الكتاب يتحدث عن المجتمع المدني الذي يتألف من كل ما هو مخالف للمجتمع الرسمي حيث إنه يتمثل في حقل النشاطات غير المدرجة في أنظمة، وكذلك يتناول دور المجتمع المدني في أي دولة باعتبار المجتمع الرسمي هو الدرع الواقي للدولة أما المجتمع المدني فهو صمام الأمان للأمة من حيث القوة والإستقرار وعلى الدولة خدمة هذا المجتمع حرصًا منها على عدم الإنهيار كما حدث لإمبراطورية القياصرة (1905 - 1917).
اختار الكاتب ان يقسم الكتاب الى مقدمة و ثلاثة اقسام كبرى و يحتوي كل قسم على عدة فصول. نجد في المقدمة تطرق الكاتب الى مفهوم المجتمع المدني (المواطن,المجتمع,الدولة) ليمر بعد ذلك للمجتمع المدني في عالمنا العربي ليضع لنا عدة ملاحظات تتعلق بالتعامل مع مفهوم المجتمع المدني على مستويين الفكرى و التطبيقي في العالم العربي. في الاستهلال يوضح الكاتب انه وضع الكتاب لتحقيق ثلاثة اهداف: -تعلم عقد المقارنات و المقابلات بين وجهات نظرهم و وجهات نظر الاخرين و هنا يستخدم عدة استراتيجيات للوصول الى هدفه. -مناقشة فكرة المجتمع المدني -القاء الضوء على اهم اعمال الكتاب في حقل النظرية السياسية.
القسم الاول المقاربات الكلاسيكية و المسيحية و المكيافللية. يمتد القسم الاول الى عدة فصول و مجموعها خمس فصول و كل فصل به عناوين فرعية. الفصل الاول يتم فيه تعريف باهمية المجتمع المدني . الفصل الثاني يتم فيه مناقشة رؤى افلاطون للمجتمع المدني الفصل الثالت نجد فيه رد ارسطو على افلاطون وطرح رؤى ارسطو للمجتمع المدني الفصل الرابع خصص للمفاهيم المسيحية للفضيلة المدنية و نجد هنا استعراض لعدد من منظورات المسيحية المختلفة للفضيلة المدنية بدء من القديس اوغسطين الى القديس توما الاكويني و يضم ايضا مناقشة للمسيحية الاصلاحية متناولا مارتن لوثر و جون كالفن الفصل الخامس ويعتبر تمهيد للقسم الثاني و يتم تناول فيه شخصية نيقولا مكيافللي و انتقال من الرؤى الكلاسيكية و المسيحية الى المفهوم الحديث للمجتمع المدنيو الفضيلة المدنية.
القسم الثاني المقاربات الحديثة و المعاصرة في تناول المجتمع المدني تم تناول هذا القسم على عدة فصول لتمتد من فصل السادس الى الثالث عشر . الفصل السادس يطرح رؤى توماس هوبز ونظرته للمجتمع المدني الحديث و الجهود التي بذلها لايجاد قواعد من شائنها تأمين الحقوق و الحريات كانت اللبنة الاولى للرؤية الليبرالية للمجتمع المدني. الفصل السابع يناقش الفصل رؤية لوك للمجتمع المدني عن طريق الاشارة الى القيود الاساسية للقانون الطبيعي التي تساعد على حكم هذا المجتمع و تشكيله. ان هم الرئيسي للوك هو دحض هوبز الفصل الثامن يتحدث الفصل عن نقد جان جاك روسو للرؤى الليبرالية للمجتمع المدني لدى هوبز و لوك الفصل التاسع يناقش الفصل رؤية كانط و نظريته السياسية و النظام الدولي و علاقته بسلامة المجتمع المدني الفصل العاشر خصص الكاتب هذا الفصل لهيجل و رؤيته و خاصة نقده لكانط . الفصل الحادي عشر يفسر الكاتب في هذا الفصل كيف جاءت رؤية مل للمجتمع المدن وموقف من مبدأ المنفعة لدى جيرمي بنتام الفصل الثاني عشر يتحدث الفصل عن جون رولز ومفهومه للعدالة فهو يعتبر واحدا من اكثر المنظرين السياسين تأثيرا في القرن العشرين الفصل الثالث عشر يطرح هذا الفصل افكار كل من ادمون بيرك ,الكسى دي توكفيل و مايكل اواكشوط و الذين يعتبرون الكتاب المحافظون في مجال المجتمع المدني و الذين يأكدون على اهيمة المحافظة على التقاليد التي تساهم في الحفاظ على المجمع المدني عن طريق تأمين الحرية التي يضمنها المجتمع .
القسم الثالث نقد المجتمع المدني يحتوي هذا القسم على 4 فصول الفصل الرابع عشر يناقش هذا الفصل الاطر العامة للنقد الماركسي للمجتمع المدني مرورا برؤى كارل ماركس للمجتمع المدني بالاضافة الى رؤى هربرت ماركيوز ويعتبر احد الماركسيين المهمين في الحديث الفصل الخامس عشر اختار الكاتب ان يناقش في هذا الفصل نقد نيتشه للمجتمع المدني و الطراز الذي امل في خلقه وجعله اساسا لفلسفته و سياساته الجديدة مرورا بنقد ميشيل فوكو . الفصل السادس عشر يناقش هذا الفصل النقد النسائي و الحركة النسائية الفصل السابع عشر يعتبر هذا الفصل ملخصا لموضعات الكتاب الرئيسية بالاضافة الى التوقعات المرتبطة بالمجتمع المدني في المستقبل
هناك إذا الكثير أمام كل منا لمواجهته شخصياً، وذلك إذا كنا نريد خلق القاعدة التي يمكن أن تحفظ المجتمع المدنى. ويبدو بناءً على هذه الحقيقة أننا لدينا الاختيار للقيام بذلك. فيمكننا أن نجعل من معايير المجتمع المدنى القاعدة وليس الاستثناء، أو يمكننا أن ننكر كلية أهمية مشروع المجتمع المدني ككل. الحالة الأولى نحن نظهر إرادة قوية للدفاع عن المجتمع المدنى، وفى الحالة الثانية لا نفعل شيء من هذا. في وبناءً على هذه القضايا المرهونة، والمتنازع عليها فإن القيم العظيمة التي تذود عنها فكرة المجتمع وبناءً على ما قد يوجد حال تخلينا عن فكرة المجتمع المدنى - من نظام سياسي واجتماعي ينتفى فيه التع الكامل عن طموحات تطوير الكثير من أوجه العقل يصبح من الواضح أي الخيارات يجب أن تكون، ومن ثم لماذا يبدو من المنطقى الاستمرار فى الجهود الساعية لجعل فكرة المجتمع المدنى قاعدة أكثر اكتمالاً للحياة المعاصرة الآن، وفي المستقبل.