أمريكا والإرهاب - قراءة في أحداث أيلول (سبتمبر) 2001م مجموعة مقالات تتعلق بالأحداث والمفاجآت المتتابعة، التي تمخضت عن أحداث الحادي عشر من أيلول، تعبر عن تساؤلات مهمة، وتبحث في جذور ما خلف هذه الأحداث، وتشير إلى موقف الإسلام، وتدعو إلى وقفة تأمل.
- عن الكتاب - هذه الصفحات تمثل مجموعة مقالات، تتعلق بالأحداث والمفاجآت المتتابعة التي تمخضت عن أعمال العنف يوم الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) بتفجيرات برجي مركز التجارة العاليم في نيويورك والبنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) في واشنطن كتبها المؤلف في التواريخ المبينة مع كل مقالة، وأدرجها مع ترجمتها للإنجليزية في موقع دار الفكر على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت).. تعبر عن تساؤلات مهمة، وتبحث في جذور ما خلف هذه الأحداث، وتشير إلى موقف الإسلام وتبينه في ظروف اختلطت فيها الحقائق بسوء الفهم. إنها تحتاج إلى وقفة تأمل من مفكري العالم الذين تناولوا الأحداث بالتعليقات المختلفة، لعلها تنفع في التبصر.
إلى أين تسير هذه الأحداث؟! ما النهاية التي ستنتهي إليها؟! هل تجد من يكبح جماحها؟! وكيف سيكون ذلك؟!
- المستخلص - مجموعة مقالات تتعلق بالأحداث والمفاجآت المتتابعة، التي تمخضت عن أحداث الحادي عشر من أيلول، تعبر عن تساؤلات مهمة، وتبحث في جذور ما خلف هذه الأحداث، وتشير إلى موقف الإسلام، وتدعو إلى وقفة تأمل.
محمد عدنان سالم ناشر وكاتب معروف من أوائل الناشرين السوريين. شغل منصب رئيس اتحاد الناشرين في الجمهورية العربية السورية منذ تأسيسه لغاية عام 2011م.ىونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب 1995-2007.
حياته: - من مواليد دمشق 1351هـ - 1932م. - تعلم أولاً في مدارس الجمعية الغراء التي أسسها الشيخ علي الدقر صاحب النهضة المعروفة منذ الربع الأول من القرن العشرين. - تابع تعليمه في الثانويات وحصل على الثانوية العامة. - تخرج بكلية الحقوق من جامعة دمشق عام 1954. - أسس أولاً ثانوية دار الفكر الخاصة مع الأستاذ محمد الزعبي ولم تستمر طويلاً. - عمل بالمحاماة مدة يسيرة وكذلك بالتعليم. - توفر أخيراً على رسالته من خلال إنشاء دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 1377هـ الموافق لعام 1957م مع شريكيه محمد الزعبي وأحمد الزعبي وكان مديرها العام وما يزال يتابع عمله فيها. - أسهم بتأسيس الدار السودانية للنشر في الخرطوم مع الأستاذ عبد الرحيم مكاوي عام ودار الحكمة اليمانية في صنعاءودار الكوثر في الرياض ودار الفكر في الجزائر - رئيس اللجنة التحضيرية للناشرين السوريين عام 1994-2005 - نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب 1995-2007. - رئيس اللجنة العربية لحماية الملكية الفكرية 1995-2007. - رئيس اتحاد الناشرين في الجمهورية العربية السورية لغاية عام 2011 - آمن بحرية الفكر والتفكير وكره فرض الوصاية على القارئ.. - أعجب بفكر مالك بن نبي وجودت سعيد وعبد الوهاب المسيري ومن كان صاحب رأي في الحضارة ونهوض المسلمين.
مؤلفاته: ● القراءة أولاً 1993 ● هموم ناشر عربي 1994 ● أضواء على كتاب الجهاد في الإسلام 1995 ● الكتاب العربي وتحديات الثقافة 1996. ● المذكرة الشخصية الدائمة 1997. ● مراتع المؤمنين في رياض الصالحين 1999. ● الكتاب في الألفية الثالثة: لا ورق ولا حدود 2000 ● أمريكة والإرهاب 2000 ● على خط التماس مع الغرب 2005 ● لمكة كلمة لو تقولها 2006 ● وللحج مقاصد .. لو نجتهد لتلبيتها 2007
مؤلفات بالمشاركة: ● المعجم المفهرس لمعاني القرآن العظيم 1-2 1996 ● تسريع القراءة وتنمية الاستيعاب 1996. ● معجم تفسير كلمات القرآن 1996 ● الاستنساخ: جدل العلم والدين والأخلاق 1997. ● التفسير الوجيز ومعجم معاني القرآن العزيز 1997. ● معجم كلمات القرآن العظيم 1997. ● الموسوعة القرآنية الميسرة 2002. ● مشكلات في طريق النهوض 2003.
سبعون صفحة خُطّت بمدادٍ من الذلّ والهوان وتلفيق المعاني وتسييل الولاء والبراء. كُتِب هذا الذُلّ في الأشهر الثلاثة التي تلَت هجمات نيويورك وواشنطن، وترجمت للانجليزية -إذ أنها وجّهت كذلك لـ"أخي الإنسان الأميركي"!!- ونشرت على الشبكة حينها، مستجديَةً تارةً وخانعةً تارات.
فمنذ الصفحات الأولى يقرر أنّ الدم الإنسانيَّ حرام، مع أنّ الأصل في دم الكافر وماله الحِل إلا بذمةٍ أو عهدٍ وأمان. ثمّ خاطبهم بقوله تعالى: {أَوَ لَمَّا أصابتكم مُصيبةٌ قد أصبتُم مثلَيْها قُلتم أنّى هذا قُل هو من عند أنفسكم}، ونزَّل آيةً تُنبّه المؤمنين لمّا قالوا بعد أُحُدٍ: "أنّى هذا؟" أي: من أيّ وجهٍ هُزمنا ونحن مؤمنون وهم مشركون.. نزَّل هذه الآية فيهم. لا عجبَ ممن جعلَ دم الحربيّ حراماً!
ثمّ يحمِل على "خطاب الشارع الإسلامي" الذي "طرحَ ثنائية الإيمان والكفر"! وأيُّ وصفٍ للناس إلا هذا! {هو الذي خَلَقكُم فمنكُم كافرٌ ومنكُم مؤمنٌ}. نسيتُ أن أخبرك -حتى تكتمل الحفلة- أنّ صاحبَ هذا الخَنَى يُسمّى: مفكّراً إسلامياً.
وجعلَ من «كلمة السواء» مجرّد النزول للحوار، محوّراً معناها عن أصلها الذي هو كلمة التوحيد، ودونَها لا عصمةَ لدماءهم وأموالهم. وأراد أن يُبيّن «إنسانيّة» القرآن فقال: "وتردد لفظ الناس في القرآن ٢٤١ مرة ليدُلَّ على عموم الخطاب" ونسي -أو تناسى غالباً- مفكّرنا العظيم أنّ الناس وردَت في غير موضعٍ يُراد بها المؤمنون حصراً كقوله تعالى: {إنَّ الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناس أجمعين}، ووردت يرادُ بها البعض، كقوله سبحانه: {الذين قالَ لهم الناسُ إنّ الناسَ قد جمعوا لكم}، وتارةً أريدَ بها الكفّار من الناس، وأخرى أريدَ بها أهل مِصرَ خاصة.
ثمّ بلغَ التحريف مُنتهاه لمّا قال: "ومن الطبيعي كذلك -بحسب تعاليم القرآن العظيم- ألا يكون الكفرُ والإيمان مدعاةً للتخاصم والتقاتُل بين المُسلمين والكافرين" كذبَ المحرّف، وصدقَ الله تبارك وتعالى: {ولا يزالون يقاتلونَكم حتّى يردُّوكم عن دينكم}، و{قاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ}، {…ليُظهرَه على الدين كله ولو كرهَ المشركون}.
عذراً، قد أحسنتُ الظنّ به، يبدو أنْ لا مُنتهى للتحريف عندَه، قال صاحبُ القلم الوردي أنّ الإسلام نهَى "عن مجرّد التناجي" بالعدوان، فأين نذهب بقوله الصادق الصدوق صلى الله عليه وسلَّم: ((مَن ماتَ ولم يغزُ ولم يحدّث به نفسَه ماتَ على شُعبةٍ من نفاق))؟
وعطَّل جهادَ الطلب، ثمّ التفَّ على جهاد الدَّفع وجعله موافقاً لشِرعَة القوانين الدوليّة، فلا قتال إلا للدفع، أمّا أن يكون الكفر مدعاةً للقتال فليسَ هذا مسوّغاً، ولازم ذلك تجهيلُ الصحابة الذين خرجوا من المدينة وقُتلَ أحدهم على أسوار القسطنطينية وآخرون في الشام والعراق.
ثمّ أرادَ أن يقنعَ «الرجلَ الأبيض» بسلميّتنا، كأنّ الرجل الأبيض لم يقنَع بعدُ بها، مع أنّا غَفِلنا عن أسلحتنا ومالَ علينا مع أتباعه من قومنا مَيْلَةً واحدةً، لكن مفكّرنا سَهُلَ الهوانُ عليه.. والتَّحريف كذلك، فقال أنّ السِّلم في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِّلم كافّة} هو السلام، مع أنّ المعنى الغالب على أقوال المفسّرين من السلف هو: الإسلام والطاعة، ومَن قرأها بفتح السين وجه تأويلها إلى المسالمة بمعنى "ادخلوا في الصلح والمساومة وترك الحرب وإعطاء الجزية" كما نقلَ الطبريّ رحمه الله، فمَن يتركُ الجزيَة إلا مَن دخلَ الإسلام! والطبريُّ رحمه الله قال -وانظر الكلام المتضمّخ بالعزّة وقبلَ ذلك بالتسليم للنصّ دون تحريف-: "وصرفنا معناه إلى الإسلام، لأنَّ الآية مخاطب بها المؤمنون، فلن يعدوَ الخطاب إذ كان خطاباً للمؤمنين من أحد أمرين: إما أن يكون خطاباً للمؤمنين بمحمد المصدقين به وبما جاء به، فإن يكن ذلك كذلك، فلا معنى أن يقال لهم وهم أهل الإيمان: ادخلوا في صلح المؤمنين ومسالمتهم، لأنّ المسالمةَ والمصالحةَ إنما يؤمر بها مَن كان حرباً بترك الحرب، فأما المُوالي فلا يجوز أن يُقال له: صالِح فلاناً، ولا حرب بينهما ولا عداوة. أو يكون خطاباً لأهل الإيمان بمَن قبل محمد صلى الله عليه وسلم من الأنبياء المصدِّقين بهم، وبما جاؤوا به من عند الله المنكرين محمداً ونبوته، فقيل لهم: {ادْخلوا في السِّلْمِ}، يعني به الإسلام، لا الصُّلح. لأن الله عز وجل إنما أمر عباده بالإيمان به وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، وإلى الذي دعاهم دون المسالمة والمصالحة. بل نهى نبيه صلى الله عليه وسلم في بعض الأحوال عن دعاء أهل الكفر إلى الصلح فقال: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ} وإنما أباحَ له صلى الله عليه وسلم في بعض الأحوال إذا دعَوه إلى الصلح ابتداءَ المصالحة، فقال له جل ثناؤه: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} فأما دعاؤهم إلى الصُّلح ابتداءً، فغير موجود في القرآن، فيجوزُ توجيه قوله: {ادُخلوا في السِّلْم} إلى ذلك."
ومن صور التَّحريف كذلك عندما قال: "فلسنا نرى مانعاً من بزوغ حضاراتٍ أخرى تمضي قُدُماً في الارتقاء بالإنسان لأنّ الله تكفّّل بإبقاء راية الحضارة مرفوعةً {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيرَكُم}" فجعلَ الآيةَ التي تُحذّر من الردّة والنكوص على الأعقاب والرجوع إلى الكفر بعد الإيمان هو في التداول الحضاري بين الأمم مُسلمها وكافرها! ما أَهوَنَكَ وأخسَّكَ! ثمّ زاد غَيَّاً فجعلَ قول الله تبارك وتعالى: {يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كَدحاً فمُلاقيه} من حتميّة وجود الحضارات البديلة المتعاقبة. فانظر كيف صرفَ هذه الآيةَ التي قال بها الأئمة أنَّ فيها الدعوةُ لعمل الطاعة كما قال الطبريُّ رحمه الله: "فليكن عملك مما يُنجيك من سُخْطه، ويوجب لك رضاه، ولا يكن مما يُسخطه عليك فتهلك"، صرفها هذا الخَنوع إلى تعاقب الحضارات الكافرة وريادتها على المسلمة. فهذا يُعيد قراءة الإسلام ونصوصه حسب النموذج الثقافي المُهيمِن، فَبَذَلَ النصوص المُقدّسةَ في سبيل ترقيق قلب الرجل الأبيض علينا، ألا لحَى الله الذلَّ والخضوعَ! أحسنَ الله خلاص أبا عُمَرَ السَّكران الذي قال: "واللهِ إني بالكاد أبتلعُ مَن يحاول أن يُطوِّع النصوص إلى مذهبٍ فقهيٍّ مَتبوعٍ لأحد الأئمة، تُريدُني أن أبتلعَ مَن يُطوِّعُ النصوص لأجل ثقافة الكافر المُهَيمِن. هذه والله غايةُ الذل، ولا ذُلَّ وراء هذا الذلِّ، هذا غاية الاستبداد وغاية العبوديّة وغاية الانصياع والانكسار والانهزام" (سلطة طرح الأسئلة).
ثمّ منعَ الكُرْهَ والعداوةَ والبغضاءَ للكافر، وأنّ هذا لم نؤمَر به، بل أُمِرنا بالبِرّ، وجعل البِرَّ أعلى درجات المودّة والمحبة، وهذا من الكذب الصُراح، والذلة الجامحة التي شحن بها كتابه. لمّا قال عُمَر لأسماء بنت عُمَيس: سَبَقْنَاكُمْ بالهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أحَقُّ برَسولِ اللَّهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنكُمْ. فَغَضِبَتْ وقالَتْ: كَلَّا واللَّهِ، كُنْتُمْ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، ويَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وكُنَّا في دَارِ البُعَدَاءِ البُغَضَاءِ بالحَبَشَةِ. (البخاري ٤٢٣٠) ارجِعِ البصرَ في ذلك النصّ الفخيم كَرَّتَيْن، وتأمّل ما قالته. وتذكَّر أنّ أهل الحبشة -المشركين- دافعوا عن المسلمين وآووهم، فهم مشكورون ولكن يَبْقَوْنَ: البُعَدَاءِ البُغَضَاءِ. فَلَنِعْمَ الولاء والبراء! تذكَّر أنّ هذا الذليلَ يخاطبُ حربيين، لا أهل ذمةٍ أو عهد أو مَن لهم يدٌ في نصرة المسلمين بل العكس!
وإن تعجَب فعجَبٌ أنه كتب مقالةً كاملةً ينصحُ فيها أميركا كيف تحافظ على حضارتها، وأن لا تُخطئ كما أخطأنا فتتكلَّسُ حضارتها وتجْمَدُ حركتها. ثمَّ قالَ لهُم بكل ما أوتيَ من امتهانٍ عن شباب المسلمين الذين تعلَّموا في الغرب ولم تستطع بلادهم استيعابهم -على حدّ تعبيره- "فعادوا إليكم ... يخدمونَ الحضارة التي علَّمَتهم" ما هذا! واللهِ إني لأرى الشابّ المُسلم العاملَ في مطعمٍ يُقدّم طعاماً لكافرٍ، فأكادُ أتميَّزُ من الغَيظ، ويلهَجُ اللسان بالدعاء له ولنا أن يُخلّصنا الله من هذا الهَوَان وأن ينزلَ لعناته على الطَّواغيت وأسيادهم ويعذّبهم بأيدينا وبعذابٍ من عنده. وهذا بكل يُسرٍ يقولُ لهم شباب يخدمون حضارتهم، حضارتهم التي أنتجَت أحطَّ جاهليةٍ وعادَت الإسلام والمسلمين وقتّلتهم!
بل صدِّق أو لا تُصدِّق أنه قالَ لهم مُستكيناً صاغِراً: "كلمة حقٍّ [يُريد منهم إدانةَ يَهود، ما أحمقه!] لو تقولونها تَكسبونَ بها قلوب مليار من المسلمين وتَستعيدون بها مصداقيّتكُم أمام عالَمٍ مَلَّ من الفساد والإفساد فتكونون جَديرين بقيادته" ما أخزاكَ! خيرةُ شباب الأُمّة يُقتَّلونَ ويُسجَنون حتى لا تحكُمنا أميركا، وأنت تريدهُم بكلمةٍ ليست في ميزان الإسلام شيئاً أن تجعلهم جديرين بالقيادة! ذكّرني بأخيه في الذلّ عبد الكريم بكّار الذي تباكى منذ مدةٍ عن خلوِّ العالَم من قيادة أميركا! أيُّ صفاقةٍ وخسَّةٍَ! عُدِمَ الولاء والبراء! ماتَ القلب والله!
ثمّ العجَب أنه يتباكَى -لأميركا طبعاً- عن جرائم يهود في فلسطين، ولَعَمري ما الفرقُ بينهما؟ ما أكذبَ هؤلاء المفكّرين ومن وراءهم عمائم السلاطين الذين يحدّثونا ليل نهارٍ عن دعم أميركا ليهود، ثمّ هم أنفسهم يُدبّجون الفتاوى والمسوّغات لأميركا في قتل وسحق مَن يعاديها بالقلب واللسان واليد! تقبَّل الله العييري -الشامخُ في زمن الهوان- يوم قال محدّثاً مَن وقفَ في صفّ الصليب من أشباه الرجال: "أَمْرِيكَا دولةٌ حربيةٌ كما قَدَّمنا، اليهودُ مُحارِبونَ إجماعاً، فلماذا يُفَرَّق بينهما؟ إمّا أن تقولوا ببراءة اليهود وهذا ضلالٌ، أو تقولوا بجُرم أمريكا وهذا لستُم من أَهْلِهِ."
تأمّل ذلَّ هذا وفتاوى اللحيدان والقرضاوي وأمثالهم من فقهاء المارينز وتهافتَ حججهم، ثمّ لا يفوتنَّك مَن دبَّج بقلمه ودمه حقيقةَ الحرب والمصلحة والمفسدةَ في كتابه العظيم حقيقة الحرب الصليبية الجديدة