هذا الكتاب قال في عينيك همس _ وعلى فيك سؤال قلت: أحلى أمنياتي _ فيك .. ما ليس يقال تحت هذا العنوان - قالوا - وقلت .. ومنذ سنين مضت تبعثرت هذه الأصداف .. حيث نشر معظم هذه الأقوال أو الأحاديث .. في صحف الحجاز بالمملكة وخاصة في جريدة المدينة الغراء التي كانت تصدر في المدينة المنورة .. آنذاك
واليوم .. وبمناسبة خاصة كذلك -ينشر ما تيسر جمعه منها وما استجد مما لم ينشر من قبل- في كتاب .. أو في "ديوان" كما اصطلح على تسمية المجموعات الشعرية في سفر صغير أو كبير .. بحجمه!! خفيف أو ثقيل .. في مؤداه!!
أحمد صالح قنديل، من مواليد جدة. أديب وشاعر حداثي وكاتب صحافي من أعلام نهضة الحجاز الأدبية، من الحجاز. تخرّج من مدارس الفلاح، كان حليفاً لتيار حمزة شحاتة الشعري في الحجاز. اشتهر كذلك بكتاباته الساخرة وبشعره الشعبي المنظّم باللهجة الحجازية الدارجة، وبكتابته للحلمنتيشيات والقناديل.
رأس تحرير صحيفة صوت الحجاز (البلاد). عيّن في عدة وظائف حكومية، حتى وصل إلى مرتبة مدير عام مديرية الحج.
"أحقاً طواك الرمس واغتالك الردى وأصبحت ذكرى للفؤاد المعذب؟
وقد عشت ما قد عشت عني غريبة كغربة طبعي الواجف المتنكب
كفى بأني والد أنت بنته وأنك مني في الحياة بمرقب
وما علم الأدنون أنك في الحشا علالة قلب خافق متوثب
ولا علم القلب الذي أنت نوره بأنك فيه كنت أضوأ كوكب"
هكذا بدأ في رثاء ابنته بعد أن اغتالها الموت، هكذا دمعت أولى دمعاته الخمس في ديوان الأصداف بعد أن قالوا كلاماً فقال شعراً
"قالوا .. وقلت .. حديثاً مكرراً .... مستعادا
أجلى الحياة فألهى بما جلاه ... العبادا
ولا تزال ...... مراراً ولا يزال ...... مراداً"
وبعد أن سطّر الحروف حباً وهياماً
"حين قالت .. من ترى ... أحببت قبلي؟ واسترابت .. ثم همت بالشقاق ..
قلت: همساً من سبت روحي وعقلي فاستشفت - واستراحت للنفاق
إنها أنت التي همي ... وشغلي لا سواها ! -فاستجابت- للعناق!! .."
وبعد أن سطّر الشعر علماً وحكمةً
"وقال صديق كنت أرجو دوامه صديقاً_؛ دع الأحكام والشعر جانباً
وكن بحياة الناس كالناس جهدهم ثراءُ .. ثراءُ لا يحد مطالباً
فقلت وما جدواي إن أنا نلته أسيراً له_ أسعى له العمر كاسباً
نصيبي منه الإرث للغير وارثاً وحظي منه الذكر للذكر خائباً"
وعاد بعد ذلك ليدمع دمعاته الخمس على ابنته وعلى أخيه وعلى صديقه وعلى صديق أخيه وعلى أبيه، هيض فؤادي واسال مدامعي فلم استطع مواصلة القراءة ولن استطيع الكتابة عن دمعاته الخمس. ولك يا محب الأدب ويا من يهوى الشعر، لك أن تقرأ وتستقرئ حروف ابن قنديل لتعيش معه لحظاته على تلك السطور.