليات العمل فيها وفي النص القرآني.
ربما يكون السؤال الذي دفع الكاتب لكتابة هذا السافر العظيم الوافي الشافي، هو هل هناك خصومة بين الإسلام والحداثة والعالم؟ لا أزيد في مراجعتي عن ما قاله الآخرون، غير أن هذا الكتاب يجب أن تقرء وتناقش أفكاره بشكل أوسع وعلى نطاق أكبر
قراءة ثانية لهذا الكتاب، وهي دراسة للمستشار عبد الجواد ياسين عن علاقة النص بالتاريخ، مقدمًا منهجه لتناول قضية السلطة في الإسلام، وبالتبعية قضية علاقة الإسلام بالعصر الحالي، وهي قراءة النص على ضوء التاريخ (وهو محور هذا الجزء الأول) ومن ثم قراءة التاريخ على ضوء النص (في الجزء الثاني - نقد النظرية السياسية).
يمكنني ببعض التحفظ وصف المرحلة الفكرية لعبد الجواد ياسين في هذا الكتاب بأنها "إسلامية" من ناحية المبدأ أو تتبع نهج مدرسة الإصلاح الديني، وهو توجه يتبدى بوضوح وصراحة في تعقيباته بعد مناقشاته الممتدة والمطولة. إلا أنه وعلى العكس مما اعتقد بعض الكتّاب والمدونين فالمستشار لم يكن "معتزليًا جديدًا" في هذه الفترة بل جاء نقده للعقل الفقهي بشتى مدارسه محاولة للخروج من سلطة التاريخ، السلطة التي يرى ويحاول في هذا الكتاب إبراز كيف أنها من استأثر بتكوين العقل المسلم الحالي استئثارًا يفوق أو يستبعد أحيانًا أثر سلطة "النص الخالص".
ورغم وجود ملامح مبكرة لفلسفة ياسين ومنهجه ونظريته السوسيولوجية في ثنايا الكتاب، فأحسب أن نظريته الاجتماعية التاريخية عن علاقة السلطة في الإسلام بالنص وعلاقة الاجتماع بتطور البنية الدينية تبلورت بشكلٍ أوضح في نهاية الجزء الثاني عن نقد النظرية السياسية.
سأقوم بتلخيص ومراجعة للكتاب فيما بعد، فقراءة هذا الكتاب على ضوء مشروع المستشار كما تبلور في الدين والتدين يبرز جوانبًا أخرى قد لا تتبدى للقارئ غير الملم بخلفية الكاتب وتطور فكره. واكتفي بمراجعتي السابقة منذ عام 8/9/2020 ---
في البداية يتساءل الكاتب: هل في الإسلام أحكام ملزمة تعيّن شكل الدولة أو تشير إلى هيكل النظام السياسي في الدولة؟ ثم ينطلق ليناقش ماذا يعني بـ"الإسلام"، ففي نظره أن هناك إسلام الوحي وهناك إسلام التاريخ. فالنص يلزم (ولم يكن هناك إسلام بدون نص) بينما التاريخ غير ملزم. ثم يناقش مفهوم الإلزام، ليخلص إلى أن عدم النص هو "نص على الإباحة" فالشريعة تقصد إلى توسيع دائرة المباح. ثم ينافش مفهوم "الشكل" وينتقد الخطابين الإسلامي السياسي والعلماني الذان يخلطان بين مضمون الحكم الإسلامي وبين شكله ونسقه التاريخي، فربط الإسلاميون الشكل بالمضمون ورفض العلمانيون المضمون بسبب الشكل.
ثم يخلص الكاتب لنتيجة: السلطة في الإسلام لم تتشكل من خلال النص، وإنما من خلال التاريخ. والدور الذي لعبه التاريخ السياسي في تشكيل العقل المسلم يرقى لعلاقة تداخل عضوي تفرض قراءة مزدوجة: قراءة النص على ضوء التاريخ (وهو هدف هذا الكتاب) وقراءة التاريخ على ضوء النص (وهو هدف الجزء الثاني - نقد النظرية السياسية).
ينتقل الكاتب ليناقش "جدلية النص مع التاريخ" وأثر التاريخ على عملية التدوين والتنظير، ويضرب مثالًا بنظرية الأشعري في الخلافة: هل كانت نتاجًا طبيعيًا للتعامل مع النص الخالص فأمكن القول بها في صورتها النهائية وقت وفاة النبي؟ إذا كانت الإجابة لا، فمعنى ذلك أن النص لم ينفرد يكتابتها وإنما شاركه التاريخ.
ثم ينطلق الكاتب في الفصول التالية يناقش سبب "الفجوة" بين العقل المسلم وبين العصر الحاضر، فالتاريخ مفتاح العقل والسلطة هي مفتاح التاريخ (يذكرني باقتباس من رواية 1984: من يملك الحاضر يملك الماضي ومن يملك الماضي يملك المستقبل). سبب هذه الفجوة أن العقل السلفي عقل "لا نصيّ" بطبعه، والعقل المسلم مبني على المنظومة الفقهية، وبما أن النص وحده يصلح للعصر (فالفقه نتاج احتكاك النص بالواقع) فالفجوة حتمية. ثم يناقش أصول المنظومة السلفية وتطورها بالأخص على يد الشافعي، ويشير إلى الدور الذي لعبه التاريخ في تشكيل نظرية الأصول ونظرية الخلافة (وهو مرتبط بشدة بتبلور نظرية الإمامة الشيعية والتنظير الخارجيّ).
الفصل الثالث يختص بنقد "نصوص" سنيّة\حديثية على ضوء التاريخ، ويطرح سؤالًا جوهريًا عند الحديث عن أحاديث الفتن -التي يعتبر رواياتها تخلط بين آخر الزمن وفتن الجيل الأول-.. يطرح الكاتب سؤاله: إذا كانت الفتن الهائلة بكل دمائها المسفوكة مُتوقّعة على هذا النحو التفصيليّ ومكشوفة للنبي، فهل يتصور أن يسكت النص السني عن علاج حاسم لقضية السلطة؟ سوى بنداء واحد للمحكومين المظلومين بأن يصبروا؟
لقد بذل الفقه السلفي جهدًا واضحًا في الدفاع عن فكرة النظام بالتلويح دائمًا بخطر الفتنة/ وكأن الفتنة لا تأتي إلا بالافتئات على حق الحكام.. لماذا يسكت الفقه عن تقنين فكرة الحرية؟ لقد انحصرت آراء الفقه السلفي في حصر المسألة بين طاعة المتغلب الظالم وإما القتال والدماء.. أما الاجتهاد في المسألة بحثًا عن بديل ثالث فلم يقدمه الفقه السلفي. (يجي واحد يقول لي لأن هو ده كان الموجود والواقع عندهم مكانش قادرين يفكروا في حاجة تانية.. أقول له وهو المطلوب إثباته).
أنا أكرر اعتذاري من هذا الكتاب، عند إعادة قراءته بشكل منظم ومرتب مع التدوين وربط الأفكار ببعضها تبدّت لي فكرة الكتاب وهدفه بشكل غير متوقع.. الأسلوب صعب وثقيل وعميق لكنه عند استيعابه يغرس طرحه عميقًا..
شكرًا عبد الجواد ياسين.. ولنر باقي الكتب في مشروعك
يعرف المؤلف الفقه بأنه مجموعة الأحكام الناتجة عن احتكاك النص بالواقع، والتي ظلت تتزايد باستمرار حتى صارت في نهاية المطاف نصاً أو شيئاً قريباً من النص، وصار مرجعية إلزامية ممتدة في الزمان، فصار الفهم المبني على النص نصاً... ولا سبيل لفهم النص على حقيقته إلا بفهم الواقع المصاحب لهذا الزمن واستيعابه وإلا فإن النص لا يعطي عطاءه الكامل في غياب جزء مهم منه...
كان الأشاعرة يحاولون تقنين الموقف السلفي لكنهم عجزوا دائماً عن الحصول على رضا تلك المدرسة بقدر ما عجزوا أن يعبروا عنها حرفياً، وأطروحاتهم قريبة من أطروحات المدرسة السلفية التي نفت القدرة الإنسانية والإرادة الإنسانية... ولا ننسى أن للسلطة السياسية دورها في صقل العقيدة حيث قتل الأمويون غيلان الدمشقي لأنه قال بحرية إرادة الإنسان والذي يعني هدم السلطة الأموية التي كانت تبرر وجودها عبر عقيدة الجبر والتي تبرر من خلالها كافة المظالم، بل ودفعوا المحدثين لاختراع حديث (القدرية مجوس هذه الأمة).... وعندما ظهرت أحاديث شيعية تطعن في معاوية وتقول بالمهدي، خرجت في مقابلها أحاديث سنية تمجد معاوية و��قول بمهدي آخر على مقياس السنة.
يرى المؤلف أن علياً بن أبي طالب مسؤول عن ظهور التشيع من خلال المستوى النظري الفكري وكذلك على المستوى السياسي من خلال نصوص تثبت أنه لم يكن يرى أن أحداً سينازعه أمر الخلافة، وتسلل الأمر لمن بعده حتى جاء جعفر الصادق وأسس إمامة الظل التي كانت نوعاً من المناورة السياسية أكثر منها طلاقاً للسياسة في صالح العلم والفقه كما ظن الشهرستاني، وهي إمامة احتاجت إلى تأويلات باطنية للقرآن في صالح آل البيت لتأسيسها... ولو نظرنا إلى شرط قرشية الخليفة الذي رفضه أبوحنيفة، فإنه تأسس على نظرة الشافعي الذي جعل السنة نصاً مكافئاً للقرآن الذي دعا أصلاً إلى المساواة بين أفراد البشر، ولذلك رفض أبوحنيفة أن يخصص عموم القرآن بأحاديث آحاد ظنية إلا أن يكون القرآن قد دخله التخصيص فتصبح دلالة عامه ظنية وحينها فقط يجوز تخصيص عام القرآن بحديث آحاد...
تؤطر السلفية نظرتها للسلطة بإطارين هما النص الذي اكتسب صفة القطعية من القرآن (النص الثابت) والسنة التي يراها الكاتب ظنية الثبوت ثم من التاريخ الذي جعلته العقلية السلفية بمنهجها الماضوي نطاقاً مثالياً ودليلاً على كثير من أفكارها المتعلقة بطاعة ولي الأمر ونظام الحكم ،، هذان النطاقان الذان حكما النظرية السلفية تجاه السلطة بل وفي كثير من الأحكام الفقهية والحياة عموماً هما الذان جعلاها نظرية ثابتة جامدة لا تستطيع مواكبة المتغيرات العصرية ، يشير الكاتب إلى تأثر النص بعوامل السلطة كما في عصر بني أمية وبني العباس وكثير من الروايات التي تدعم كل عصر بنوع من التزكية وأثر المحدثين في هذا وتركيز جماعة أهل الحديث خصوصاً على نقد السند واعتبار الحديث الثابت السند مصدراً للتشريع دون البحث عن المؤثرات التاريخية والسياسية المحيطة به كما يذكر الكاتب ، كذلك كانت النظرة للماضي بحيث أضحى للماضي سلطة على الحاضر فهو مصدر إلهام عند جموع المحدثين والسلفيين بدون إعمال العقل في إعادة قراءة هذا الماضي ونقده من خلال سياقاته التاريخية والسياسية والإجتماعية فكان الإجماع حجة عندهم لرد كل شبهة تطالهم أو نقد يوجه إليهم ، استعرض الكاتب مناهج ومصادر التفكير الفقهي لدى السلفيين وغيرهم كالمعتزلة والظاهرية والشيعة مثلاً من ناحية النص والعقل في موضوع السلطة والحرية واعتبر أن المعتزلة قد فاقوا غيرهم في مناهج التفكير والتعامل مع النص الديني والسلطة بمنظور عقلي واسع وحر بشكل متجاوز وكان من المؤسف اندثار فكرهم تحت هجوم السلفية وأهل الحديث ، استعرض الكاتب كذلك بعض المتناقضات في الاستدلال بالنصوص في مواضيع كقرشية الحكم والملاحم والفتن مثلاً وتضارب الكثير من الروايات والآثار مع غيرها ومع الواقع ،، كتاب مهم وجيد في موضوعه وأفكاره
هذا الكتاب هو دراسة شاملة تتناول أثر السلطة في التاريخ ، و تأثير هذا التاريخ على تكوين العقل المسلم ، ما هو الاسلام ، هل هو النص أم التاريخ ? التفرقة بين ما هو ملزم و مثبت ثبوت قطعي ، و ما هو رأي لكن أسبغ بسبغة المطلق ! دائرة الحرية الانسانية و الرأي و كيف تناولتها الفرق و المذاهب و كيف انتصر لها المعتزلة ! تداعيات تدوين الحديث الذي نهى عن تدوينه الرسول ص و التزام الخلفاء الراشدين بذلك الى حد أن يهدد عمر بن الخطاب أبو هريرة بالنفي الى بلاده ما لم يمتنع عن التحديث ! أسس تدوين الحديث عند البخاري و مسلم و قراءة أحاديث الاستخلاف و الفتن و الملاحم على ضوء التاريخ و تناول ما يسمى بالتنصيص السياسي على يد اهل السنة والشيعة. و الأهم موقف الفرق و المذاهب من السلطة.
عبد الحواد ياسين هو قاضي مصري، في بدايات عمله تم نقله بسبب شبهة اتصاله بالجماعات الاسلامية وتدينه الزائد.. في هذا الكتاب، يقدم القاضي والباحث المصري عبد الجواد ياسين، دراسة عميقة لتأثير السلطة في التاريخ وتأثير التاريخ علي العقل ، ثم يتناول يشيء من التفصيل والدقة والعقلانية تأثير السلطة علي عملية التنصيص (الأحاديث) التي تم البدء بها ابان فترة حكم الدولة الأموية و تأسيسها وتدوينها ابان الحكم العباسية بسبب الحاجة الملحة لشرعنة كل فعل تقوم به السلطة. ثم يكتب نقد لدائرة التحريم وتعريف لما هو مباح والفرق بين اسلام الوحي والنص الثابت المتمثل في القرآن والسنة المتواترة العملية عن النبي وبين اسلام التاريخ و الاحاديث التي وضعت بكثرة عن النبي في ظل تحكم السلطة في المنظومة الدينية كلها بما فيها من سنة وشيعة وفرق اخري...كما يتطرق الكاتب بشيء من الدقة و الهدوء والتحليل العميق للبحث في الفرق بين المذاهب الأربعة ..و التنصيص السياسي عند السنة و الشيعة وبدايات كل منهم، في اطار من السلاسة و البساطة ..في منطقة وعرة يصل الكلام فيها الي حد التكفير..ليظهر في النهاية مدي الجرم الذي ارتكبه هؤلاء في حق كل الأجيال المتعاقبة والتي اخذت -بعد ذلك- جدالاتهم وكذبهم عن النبي كدين ثابت قطعي لا شك فيه حتي وصلنا لما نحن عليه عامة لن انتظر طويلا حتي اقرأ الجزء الثاني من الكتاب
" إنه مرة أخرى، التفسير السياسي للفكر الإسلامي، الذي لم يقنع أهله باعتباره كذلك، أعني باعتباره محض (فكر) ومجرد (سياسة) بل راحوا يلبسونه أردية عقيدية، لم تكن في معظمها موصولة (بالنصوص). بل لقد حدث، على العكس، إن تم وصل النصوص بها عن طريق التأويل، وخلق النصوص لها عن طريق التصنيع. وهكذا تحولت (وقائع تاريخية) تالية على زمن النص، إلى جزء من صميم الدين، الذي يتدين به اليوم كثير من الناس " .
يحاول عبدالجواد ياسين في هذا البحث العميق والمحكم أن يفرق بين ما هو داخل دائرة الإلزام الشرعي وهما القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة والصحيحية قطعياً من جهة وبين الأجتهاد البشري في مرحلة تدوين الحديث وتثبيت قواعد الفقه الأسلامي من جهة أخري ، والإشكالية هنا التي يفتدها عبدالجواد ياسين بمقدرة موضوعية جداً أن للتاريخ والسياسة دوراً رئيسياً في ضاغطاً علي عقل الفقيه أثر في توجيه دفة الفكر الأسلامي لإتجاه متشدد ينتقص من مساحة الحرية في الأسلام ويزيد من مساحة الإلزام فيما هو غير ملزم من ناحية النص ، وعبر تحليل بنية المسارات التاريخية التي جري فيها تدوين النص في المذهبين السني والشيعي يحلل عبدالجواد ياسين ما الذي فعله التاريخ في الفقه الشيعي وأثر الظروف السياسية التي حدثت للشيعة والتي أثمرت عبر تراكمات كثيرة عن بلورة ما يسمي بالفقه الشيعي الامامي وكذا بالنسبة للسنة والصراع الذي حدث في القرون الثلاث الأولي بين الفرق كالمعتزلة والأشاعرة وأهل الحديث وغيرهم من جهة وبين السنة عموماً والفقة الشيعي علي وجه الخصوص . " ولقد نشأ مصطلح (أهل السنة والجماعة) كنتيجة مباشرة للانفجار السياسي المشار إليه، ليعبر - سياسيا في باديء الأمر - عن التيار الغالب من المجتمع المسلم الذي أعلن الاعتراف بالسلطة الجديدة، أو بالأحرى لم يعلن الاعتراض عليها، إنصياعا لمبدأ الخضوع للأمر الواقع، الذي فرضته السلطة الجديدة في أعقاب نهر من الدماء. والراجح لدينا أن المصطلح لم يكن قد تبلور بعد بصيغته تلك في هذه المرحلة المبكرة. وربما كان يشار إلى (الجماعة) أو (أهل الجماعة) كما يشار إلى عام الجماعة حين اجتمعت غالبية المسلمين على قبول معاوية. وذلك للدلالة على هذا الموقف السياسي البحت، في مقابل المواقف السياسية للخوارج ثم للشيعة قبل اصطباغها بأي صبغة كلامية أو عقلية، نعم لقد أعيد استخدام المصطلح بعد تبلوره النهائي ليعبر عن هذه الحالة السياسية، زلكن ذلك كان بعد أن اكتسب مضامينه الفكرية، في مواجهة الفرق الكلامية ولا سيما المعتزلة التي ولدت كلامية عقلية، سياسية في نفس الوقت. على خلاف الخوارج والشيعة الفرقتين اللتين ولدتا سياسيتين، ثم مارست كل واحدة منهما، لا سيما الشيعة، عملية تركيب نظرية للأصول بأثر رجعي. هنا يصح أن تنشأ لدى التيار الرئيس حاجة إلى إضافة (السنة) إلى المصطلح، بعد أن كان (الجماعة) ليصبح (أهل السنة والجماعة) " .
السؤال الذي يبدو محور للكتاب كله أو انه النموذج الذي يقدمه عبدالجواد ياسين في الكتاب لأثر السياسة في التاريخ وأثر التاريخ في العقل السلفي ويحاول تفكيكه هو هل هناك شكل ثابت لنظام الحكم في الأسلام ؟ هل الخلافة كما هي واردة في العقل السلفي منصوصاً عليها كنموذج اوحد لنظام الحكم في الأسلام من حيث الشروط وغيره ؟ وبحياد يحسب للكاتب يطرح كل المحاججات التي أحتكم عليها من قال بإلزامية الخلافة كنظام حكم في المذهبين السني والشيعي . الشيعة بدءاً من سيدنا علي كرم الله وجهه الذي قال منذ اللحظة الاولي لوفاة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بأحقيته في الخلافه لكن دون ذكره أنه أحق بالخلافه بنص ما أو حديث صحيح لكن ذكر قرابته من سيدنا النبي ، ما حدث بعد ذلك وبما بدءاً من الامام جعفر الصادق أن بلور الشيعة فقه كامل يؤكد أن الولاية لآل بيت النبي بالوصاية !! وهذا غير صحيح لكنه كما يقول الكاتب حدث بأثر ملابسات تاريخية ومحن مرت على آل بيت النبي ، يضرب عبدالجواد ياسين باحاديث القرشية التي تقول بإلزام أن يكون الحاكم من قريش مثلاً لكيفية ثبات العقل السلفي عند مناطق منخفضة لمساحات التفكير وعدم ترك مساحة للعقل أن يعمل تحت مظلة النص القرآني الأكثر رحابة وحرية من العقل الفقهي المتوجس دوماً من ترك مساحة يعمل فيها العقل الإسلامي ، بإختصار السلطة في الأسلام سكت القرآن والسنة الصحيحة عن تحديد شكل معين لها ولهذا أن السلطة في الإسلام تشكلت عبر التاريخ وليس عبر النص الذي ربما كان سكوته عنها لأن مجري التاريخ والحياة عموماً يحتاج الي مرونة في شكل الحكم ما دام جوهر الحكم وهو حكم الأسلام ذاته قائماً ، الذي حدث أنه جري ما سأطلق عليه عبدالجواد ياسين تنصيص سياسي .
“" لقد كان غياب (الحاسة النقدية) في نظرنا، واحدة من بين الخسارات الكبرى التي خسرها العقل الإسلامي بنفي الفكر الإعتزالي برمته، من غير تفرقة بين المنهج والموضوع. لأن حضور (الحاسة النقدية) في الحقيقة يمثل واحدة من أهم نقاط البدء اللازمة لإعادة عرض الإسلام على العالم. وهي العملية التي لا بد منها، وإلا تعرض الإسلام لخطر الدخول في مرحلة انقطاع تاريخي طويلة. وذلك أننا نزعم أن الإسلام المعروض على العالم ليس إسلاما نصيا، بقدر ما هو إسلام تاريخي من صنع المنطومة السلفية. ونرى في ذلك تفسيرا للفجوة الفاصلة بين الإسلام وبين العالم. وأن من اللازم - إحقاقا لحقيقة الدين، وكي تزول تلك الفجوة - أن يعاد عرض الإسلام، كما هو في النص الخالص، وليس كما هو في المنظومة التاريخية "
نختتم بأهم ما في الكتاب في رأيي وهو مناداة الكاتب بضرورة إعادة عرض الأسلام بقراءة جديدة مستندة كلياً علي الوحي الخالص وهما القرآن والسنة .
يناقش الكتاب السلطة في الإسلام والعقلية السلفية, التي هي حبيسة الماضي وكيف يعتبر السلفيين ان السنه (البخاري ومسلم) يمتلك حجية القرآن الذي هو نص خالص والسنه هي نص دون في عصر التدون اي العصر العباسي, ويناقش تأثر عصر التدوين هذا بالتاريخ = السلطه وتأثر السلطه بالنص ثم يوضح كيف ان بعض النصوص المذكوره في الصحيحين تعارض القرآن الذي هو بدوره قطعي الثبوت والحجيه ومع ذلك يتوجس السلف من رد متن الحديث فقط لأن سنده صحيح.
أيضا يناقش توجس السلفيه من التعقل والتفكير ورد كل مستجدات الحياه الى قبل 1400 حتى يتم استخلاصها من روايه او قياسها او الاجماع عليها.
الكتاب زي ما العنوان موضح بيتناول أثر السلطة في النص الإسلامي (النص القابل للتأثر والتغير aka السنة) بيبدأ في الأول في إرساء بعض القواعد إن الأصل في الإسلام الإباحة والجواز إلا إذا ثبت العكس (upo) وبما إن الحاجات اللي ورد فيها نص تعتبر ضئيلة فيتكون عندنا ما يسميه الكاتب الدائرة المسكوت عنها وهي دي في رأيه اللي بيخلي الإسلام صالح لأي زمان ومكان (والله كلام يحترم) قوم ايه بقى العقل السني السلفي شاف الدايرة دي نقص فالدين ولازم نرقعه من هنا وهناك (أحاديث ضعيفة ماشي أحاديث غير متواترة تمام تأويل غنوصي لأحاديث صحيحة أو قرآن ميضرش مفيش خالص يبقي القياس على ما شابهه وورد فيه حكم وده غير منطقي لأن أي شيئين مهما اختلفا فأكيد بينهم وجه تشابه فازاي السلف الصالح بيعرف ان العلة فالحكم كانت من ضمن متشابهات الشيئين مش من مواطن اختلافهم؟!) المهم بعد ما حط العقل السنى قد حجم القرآن عشر مرات كتب سنة وفقه لسد دايرة المسكوت عنه، يلتفت لمعضلة السلطة (هي كمان مسكوت عنها) ليوضح الكاتب إن النصوص كانت تستولد ويتعنت فى طلبها لصالح السلطة الحاكمة فى زمن كتابة النصوص دى سواء بالتأويل لصحيح السنة والقرآن أو بسرد أحاديث ضعيفة، وبالتالي يجب علينا لفهم أي نص قرائته فقهيا وتاريخيا ثم شوية مقارنات بين السنة والشيعة والمعتزلة فى مواجهة النص الساكت عن السلطة وكثيييييييييييييييير من الأحاديث المتعارضة مع بعضها البعض أو مع صحيح القرآن والسنة كتاب دسم جدا وبدأته 4 مرات بداية من 2020 وانهيته مرة واحدة في نهاية 2023 بصراحة مش فاهمة إزاي حد زي الكاتب لم يستتاب ويستباح دمه بالرغم من راديكالية أفكاره وجرأتها غير إن دسامة لغته كانت عائق ضد اكتشاف أفكاره وشهرتها وده لحسن حظنا عاوزة أعرف أكتر عن تعريف الكاتب للسنة الصحيحة المتواترة واشكاليتها (متخيلة لو بدأنا نعمل بهذا المنظور كل محد يسمع حديث مش عاجبه يرفع كارت الفيتو، اعترض الحديث اتقال في ظروف تاريخياسية غائمة ويجب استبعاده من السنة الصحيحة xD) على العموم 4 نجوم ونص علشان الكتاب اضاف لرؤيتي لون جديد من معالجة الواقع ونص درجة استبعاد منه علشا دسامة لغته اللي أنقذت حياة الكاتب أيوة دي
يغوص عبد الجواد ياسين في عمق ما أطلق عليه المنظومة الفقهفكرية التي شكلت ولازالت تشكل العقل المسلم،يخوض في حقل الألغام هذا على ثلاث مراحل :مرحلة التأصيل ،مرحلة التفكيك،وأخيرا مرحلة التفكير خارج صندوق هذه المنظومة المعقدة. سيعبر بك هذا الكتاب في 350 صفحة على محطات ممتعة من تشكل الفكر الإسلامي وتأثير السلطة على هذه المراحل،من الخوارج و"كلمة الحق التي أريد بها باطل" في صراعهم على السلطة، إلى المعتزلة وتلك الومضة والمرحلة الفكرية العظيمة في تاريخ العقل المسلم والتي حين حكمت تجبرت وطغت بشكل مؤسف وأنتهت بطريق محزنة إلى الأبد، وصولا للأشاعرة التي أسس لمنظومتها أبو حسن الأشعري عقيدة والشافعي في الأصول،الشافعي الذي قال عنه الرازي بأنه في الأصول كأرسطو في المنطق ، ستدرك كيف أن صراع السلطة كان له دور مباشر في تشكيل العقل المسلم كما هو اليوم،علاقة النص بالتاريخ متجذرة أبدا،ستأسى ويصيبك الحزن أحيانا وستمر ببريق أمل وومضات عابرة أحايين أخرى في هذه الرحلة الماتعة، هذه دراسة من الطراز الرفيع، وجبة دسمة وكتاب ثقيل فكريا وممتع جدا،جدا.
في يوم ما انتبهت إلى أن المنظومة الفقية قد تكون سببا في الإلحاد واللادينية.. ظننت أنها هرطقة مني حتى أكد لي الفيلسوف المستشار عبد الجواد ياسين في هذا الكتاب الذي صدمني
الكتاب بلا شك يحمل العديد من الافكار المهمة ، الجديدة بعض الاحيان، الجديرة بان يطلع عليها الجميع ، خاصة ما دونه الكاتب في الصفحات الاولى و في الباب الاخير من الكتاب.. لكن كنت اتمنى لو استخدم الكاتب اسلوبا لغوياً اقل نخبوية و تعقيدا و لو انه قلل من التكرارات و الاسهابات الزائدة عن حدها احيانا.. كان يمكن اختصار صفحات الكتاب الى النصف دون ان يمس ذلك الفكرة بشيء.
أول كتاب أقرأه للكاتب عبدالجواد ياسين لكنه ليس الأخير بالقطع! للمرة الأولى منذ رحيل نصر أبوزيد يطرق كاتب آخر باب التاريخ والنص ومعضلة النص الأصلى والنص الشارح بتعبير نصر أو مصطلح السنة بتعبير عبدالجواد. فالكاتب يؤسس لنظرية قديمة جديدة في مبدأ كتابه يتحسسها عند أبوحنيفة بدرجة وعند ابن حزم بدرجات أخرى وهى نظرية البراءة الأصلية بأن "الأصل في الأشياء الإباحة" وأن المنع لابد له من نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة. وذلك لإن إرادة الله قضت أن يجتهد العقل المسلم في شئون دنياه كما ورد على لسان نبيه وكما حض جل جلاله على التفكر التدبر في عدة مواضع من القرآن.
يلج الكاتب إلى تلك الدائرة المفخخة عبر طرح قضيتي القياس والإجماع ودورهما في تضييق دائرة المباح ومحو البراءة الأصلية لصالح دائرة "مرجعية الماضى" بحيث أضحى الماضى بعيدًا عن النص الأصلى هو المرجعية لأهل الحديث والتى يعوزها بدورها أدوات أخرى كانت غائبة عن العقل السلفي ولكن عند الشافعي صاحب الأدوات الذكية قنن أدوات ضيقت أو قل إن شئت محت دائرة المباح لصالح الماضى وفعل الماضى.
ثم يبين كيف انتقل الإسلام من مرحلة النص الخالص النقى إلى مرحلة طلب الحديث وكثرة الإلحاح عليه رغم نهى النبى عن الكتابة عنه في حياته، ولكن العوز والحاجة السياسة دعت الناس إلى الإلتجاء إلى السنة حيث أن القرآن لم يكن ليسعفهم في تلك اللحظة من الصراع المتأجج، أعنى بذلك الصراع الأموى- الشيعي حول مفهوم الخلافة وهى القضية التى يطرح من خلالها الكاتب قضيته الأصلية.
حيث يقول في موضع من كتابه: "نستطيع دائما أن نجد التاريخ السياسى كامنا خلف تاريخ العقيدة والفقه والأصول."
ثم يمضى في طريقه موضحا كيفية التنصيص السياسى لقضية الخلافة جرت عبر عقود من التاريخ الإسلامي، والتنصيص في مفهومه هو الحذف أو التقديم أو التأخير أو طرد السياق أو حتى الإختلاق فيقول في موضع آخر: " إن طغيان الدور الذي لعبه التاريخ السياسي في تكوين العقل المسلم، لا يتمثل فحسب في مزاحمته للنص الشرعي الخالص، بل يتمثل أيضًا في تصنيعه لجزء من بنية هذا النص"
وبعدما ينتهى من تدليله على صناعة "السنة" في عصور الصراع وكيف تحولت إلى ركام من الأدلة يحتج كل فريق على غايته بها، يطرح أمثلة عدة في أحاديثة الاستخلاف والقرشية والفتن والملاحم ويربط بينها وبين التاريخ، ويبين أن كثير من تلك الأحاديث إنما يجافى العقل ويخاصم ماجاء به النص الأصلى (القرآن)
خلاصة القول أن الكاتب إنما أراد تعزيز مكانة الإسلام النقى الخالص في صورته القرآنية بعيدا عن الفقه الذي خاصم البراءة الأصلية للإسلام وجافى الأمر القرآنى بالتدبر والتفكر والاجتهاد. وأختم بما كتب عبد الجواد ياسين في صفحاته الأخيرة موضحا ما دعا إليه في كتابه: "إن على العقل الإسلامي الراهن أن يختار بين خيارين لا ثالث لهما، بين المخاطرة بحقيقة الإسلام وسمعته في العالم، وبين التضحية بتلك القداسة الزائفة التي أضفاها السلف على أخبار الآحاد، حين رادفوا بينها وبين مصطلح السنة، لا سيما عند ورودها في البخارى أو مسلم. عليه أن يختار بين الإسلام في ذاته، أي الإسلام كما يعرضه الوحى الخالص، أي النص الثابت ثبوتًا قطعيًا لا شك فيه، وهو ما لا يتوافر إلا من خلال القرآن والسنة المتواترة العملية. وبين الإسلام في التاريخ، أي الإسلام كما كتب في عصر التدوين على يد فريق واحد من فرق السلف هو فريق أهل الحديث."
كتاب قوي في طرحه يحاول فيه الأستاذ عبدالجواد ياسين قراءة السلطة في النص على ضوء التاريخ، النص اللي تحكمت في صياغته المنظومة الفقهية اللي إعتمت على النص إعتماداً كلياً فكان لازم يكون في نص ضخم من حيث الكم يقدروا يربطوا بيه كل أحكام الحياة اليومية من أبسط تفصيلة لأكبر الأحكام، في ظل سكوت القرآن عن كتير من الأشياء، سكوت يُفهم منه بديهياً الإباحة، لكن دا ما أرضاش منظومة الفقه اللي صنعت نص موازي ضخم وخلته بمنزلة مثل منزلة القرآن بل وخلته حكم على القرآن وناسخ لأحكامه أحياناً.
رغ�� نهي النبي عن تدوين السنة إلا أنه مع الوقت تم التوسع في تدوينها. تدوين تم بواسطة منظومة الحديث مستخدمة أدوات اللغة والعنعنة وحطت على جنب أدوات العقل.. كل دا تم في كنف سلطة سياسية مستبدة رآت في النص اللي بيتم جمعه تحت عينها فرصة ذهبية للتحكم فيه لتمرير ما يخدم مصالحها ويضمن أستمرارها.
المشكلة الأساسية كانت ولا تزال في فهم العلاقة بين النص والزمن، وإزاي نص مفروض إنه لكل زمان ومكان يقدر يثبت صحته مع مرور الزمن وإختلاف الناس وطبائعم؟ وهنا فشلت منظومة الفقه إلى حد كبير لإعتمادها بشكل أساسي على أدوات لغوية لا تكفي لإدراك مقاصد النص، ولأنها قهرت العقل بجانب قهر السلطة للحرية ما أدى لغياب الحاسة النقدية.
المحور الأساسي للكتاب هو نظرية الحكم في الإسلام وكيف أن الإسلام لم يضع نظام محدد للحكم لكن المسلمون وضعوا.
نتيجة لأحداث التاريخ إحتاج الشيعة لتأسيس نظريتها في الحكم، وعملت كدا بتأويل القرآن بما لا يحتمل.. هل العقلية السلفية تسكت؟ لا طبعاً، لكن تؤسس نظريتها على تخصيص أخبار الآحاد باعتبارها سنة لعموم القرآن.
فتضخمت السنة عشان بدل ما تبقى هي المتواتر من أقوال النبي وأفعاله اليومية، لتصبح أقوال تجد منها العجيب والغريب سواء في العموم من أحاديث تشابه الإسرائيليات لكن لأن عليها ختم أبوهريرة فبتعدي، أو في إن الإمام من قريش، وإن لازم تصبر على ظلم الحاكم، فيصبح التنصيص تنصيصاً سياسياً ودور البخاري مثلاً في توجيه الأحاديث بواسطة التبويب اللي عمله لها عشان يتم فهم الأحاديث في سياق التبويب دا.
كتاب مهم ويفتح مدارك كتير وإن شاء الله أقرا الجزء التاني قريب..
قراءة في العقل الفقهي المسلم " السلفية_الشيعة_ابن حزم" ثم بحث في التأويل السياسي للنص القرآني، والتنصيص السياسي في السنة النبوية في العصر الأموي والعباسي
ويظل عبد الجواد ياسين مجيباً عن كل الاسئلة التي ترد في الذهن عن سبب اختلاف القران والسنة مع الفقة فقد طالعت له كتاب الدين والتدين وهذا ثاني كتاب له يتحدث الكتاب عن انه ليس هناك نص قراني او حديث نبوي قد وضع نقاط لاختيار حاكم او طبيعة معينة للسلطة في الاسلام وكل ما جاء بالقران هو عام اي انة يختلف من زمن لاخر اما ما جاء بالسنة وكان هذا اكثر ما يتناولة الكتاب تتعلق بالصراعات السياسية حيث ان السنة كانت تكتب اغلبها وفقاً للصراعات السياسية في ذلك الوقت التي تعددت بين سنة وشيعة اموية وعباسية وغيرها من الصراعات وان هذة السنة لابد ان يتم تنقيحها فما كان متفق مع القران والعقل يؤخذ بة وما كان مختلف يرد لانة لا يتعدي كونة عمل بشري يؤخذ منة ويرد علية وثمن الكاتب الحس النقدي الذي قام بة المعتزلة وقام بة بعض الفقهاء كابوحنيفة وابن حزم لكتب السنة
مقتطفات من كتاب السلطة في الاسلام - عبد الجواد ياسين
اسلام الفقة الذي اقدمة المنظومة السلفية مبني علي التاريخ حيث تنقبض دائرة المباح وتتسع دائرة الالزام ويتسع التوجس من العقل والحرية دون ان يزيد ذلك من حرارة الايمان شيئا ------------------------ الاحكام في الاسلام لا تخرج عن دائرتين دائرة المباح اولاً ودائرة الالزام ثانيا وبقدر ما تضيق الثانية تتسع الاولي وبقدر ما تتسع تتضيق ------------------------ نهي النبي عن كتابة السنة علي خلاف القرآن ولم تكتب في لحظة التلقي الاولي بل تأخر الي وقت لاحق كانت الاحداث فيها تجري والدول تتعاقب والانظمة الحاكمة تتبدل والفرق السياسية تتناحر وكل دولة وكل فرقة وكل نظام وكل مذهب يستخدم الحديث ويطلبة مما لابد ان يترتب علية زيادة في العرض والسؤال هنا هل كنا سنقرأ الكتب نفسها التي نقرأها اليوم في الحديث والتفسير والفقة لو لم يعرف تاريخ المسلمين فتنة عثمان ولم تنشأ الشيعة ولا الخوارج ولا الدولة الاموية وصراعها مع العباسية ؟؟ ------------------------- غياب الحس النقدي من اكبر خسارات العقل الاسلامي وحضورة من اهم النقاط لإعادة عرض الاسلام علي العالم وهي العملية التي لابد منها والا تعرض الاسلام لخطر الدخول ف انقطاع تاريخي طويل إن الاسلام المعروض علي العالم ليس اسلاماً نصياً بقدر ما هو اسلام تاريخي من صنع المنظومة السلفية وللابتعاد من هذا الخطر نحن بحاجة الي الي دعامتين ١- تنحية كل المصادر اللانصية التي اعتمدتها المنظومة السلفية وهذا يعني اعادة قراءة وكتابة اصول الفقة ٢- اعادة قراءة وكتابة علم الحديث لحذف كل الاضافات التي حملت علي النص السني ------------------------ كانت الحاسة النقدية واقعة بين المنظومة الفقهفكرية السلفية الذي يقمع العقل وقهر السلطة السياسية الاستبدادية الذي يقمع الحرية ... والعقل والحرية هما جماع الحاسة النقدية ------------------------ اذا كان النص يقوم علي العقل في الثبوت ويحتاج الية في الدلالة فإن العقل ينضبط بالنص في الحدود ويحتاج الية في الهداية ------------------------ ماهي السنة ؟؟؟ ربما بدا السؤال غريبا بعض الشئ اليس السلفية قد اجابت علية فعرفها المحدثون بأنها ما اثر عن النبي من قول او فعل او تقرير او صفة وعرفها الاصوليون بأنها مانقل عن النبي من قول او فعل او تقرير ... ففيم يعاد السؤال اذاً !!! ؟؟؟ إن المشكلة التي نعنيها في شأن السنة لا تتعلق بالمنطوق الظاهر لهذا التعريف اعني انها لا تنصب علي كون المنقول عن النبي سنة او ليس بسنة وانما تنصب اولا علي كون هذا المنقول ثابتاً او ليس بثابت وتنصب ثانياً علي كيفية استخدام المنقول الثابت الذي هو جزئي تفصيلي الي جوار القرآن الذي هو كلي عام القضية اذن هي في ثبوت المنقول من ناحية واستخدام الثابت من ناحية اخري ------------------------ سوف يواجهنا السؤال السلفي الجاهز هل كنت تريد للسنة ان تترك للضياع ؟؟ وجوابنا هو كلا لا نريدها تضيع ولكن من قال ان ما تم جمعة وتدوينة بهذة الكيفية هو السنة إن مصطلح السنة التي ينبغي الا تترك للضياع لا يمكن ان ينصرف الي نتاج هذة العملية التدوينية لماذا ؟؟ لانها عملية بشرية احتمالية ظنية بمعني انة كان من الممكن نظريا الاتتم او ان تتم علي نحو مختلف وفي نطاق اضيق ومما يؤكد ذلك ان هذة العملية التدوينية لم تكتمل فصولها قبل القرن الهجري الثالث ولم تبدا قبل القرن الثاني منا يعني ان المسلمين عاشوا قرنا من الزمان بدون هذة الروايات ودون ان ينقص ذلك من اسلامهم شئ لقد كان موقف النبي واضحاً لا لبس فية وهو عدم اتخاذ حديثة كلة دينا عاما كالقران " لا تكتبوا عني شيئاً سوي القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحة " فقد كان الحديث في معظمة بحكم الواقع تطبيقا تفصيليا للقرآن مرتبطا بالضرورة بملابساتة الظرفية ومعبراً من ثم عن دلالات اكثر خصوصية من العموميات المطلقة للكتاب التي تستطيع وحدها ان تظل حاكمة علي الزمان بما تهيأ لها من العمومية والاطلاق ومن هنا كانت خشية النبي من وضع روياتة التفصيلية الي جوار القرآن -------------------- ابا هريرة الذي صاحب النبي مدة لا تزيد علي سنتين في ارجح الاقوال يروي او يروي عنة كما نقل ابن حزم ٥٣٧٤ حديثاً روي البخاري منها ٤٤٦ حديثا في حين نجد ان عبد الله بن عمرو الذي روي البخاري فية " مامن اصحاب النبي احد اكثر حديثاً مني الا ما كان من عبدالله بن عمرو " نجد ان احاديث عبدالله بن عمرو لاتزيد كما في مسند احمد عن ٧٢٢ حديثاً وعند الجوزي ٧٠٠ حديثاً وروي البخاري منها سبعة احاديث ومسلم عشرين حديثاً -------------------- لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان بالبخاري ومسلم احاديث لا يمكن التسليم بصحة صدورها عن النبي إلا مع التضحية بسمعة هذا الدين لان متناها مناقض للقران او مخالف لحقائق التاريخ او معارض لثوابت العقل --------------------
هذا الكتاب يكشف معنى أن تكون متعالما مغرورا ومضحكا في نفس الوقت لقد شرق الكتاب وغرب لكنه ثابت في نقطة واحد وهو تشويه صورة الصحابة والتابعين من خلال كلام تافه عن السنة من حيث تاريخ تدوينها ومتونها وكأن علماء الاسلام عبر قرون متطاولة سذج أغبياء فهم على حد وصفه لم يفهموا مقاصد الاحكام والتزموا بالنصوص الحرفية لكنه في الوقت نفسه يمتدح ابن حزم الظاهري!!!! يقول المؤلف : إن كل ما سكت عنه الشرع فهو مباح حتى لو اقتضى القياس وحدة العلة في الحكم ويمتدح ابن حزم في تجاهله للقياس- مع أننا سنرى يمجد من العقل وروح النص فيما بعد في تناقض من تناقضات هذا الجاهل- مثلا لم يأتي النص الشرعي بتحريم الحشيش ولا الهروين لكنه حرم الخمر فهل نطرد على رأيه فنحلل الحشيش لأنه لم يأتي نص بذلك والغريب أكثر أنه يستدل في هذا الاصل الذي يرتضيه بحديث رواه أبو هريرة الذي يقدح فيه المؤلف في دينه وأمانته على طريقة المستشرقين الذي ينهل منهم. إنه وبكل صراجة يقول أن العلة من الصعب أن تتحقق في مستدات الزمان مالعمل إذا؟ الاحكام قديمة ولا علة فيها والاحداث متجددة النتيجة تجاهل الشريعة والاكتفاء ببعض الشعائر الروحية
ثم يدندن المؤلف على قضية تدوين السنة وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كتابة حديثه لكنه ولأنه شخص أمين لا يذكر النصوص التي استدلت بها الامة جيمعها من الصحابة وحتى هذا اليوم على وجوب اتباع السنة والتديث بها والاكثار من ذلك لأنه من الهدي الواجب اتباعه، إلا المؤلف ومن على شاكلته ليتبين لنا حجم الموضوعية عنده وأنا هنا سألتزم بمعايير المؤلف وأحتج عليه بحديث متواتر عن الصحابة وفيه : أن النبي قال:" من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" فدل ذلك على جواز التحديث عنه بدون كذب، فل كان مجرد التحديث عنه منهيا عنه لأبان ذلك لهم وقال لا تحدثوا عني أبدا، لكنه قيده بعدم الكذب فمفهوم المخالفة تقضي حدثوا عني بدون كذب، ولا فرق بين كتابة ذلك أو حفظه إذا المأل واحد، وهو تبليغ سنته. وبكل جرأة يتهم الصحابة بالكذب وأنهم اختلقوا الاحاديث لخدمة السلطة وياليت شعري ما هذه الاحاديث التي خدمت السلطة!! ويقول أن التحديث كان على أسس مذهبية وهذا جهل كبير جدا فالبخاري مثلا روى عن شيعة وعن خوراج وعن قدرية وغيرهم إن المؤلف ضعيف جدا في استدلالته وفي مناقشة أدلة خصومه وفي محاججته العقلية التي يتغنى بها يقوده هواه لتجاهل الاحكام من خلال الطعن في السنة وأقول الحمد لله الذي هذا هو مستوى من يناصبون السنة العداء فهم أجهل الناس في العقليات وفي السمعيات وأنصح إخواني بالاطلاع على كتاب الانوار الكاشفة للمعلمي حتى يروى التحرير العلمي والموضوعي كيف يكون فقبل أن تبني رأيك فند أراء غيرك
- وإذا كان التاريخ هو "مفتاح" العقل، فإن "السلطة" هي مفتاح التاريخ.
- لعبت السلطة -بشكل مباشر في بعض الأحيان- دوراً جبروتياً طاغياً في تشكيل العقل، لا أقول العقل ��لسياسي الإسلامي فحسب، بل العقل الجمعي الإسلامي العام.
- صار العقل المسلم أسيراً للفعلين كليهما; لفعل السلطة في التاريخ أي لـ "تاريخ السلطة"، ولفعل التاريخ في العقل أي لـ "سلطة التاريخ". فأما "تاريخ السلطة" فقد أورث هذا العقل خضوعاً شبه كلي "للحكومة" بالمعنى المطلق. وأما "سلطة للتاريخ" فقد أورثته خضوعاً شبه كلي "للماضي" بالمعنى المطلق كذلك.
- لقد ساهمت الفتن السياسية (التي ظلت ملازمة لتاريخ المسلمين منذ مقتل عثمان) في صناعة جزء لا يستهان به من بنية النصوص المنسوبة إلى السنة. ومن هنا فإن طغيان الدور الذي لعبه التاريخ السياسي في تكوين العقل المسلم، لا يتمثل فحسب في مزاحمته "للنص" الشرعي الخالص، بل يتمثل أيضاً في تصنيعه لجزء من بنية هذا النص.
- انّ حماية الله لدينه أمر يتحقق عبر البشر، أي من خلال السنن والقوانين التي خلقها الله في العالم وعلى رأسها قانون الأسباب. يقول تعالى: { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين }.
- لقد كان من نتائج التكوين العقلي الأول، الذي تم توارثه، في مناخ عقلي وسياسي ظلت السلطة (= القهر) على الدوام تلعب الدور الأكبر في صياغته وتشكيله، أنْ فقد العقل المسلم معظم "حاسته النقدية" بينما تضخمت في نفس الوقت "حساسيته النقدية" أعني حساسيته حيال النقد.
' السلطة في التاريخ: العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ ' لـ عبد الجواد ياسين
الكتاب دراسة ممتازة لحالة العقل الفقهي السلفي الجامدة الجانحة لفتاوى الماضي مع إطلاق أحكامها، دون محاولات لاستقراء الواقع. السؤال المطروح الذي يحاول الكتاب الإجابة عليه هو: "هل يوجد في الإسلام أحكام ملزمة فيما يتعلق بشكل السلطة؟ " في ضوء الإجابة على ذلك التساؤل، تبرز العديد من القضايا المتعلقة بشكل السلطة و مسمياتها، و التي بدورها تؤكد عدم وجود شكل إلزامي للسلطة في الإسلام، و إنما ترك الباب مفتوحاً للاجتهاد و التفاعل مع حركة التاريخ. فالنصوص الخالصة من "القرآن و السنة النبوية" جاءت خاليةً من نص قاطع لشكل السلطة في الإسلام، و عليه فقد وضعت الطوائف الإسلامية أسساً و قواعد تنظيرية مختلفة للشكل الواجب أن تكون عليه السلطة و الأساس الذي يجب أن تقوم عليه، إما بالشورى أو بالوصاية أو غيره. تلك الأسس اختلفت بدورها لاختلاف الظروف التاريخية، و اختلاف المنهج المتبع بواسطة كل منها في قراءة النصوص الدينية، و في عملية التنصيص و التدوين. الأهم هنا هو محاولة قراءة النصوص الواردة في كتب السنة و شروحها في ضوء التاريخ و الأحداث المزامنة لحقبة صدور النص الأولى و التكلم به، و الأحداث و الظروف التاريخية المزامنة لحقبة التدوين اللاحقة و التي بدأت في منتصف القرن الثاني الهجري، مع التحقق و إمعان النظر في متونها دون الاكتفاء فقط بالتحقق من سندها.
الكتاب بيتكلم عن استغلال الفرق السلطوية على مر الزمن للدين وإقحامه في السياسة بإضافة مرويات غير صحيحة عن الرسول و الصحابة وبتأويل وتفسير القرآن لخدمة مصالحهم ومواقفهم
اي ان العقل المسلم وقع تحت تأثيرين فعل السلطه في التاريخ و فعل التاريخ في العقل مماأدى إلى خضوع كلي للحكومه** خضوع شبه كلي للماضي** والعقل الإسلامي أصبح مبني على مرويات و تأويلات مغلوطه الذي أدى بالتالي لــ وجود فجوة بين عقله الراهن و بين العصر
كميّة المعلومات في هذا الكتاب ذكرتني لوهلة بمشروع الجابري ,الكتاب يحتاج تركيز ليس لصعوبة كلماته بل الصعوبة تكمن في هضم الأفكار . لقد تناول المسائل بموضوعية بعيده عن التحيُّز لصالح مذهب من المذاهب فموضوع السلطة هو في حقيقة المطاف في الإسلام يقع بين أبي بكر وعلي ابن ابي طالب; لم يتنصر لأحد على حساب أحد . إستيعاب مفاهيمه عن السنة والإلزام وقانون النص مفتاح للتحديث في ظني . سأعود مرة أخرى لكتابة مفصّلة عن هذا الكتاب الماتع بإمتياز .
السلطة في الإسلام لعبدالمجيد ياسين عمل مهم يعلي من شأن العقل ويجادل النص في حركته عبر الزمان ودلالة المسكوت عنه فيه. يفكك مفهوم النقل وتطبيقاته السلفية ويناقش أثره على العقل العربي، ويقدم منهجا علميا يبدو متماسكا.