عبد المجيد النجار: من مواليد تونس 1945م، إجازة في أصول الدين من جامعة الزيتونة، ماجستير في ا لعقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين في الأزهر، ودكتوراة في أصول الدين من نفس الجامعة، رئيس قسم أصول الدين بالكلية الزيتونية ومدرس في نفس الكلية وعدد من الجامعات، له عدة مصنفات، وأبحاث .
في هذا الكتاب محاولة نظرية لمزيد من الدفاع عن وحدة العقل والوحي ودرء ما يتوهم المتوهم أي تعارض بينهما من ذوهة المنظور الإسلامي القرآني . وإن هذا وهم التعارض وما ترتب عليه من تحكيم النص إلى العقل أو إخضاع النص إلى الواقع أو المصلحة هو نتاج للتأثر بفلسفات دخيلة على الإسلام منذ عصر اليونان إلى فلاسفة الأنوار في الغرب ... ولقد أورد الدكتور النجار مدخلا لباين حقيقة استخلاف الإنسان وغايته ، ودوره وعلاقته بالكون والمكون ...و حاجته إلى : الوحي كمنهاج وقيمة مطلقة متمثلة في نصوص القرآن والأحاديث المتوارتة وإجماع الصحابة كونهم أفهم للنص ..وذكر الخصائص التي يتميز بها هذا الوحي وطبيعته الإلهية ومبادئه الأساسية العامة (كالعدل والصدق والشورى وحلية البيع وحرمة الربا...)... وما استقر فيها من ثوابت ومقاصد عليا ، وتحديده الواضح المفصل للأساليب التي جاءت لتحقيق هذه المقاصد (مثل مقصد حفظ المال في قطع يد السارق ) وحفظ الأنساب متمثلا في (حد الجلد والرجم ...) ثم ذكر العقل مبينا طبيعته وحدوده ودوره في فهم النص وتنزيله وفقا لآليات ومنهجيات الاستدلال بداية من اللغة العربية التي نززل بها الوحي.. ثم عملية التنزيل التي تقتضي فهم الواقع وتفاصيله الغير منتهية وجزئيات النوازل المختلفة عبر الزمان والمكان والتي تحتاج إلى العقل ليرد كل جزئية إلى مبدئها العام من النص (الوحي) ولا يخلو أسلوب الدكتور من فذلكات لفظية ! كان من الممكن تبسيطها في قوالب أكثر سلاسة . وينقصه كذلك دعم نظرياته بالكثير من الأمثلة لتتضح الرؤية ..خاصة في باب تنزيل النصوص العامة المجردة على الواقع المتجدد العملي ... جزاه الله خيرا
ومحور القضية في القديم والحديث هو المناظرة بين طرفي الثنائية أي الوحي والعقل فيما يختص به كل منهما من مجال في إدراك الحق، وفي قيادة حياة الإنسان وفيما إذا كان بينهما التداخل والتظاهر.
ورغم إثارة هذه القضية قديما إلا انه في العصر الحديث اختلف المرء عما كان عليه في الماضي من اختلاف وتناقض، حيث وصل المد الثقافي العقلي الغربي إلى المسلمين وهم في ضعف حضاري شامل ما ساعد على نشوء بوادر مخيفة حقاً للإخلال بميزان الثنائية في صالح العقل على حساب الوحي.
ومما ينذر بالخطر في طرح هذه القضية اليوم أنها لا تطرح عن وعي بأبعادها العقدية والمعرفية فيتخذ لها من أسباب النظر ويلتمس لها من معدات الطرح ما ينزلها في منزلتها الحقيقية التي تمنع الزيغ، وما يضعها في سياق التأصيل المنهجي والفلسفي والمعرفي موضعاً يؤدي إلى إصابة الحق فيها بما لا يتناقض مع حقيقة الدين أساساً، ولكنها على العكس من ذلك تطرح بشيء من البساطة والخفة وهو ما يؤدي فيها أحياناً كثيرة إلى أفكار غريبة يظهر فيها بوضوح التعجل والفجاجة.
وانطلاقاً من إحساس الباحث بجلالة هذا الأمر وأهميته في ذاته، واستشعاراً منه بفداحة الضرر الذي يلحقه بالأمة في حالة الزيغ وحرصاً على تنبيه الشباب الإسلامي خاصة من مزالق السطحية والحفة، ارتأى وجوب إعداد هذا الكتاب محاولاً معالجة هذه القضية المنهجية مبيناً أثرها في مهمة الإنسان الكبرى وهي الخلافة وانعكاسها على الفعل الإنساني.
فكرة الكتاب جديدة لكن مادة الكتاب غير محررة وعشوائية. أظن أن الكاتب كان تائهاً في التعبير عن فكرته ولم يتمكن من إيصال الفكرة أو الوصول إلى نتيجة. هي مجرد إنفعالات لأفكار تم وضعها في كتاب فقط