Jump to ratings and reviews
Rate this book

جنة العبيط

Rate this book
نبذة موقع النيل والفرات:

يقول الدكتور زكي نجيب محمود في مقدمة كتابه بأن معظم النار من مستصغر الشرر، ذلك ما قرأه في الكتب وما تعلمه من تجربة الحياة، وهو ما أجرى قلمه بهذه الكلمات... الذي ينبه الأدباء فيتجهوا وجهة جديدة في كتابة المقالة الأدبية والمقالة عنده ملاذ الأديب، الذي ليس له من دونها ملاذ، ولا بأس بهذا لو كانت المقالة الأدبية في مصر أدباً تعترف به قواعد الأدب الصحيح، ولكن الأديب المصري يكتب المقالة التي لو قيست بمعيار النقد الأدبي لطارت هباءً. ولأغلقت دولة الأدب من دونها الأبواب، والدكتور زكي جعل معيار نقده هذا ما يكاد يجمع عليه النقاد من أدباء الإنجليز.

200 pages, Paperback

First published January 1, 1947

26 people are currently reading
771 people want to read

About the author

زكي نجيب محمود

154 books1,435 followers
ولد زكي نجيب محمود عام 1905، في بلدة ميت الخولي عبد الله، بمحافظة دمياط. تخرج من كلية المعلمين العليا بمصر، عام 1930. في عام 1933 بدأ في كتابة سلسلة من المقالات عن الفلاسفة المحدثين في مجلة الرسالة. وفي عام 1936 سافر إلى إنجلترا في بعثة صيفية لمدة ستة شهور. وفي عام 1944 سافر إلى إنجلترا للدراسات العليا. وبعد عام واحد حصل على البكالوريوس الشرفية في الفلسفة من الدرجة الأولى من جامعة لندن (وكانت تحتسب في جامعة لندن آنذاك بمثابة الماجستير لكونها من الدرجة الأولى). عام 1947 حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن (كلية الملك) في موضوع (الجبر الذاتي)، بإشراف الأستاذ هـ.ف. هاليت. (وقد ترجم البحث إلى اللغة العربية الدكتور إمام عبد الفتاح بنفس العنوان عام 1973).

عاد إلى مصر عام 1947 والتحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك). سافر عام 1953 إلى الولايات المتحدة أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعتين بها حيث قضى فصلاً دراسياً في كل منهما. وبعد عام اختير مستشاراً ثقافياً لمصر بالولايات المتحدة لمدة عام. في عام 1956 تزوج من الدكتورة منيرة حلمي، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. سافر إلى الكويت أستاذا بقسم الفلسفة بجامعتها لمدة خمس سنوات (حتى 1973). عام 1973 بدأ كتابة سلسلة المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام.

نال جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن)،عام 1939. نال جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة من مصر على كتابه الصادر بعنوان "نحو فلسفة علمية" عام 1960. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب من مصر عام 1975، وفي عام 1984 نال جائزة الجامعة العربية "للثقافة العربية" من تونس.1985 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
79 (30%)
4 stars
89 (34%)
3 stars
57 (22%)
2 stars
26 (10%)
1 star
6 (2%)
Displaying 1 - 30 of 56 reviews
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,694 reviews4,643 followers
August 2, 2025

أن تقرأ هذا الكتاب في عمر الزهور يختلف كثيرا عن أن تقرأه و أنت في بداية الذبول.

مجموعة مقالات رائعة للفيلسوف الراحل الذى كان يؤذن في مالطه الشهيرة ببلد الألف مئذنة و المائة مصلي.
أما العبيط فهو أنا. وأما جنتي فهي أحلام نسجتها علي مر الأعوام

“أنت أنت العبد لا تتلفت. والأغلال والأصفاد في طوية فؤادك ودخلية نفسك. ولو كانت في يديك أو قدميك. لكان الخطب أيسر. لأن تحطيمها عندئذ يهون. أنت أنت العبد لا تتلفت. فلست تستطيب لنفسك عيشاً بغير سيد إن لم تجده في الأرض التمسته في السماء.”
Author 14 books100 followers
October 23, 2022
جنة الخبيث.. زكي نجيب محمود !

بسم الله الرحمن الرحيم.

أنهيت بحمد الله هذا الكتاب الخبيث الذي بين طياته كُفريات وكلام موهم كثير، يُشبه بعضه الحق وما هو بحق، وإنما ضلال هو مبين.

غرني من الكتاب - أول الأمر - فصاحته ولغته التي تذكرك بنثر أدباء القرن الماضي من أمثال طه حسين والزيات والمنفلوطي وغيرهم، فواصلت القراءة متلذذا وظننت أني اكتشفت منبعا جديدا أروي منه عطشي للأدب العربي (الثقيل) الذي انقرض أو كاد ينقرض وتذهب ريحه في زماننا.. لكني ما كدتُ أتقدم شيئا قليلا حتى شممت رائحة كريهة، فعرفتُ من فوري أنها رائحة الكفر والإلحاد !

ثم توالى على الصفحات اللمز والهمز في الدين وهدم المسلّمات التي يُسلّم بها المسلمون، مستغلا فصاحته وكلماته السلسة لدسّ السمّ في العسل، والطعن في دين الإسلام العظيم، فتراه ينقل بعض آي القرآن الكريم في سياق السخرية مرة، ومرات كثيرة تراه يمجد الغرب وحرياتهم الحيوانية لدرجة العبادة.
فمضيت على مضض حتى وقع بصري على مقال عنوانه (النساء قوامات) فما هو إلا أن بدأت أركض بين كلماته الأولى حتى وجدته قد ضمّنه رأيا شاذا، حيث قال أنه يرغب بتجربة قوامة المرأة على الرجل في البيت وسياسة الأمة قرنا من الزمان ثم ننظر بعدها هل تحسنت ظروفنا ونمت بلداننا وإلا استرجع الرجال قوامتهم !.. هكذا ببساطة، متجاهلا ما في القرآن، ضاربا عرض الحائط بكلام النبي عليه الصلاة والسلام، فذكرني غباؤه هذا وخبثه بما فعله ويفعله شيوخ البدعة خاصة.. يُخرجون الرجال والحرائر للشوارع (لتجريب) قلب الأنظمة والثورة على الحكام، فلما تسيل أنهار الدماء وتسوء الأحوال ويتشرد العيال وتفلت من زمامهم الأمور يقولون أخطأنا، نحن آسفون قد تسرعنا ! كما وقع من شيوخ فتنة الجزائر.. إن هذا التجريب عند هؤلاء لأبين دليل على ضلالهم وحيرتهم وتخبطهم.. فإن الله أعطانا دواء كل الأدواء التي فينا وهو دواء مضمون النتائج.. مائة في المائة. وقد خلق الرجل مختلفا عن المرأة وجعله هو القوام عليها ولو شاء أن يكون العكس لكان، ففيم التجريب ؟.. أم كان علينا أن نعمل بوصيتك قرنا من الزمان ثم يتضح - بعدُ - لمن عندهم شك بطلانُ ما ذهبت إليه، ويجدون أنفسهم في حرج من أمورهم وعنت في معيشتهم ودياثة وفساد واختلاط في الأعراض، ثم ماذا ؟ هل تُراك تركت قبل موتك وصية فيها: (إذا ما مرّ عليكم قرن من الزمان ووجدتم ما وعدتكم خطأ، فتقبلوا اعتذاري وأسفي !).

هذا ولست أريد إطالة في الحديث عن هذا الكتيب التافه الذي لن ترفعه لغته عندي أبدا ما دام أساء إلى أقدس المقدسات وولغ في أعلى المراجع وأرفعها في دنيا البشر.. فلا كرامة لهذا الخبيث بعدُ ولا شيء.

يقول الخبيث: (فنحن عبيد في فلسفتنا الأخلاقية لأن مقياس الفضيلة والرذيلة عندنا هو طاعة سلطة خارجة عن أنفسنا أو عصيانها فأنت فاضل إن أطعت، فاسق إن عصيت، فلست أنت الذي يشرع لنفسه ما يأخذ وما يدع وما يعمل وما لا يعمل ويستحيل أن تكون إنسانا حرا إلا إذا كان لك من نفسك مشرع يهديك سواء السبيل) !

وأنا أقول له واحدة: قل لنفسك تهديك إلى الجنة وتعصمك من النار.

ويقول - عليه من الله ما يستحق - مواصلا نقده للعبودية وهو غارق في عبودية هواه والغرب المقدس عنده حتى الأذنين: (أنت أنت العبد لا تتلفت، والأغلال والأصفاد في طوية فؤادك ودخيلة نفسك ولو كانت في يديك أو قدميك لكان الخطب أيسر لأن تحطيمها عندئذ يهون. أنت أنت العبد لا تتلفت، فلست تستطيب لنفسك عيشا بغير سيد، إن لم تجده في الأرض التمسته في السماء).

كذا.. في السماء ! وماذا عساي أقول ؟.. أترك لكم الجواب.

ويقول أيضا متحدثا عن واحد من المسؤولين المصريين المتكبرين في زمانه على حدّ قوله: (فاتخذ لغايته سبيلا يعرفها علم النفس ودارسوه، ألا وهي اصطناع القوة ليمتاز من سائر الناس، ولا شك أن من دواعي القوة أن يسلم عليك الناس فلا تأبه للناس ! وهذا في ذاته من المصري الكبير جميل جد جميل، لأن هذا هو ما أراده الله لعباده، وليس في وسع مصري كبير أو صغير أن يعصي ما أراده الله لعباده) !

أخبروني، ألا تشتمّون اتهاما خطيرا هنا لجناب الله عز وجل ؟ ألا تشتمّون إلحادا ؟ هل هكذا أراد الله ؟ أن يُسلّم عليك الناس فلا تأبه للناس ؟ أم أنه - عز شأنه - قال في محكم تنزيله: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) ؟ ألا شاهت الوجوه.

وهنا أنقل عن الخبيث بعض النقولات من خارج الكتاب حتى يتأكد عندكم منهج الرجل وعقيدته.

يقول عن حجاب المرأة المسلمة: (إن ظاهرة الحجاب دليل على أننا نمر بحالة مزرية من التخلف، وإنه لا يُعقل أن تنهض المرأة المصرية في الجيلين الماضيين، ثم تأتي اليوم وتتخلف مرة أخرى بوضعها تلك العمامة على رأسها !) (في جريدة الأهالي 25-06
-1986
ويقول أن طريق النهوض (ليس في الرجوع إلى تراث قديم، بل إن مصدره الوحيد أن نتجه إلى أوروبا وأمريكا نستقي من منابعهم ما تطوعوا بنا بالعطاء).

ويقول - قبح الله قوله -: (إن هذا التراث كله بالنسبة إلى عصرنا قد فقد مكانته، لأنه يدور أساسا على محور العلاقة بين الإنسان والله، على حين أن ما نلتمسه اليوم في لهفة مؤرقة هو محور تدور عليه العلاقة بين الإنسان والإنسان). من كتاب تجديد الفكر العربي.

ثم يقول في أخريات حياته في مقدمة كتابه (تجديد الفكر العربي) معترفا بغفلته عن التراث العربي الذي طعن فيه كثيرا وسفهه تسفيها:

(لم تكن قد أتيحت لكاتب هذه الصفحات في معظم أعوامه الماضية فرصة طويلة الأمد، تمكنه من مطالعة صحائف تراثنا العربي على مهل، فهو واحد من ألوف المثقفين العرب، الذين فتحت عيونهم على فكر أوروبي - قديم أو جديد - حتى سبقت إلى خواطرهم ظنون بأن ذلك هو الفكر الإنساني الذي لا فكر سواه، لأن عيونهم لم تفتح على غيره لتراه، ولبثت هذه الحال مع كاتب هذه الصفحات أعواما بعد أعوام: الفكر الأوروبي دراسته وهو طالب، والفكر الأوروبي تدريسه وهو أستاذ، والفكر الأوروبي مسلاته كلما أراد التسلية في أوقات الفراغ، وكانت أسماء الأعلام والمذاهب في التراث العربي لا تجيئه إلا أصداء مفككة متناثرة، كالأشباح الغامضة يلمحها وهي طافية على أسطر الكاتبين. ثم أخذته في أعوامه الأخيرة صحوة قلقة، فلقد فوجئ وهو في أنضج سنينه، بأن مشكلة المشكلات في حياتنا الثقافية الراهنة، ليست هي كم أخذنا من ثقافات الغرب وكم ينبغي لنا أن نزيد، إذ لو كان الأمر كذلك لهان، فما علينا عندئذ إلا أن نضاعف من سرعة المطابع ونزيد من عدد المترجمين..).(من كتاب نظرات شرعية في فكر منحرف - ج1).
Profile Image for Islam Beiet.
69 reviews16 followers
June 30, 2022
" لقد قرأت في صدر شبابي ما أنت به اليوم معجب مفتون، واجتزت عهدًا أراك تجتاز مثله الآن عانيت فيه ما عانيت من كرب وضيق فكنت أتلون بما أقرأ كأني حشرة حقيرة تدب على ظهر الأرض وتسعى"، تلك هي الصياغة التي عبر بها الدكتور زكي نجيب عن تكوينه العقلي في تلك الفترة في كتابه قصة نفس، ولست أرى نقدًا يغربل ما كُتب مزيلًا عنه سحر البيان ومعرٍ لحقيقة الأفكار المعروضة أكثر شفافية من رؤية صاحب الأفكار، فتلك المقالات هي الصورة الساذجة والطبيعة الملعونة لصغار التنويريين العرب في ذلك العصر ، فقضاياهم واحدة وحججهم واحدة بل وفلسفتهم لا تخضع لطبيعة الزمن فتعجب أن بعض عقولهم لم تتغير وقد مر قرن من الزمان ، لكن ذلك لا يحرمني حق الانتصاف لنموذج المقالة الأدبية الذي صدره الكاتب، فقد كانت حدود ذلك الفن من الأدب كلوحة تشكيلية لا تدري حدها ولا تتبين قصدها إلا بالكف والنجم أو الفُتيا على جهل. ففي مقالته - جنة العبيط - بقدر إعجابي بالهيكل الذي سيقت الفكرة من خلاله إلا أن أصدق ما قيل في المقالة ما صُدِّرت به " أما العبيط فهو أنا ". وأنتهج فيما قلت نهج الدكتور نفسه حين ساق إلينا حياته ففصل كل مرحلة عقلية له إلى شخص له صورة يمتاز بها عن أخيه، وبالتالي فسخطي على ذلك الكتاب وتلك المرحلة العقلية لا تنفي عني إعجابي بالصورة الكلية المشكلة من اتحاد تلك العقليات والنُهُج ساءت أم جادت، صلحت أم عطبت.
Profile Image for الشناوي محمد جبر.
1,332 reviews338 followers
February 18, 2016
كتاب/ جنة العبيط
زكي نجيب محمود
...........................
هذا الكتاب من أوائل ما كتب المؤلف، وربما كان أولها، فيه مجموعة من المقالات النقدية لأحوال المجتمع الثقافي في أيامه، والمجتمع بصفة عامة. كانت الحياة الثقافية تعج بالمتسلقين والمنافقين ومنتهزي الفرص، كما كانت تعج بالأصدقاء الذين تكشف الأيام عن حقيقة أخري فيهم غير الصداقة .. بعيدة جدا عن الصداقة.
عاش الكاتب في مجتمعه قبل أن يدرك حقيقته وكان يعتقد أنه جنة الله في أرضه، وحين اكتشف حقيقة الفساد الأخلاقي الذي يحيط به في كل مكان يذهب إليه، لذلك هرب إلي الأحلام ليعيش داخلها حياة فشل في أن يعيشها في الواقع، فكان في خياله جنته، جنة العبيط حسبما قال ، فكتب هذا الكتاب واسمه مأخوذ من اسم واحدة من مقالات هذا الكتاب.
يقول الكاتب: أما العبيط فهو أنا، وأما جنتي فهي أحلام نسجتها علي مر الأعوام ... أنا في جنتي حارس للفضيلة أرعاها من كل عدوان، لا أغض الطرف عن مجانة المجان، والعالم حول جنتي يغوص إلي أذنيه في خلاعة وإفك ورذيلة ومجون.
استخدم الكاتب أسلوب لتمثيل والتشبيه بطريقة قصصية سهلة لينقل إلي القاريء العامي قليل الثقافة والعلم أفكاره عن مجتمع مريض في حاجة إلي علاج. ففي مقالة البرتقالة الرخيصة، تحدث في مقارنة سريعة بين البرتقالة الرخيصة والتفاحة الغالية، كي�� أن البرتقالة فوائدها كثيرة جدا لكل الحواس، وجلدها يفيد الفلاح الفقير، وإذا فسدت، فسد جلدها أولا من الخارج، علي عكس التفاحة التي لا تدرك فسادها في الخارج إلا بعد أن يكون قد فسدت كلها الداخل، رغم كل ذلك فلا يهتم البائع بجودة عرض البرتقال كما يفعل مع التفاح، والبرتقال دائما رخيص الثمن والتفاح علي العكس، من هنا انتقل الكاتب ليصنع مقارنة بين نوعين من الفاكهة و نوعين من البشر، أحدهما يفيد كثيرا وإذا فسد ظهر فساده علنا دون خيانة، بينما الآخر يفسد عليك دون أن تدري إلا في نهاية فساده بعد أن يكون قد أصابك بكل ضرر، ويكون الفاسد غالي الثمن والآخر رخيص كفارق بين نوعين من الكتاب.
وفي مقالة بيضة الفيل يستعرض الكاتب واحد من أهم عيوبنا الثقافية، والتي نعتمد فيها علي آراء تشتق من كتب السابقين دون تجديد. ثقافة نقلية لا عقلية في عالم ثار العقل فيه علي كل قديم و انتج القنبلة الذرية. تناظر مجموعة من العلماء في موضوع، ماذا يكون لون بيضة الفيل لو أنه باض؟ الموضوع يبدأ بسؤال افتراضي ثار حوله خلاف اخترعه الكاتب، ورغم أنه من اختراعه إلا انه يدل علي حقيقة مواقف فقهاء المسلمين لو أنهم فعلا تناظروا في إجابة هذا السؤال. يريد الكاتب في هذا المقال أن ينتقد ثقافة كاملة اعتمدت علي تداول الألفاظ والأنتقال من مقدمات معلومة لاستنتاج المجهولات، فيفاجأ الجميع بقنبلة ذرية تفجرت أنباؤها في العالم.
في باقي المقالات النقدية يحكي الكاتب حكايات مشابهة من تأليفه، ولم تخلو مقالة في الكتاب من مقولة تصلح وحدها كحكمة يمكن تداولها معزولة عن المقال، من هذه المقولات:
الموت يقسو علي الفقير كما تقسو عليه الحياة، فلا هو إن عاش حي بين الأحياء، ولا هو إن مات واجد سبيلا ميسورة إلي مراقد الموتي!
.........................
حقا إن العرق دساس ومن تجري في عروقه دماء النذالة والضعة هيهات أن يخفي عن الناس طويته، فالنفس لا بد يوما مفضوحة بسلوكها، ولو حاولت ان تسدل علي مكنونها ألف ستار وستار.
..................
لماذا يكفيك من عيشك كسرة خشنة ولغيرك أطايب الآكال؟ ألست تؤدي للحياة واجب الحياة علي أتم نحو وأكمل صورة ؟ فقم وانهض إلي الدنيا العريضة مجاهدا حتي تنتزع من مخلب الدهر حياة مريئة فيكون لك بها نشوتان، نشوة الغنيمة نفسها ونشوة الظفر بالغنيمة، قم واملأ الدنيا ضجة و صياحا حتي يعترف لك الوجود بالوجود.
.........................
أفأنت بحاجة إلي أن أذكرك بأنه لن يصيب نعيم الدنيا إلا الفاتك اللهج؟ هذه دول الأرض جميعا فانظر أيها الظافر، أهي التي خشيت وثبة النمر فقبعت في عقر دارها أم من تنمرت فوثبت فكان لها من رقاع الأرض أوفر الحظوظ؟ إنه لخير لك ألف مرة أن تستأسد يوما ثم تموت من أن تعيش في هذا الخمول قرنا كاملا.
.....................
ليس أشد عبثا في هذه الحياة من أن يحرص الإنسان ما وسعه الحرص علي أن يختار أحسن الحذائين لإصلاح حذائه، وأن ينتقي أحسن السائسين لتدريب جياده ثم لا يعبأ بمن يتولي إصلاح دولته.
.............................
أراد لنا نحس الطالع في صبانا أن يخدعنا الملعلمون، والمعلمون أحيانا يخدعون، ويبشرون بما لا يؤمنون، فأوصونا أن نجعل من النجم غايتنا، فأبت علينا الأمانة البلهاء إلا أن نكد ونكدح لنبلغ النجم.
..........................
قال "مكيافيلي" لأميره ناصحا: ليس المهم أن تكون رحيما بشعبك، إنما المهم أن يقال عنك إنك رحيم، فاقس ما شئت، وابطش بمن شئت، لكن ليكن لك في ذلك فن يخدع الناس عن حقيقة نفسك، فإذا أنت في ظنهم الأمير الذي يحنو علي البائس ويعطف علي المحروم.
..........................
العبرة يا صديقي في اختيار المكان الصحيح، فالوسخ وسخ لأنه مادة أخطأت مكانها، ولو اختارت مكانها الملائم لشرفت كما تشرف سائر المواد؛ فهذا الغبار علي منظاري قذارة يجب أن تزال، ولو اختار الغبار وجه الأرض مكانا لاختار موضعه وما عرض نفسه لألوان الهوان؛ وقل مثل ذلك في الرجال، فزيد في جماعة من الناس مجلبة للصغار، ولو انتقل زيد إلي حيث ينبغي له أن يكون لأصبح لأقرانه مدعاة للفخار.
....................
القذر قد يكون له فضل عظيم، فلوح الزجاج إن خلا من الغبار خفي عن العيون فصدمه السائرون وهشموه حطيما، وإن أردت له أن يري فلا مندوحة لك عن شيء من العكر فيه؛ إذ ليس من حقك أن تكلف الناس ما لا يطيقون، فلأبصارهم حدود فرضتها عليهم الطبيعة فرضا ليس لهم عنها محيص؛ فامزج صاءك بالعكر، ولا تقل إن الصفاء خير من القذر، فتلك حكمة القدماء.
...................
إذا دقت ساعتك ثلاث عشر دقة، كانت الدقة الثالثة عشرة خطأ في ذاتها أولا، وداعيا إلي الشك في صدق الدقات السوالف ثانيا، ثم كانت ثالثا بمثابة النذير الذي يعلن لك في صوت جهير أن الآلة كلها فاسدة لا مندوحة لها عن إصلاح و تغيير.
....................
أنا لا أتواضع، فقد علمتني التجربة المرة في أعوام جاوزت بها الأربعين؛ أن التواضع في مصرنا المحروسة بعناية الله سرعان ما يصبح ضعة، والتهاون فيها لا يلبث أن ينقلب هوانا.
.........................
من الذئاب ما يسكن البيوت مع الناس ومنها ما يسكن الغاب.
....................
يضحكني آنا ويحزنني آنا أن أري أنصار الكرامة الإنسانية يتصدون للذئب قائلين: أهكذا يا ذئب يكون الإخاء وتكون المساواة بين عباد الله؟ ولو أنصفوا لاتجهوا نحو الخروف وحقنوه بما يشيع في عضلاته الصلابة وفي لحمه المرارة، ليخاطب الذئب في ثقة وإيمان كلما خطر للذئب خاطر العدوان: التمس يا ذئب غيري إن لحمي كان مرا.
.....................
الله جلت قدرته أبدع قصيدة الكون العظمي منظومة منغومة، والإنسان بيت من ابياتها.
...................
أنت أقرب إلي الله في صمتك منك في صخبك وضجتك، ولهذا اختار المتعبدون صوامع في الجبل، ولم يختاروا المادين الفخمة في كبريات المدن.
.......................
حذار أن تكون في خيالك حالما، فحدد خيالك بالحقائق الواقعة، وإلا طار مجهودك أدراج الرياح؛ فاحلم في خيالك ما شئت، علي أن تكون هذه الاحلام ممكنة الوقوع، فليس من الحكمة أن تطير بخيالك في الهواء، وعلي هذه الأرض ما يحتاج ألف خيال.
..............................
قل لهم: إن الإنسان مستطيع ذات يوم أن يغزو الكون بعلمه، وأن يستخرج أسرار الطبيعة من بطونها ليسخرها تسخيرا، يعبسوا لك ويقطبوا الجبين؛ وقل لهم: إن هذا الإنسان مخلوق ضعيف متهافت هزيل ضئيل، يصفقوا لك إعجابا وتعظيما!
........................
الرأي عندي أننا عبيد في فلسفتنا الأخلاقية، وعبيد في فلسفتنا الاجتماعية، وعبيد في بطانتنا الثقافية.
فنحن عبيد في فلسفتنا الأخلاقية لأن مقياس الفضيلة والرذيلة عندنا هو طاعة سلطة خارجة عن أنفسنا أو عصيانها؛ فأنت فاضل إن أطعت، فاسق إن عصيت، فلست أنت الذي يشرع لنفسه ما يأخذ وما يدع وما لا يعمل، ويستحيل أن تكون إنسانا حرا إلا إذا كان لك من نفسك مشرع يهديك سواء السبيل، بغض النظر عما تمليه السلطة الخارجة عن نفسك.
.........................
إننا نحمل في صدورنا أنفس العبيد، لأن فلسفتنا الأخلاقية كلها قائمة علي تنفيذ ما نؤمر به.
................
وفي واحدة من مقالاته، تحدث فيها الخروف إلي الذئب مقدما حديثة مسبوقا بمجموعة من الألقاب التي تدل علي أن أخلاق المذلة تأتي من داخل لا من خارج الإنسان، فالخروف خاطب الذئب في مقاله بمجموعة الألقاب الآتية:
إلي الذئب ... إلي حضرة الذئب ... سيدي حضرة الذئب ... سيدي ومولاي حضرة الذئب ... سيدي ومولاي حضرة صاحب المجد الذئب ... سيدي ومولاي حضرة صاحب المجد ذئب الذئاب وملك الغاب ..
وبين كل لقب ولقب يختاره الخروف كان حديث نفسه الذليلة يغيره إلي اللقب الأعلي حتي بلغ اللقب الأخير.
هذا الكتاب واجب القراءة، ففيه المتعة الفكرية والروحية وتفتح العقل علي عيوب نحن في حاجة إلي التخلص منها ولا نتخلص منها إلا بالعلم بها أولا.
....................

Profile Image for ESRAA MOHAMED.
878 reviews348 followers
November 3, 2024

مجموعة من المقالات تناقش في أساسها سلبيات الفرد والمجتمع المصري والعربي مع تمجيد للغرب بطريقة تثير الاستنكار لدى القارئ، هي آفة زُرعت لدى العرب فقد صار الغرب حلم الجميع وبعد الحروب الأخيرة بدأ الجميع يستيقظ على الحقيقة بما فيها منالكذب والخداع وأن الحلم سراب و ماهو إلا مسرحية قدمها لنا قادتهم وأردنا أن نصدقها نظرا لجهلنا وتصنيفنا كدول عالم ثالث، في بعض هذه المقالات يعرض رؤى مختلفة واقتراحات لتغيير ثوابت مجتمعية قد تكون السبب في تطورنا.

مقال النساء قوامات لفت نظري جدا وأعتقد أنه قد يثير غضب بعض الرجال لعرضه فكرة تولية المرأة أغلب الشؤون لفترة زمنية وقد نجد نتيجة مبهرة، من وجهة نظري هذا لا ينقص من مكانة الرجال شيء فإن قادت المرأة فقد حدث من قبل ونجحت وكان مساعديها من الرجال، فالمجتمع رجل وامرأة ولينجح ينبغي أن يحترم الطرفان قيمة بعضهما ويعلما أنهما معا لتربية أفراد سوية جسديا ونفسيا.

بعض المقالات لم استسيغها لسبب ما، ربما لتضمنها بعض الرسائل التي لم اقتنع بها بعد.

عبارات بليغة ولغة ثقيلة التي أعتقد أنها كانت سمة عصره.

حقًّا إن العِرق دساس، ومن تجري في عروقه دماء النذالة والضعة هيهات أن يُخفي عن الناس طويَّته، فالنفس لا بد يومًا مفضوحة بسلوكها، ولو حاولت أن تُسدِل على مكنونها ألف ستار وستار.

وحدَّثني صديق أراد لنفسه الصدارة فالتحق بجمعية أعضاؤها طائفة ممتازة من عِلية القوم؛ فخالطهم، ولكنهم لما يخالطوه؛ وهَش لهم وابتسم، ولكنهم تولوا عنه وعبسوا؛ فجاءني شاكيًا باكيًا من لؤم الطباع الذي يُؤلِم ويُشقي، فقلت له وقد تلقَّيت العبرة من ذات المِليمين: اعلم أن في النقود ريالات ومِليمات؛ فإن وجدت واحدة من ذوات المِليمين نفسها بين الريالات فظنَّت نفسها «عضوًا» في هذه «الجماعة» فأصابها ما أساء إليها وأشقاها؛ فليس الذنب ذنب الريالات المُتكبِّرة، لكنه ذنب ذات المِليمين؛ لأنها أرادت أن تُكلِّف الأشياء ضد طباعها، إذ أرادت — خطأً — أن تكون ريالًا.

……………….

لا تخدعنَّك ألفاظ الفضيلة والحكمة الجوفاء؛ إنها سموم أنشأها لكم القوي إنشاءً لتسكُن أعصابكم وتهدأ نفوسكم، حتى إذا ما تدارَيتم في بطون جحوركم أخذ يتقلَّب في نعيمه ويتمرَّغ في أسباب ترَفه؛ لماذا يكفيك من عيشك كِسرة خشنة ولغيرك أطيَب الآكال؟ ألست تُؤدِّي للحياة واجب الحياة على أتم نحو وأكمل صورة؟ فقُم وانهض إلى الدنيا العريضة مُجاهِدًا حتى تنتزع من مِخلَب الدهر حياة مَريئة، فيكون لك بها نشوتان؛ نشوة الغنيمة نفسها ونشوة الظفر بالغنيمة، قُم واملأ الدنيا ضجة وصياحًا حتى يعترف لك الوجود بالوجود.
– ولكن السِّنَّور الأشهب يجول في البيت فيَملأ أبهاءه بمُوائه. – تبًّا لكم يا معشر الجِرْذان! إنكم لا تنفكُّون تضعون لأنفسكم الحوائل تبريرًا لعجزكم أمام ضمائركم المُعتلَّة، إن هذا ا��سِّنَّور نفسه لَداعية لك أن تنهض وتسري في أنحاء الدار، حتى إذا ما ظفرت ببُغيتك صِحت في استكبار الظافر، تلك بُغيتي أصبتُها وأنف السِّنَّور في الرُّغام؛ وهل يلذُّ السعي ويطيب الجهاد بغير ذلك العدُو العنيد تُغالِبه فتَغلبه؟ أكنت تُريد أيها الجندي الخائر أن تُحارِب في الموقعة بغير أعداء ثم تزعم لنفسك النصر والظفَر؟

إن ما يُشير به الكهول يا بُني بِاسم الحكمة خدعةٌ باطلة، واسمه الصحيح هو الجبن والخوَر.

عَنِّي يا أُماه؛ لَلموت بعد نعيم العيش أشهى من الحياة في ظلمة الجحور.

……………….

فأخذت أسأل هؤلاء واحدًا بعد واحد: ما صنع حتى جاز له أن يصعد هذا المُرتقى؟ فأجاب أولهم: إن جواز صعوده هو أن اسمه المطبوع على صدره له رنين قوي إذا نطق به، وهو مكتوب بالخط الضخم العريض؛ فعجِبت له كيف يُمكِن أن يكون رنين الأسماء وضخامة الحروف من أسباب العلا! لكنه أجاب بأن تقاليد الدولة منذ عهد بعيد قد أباحت لمن يعلو صوته على سائر الأصوات أن يتَّسع صِيته، فيأخذ من أُمته مكانًا عاليًا مُمتازًا، ولا عِبرة بما في صياحه هذا من خطأ أو صواب، ثم سألني: ألست ترى — يا صاحب الجلالة — ما بين الصوت والصِّيت من علاقة في اللفظ؟ وأضاف قائلًا: إن علاقة اللفظ عند الفلاسفة دليل على روابط المعنى. فسألت آخر، فأجاب بأن جواز صعوده هو أن جناحيه وما يتدلَّى على صدره من أوراق صُنعت كلها من مادة جيدة مصقولة؛ فعجِبت له كيف تكون نعومة المَلمَس جوازًا للصعود! فقال: إن تقاليد الدولة منذ أقدم العصور تُعنى بظواهر الأشياء دون بواطنها؛ لأن فيلسوفًا قديمًا علَّمهم أن الإنسان لا يُدرِك من الأشياء غير الظواهر، وأما حقائق الأشياء فعلمها عند علام الغيوب. وسألت ثالثًا، فقال: إنه مطبوع في بلاد الإنجليز؛ فعجِبت له كيف يُمكِن أن يكون مكان الطباعة بذي شأن، ما دامت الأحرف هي الأحرف والكلام هو الكلام! فأجاب بأن تقاليد الدولة من أقدم عصورها تقضي أن يكون لذلك اعتبار عند قسمة الأقدار. وسألت رابعًا، فقال: إنه ينتمي في نسبه إلى كاتب مشهور معروف؛ فعجِبت كيف يُمكِن أن تكون النسبة وحدَها كفيلًا له بالصعود! فأجاب بأن تقاليد الدولة منذ فجر تاريخها قد جرَت بأن يكون لأصحاب الأنساب في الدولة أكبر الأنصاب.

……………….

عجيب هذا الضوء الذي تُلقيه تَجارِب الأيام على القول المُكرَّر المُعاد! فقد تُردَّد العبارة الواحدة ألف مرة وتحسبك قد فهمت معناها لأنك عرفت معاني ألفاظها كما تشرحها القواميس، فإذا بك تنطق بها مرة أخرى فتلمس فيها حياة نابضة لم تعهدها من قبل، فكأنما أشرق عليك منها معنًى جديد؛ لأنها في هذه المرة كانت قطعة من حياتك، وقبَسًا من روحك، ولم تكُن ألفاظًا مرصوصة يقولها الناس فيرِن صداها بين شفتيك؛ فكَم ردَّدت مع الناس قولهم: «لا في العِير ولا في النفير» ولم أكُن أدري أنني إنما كنت أُردِّدها ترديد الببَّغاوات عن غير فهم حي صحيح، حتى قُلتها منذ قريب فأحسَست لها هِزة تشيع في وجودي، وأدركت أنها لم تعُد مثلًا يُقال؛ بل أصبحت جزءًا من صميم الحياة؛ وحدث مثل ذلك حين قلت لصاحبي الخطيب: إننا نبذل الجهد فيذهب الجهد أدراجَ الرياح!

«مكيافلي» لأميره ناصحًا: ليس المُهِم أن تكون رحيمًا بشعبك، إنما المُهِم أن يُقال عنك إنك رحيم، فاقسُ ما شئت، وابطش بمن شئت؛ لكن ليكُن لك في ذلك فن يخدع الناس عن حقيقة نفسك، فإذا أنت في ظنهم الأمير الذي يحنو على البائس ويعطف على المحروم؛ ألقى مكيافلي درسه على أميره، وكان درسًا في سياسة الملك، فلقِفه من فمه أصحاب الفطنة وجعلوه دستور الحياة؛ فليس المُهِم أن تكون ذا علم، وإنما المُهِم أن يعُدك الناس بين العلماء.

……………….

وذكرته حين ذكرت أُمةً بأسرها نسجت إصلاحها على مِنوال الشَّعر المصبوغ، الذي يُبدي لك كل علامات الشباب إلا شيئًا واحدًا، هو فتوة الشباب! ففي مدارسها كل ما في مدارس العالمين من أدوات ومُعَدات وتلاميذ وأساتيذ، إلا شيئًا واحدًا هو التعليم، إذا أرَدنا بالتعليم تربيةً تقلب وجهة النظر إلى الحياة رأسًا على عقب؛ وفي جيشها كل ما في جيوش العالمين من ضباط وجنود وذخيرة وعتاد، إلا شيئًا واحدًا هو أنه لا يُقاتِل؛ وفي دستورها كل ما في دساتير الأرض من مُساواة بين الأفراد، إلا شيئًا واحدًا هو أن ليس بين الأفراد هذه المُساواة. ذكرت صاحب الرأس المصبوغ حين ذكرت أُمةً بأسرها سرى الطُّغيان في دمائها، وتمكَّن من أنسجتها وأعضائها، ثم أرادت لدائها دواءً، فأثبتت في محفوظاتها أن الناس سواسية، وسجَّلت في دستورها أن يكون فيها — كما في سائر الأمم — انتخاب ونُواب؛ ولعلها لم تدرِ أن الله لا يُغيِّر ما بقوم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم.

……………….

يُضحِكني آنًا ويُحزِنني آنًا أن أرى أنصار الكرامة الإنسانية يتصدَّون للذئب قائلين: أهكذا يا ذئب يكون الإخاء وتكون المساواة بين عباد الله؟ ولو أنصفوا لاتَّجهوا نحو الخروف وحقنوه بما يُشيع في عضلاته الصلابة وفي لحمه المرارة؛ ليُخاطِب الذئب في ثقة وإيمان كلما خطر للذئب خاطر العدوان: التمِس يا ذئب غيري إن لحمي كان مرًّا. قلت للخروف: هلَّا أخذتك النخوة يومًا فغضِبت غضبة الكرام التي لا تقِف عند حد اللغو والكلام؟ هلَّا أخذتك النخوة يومًا فأبَيت على الذئب هذا العدوان؟ قال: كيف عرَفتني خروفًا وقد تخفَّيت في ثياب الرجال؟ قلت: عرفتك في مائة موضع وموضع، أسوق لك منها مثلين: عرفتك حين أردت أن تُخاطِب سيدك الذئب يومًا، فضغَطت على القرطاس بحافر وأمسكت القلم بحافر، وهززت قَرنَيك تُفكِّر كيف تُوجِّه إلى الذئب الخطاب، بحيث تُباعِد بينك وبينه، كأنه السليم وكأنك الأجرب، وكأنك تخشى عليه المرض إن دنَوت منه؛ أردت في الخطاب أن تجعل بينكما من الكلمات عددًا يضمن له الرفعة ولا يُفسِد عليك الضعة التي استمرأت مَذاقها. إنك تعلم أن قوانين الغابة تجعل منكما زميلَين من ذوات الأربع، فلو خاطبته بقولك «إلى الذئب» لما كان عليك لوم ولا عتاب؛ لكنك استكبرته واستصغرت نفسك، أعزَزْته وأذلَلْت نفسك، عظَّمته وحقَّرت نفسك، لأن الصَّغار والذلة والحقارة أصبحت جزءًا من طبعك، لا تطمئن إلا بها ولا تجد نفسك إلا بينها؛ عرَفتك خروفًا حين رأيتك يوم أخذت تُحرِّر الخطاب لسيدك الذئب، وتهُز قَرنَيك مُفكِّرًا كيف تُوجِّه إليه الخطاب، بحيث تُرضي كبرياءه وتُشيع في نفسك ذل العبيد؛ فكتبت أول ما كتبت «إلى حضرة الذئب»، ولكنك رأيت المسافة بينكما تكون بمثل هذا الخطاب أقصر مما ينبغي، فلا يكفي أن تتَّجه بالخطاب إلى «الحضرة» مباشرة — و«الحضرة» معناها فيما أظن مكان الذئب لو خلا من الذئب — فلمْ تحتمل أن تُواجِه بخيالك مكان الذئب، حتى وإن خلا منه، مواجهةً مُباشِرة لا تحميك دونها الموانع والحواجز؛ فمحَوت وكتبت: «سيدي حضرة الذئب»؛ لكنك وجدت مرة ثانية أن الشُّقة بينكما لم تزَل أقصر مما ينبغي، فهزَزْت قَرنَيك ومحَوت ثم كتبت: «سيدي ومولاي حضرة الذئب»؛ لكنك وجدت مرة ثالثة أن المسافة لم تزَل بعدُ قصيرة، وأنها ينبغي أن تطول بقدر المُستطاع فمحَوت وكتبت: «سيدي ومولاي حضرة صاحب المَجد الذئب»؛ لكنك للمرة الرابعة لم ترضَ عما كتبت وطاف برأسك خاطر أزعجك وخوَّفك، إذ قلت لنفسك: إن الذئاب في الغاب كثيرة، فكيف أُسوِّي بين سيدي هذا وبين زملائه؟ لا بد لي من علامة تعلو بذئبي فوق الذئاب، ليزداد ضخامة فازداد ضآلة، فمحوت وكتبت «سيدي ومولاي حضرة صاحب المجد ذئب الذئاب وملك الغاب»؛ وهنا افترَّت شفتاك عن ابتسامة رأيت فيها الغبطة والرضا.

……………….

إننا لا ننقد العلماء لأننا نعرف أين يُخطئون وكيف يصلحون، لكننا ننقدهم لأنهم يخلقون ونحن لا نُحب الخالقين! ننقدهم لأنهم قادرون ونحن لا نُحِب القادرين، ننقدهم لأنهم لم يستسلموا للعجز ونحن إنما نُحِب العاجزين! نحن لا نخلق جديدًا، ولا نُريد أن نخلق جديدًا، بل يُسيء إلينا أن نسمع عن إنسان أو عن أُمة أنها تُحاوِل أن تخلق جديدًا؛ لكن الحياة معناها القدرة على خلق الجديد، والإنسان حي بمقدار ما هو مُبدِع خلَّاق، والأُمة تسري فيها الحياة بمقدار ما هي قادرة على الخلق والإبداع؛ ألا يأخذك يا صاحبي الهم والغم والحزن أن تتلفَّت فلا ترى إلا جدبًا ونُضوبًا وعُقمًا وجمودًا؟ إننا لا نكاد نخلق شيئًا واحدًا جديدًا في العلم أو الأدب أو الفلسفة أو الفن نتقدَّم به بين يدي الله يوم الحساب، فنُقيم الدليل على أن الحياة التي هيَّأت لنا أسبابها لم تذهب أَباديدَ. لا نكاد نخلق شيئًا واحدًا جديدًا في العلم، وأُعيذك يا صاحبي أن تُخدَع فتمزج بين العلماء وطلبة العلم؛ فالفرق بعيد بُعد ما بين الأرض والسماء، بين عالم يُنتِج الرأي الجديد وبين رجل يحفظ ويفهم ما أنتجه العالم من رأي جديد؛ علماؤنا تلاميذ كبار، والفرق بينهم وبين التلاميذ الصغار هو أن هؤلاء الصغار لا يزالون يحفظون ما درسوه، وأما أولئك الكبار فقد أنْستهم مَشاغِل الزمن ما حفظوه؛

أعود فأقول إن الإنسان حي بمقدار ما هو مُبدِع خلَّاق، والأُمة تسري فيها الحياة بمقدار ما هي قادرة على الخلق والإبداع؛ ثم أعود فأزعم أننا لا نكاد نخلق شيئًا واحدًا جديدًا في الأدب أو العلم أو الفلسفة أو الفن. لماذا لا نخلق ولا نبتكر؟ هذا هو السؤال. والجواب عندي هو أننا لا نخلق ولا نبتكر؛ لأن لنا أخلاق العبيد، والخلق لا يكون إلا بعد سيادة وعِزة وطموح.

……………….

زعمت لك ذلك وعلَّلته بما «نتحلَّى» به من أخلاق العبيد، لأن الخلق عندي لا يكون إلا بعد عزة وسيادة وطموح؛ فلاحَظتُ لك أننا عبيد في فلسفتنا الأخلاقية، لأننا نصدر فيما نفعل عن طاعة لأمر سلطان خارج عن نفوسنا، ولاحَظتُ لك أننا عبيد في فلسفتنا الاجتماعية، لأننا نُقيم نظام الأسرة ونظام المجتمع على أساس من سيِّد ومَسود، ثم لاحَظتُ لك أننا عبيد في بِطانتنا الثقافية، لأننا نَنْصاع في يُسر يُشبِه الانزلاق نحو الإيمان والإعجاب بما قاله الأوَّلون.

أراد المصري الكبير أن يكون كبيرًا — مع أنه كبير — فاتَّخذ لغايته سبيلًا يعرفها علم النفس ودارِسوه، ألا وهي اصطناع القوة ليمْتاز من سائر الناس، ولا شك أن من دواعي القوة أن يُسلِّم عليك الناس فلا تأبَه للناس! وهذا في ذاته من المصري الكبير جميل جِد جميل؛ لأن هذا هو ما أراده الله لعباده، وليس في وُسع مصري كبير أو صغير أن يعصي ما أراده الله لعباده؛ لكن الذي غاب عن المصري الكبير فلمْ يُدرِكه، هو أن القوة المنشودة لها سبيلان: إحداهما حقيقية تُؤدِّي إلى القوة بمعناها الصحيح، وأما الأخرى فسبيل زائفة تخدعه وتخدع أمثاله ممن لا يتعمَّقون الأمور إلى لبابها؛ وسبيلا القوة هما المَقدرة والسيطرة، المَقدرة هي السبيل التي لا زَيف فيها ولا خداع، والسيطرة لذاتها هي السبيل المُضلِّلة الخادعة؛ وهي مضلِّلة خادعة، لأنها تُؤدِّي بسالِكها إلى عكس ما أراد لنفسه، إذ تُؤدِّي به إلى الضعف والعجز، وإنما أراد لنفسه قوة وسلطانًا. والعجيب في هاتين السبيلَين، سبيلَي القدرة والسيطرة أنهما نقيضان لا يجتمعان، فإن كنت قويًّا بسبب قدرتك فيستحيل أن تلجأ إلى بَسط سيطرتك على الآخرين، وإن كنت راغبًا في بَسط سيطرتك، فيستحيل أن تكون قادرًا ماهرًا، وقد يبدو هذا الكلام عجيبًا، لكنه فيما أعتقد كلام صواب؛ فهل تتصوَّر — مثلًا — عالمًا مُتبحِّرًا في علمه مُتملِّكًا نواصيه، يعمل في مَعمَله بُغية الوصول إلى نتائج في العلم جديدة، هل تتصوَّر مثل هذا العالِم راغبًا في بَسط نفوذه على الناس؟ لا أظن ذلك؛ لأنه ليس بحاجة إلى مثل ذلك، فهو يتَّجه بأمله ومجهوده نحو الطبيعة يُريد أن يملك زِمامها، لا نحو عباد الله يبتغي إذلال رقابهم؛ هو لا يُريد بغيًا ولا طغيانًا، لأنه قادر ماهر، مُكتفٍ بنفسه، والعكس صحيح؛ أي أن الإنسان إذا ما شعر بخَواء نفسه وعجزها وهي وحدَها، التمس القوة عن طريق الآخرين، فبَطش وتعسَّف. الطاغية في صميم طبيعته عبدٌ يذِل للقوة حيث يراها، كما أنه يبطش بالضعف أينما رآه؛ الضعف عند الإنس��ن القوي القادر يستثير العطف والإشفاق، أما الضعف عند الذي صاغَه الله طاغيةً بطبعه فيُغري بالاعتداء، وكلما ازدادت الفريسة ضعفًا، ازداد الطاغية بطشًا وعسفًا وطغيانًا؛ والعبودية والطغيان وجهان لشيء واحد. والرأي عندي هو أننا عبيد لأننا طُغاة، وطُغاة لأننا عبيد؛ وأما الإنسان الحر القادر المُكتفي بنفسه في عزة وكبرياء، فلا هو يطغى بالضعيف، ولا هو يعنو بوجهه ذلًّا لطاغية.



استمتعوا...
دمتم قراء…❤❤❤

Profile Image for Ahmed Faiq.
386 reviews114 followers
March 10, 2020
من اهم الكتب العربية في صنف المقالة الأدبية، حيث حاول الكاتب ان يشرح في البداية النمط والشكل الذي يجب ان تكون عليه المقالة الأدبية، وكيف تطورت في الغرب حتى أصبحت اهم فنون النثر.
بعد ذلك تأتي المقالات التي توضح الصورة، وتأتي حسب القواعد المذكورة سلفا، ويتمتع القارئ بخير ما كتب في هذا الصنف لمقالات راقية مكتوبة بلغة جميلة وافكار رائعة، منها من الروعة ما يجب دراسته في المدارس والجامعات، وما يحتاج القارئ الى اكثر من قراءة للحصول على الفائدة العظمى.
من اهم المقالات (حكمة البوم)، (قصاصات الزجاج) و(تجويع النمر).
Profile Image for Mahmoud Hossam.
79 reviews7 followers
April 15, 2024
مجموعة مقالات تختلف فى جودتها، فبعضها ممتاز و له فكرة جيدة و اخر مسلي و هناك عدد من المقالات المبهمة التى لا تروق لى اطلاقا.
كلام الكاتب عن الظلم و دوره فى النفوس و عن تفشي الإدعاء و الشعور بالذل و تردى الأخلاق جيد. مقالته عن قوامه المرأة فيه شئ من الحق عن تدليل الرجال لكنه استخدم اداة لا تليق بمفكر و هى مقارنة تجاربه و هى اداة لو تعرفون قاصرة كل القصر و فيها ظلم للرجال المصريين فى زمنه فربما حظه من رجال عصره النابغين قليل. و له إدعاء فى احد المقالات ان مصر لم تخرج أدباء جيدين من قرون و هو إدعاء كاذب.
لكن ازمتي الكبرى مع الكاتب هو الانبطاح الحقير للغرب و اعتقد انها سمة مشتركة فى أدباء هذا العصر كله و كثير من ادباء العصور التالية. يرون الإدعاء بالتواضع و الخير فى الغرب و يظنونه حق متجاهلين دموية و عنصرية و إجرام الغرب الذى لا يخلوا منه اى عصر.
Profile Image for Aida.
16 reviews4 followers
December 28, 2019
واحد من الكتب القليلة التي استمعت حقًا بقرائتها حد أن يسرقني الوقت. لغة الكاتب البسيطة التي تأخذ القارئ لأفكار عميقة وتفتح له بوابات التفكير جعلت قراءة الكتاب ممتعة.
Profile Image for Yasmin.
426 reviews203 followers
January 8, 2021
مجموعة ثرية جدا من مقالات الدكتور زكى نجيب محمود
جميلة جدا وفعلا غنية
اللغة ثم اللغة ثم اللغة 💜😍
عينى كانت مبسوطة طول ما أنا فاتحة الكتاب وبقرأ المقالات

#إقتباس من الكتاب
أننا عبيد لأننا طغاة، و طغاة لأننا عبيد؛ وأما الإنسان الحر القادر المُكتفى بنفسه فى عزة وكبرياء ، فلا هو يطغى بالصعيف ، ولا هو يعنو بوجهه ذلًا لطاغية.

مقالات لما لا نخلق 1 و2 ؟😬
Profile Image for Abdelrahman Kasem.
75 reviews14 followers
July 18, 2022
لما قرأت كتاب قيم من التراث لزكي نجيب محمود، وجدته يعيب على نسخته القديمة في تأثرها الأعمى بالغرب ونكرها للتراث. دلوقتي فهمت قصده، حتى لو لم تكن نسخته القديمة دي بذلك السوء.

مقاليّ (لماذا لا نَخلق) في نهاية الكتاب، من أوقع ما قرأت.
Profile Image for Mahmoud Amen.
3 reviews
October 30, 2019
جنة العبيط
أما العبيط فهو أنا وأما جنتي فهي أحلام نسجتها على مر الأعوام . . .
لم أكد أفرغ من رواية ثلاثية غرناطة لعميدة الأدب العربي الدكتورة رضوى عاشور حتى تقافز من أمام عيني كتاب جنة العبيط للدكتور زكي نجيب محمود يختال في مشيته كالطاووس أعجبه ريشه فتعجرف فكأن لباسه من الجنة فهو يتباهى على مخلوقات الله، تناولته في هدوء بال وتفكّر عميق كأنه كتاب في الفلسفة أو علم النفس أو هكذا أضفى علي من حسنه ودلاله من أول لقاء بيننا.
فتحت الكتاب أتصفحه فهمس في قلبي قائلا: لم يقرأني منذ زمن شخص وهذا حال كثير من الكتب، وأنا لا أميزك عنهم فقد تكون ممن يبدأ في المقال و المقالين ومن ثم يرمي بالكتاب من وراء ظهره فلا هو قرأ ولا هو نظر أو كالمتفرج الذي يعجبه الشيء ولا يمسه ولا يتذوقه أو كالمسكين الذي يشتري الكتب وفي دمه حب الامتلاك هو مسكين فعلا ولكن رُبّ حمار يحمل أسفارا لمن هو يعي ويعرف حق الكتب وحق برّها وصيانتها وكسب مودتها.
قلت : على رسلك يا أبا فهم أسرفت على نفسك فقم بفرك صفحاتك حتى تتبرأ من غيبة الناس و حمل الضغينة تجاههم، واعلم أن كاتبك عليه رحمة الله لم يكن يعبأ بعدد قرائه إذ كان كل اهتمامه بوصول الفكرة لمن يستحق، أكان واحدا أو اثنين أو ثلاثة؟ لا يهم.
ولن أطيل عليك فأنا أعذرك وأعذر سرعة حكمك فالناس اليوم متجهون إلى غايات غير الغايات التي تسوّد بياضك، اختفى في علمنا هذا يا صديقي صداقة الكتاب اختفى العقل وتنطع الهوى وحب الشهوات فلم يعد الكتاب على رأس القائمة فأنت لك الحق في بث الشكوى ولي الحق في إيضاح ما غاب عنك وصراحة ويكأني شعرت منك تطبيق ما في داخلك من مقالات أثناء الحوار؛ منها جملة أستذكرها من مقال شيطان الجرذ إذ قال : قم واملأ الدنيا ضجة وصياحا حتى يعترف لك الوجود بالوجود، وددت أن أتابعك لولا أن تقول أمي ويقول الجرذان : لقد تابع الغر شيطانه المريد ... ولكن هل تعرف نهاية الجرذ الفصيح !!
قال : أكله القط.
قلت : فتعلمت مما انطبع على صدرك من تجارب وأن مصيرك مصير التحف على تلك الرفوف ولا أخفي عليك فأنا بجوارك قارئ على الرف أيضا و هذه ثالثة الأوليين من تبدل الحال وتفشي المصائب في بلاد المسلين.
توجست من هذا الكتاب خيفة لما فيه من تمكن واعتداد بالنفس وحسن بيان في القول وما دوّن بين دفتيه من التنميق العجيب فكأنه حكيم تعلم فوعى العلوم في قلبه ومرّر كل حرف على فهمه، فتجنبت المحاورة لأنه غالب لا محالة و الأخرى أني خشيت صدمه بأكثر مما قلت فيطمس نفسه أو يرمي بجثته في الماء وأو يبيع نفسه لمطعم الشبراوي.
تأملت السماء في الليل ذات يوم فكانت مزينة بالنجوم التي تشبه المصابيح الكهربائية التي تكوّن عناقيد نور بين العمود و الآخر بين المدينة و المدينة التي كثيرا ما رأيتها في سفري الليلي، ولكنها كانت في تلك الليلة بكثرة فأخذت أمد عيني في بهاء الرسمة وجمال خلق الخلّاق العظيم فمستني نجمة وأغرتني بشدة ضوئها فقلت : ما بال النجوم هذه الليلة؟ وأخذتْ تقترب في حياء وتقترب حتى دنت كأنها حسناء من جنات عدن تدلت لتزيل بعض همي أو تناجيني فأبثها بعض خبري قلت : يا نجمة الليل ما أبهاك اليوم وما أحسن جوارك ادني مني أقبلك ولن أزيد عن واحدة واجعلي لي من نورك قبسا آخذه لحبيبتي الصغيرة فهي مثلي تحب النجوم أما تريني فُتنت بكِ يا نجمة الليل؟
قالت : إن في جوارك كتابا اقرأ مقالاته فهو قبس ينير دربك ويحي عقلك وفيه لروحك غذاء.
وجفلت النجمة بعد أن كانت قاب قوسين عادت أفلاكها لترابط على ثغرات السماء تؤدي عملها وفي القلب من غيابها و رحيلها حسرة ولكني ضممت الكتاب لصدري وسألت الله النفع و الاستعمال لا الاستبدال.

Profile Image for AZ ZA.
147 reviews146 followers
May 28, 2011
عجبني ، في كتير من أفكار كان نفسي أعبر عنها
بس طبعاً الأسلوب مختلف عن عصرنا
Profile Image for ناني ماكفي.
504 reviews37 followers
April 25, 2024
أولا حمدا لله على الأوديوبوك
ثانيا هي اول مصافحة لي مع العم زكي ولذا لا يمكن ان أحكم على توجهه من الكتاب الاول فلست خبيرة بطريقة تفكيره ولا أهدافه ولا أفكاره
لذا لن تكون هاته المصافحة الأخيرة معه بإذن الله
أسلوبه ماتع ولغته رصينة متينة محببة مع رشة ساخرة لذيذة
حكاياته مسلية ولها إسقاطات فلسفية تناقش الواقع اليومي المعيش الفكري والإجتماعي مع لمسة فلسفية مبسطة

تؤخذ أفكاره على جبهتين
هل هذا رجل دعى لتفكير وإعمال العقل و الثورة على النظم الإجتماعية المقيدة والمكبلة بنظم تدين بالية ومجتمع ذكوري ريخ العبودية أم له هدف من وراء هذا النقد وهو نقد الدين في حد ذاته؟
أسئلة وأنا أستمع له تراودني
هل نقد الدين كدين وهو ضده وضد تعاليمه
أم نقد الدين كمظاهر تدين سلبية إختلطت بالموروث و النظم الإجتماعية البالية والتخاريف
مثلا قوله بالعبودية
أنا معه أننا عبيد وليس تلك العبودية لعبد وربه لكن لزوجة لزوجها خاضعة دون إرادة ولا فكر
لمرؤوس عبد لرئيسه
لمجتمع يبجل المدير والمدير يبجل الوزير والوزير يبجل الرئيس وكلهم يحتقرون من أصغر شأنا منهم
بناء هرمي ينظر لمن فوقه ويحتقر من تحته
في قوامة النساء مع أنه لم يوضح جيدا لكن أتصوره يقصد ما وصلناه اليوم من مشاركة في الحياة السياسية والعلمية والعملية . فلا ننسى أنه كتب فكرته تلك في ألفية مضت .حينها كان كله ممنوعا والمرأة ثانوية ويا دوب بدأت تشارك في الحياة

هل أم هل؟

هل يدس سما في عسل ام أنه فقط يوعي الناس بموجب إعمال العقل
هل أن صوره التي إستعملها لتشبيه كالحمير والبغال هي إسقاط ونقد بناء أم أنه فقط ينقد المسلم والعربي لتخلفه مقارنة بالغرب
حسنا أ��يل للقول بأنه نقد بناء ولا سيء في نواياه
أميل للقول بأنه رجل ذو بصيرة نافذه
Profile Image for Eslam Salah.
120 reviews29 followers
July 26, 2023
مجموعة مقالات النقدية
راقية مكتوبة بلغة جميلة وافكار رائعة،
Profile Image for يـٰس قرقوم.
345 reviews564 followers
May 13, 2017
مجموعة مقالات خالصة خالية من الشوائب, تقولبت في قالب أدبي من الدرجة الأولى..
جاءت منوعة ناقدة لبعض الظواهر الإجتماعية في فترة معينة, كما بث فيها الكاتب بعضا من أنفاسه الفلسفية وآراءه الشخصية -والتي لم يرق لي بعضها- ولكن يبقي الأسلوب واللغة الراسخة وأدواته المتوفرة لأدب المقالة أساسا في جمالية هذا الكتاب.

كتاب ماتع ويستحق القراءة
13/5/2017
Profile Image for El Dodd.
12 reviews26 followers
May 24, 2013
من أفضل ما قرأت ..
أول ما قرأت له .. ولم يكن الأخير
Profile Image for Hend.
5 reviews10 followers
January 20, 2018
سعيدة جدًا بالكتاب ده
أول كتاب أقيمه بـ 5 نجوم

قم واملأ الدنيا ضجة وصياحا حتى يعترف لك الوجود بالوجود"
وددت أن أتابعك لولا أن تقول أمي ويقول الجرذان : لقد تابع الغر شيطانه المريد ! "ا
Profile Image for Yahya Al Mawali.
139 reviews18 followers
July 20, 2021
صدر هذا الكتاب عام 1947 وهو عبارة عن مقالات جمعت..
استخدم في بعض المقالات رموز حيوانية لنقد السلوك والظواهر الاجتماعية وتارة مقالات نقدية في الأدب المنتشر مع مقارنته مع الآداب الغربية ومقالات عن صياغته المفضلة لأدب المقالة .

من الكتاب اقتبس من أخر 3 مقالات في الكتاب
وعنوان المقالات :{لماذا لا نَخلُق (١)} / {لماذا لا نَخلُق (٢)} / {أخلاق العبيد}.

*"لست أعرف للحياة معنًى إلا أنها قدرة الكائن الحي على الخلق والإبداع؛ هذه الشجرة كائن حي، لأنها تخلق من التراب غصونًا وأوراقًا وزهورًا وثمارًا؛ وهذا الطائر كائن حي، لأنه يخلق مما يُشبِه العدم بَيضًا تخرج منه الأفراخ؛ والإنسان حي بقدر ما هو مُبدِع خلَّاق، والأُمة تسري فيها الحياة بمقدار ما هي قادرة على الخلق والإبداع."

*"لكَم لقيتُ من الناس في هذا البلد الأمين من يُحزِنه أن يُقال عن الإنسان إنه خالق مُبتكِر قوي غلَّاب، بقدر ما يُفرِحه أن يُقال له عنه إنه ضعيف عاجز مسكين! إن من الناس من أصابهم الله في أنفسهم بالعُقم والجمود، ونظروا إلى الدنيا من حوْلهم بمَناظير نفوسهم، فلم يرَوا فيها إلا ضعفًا وعجزًا وعُقمًا وجمودًا؛ قُل لهم: إن الإنسان مُستطيع ذات يوم أن يغزو الكون بعلمه، وأن يستخرج أسرار الطبيعة من بطونها ليُسخِّرها تسخيرًا، يعبسوا لك ويُقطِّبوا الجَبين؛ وقُل لهم: إن هذا الإنسان مخلوق ضعيف مُتهافِت هزيل، يُصفِّقوا لك إعجابًا وتعظيمًا! إنهم يُرحِّبون بما يَحد من قدرة الإنسان، وتتهلَّل بالبشر أساريرهم إن قيل إن سلطان القدَر فوق كل سلطان."

*"إننا لا ننقد العلماء لأننا نعرف أين يُخطئون وكيف يصلحون، لكننا ننقدهم لأنهم يخلقون ونحن لا نُحب الخالقين! ننقدهم لأنهم قادرون ونحن لا نُحِب القادرين، ننقدهم لأنهم لم يستسلموا للعجز ونحن إنما نُحِب العاجزين!"

*"ألا يأخذك يا صاحبي الهم والغم والحزن أن تتلفَّت فلا ترى إلا جدبًا ونُضوبًا وعُقمًا وجمودًا؟ إننا لا نكاد نخلق شيئًا واحدًا جديدًا في العلم أو الأدب أو الفلسفة أو الفن نتقدَّم به بين يدي الله يوم الحساب، فنُقيم الدليل على أن الحياة التي هيَّأت لنا أسبابها لم تذهب أَباديدَ."

* "لقد زال ما بيننا وبين الغرب من فروق! لكن الفرق بعيد بُعد ما بين السماء والأرض، بين الابتكار والتَّكرار؛ هم في الغرب يخلقون، وقُصارى جهدنا أن ننقل عنهم بعض ما خلقوا؛ فلماذا لا نخلق ولا نبتكر؟ هذا هو السؤال الذي ألقيته في ختام المقال السابق وردَدت عليه في إيجاز بما أراه جوابًا صوابًا، وهو أننا لا نخلق ولا نبتكر لأن لنا أخلاق العبيد، والخلق إنما يحتاج إلى سيادة وعزة وطموح، وقد وعدتك أن أُفصِّل القول في هذا الرأي بعض التفصيل.
والرأي عندي هو أننا عبيد في فلسفتنا الأخلاقية، وعبيد في فلسفتنا الاجتماعية، وعبيد في بِطانتنا الثقافية."

*"فنحن عبيد في فلسفتنا الأخلاقية؛ لأن مقياس الفضيلة والرذيلة عندنا هو طاعة سلطة خارجة عن أنفسنا أو عصيانها، فأنت فاضل إن أطعت، فاسق إن عصيت، فلست أنت الذي يُشرِّع لنفسه ما يأخذ وما يدع وما يعمل وما لا يعمل، ويستحيل أن تكون إنسانًا حرًّا إلا إذا كان لك من نفسك مُشرِّع يهديك سواء السبيل، بغض النظر عما تُمليه السلطة الخارجة عن نفسك، وبغض النظر عن كل ما يترتَّب على عملك من ثواب أو عقاب؛ إذا أنت أحسنت إلى الفقير لأنك مأمور أن تُحسِن إلى الفقير، فأنت في إحسانك عبدٌ يأتمِر بأمر سيده، وقد يكون هذا السيد رأس القبيلة أو رئيس الحكومة أو قانون الدولة أو أباك أو كائنًا من كان، لكن جوهر الأمر واحد في جميع الحالات؛ أما إذا أحسنت إلى الفقير صادرًا في ذلك عما تُمليه عليك نفسك من واجب يُحتِّمه العقل الخالص ومَنطِقه، كنت في ذلك سيدًا حرًّا يستهدي نفسه سواء السبيل."

*"وأنا زعيم لك أننا نحمل في صدورنا أنفُس العبيد، لأن فلسفتنا الأخلاقية كلها قائمة على تنفيذ ما نُؤمَر به.
ونحن كذلك عبيد في فلسفتنا الاجتماعية، سواء في ذلك الأسرة بصفة خاصة والمجتمع كله بصفة عامة؛ فالأسرة عندنا قائمة — من الوجهة النظرية على الأقل — على الاستبداد من صاحب الأمر والطاعة العمياء ممن يعتمدون في حياتهم عليه؛ فالزوج صاحب الكلمة النافذة على زوجته، وللوالدَين كلَيهما سلطة التحكُّم في الأبناء؛ وكثيرًا ما قلت ذلك لأصدقائي فأجابوني بإشارات التهكُّم من وجوههم وأيديهم: تعالَ فانظر، ترَ الزوجة مُستبِدة طاغية، وترَ الأبناء ذوي إرادة نافذة ودلال؛ لكن تهكُّم الأصدقاء لا يُقنِع، لأنني لا أزال أنظر إلى الناس من حوْلي فأُلاحِظ أن الأسرة المثالية التي يفخر بها سيدها ويتمدَّح بها الناس، هي التي يكون للزوج فيها على زوجته كلمة لا تُرَد، ويكون للوالدَين فيها حق الأمر الذي يجب على الأبناء أن يصدعوا به؛ ولا أزال أنظر إلى الناس من حوْلي فأُلاحِظ أنه بمقدار ما يكون للزوجة من مساواة بزوجها، وللأبناء حق مناقشة الوالدَين فيما يرغبون وما لا يرغبون، تكون الأسرة بعيدة عن الكمال في أعيُن الناس.*"

* "مثل هذه الأسرة شبيه بالدولة الاستبدادية على نطاق ضيِّق، فيها حاكم بأمره طاغية، وشعب يُطيع ولا يُناقِش، فيها راعٍ ورعيته بالمعنى الحرفي لهاتين الكلمتين، أعني أن فيها راعيًا وقطيعًا من الخِراف؛ لو كان سيد الأسرة ممن يُحِبون الصمت في الدار وجب على العيال أن يصمتوا في حضرته، وفي ذلك تضحية واضحة لمصلحة العيال في سبيل مزاج العائل؛ ولو كانت الأسرة دولة حرة، لفكَّر الكبير في سبيل مصلحة الصغير بمقدار ما يتوقَّع من الصغير أن يُفكِّر له في صالحه، الكبير من طبيعته الصمت والصغير من طبيعته الزياط؛ فبأي حق يكُم أصحاب الجيل الحاضر أبناء الجيل المُقبِل؟ لكنها فلسفة اجتماعية ورِثناها في نظام الأسرة وتمسَّكنا بها، وهي تنطوي — كما قدَّمت — على بث أخلاق العبيد في نفوس الناشئين."

*"ونحن عبيد في فلسفتنا الاجتماعية أيضًا بالنسبة للمجتمع كله على وجه العموم؛ فالمجتمع عندنا قائم على أساس أن الناس درجات؛ وليس من اليسير على عقولنا أن تفهم ولا أن تُسيغ أن الناس قد تختلف أعمالهم مع تساويهم في القيمة الإنسانية؛ فمن يحتل درجة أعلى له الحق — من الوجهة النظرية على الأقل — أن يستبِد بمن هو في درجة أدنى، والعكس صحيح؛ أي أن من يحتل في المجتمع درجة أدنى عليه واجب أن يذِل لمن هو أعلى منه؛"

* "ونحن كذلك عبيد في بِطانتنا الثقافية، نَكره المُتشكِّك ونَمقته، ونُحِب المُؤمِّن المُصدِّق ونُقدِّره؛ يسودنا مَيل شديد إلى الإيمان بصدق ما قاله الأوَّلون، كأنما هؤلاء الأوَّلون ملائكة مُقرَّبون، وكأننا أنجاس مَناكيد، ولو حلَّلت هذا الموقف تحليلًا صحيحًا، ألفَيته موقف العبد نحو سيده، فأنت تقرأ الكتاب — والكتاب القديم بوجه خاص — فلا ينشط فيك عقل الناقد الذي ينظر إلى الكاتب نظرة النِّد للنِّد يُناقِشه الحساب فيما يقول، بل تقِف مما تقرؤه موقف المُستمِع الذي حرَّم الله عليه أن يتشكَّك في صدق ما يُقال؛ ومن هذا القبيل مَيل الناس بصفة عامة إلى تصديق المطبوع، وميل التلاميذ إلى الإيمان بصدق ما يقوله المُعلِّم؛ هذه وأمثالها عبودية فكرية، ويستحيل أن تكون إنسانًا حرًّا بغير شيء من الفكر المُستقِل الناقد الحر."

*"سأقول وأُعيد، ثم أقول وأُعيد، إننا نتخلَّق بأخلاق العبيد، مهما بدا علينا من عَلائم الحرية وسِمات السيادة؛ سأقول ذلك وأُعيده ألف ألف مرة، لعله يطِن في الآذان فيرِن صداه في الرءوس، فتقِر آثاره في النفوس؛ ولو كان جزائي من ذلك كله أن أُحوِّل رجلًا واحدًا، أستغفر الله، بل لو كان جزائي من ذلك كله أن أُحوِّل نفسي من العبودية إلى الحرية، ومن الذل إلى العزة والسيادة، لعدَدت ذلك جزاءً وافيًا شافيًا، ولاستقبلت منِيتي بعدئذٍ مُطمئنًا راضيًا."

*"لكن لما زعمتُ أننا عبيد، عجب فريق مما زعمت، وأخذ كلٌّ يتلفَّت حوْله لعله يرى في جاره مِصداق ما أقول؛ وا عجبًا! كيف نكون عبيدًا وليس في أرجُلنا أصفاد ولا في أيدينا أغلال؟ بل كيف نكون عبيدًا وقد حفظنا في المدارس أن أمهاتنا قد ولدتنا أحرارًا، ولا يجوز لأحد أن يستعبد أحدًا؟ كلا! أنت أنت العبد لا تتلفَّت، والأغلال والأصفاد في طوِية فؤادك ودخيلة نفسك، ولو كانت في يديك أو قدميك، لكان الخَطب أيسر، لأن تحطيمها عندئذٍ يهون؛ أنت أنت العبد لا تتلفَّت، فلستَ تستطيب لنفسك عيشًا بغير سيِّد، إن لم تجده في الأرض التمسْتَه في السماء."

*"والرأي عندي هو أننا عبيد لأننا طُغاة، وطُغاة لأننا عبيد؛ وأما الإنسان الحر القادر المُكتفي بنفسه في عزة وكبرياء، فلا هو يطغى بالضعيف، ولا هو يعنو بوجهه ذلًّا لطاغية."
Profile Image for إستبرق عبدالكريم.
89 reviews8 followers
August 23, 2024
مقالات أدبية.. لكل منها فكرة مميزة، وطريقة عرض مميزة، أشبه بمسامرة بين أصحاب.. وجدت بعضها ممتعًا، فيه أحاديث عن الأدب والفن والنقد والحياة.. يجمعها جامع واحد، هو طبيعة الكاتب الواضحة غير المداهنة، الطبيعة الناقمة الساخطة على الذل والأذلاء، والجهل والجهلاء، والركود بأنواعه ومؤيديه، واللامساواة بصورها ومؤيديها. من أجمل مقالات الكتاب: «البرتقالة الرخيصة»، «قصاصات الزجاج»، «قوة الخيال».

أعجبتني في عموم الكتاب لغة الكاتب الجميلة، الخالية من التكلف المقيت والسوقية المزعجة.. وفكاهته الحاضرة دومًا.. وأسلوب كتابته للمقالة بانسيابية رائقة، وحكمة جميلة، وعرض للكلمة في حلة ملائمة، بلا إملال للقارئ، ولا تسخيف للفكرة.. الطريقة التي عرف القراء بها في أول مقالة من الكتاب؛ إذ تحدث عما يعتقده في الصورة المثالية للمقالة الأدبية.. ولا أقول مع هذا أنني أوافق كل الأفكار المطروحة في الكتاب.
فأعيب على الكتاب شيئًا مهمًّا، يكون هامشيًّا غير ظاهر في حين، وفي وضوح الشمس حينًا آخر، وهو إعجابه الشديد بالغرب عامة، وبالإنجليز وثقافتهم خاصة، حتى لا تكاد تفوت مقالة واحدة إلا ويدركه القارئ فيها.. ولو اكتفى بهذا لقلنا إعجاب مبالغ فيه وكفى، لكن كان يصحبه استنقاص من الثقافة الإسلامية والعربية.. وأستشهد هنا بقولين له: «أنت أنت العبد لا تلتفت، فلست تستطيب لنفسك عيشًا بغير سيّد، إن لم تجده في الأرض التمسته في السّماء» لا تعليق!!!
«إننا عيال على العالم المنتج، لا نكاد نخلق شيئًا واحدًا جديدًا في الأدب أو العلم أو الفلسفة أو الفن، لا أقول اليوم، ولا أقول أمس، ولكنّي أقول إننا لم نكد نخلق جديدًا من أوّل الزمان إلى يومنا هذا» أليس هذا هو عين التجني على الثقافة العربية والإجحاف والظلم لأدبائها وعلمائها ومفكريها؟!

عمومًا هي أوّل قراءة لي لد.زكي نجيب محمود، لذا فقد لا أفهم وجهات نظره وما يعتقده بشكل جيد.
8 reviews2 followers
December 5, 2022
الطاغية في صميم طبيعته عبد ٌ يذِل للقوة حيث يراها، كما أنه يبطش بالضعف أينما
رآه؛ الضعف عند الإنسان القوي القادر يستثير العطف والإشفاق، أما الضعف عند الذي
صاغَه ﷲ طاغية ً بطبعه فيُغري بالاعتداء، وكلما ازدادت الفريسة ضعفً ا، ازداد الطاغية
بطشً ا وعسفً ا وطغيانًا؛ والعبودية والطغيان وجهان لشيء واحد.
والرأي عندي هو أننا عبيد لأننا طُغاة، وطُغاة لأننا عبيد؛ وأما الإنسان الحر القادر
المُكتفي بنفسه في عزة وكبرياء، فلا هو يطغى بالضعيف، ولا هو يعنو بوجهه ذلا ٍّ لطاغية.
Profile Image for Shaymaa Al-Amir.
15 reviews1 follower
July 21, 2023
مقالات دسمة لغويًا وفكريًا تستحق القراءة، وهذه القراءة تستلزم النقد الفكري بهدف التعمق في جوهر كل مقال وفهمه فهمًا صحيحًا.

لدي بعض التحفظات، فمثلًا كان يبجل العالم الغربي على حساب حضارتنا، أدرك أن غرض مقالاته هو التنبيه للصحوة قبل فوات الأوان، ولكنني لست أتفق في أسلوبه في تمجيد الغرب ناكرًا علينا تاريخنا، وإن كانت نيته طيبة. خاصة في آخر مقالات ثلاث، ما عرضه من أفكار كان واقعيًا حقيقيًا لدرجة منفرة، ولكن أرى أن الإفراط في جلد الذات بهدف إيقاظها من غفلتها من شأنه أن يأتي بأثر عكسي وهو النفور أكثر وأكثر. كما أرى أنه من الظلم البين ألا يعطي الكاتب كل ذي حق حقه، فأنا ضد تعميمه بعدم وجود عظيم واحد في أي مجال لدينا، وعلى الجهة الأخرى قد ادخر كل العظمة للعالم الغربي، كأنه ليس لنا رصيد من العظمة مثلهم. إن إصلاح الفساد فينا لا يأت بإنكار الصلاح، وإنما بإحيائه واستغلاله دافعًا لتقويم ما فسد.

أشد ما نال إعجابي بين مقالات الكتاب:
- الدقة الثالثة عشرة
- حكمة البوم
- أعذب الشعر أصدقه
- قوة الخيال
Profile Image for Ahmed Shahwan.
39 reviews29 followers
December 12, 2016
الكاتب بيبتدي كتابة باعطاء لمحة عن المقالة الأدبية وازاي ممكن تكون في وجهة نظره وبيفرق بينها وبين أنواع المقالات التانية، ثم بعد كده بيعرض مجموعة من مقالاته الأدبية في النقد الاجتماعي ذات الطابع الفلسفي والتهكمي احياناً والفكاهي احياناً أخرى..
كتير من المقالات المذكورة ممتع جداً وبعضها ممل في سرده.
لكن المعظم رائع وممتاز في ايصال الفكرة المرجوة، وفيه من الحكم الحياتية ما يفيد في الحياة بشكل عام والحياة المصرية بشكل خاص.
استمتعت واستفدت كثيراً من هذا الكتاب وأحببت بعض الأفكار المعروضة حباً كثيراً ومستعجب إن كان عندنا مفكرين بالشكل ده ومش استفدنا من أفكارهم بحاجة تقريباً، وإن نفس المشاكل هي هي من زمان مش اتغيرت.

الكتاب رائع جداً وأنصح بقراءته.
Profile Image for Eng Marco.
28 reviews1 follower
December 27, 2015
بخصوص الكاتب من الواضح أنة وصل الى مرحلة كبيرة من الفكر ومهارة الكتابة ولكن حظة كان ضعيف كذلك أجتماعياتة مما جعل بعض تلاميذة يتقدمون علية وهذا واضح من كلامة ... فأخرج الكتاب بأسلوب معقد قلايلاً للتباهى على ما أظن.
بخصوص الكتا عندما تضطجع فصاحة اللغة العربية مع الفلسفة .... بعض القصص لم تعجبنى ولكنى كنت مستمتعاً بتراص الجمل والكلمات .... أقل ما يوصف هذا الرجل بفيلسوف...حقيقى من أجمل ما قرأت.
Profile Image for Mahrous.
333 reviews196 followers
September 19, 2012
ممل .. ويوجد به حشو كثير .. وأفكار قليلة

مقالات كتبها الدكتور زكي قبل ثورة 52 .. فلم تكن رؤيته الفكرية قد اكتملت بعد

Profile Image for Freedom Breath.
785 reviews69 followers
Read
February 8, 2016
جنة المقالات اللذيذة الممتعة المنوعة المعدة باتقان كتاب اكثر من رائع واسلوب ممتع ولايمل سعيدة برفقة هذا الكتاب
14 reviews
February 11, 2021
يوضح لنا الكاتب كيفية كتابه المقال والابداع فيه وياخذنا الكاتب في سلسة من المقالات المكتوبه بعنايه فايقه والتي تهدف الي تذكيرنا بالايه الكريمة" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"
ومن اهم المقتطفات:)
*الموت يقسو علي الفقير كما تقسو عليه الحياه فلا هو عاش حي بين الاحياء ولا ان مات وجد سبيلا ميسورة الي مراقد الموتى
*العرق دساس ومن تجري في عروقه دماء النذالة والضعة هيهات ان يخفي عن الناس طويته فالنفس مفضوحه بسلوكها
*ما ارخص الموت في سبيل اثبات وجود الفرد وتقرير ذاته حتي لا يطوى العمر دون ان يحسه الوجود
*القناعة فأقل العيش مع القناعة خير وفير وملك الارض مع الطموح الكاذب يسير حقير
*ان صوت الحق والحياة احق ان يتبع وما يشير به الكهول من خذلان باسم الحكمه خدعه باطله واسمه الصحيح هو الجبن والخور فخير لك ان تستأسد يوما ثم تموت من ان تعيش في هذا الخمول قرنا
*لا يوجد ما اشد عبثا ان يختار الانسان احسن الحذائين لاصلاح حذائه واحسن السائسين لتدريب جياده ثم لا يعبا بمن يتولي اصلاح دولته
*ان تقاليد الدوله منذ اقدم العصور قد جرت بان يكون لاصحاب الانساب اكبر الانصاب
*قال مكيافيلي : ليس المهم ان تكون رحيما بشعبك انما المهم ان يقال عنك رحيم فاقس ما شئت وابطش بمن شئت ولكن بفن لخداع الناس عن حقيقة نفسك
*القيمة في بذل الجهد في اختيار الوضع الملائم لجهدك
حتى لا يذهب ادراج الرياح
*ان اصحاب المناصب العليا في البلد لن يدعموك لنجاحك بل سيسحقونك سحقا ليبدو قليلهم كثير وضحلهم غزير
*ان ضرب الشيب جوفك واردت للشباب ان يعود فتوكل علي الله وضع املك في ابناءك
*ارتفاع الصوت يدل علي تفاهة الصائت
*ان العالم العربي لا يخلق ولا يبتكر لان لنا اخلاق العبيد والخلق لايكون الا بعد سياده وعزه وطموح نحن ننتظر ما يلقيه علينا الغرب من العلوم
Profile Image for Mustafa Magdi.
192 reviews5 followers
November 1, 2023
الحقيقة الكاتب و ان اختلفت معه في المقدمات و النتائج الا ان الخصم المثقف افضل من الصديق الجاهل . الكاتب يتناول مجموعة من القضايا الادبية مثل فن المقال و الشعر و مجموعة من القضايا الاجتماعية التي يراها في مجتمعنا مثل اخلاق العبيد و الاعتماد علي المعارف بدلا من الكفاءات و غيرها من المشاكل التي يراها في مجتمعنا اتفق في الكثير منها معه لكن اختلف تماما في المقدمات التي بدا واضحا فيها ان الكاتب يري ان سبب تأخرنا جزء منه راجع الي الدين الذي زرع فينا اخلاق العبيد الذين تحركهم الرغبة في الثواب و الخوف من العقوبة و الكاتب صراحة يقول نحن" نبحث عن اسياد في الارض فان لم نجدهم في الارض بحثنا عنهم في السماء "و يقول اننا ننظر الي من سبقنا انهم ملائكة مقربون و نحن شياطين حتي ان عنوان الكتاب جنة العبيط العبيط هم المسلمون الذين يعيشون في جنتهم التي اخترعوها و برروا بها تخلفهم و نبرة الانبهار بالغرب في كلام الكاتب اذ انه يراهم انهم هم السادة الذين تحركهم الرغبة في الخير بل انه يقول صراحة انه خلال الاف السنين لم تنجب مصر عظيما ! فأي مجال لان العظمة عنده هي انك ثائر علي كل شئ و رافض اي قيود و لو حتي دين يربطه بالله . و لن ارد علي كلمة مما قاله الكاتب لاني اري العالم فيما بعد السابع من اكتوبر عام 2023 حيث يباد المسلمون في فلسطين مع تواطؤ الغرب كله بلا اي اعتبار او قيم انسانية التي كان الكاتب منبهرا بيها وليس للدين ذنب في المعيشة الضنك اذ اننا لا نبطق منه شيئا اصلا حتي نحاكمه اذ ان ديننا يأمرنا ان ننصر اخواننا و لم نفعل من ذلك شيئا . الحقيقة ان الفترة التي ساد فيها الاسلام كان دولة الاسلام اسمها امبراطورية و كان فيها علماء في كل مجال و كان همج اوروبا لم يعرفوا ما معني الاغتسال بعد . و لولا ان لغة الكاتب و صياغته الافكار في صورة متحدية للعقل لكانت النجمة الواحدة نصيب الكتاب
Profile Image for Musaadalhamidi.
1,605 reviews50 followers
April 22, 2023
«أنا في جَنتي العالِمُ العلَّامة، والحَبرُ الفهَّامة؛ أقرأُ الكفَّ وأحسِبُ النجومَ فأُنبئُ بما كان وما يكون، أُفسِّرُ الأحلامَ فلا أُخطئُ التفسير، وأُعبِّرُ عن الرُّؤيا فأُحسنُ التعبير، لكلِّ رمزٍ معنًى أَعلمُه، ولكلِّ لفظٍ مَغزًى أَفهمُه.»

كيف تَكتبُ مقالة؟ في هذا الكتابِ يُجيبُ «زكي نجيب محمود» عن هذا التساؤلِ واضعًا أُسسًا جديدةً لكتابةِ المقالة تختلفُ عن الأُسسِ المُتبعةِ في مِصر، مُعتمِدًا في ذلك على المنهجِ الغربيِّ في هذا الفن؛ فمِن حيثُ الشكل، يَنتقدُ صورتَها النمطيَّة، التي يَظهرُ فيها الأَديبُ باعتبارِه واعظًا يَقودُ القارئَ إلى مِحرابِه، ومُدرسًا يتلو عليه درسَه، ويوضحُ أنَّ الأديبَ يجبُ أنْ يكونَ زميلًا وصديقًا للقارئ؛ فالمقالةُ ليست موضوعًا إنشائيًّا مُنمَّقَ الألفاظِ والعبارات، وإنما هي مواقفُ ارتجالية. كما أن المقالةَ لا تُناقِشُ من حيثُ المضمون موضُوعاتٍ مُجرَّدة، كالديمقراطيةِ أو عِلمِ الجمالِ مثلًا، وإنما هي تجرِبةٌ إنسانيةٌ تغوصُ في أعماقِ النفسِ البشريةِ للقارئِ والكاتب
Profile Image for Ahmed Yousri ataweyya.
716 reviews40 followers
February 14, 2025
قارئي الكريم :
نشدتك الله لا تحكم على قيمة هذا الكتاب بقيمة كاتبه ؛ إن كاتبه ليرجو أن يكبر في عينيك بهذا الكتاب .

نشدتك الله لا تحكم على هذا الكتاب بعدد صفحاته ؛ إن صاحبه ليأمل أن يشق في المقالة الأدبية طريقاً جديداً بهذه الصفحات .

نشدتك الله لا تحكم على هذا الكتاب بمعيار قادة الأدب في بلادنا؛ إنما نشرت هذا الكتاب لأناهض به أولئك القادة ؛ فكأنما بهذا الكتاب أقول :من هنا الطريق يا سادة لا من هناك …

بهذه الكلمات الصادقة قدّم الدكتور زكي نجيب محمود لكتابه في (أدب المقالة ) أو (جنّة العبيط) سنة ١٩٤٩ …وهو من اوائل كتبه ان لم يكن أولها …كتب الرجل مقالات هذا الكتاب حينما كان يدرس الدكتوراه في انجلترا …

ود .زكي في هذا الكتاب ربما غلبت حماسته للهدم على فلسفته للبناء التي بسطها فيما كتبه بعد ذلك (نشر بعده حوالي ٤٠ كتاباً)


لكنك لابد أن تعجب و أنت تقرأ من بصيرة كاتب سبق عصراً كاملاً..بصيرة كاتب لو استرشدنا بها خصوصاً في طورها الأخير الناضج لكانت بلادنا غير ماهى عليه و أفكارنا غير ما نرى .
Profile Image for Fahema  Mahmoud.
62 reviews161 followers
March 25, 2025
مش عارفة مفترض دي مقالات غير مردود عليها ولا إيه!
ولكن انتبهت لمقال الـ 2 مليم، وتشبيه الكاتب العظيم لكاتب أصغر في السن أنه هو الـ 2 مليم وبيحاول يلاقي نفسه بين الريالات والأوراق المالية الأكبر حجمًا..!
غريب الحقيقة إن يكون الأديب مش بيساعده أدبه وثقافته على احترام تجربة الأصغر، ومساعدة الأصغر -لو كان أصغر بجد مش أصغر بس في عين الكاتب المقف-
وانتبهت تاني لألفاظ رنانة بس بيتم استخدامها لإيهام القارئ أنه قدام تحفة رائعة، وفلسفة أكيد عالية واو..
عجبني مقال وحيد اتكلم فيه عن مشكلة الذكور في مجتمعاتنا، ومش عارفة إزاي المشكلة دي كانت من زمان أوي كده! أنا فكرت الموضوع مصابين بيه على كبر ولكن طلعت الأزمة من زمان
Displaying 1 - 30 of 56 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.