جزء من مقدمة المؤلف: فإن صحراء المنطقة الوسطى من الجزيرة العربية أنجبت مفكراً مليح الأسلوب، شعبي التفكير، خلي القلب والعقل (حسب دلالة أقواله وأحواله) من هموم الآخرة يوم يقوم الأشهاد. لم تنقل عنه خاصته أنه يقول: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. أو يقول: {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}. بل نقلوا عنه الكفر البواح. وقد عايشت كتبه الإيمانية والكفرية منذ تفتحت مداركي، وسعيت إلى لقائه، وسعى إلى اصطيادي بالقاهرة. وحاورني وحاورته طيلة إقامتي بالقاهرة عام 1394هـ، وسجلت له في هذا الكتيب محاورة ليلة من شهر رمضان في ذلك العام، وهو حوار بجاردن سيتي. وفلسف لي مرة سر الموت إذ اعتبر الإنسان جهازاً من صنع أوربا تعطل بتعليل فيزيائي أو ميكانيكي أو كيميائي ثم انتهى بذلك التركيب من الوجود. فسهل على أمثال القصيمي الانعتاق من هموم الآخرة، وأوجال ما بعد اللحد، وظنوا أن الوجود البشري هو فيما بين المهد واللحد فحسب.
أبو عبد الرحمن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عقيل (المعروف بأبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري) هو عالم سلفي ظاهري وأديب سعودي. من مواليد مدينة شقراء في إقليم الوشم بمنطقة نجد من المملكة العربية السعودية عام 1357 هـ. هو عالم بالقرآن وتفسيره وعالم بحديث الرسول محمد بصحيحه وضعيفه، وفقيه وأصولي وأديب ومتقن لعلم الكلام والفلسفة. اشتهر الشيخ ابن عقيل باهتمامه بكتب الإمام علي بن حزم الأندلسي تحقيقاً وترجمةً لابن حزم نفسه. يسمى بالظاهري لانتسابه للمدرسة الظاهرية والتي يتمسك أتباعها بالكتاب والسنة وفق رؤيتهم، وينبذون الرأي كله من قياس واستحسان.
صدمة. أظن هذه الكلمة تعبر أحسن تعبير وأوفاه عن حالي بعدما قرأت هذا الكتيب. هل هذا هو القصيمي فعلًا ؟! لم كل تلك الشهرة إذن ؟ وعلام كل هذه القعقعة التي تحيط باسمه حيثما ذكر ؟ وما الذي جعله يحشر في زمرة الفلاسفة والمفكرين وهو يقع في مغالطات منطقية لايقع يفيها من شم رائحة المنطق ؟! شيء غريب ومحير للغاية
كتاب ذكره الدكتور محمد العوضي بعُجالَة في إحدى حلقاتِه عَن الإلحاد من ناحية سيكلوجية مع ضيفه الدكتور طارق الحبيب ، تناول الإثنان في خمس حلقات الإلحاد من ناحيّة نفسيّة تتمثّل بأفكار البروفسور طارق الحبيب و تخصصه ، و أطروات يقدّمها المفكر الرائِع الدكتور محمد العوضي الذي يتمثّل الناحيَة الفكرية الفلسفية ، و في أثناء الحلقَة تناولا موضوع إلحاد القصيمي ، فأحببت أن أقرأ هذا الكِتاب .
بحثت عنه في مكتبات عمّان هُناو هُناك ، و لم أجده ، و عندما جاء وقت معرض عمّان الدولي للكِتاب كان على قائَمة مُشترياتي ، فاليوم الأول من المعرض سألت عَن الكِتاب في كُل مكان و في كُل الزوايا ، و في نهاية جولتنا أنا و صديقي بالمعرض نادى مُنادٍ من الزاوية السعوديّة علينا ، و قال أنه وجد لنا الكِتاب في الزاوية و قد قرأه و أُعجِب بِه ، و لكن الكِتاب موجود ضمن كتب دار نشر موظّفها في إجازَة و قال أن عليّ الرجول في عصر اليوم التالي للحصول عليه مع توقعه بأن الكِتاب للعرض فقط ، و لكنه وعدنا بأن نحصل على الكِتاب إذا أتينا في الموعد الذي حدده ، و بعد يومين أي بعد تجاوزنا موعد اللّقاء عدنا إلى المعرض ، و بحثنا عن ذاك الرجُل و لكن قيلَ لنا بأنه رجَع إلى بِلادِه ! ، فاستأذنّا المسؤولين هُناك بالبحث في الكُتب و بين الكُتب و خلف الكتب المعروضَة لأن الرجُل خبّأهُ لنا في إحدى الزوايا ، فبحثنا و بحثنا و لم نجده ، و في النهايَة سألت أحد الموظّفين عنه فأخرجَه و أهداني إيّاه ، كَم شعرت بالفرحَة عندَ لِقاءي بِه ! ، من الممكن أن لا يكون الكِتاب مُهماً لتلك الدرجَة و لكني و الله تعِبت من عناء البحث و كانت لحظَة إيجادِه فرحَة كبيرَة بالنسبة لي .
كِتابٌ عرض فيه الظاهري حماقات المُلحِد عبدالله القصيمي ، الذي لا أصدق يوماً أنه كان ممن يُؤمن بعقيدَة ، و لا أصدّق بأنه ذُكر على منابر الحرمين ، و لا أصدق بأن العُلماء أثنوا عليه بما ألفه من كتب الشريعَة و أعظمها الصراع بين الإسلام و الوثنية .
ذكَر الظاهري أطروحات القصيمي ، عن الإيمان و الموت ، الوجود ، العرب ، اليهود ، و ردّ على كُل أطروحَة بطريقَة عقليّة و بشكل غير مُرتّب ، و قد جمع الظاهري أفكار القصيمي كلها في هذا الكتيّب و قال أن ما عداها هو من الإعادَة ، و لكن برأيي : أن من يحمِل عقلاً رطِباً بالفكر يستطيع أن يحرق حماقات القصيمي بفكره ، فالقصيمي يمثّل باتهاماته دعاوى دون براهين ، فالمُفكّر ذو العقل النيّر سيسعى لهدم تلك المغلوطات ، أما الإنسان ذو الفطرَة السليمَة الذي لا يتأثر بالقول من ناحية رومنسية أدبية فسيطعن بأقوال القصيمي من ناحية فطريّة ، ولا أرى غير أن معظم الذين وافقوا القصيمي هم من الرومنسيين الذي يتأثرون بحلو الكلام ولا يعرفون خفاياه ، و من لا تهمهم جدوى أن يُؤمنوا أو لا ، فهُم يحبون الحيرَة و الشَك و الرَفض لا لفكرهم الكبير انما لغبائهم و نقدهم بدون علم و برهان فقط ليكونوا مختلفين و يظهروا على العلن .
و لكني أعاتب بصدق كُل من أجهَد نفسه بالرد على القصيمي ، فبذلك كبّر من شأنِه ! ، فقد قال إمامنا أحمد بن حنبل : ” لا تردّوا على الشبهَةِ فتحيونها ” ، و زاد عليه الغزالي بإحياءه : ” فإن استفحلت الشُبهَةُ وجبَ أن تُرَدّ ” ، ففي زمان القصيمي برأيي أُناسٌ عرفوا الله و لم تستفشِ فيهم سفاهات الأمور ، و بقوّة دينهم – و أقصد رَطبى العقول – دحضوا هذا الفكر مع عدم الحاجَة إلى الرَد عبرَ الكتب ، و منهم في ذاك الزمان من انصرف إلى الحياة العاديّة و اطمأن بهذا الدين الحَق بتدبير أمور حياته و بجعله أكثر راحَةً – و أقصد العوام هُنا- فلم يُعيروا أهميّة لهذا الذي يُقال حتى لو سمعوه و لله الحمد .
أما اليوم ، فبفراغ شباب الأمّة من الفكر و العقيدَة ، فلا أخاف على شبابنا إلا أن تكون كتب القصيمي أول ما يقرأ ، فتُصبِحُ عقيدَةً و فِكراً و منهجاً ! ، فهُنا حقّ الردُّ و وَجَب ، فبرزت كُتب الظاهري بالرد على القصيمي .
إنّي على نيّة إن شاء الله بأن أكتب في مدونتي مقالاً بعنوان : ” الرد الفطري و الفكري على حماقات القصيمي ” ، فسأجمَع كل ما قاله القصميمي من كتاب ليلة في جاردن سيتي و أرد عليه بطريقتي ، لأُثبِت بأنني قادر و بإذن الله أن أدحَضَ هذه الحماقات دون أي قراءَة لأي كِتاب ! ، و لكي أختبر قوّة إيماني برَدّ ما يُقال ضدّ عقيدتي ، و لأُثبت كذلك للقصيمي و أمثاله أن الإنسان العربي المُسلم العادي أمثالي قادرين على أن يَنصروا هذا الدين بأفكارهم البسيطَة .
قرأت عَن القصيمي ، و يُقال أنه قضى وقته الأخير في مشفىً في القاهرَة بقراءة القُرآن … فأتمنّى أن تكون الحقيقَة! … فقد تمادى بالكُفر واللهِ !
و لي عودَة … فلَن أترُكَ الكِتاب بدون ردود على حماقات القصيمي منّي
و لله الحمدُ و النعمَه على عقيدتِه و دينِه التي عقدها بقلوبنا ، و أسال الله حُسن الخاتمَة و الثبات على الدّين فلا يكون ذلك إلّا بتوفيقٍ من الرّب ذو الجلالِ و المنّة .
إن كان القصيمي كما وصف الظاهري بإيجاز وقوّة وفهم؛ فهو بحق غير مستحق لالتفات أو رد يفوق هذه الصفحات المعدودة. جزى الله الإمام خيرًا وأطال عمره؛ وعافانا من الزيغ بعد الاستقامة.
تفنيد من إمام الحجة والمنطق، لإمام الخزعبلات والمغالطات المنطقية والبيان الخيالي العاطفي المتناقض. أعتقد من يقرأ هذه المسجالة فلن يُفكّر بتضيع وقته مع كتابات القصيمي عليه من الله ما يستحق.
كتاب خفيف لطيف يبين العقلية الصغيرة والضعيفة للقصيمي لا يملك من حجه ولا فهم لا للدين ولا للفلسفة وان ما اختار الالحاد لأجل الاحاد فقط ولا يريد اجوبة فقط اسئلة.
كتابٌ قصير يناقش قضية الإلحاد عبر الرد على الحجج التي أوردها عبدالله القصيمي المفكر الشهير القديم في كتبه وجلساته. لغة الظاهري في الرد على القصيمي حادة وغليظة، وسياق الأفكار غير مرتب. ولكنه في المجمل يحوي أفكاراً جيدة تنفع المهتمين بهذا المجال.
الكتاب عبارة عن رد على أفكار القصيمي وحججة وطريقة نقاشاته والحقيقة أن لم أجد الأستطاعة لقراءة كتب القصيمي وذلك أن كونها أنشائية غير منطقية جميلة من الناحية الأدبية قبيحة المنطق ولهذا فأني أمٌل منها حين أبداء فيها وهذا الكتاب رد على هذه الأفكار ولذا لم تكن أيضا ذو فائده كبيرة أو محوى بالنسبة لي