تعلمت أن أحمل حزني داخل قلبي أصرخ فيه: "يا أيها الحزن الكبير، لا يوجد سوى ركن به مقعد شاغر، هل تقبله؟ هل تقبلني؟" وهكذا يصغر وينكمش ويحتضنه قلبي أحزاني كلها بداخلي أحملها معي أينما سرت.
مر اكثر من شهر على كتابتي لتلك المراجعه، انتظرت طويلا وتقلبت كثيره بين الكلمات انظر تاره واختلس الكلمات تاره حائره كيف اكتب وكيف اصيغ الكلمات ، للكاتبه القدره على شيء لم اجده بيسر مع الآخرين ف هي يسييره الفهم واللفظ والوصول تشعر وكانها تفتش بداخل مكنونك قبل ان تكتب تبحث في جيوب الماره عن الكلمات لتفضح لنا مانخفيه، لها تلك القدره الخارقه على فعل ما لا نستطيع تكشف اوراقها وتبعثرها وتنظر لنا بخفيه على امل الا نلحظ إختفاءها بعد كل سطر، كلماتها كانت ناضجه رائعه كمن حاول اقتطاف ثمرات في موسمها ونثر بذورها في قلب وطنها "انزف من جروح الآخرين يغرقون فتمتلئ رئتايي ماء بدل عنهم يخافون ف يقفز قلبي من صدري" كدت على وشك ان اعيد كتابه كل الكتاب اقتباسا وراءها ارى نفسي اسرق كلماتها وافكارها واحلامها ومخاوفها واعبيء به جيوبي غير واجله من تهمه السرقه، ابلع كلماتها ف تحاول الهروب عبر جلدي ف تحنو على وتقول "قصتنا غير مكتمله، حبنا لم يكن كافي…" تناجيني وتنهر افكاري وتعاتب افكاري "اركض من الاشباح التي الاحقهم، اتعفن من قمامتهم التي اجمعها بداخلي" اخجل كلما قرات كلمه بعد كلمه احاول ان ادفن الكلمات واخبرها ان لا شيء بستحق النشر ف لا رغبة لي في فضيحه احوالي اعلم انها ليست لي وحدي ولكني اثرتها لي وحدي، اعلم ان لا يرى الجميع دموعي في حبرها ولكني عاتبتها في ألمي، اعلم انها لا تعلم انني دفنت جميع كلماتها في قبر اعددته في حديقتي حتى لا يصله صوتي ولكني فعلت وزرعت الورد من اجلها رحمه احب كلماتها واحب آلمها واحب كيف انها بعثرت كل شيء ولم تتلقي بال لترتب شيء فعلت وكانها تريد ان تلقي بكل الكلمات في احضاننا وتهرب وحدها في زاويتها المعتاده تراقب …
بصفتي ناقدًا أدبيًّا يتأمل النص لا ليحكم، بل ليحتفي، أقدر أقول إن “لا أحد يصفّق للجروح وهي تلتئم” هو أكثر من ديوان، هو وثيقة وجدانية فريدة ترمم فينا ما انكسر، وتبوح بما عجزنا عن كتابته.
لغة آية فرج ليست فقط شاعرية، بل تنضح بالصدق الذي يشبه المرآة؛ مرآة لا تجمّل الوجع، بل تقبله، وتمنحه حقه في البقاء حتى يحين أوان التعافي. ما كتبته لا يُقرأ فحسب، بل يُحس، يُرتجف معه، يُبكى عليه، ثم يُحتضن كـونسٍ صامت يقول لك بكل حنان: “لست وحدك”.
في هذه الصفحات، لم تكن الكاتبة تكتب عن الحزن بوصفه عطبًا، بل كجزء أصيل من الإنسان. تشبه كلمتها لمسة يد على كتف مرتجف، أو دفء غطاء في بردٍ داخلي. النصوص تشبهنا جميعًا، كأنها تُمسك بيدك وتقول:
“أنا مثلك تمامًا… أستيقظ لأحاول، وأحاول لأستيقظ.”
وهذا، في ذاته، انتصار.
يُدهشك هذا المزج البديع بين البوح الشخصي جدًا والهمّ الإنساني العام، ما يجعل القارئ يشعر أن مشاعره ليست غريبة، وأن جروحه ليست عارًا، وأن التعافي ليس نقطة وصول، بل رحلة مقدسة.
ولأن العالم يصفق عند القفز العالي، لكنه يصمت عند الزحف، جاءت هذه الكتابة لتكون تصفيقًا نادرًا… للجروح وهي تلتئم.
كتاب آية فرج ونسٌ لكل من اعتقد أنه وحده، في الطريق، في الحزن، أو في الضعف. ولذلك، فهو لا يُقرأ مرة واحدة، بل يعود إليه القارئ كلما احتاج لأن يتأكد: (أن قلبه، رغم الأشواك، ما زال قلبًا)