ليس هذا الكتاب تاريخا لمدينة القطيف فحسب, وانما هو تاريخ للقطيف بمفهومها التاريخي القديم الذي يشمل منطقة الخليج العربي كلها بما فيها المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية, تلك المنطقة التي اشتهرت منذ القدم بمصائد اللؤلؤ الطبيعي وتصدير التوابل والعطور الى انحاء العالم وكانت بحكم موقعها الاستراتيجي همزة وصل بين الشرق والغرب. وقد لعبت هذ المنطقة دورا خطيرا في التاريخ فانبثقت منها حضارة الفينيقين والجرهائيين وكانت في التاريخ الاسلامي معقلا للثورات التي اقضت مضاجع الخلافة الاموية والعباسية. وهي اليوم مطمح انظار العالم لأنها (خزان البترول العالمي) الذي يحوي أضخم احتياطي بترولي على سطح الكرة الارضية كما قرر الخبراء فهي على حق ان يتخذ لها هذا الاسم ساحل الذهب الاسود.
كتاب تاريخي ممتاز عن أحوال المنطقة وأحوال سكانها الأوائل من الكنعانيين وصولاً إلينا. كُتِب من حوالي ستين سنة. تسلسله رائع، أسلوبه جيد. تقسيمه جاء بستة فصول: ١- القطيف. (نظرة عامة عنها). ٢- مدنها القديمة والحديثة. (تمنيت لو أنه فصّل أكثر عند الحديث عن المدن القديمة). ٣- سكانها وحضاراتها. (الأفضل بالنسبة لي). ٤- تاريخها السياسي. (فصل السرد الطويل والممتع). ٥- أحوالها الاقتصادية. (ليس لدي ما أقوله هنا). ٦- ثقافتها وآدابها. (تحدث فيه عن أدباء وشعراء المنطقة).
ولو أني وجدت بعض الأخطاء فيما يخص بعض المعلومات، كقوله عند الحديث عن انقسام الإسماعيلية أن الحشاشين ظهروا في شمال افريقيا ثم أسسوا الدولة الفاطمية، والصحيح أنهم انفصلوا عن الفاطميين ثم ظهروا أولاً في بلاد فارس وتوسعوا نحو الشام. ولكن جهد عظيم مبذول في البحث والسرد والتصنيف... فاستعان المؤلف بمصادر كثيرة وبأقوال القدماء من العرب واليونان وغيرهم. كذلك لي عليه بعض المآخذ، كما أنه لم يسلم من الأخطاء الإملائية.
كما قلت مسبقًا هو كتاب ممتاز ويحوي مادة تاريخية كبيرة، ولكن كان بالإمكان أن يكون أفضل.
كتاب يعتبر دراسة تاريخية إنسانية للمنطقة الشرقية وبالتحديد للمدينة الاولى القطيف كتب المسلم عن تكوينها الجيلوجي و أسماؤها ومدنها القديمة والحديثة وسكانها وعن تاريخها السياسي ودخول أهلها الإسلام ذكر أيضاً عن شعارها أيام الجاهلية و الحديثيين منهم،كتاب مفيد لمن أراد أن يتعرف على تاريخ المنطقة الشرقية و عراقتها أحببت التسلسل الموجود