نبذة الناشر: في هذا الكتاب يدق المؤلف كل نواقيس الخطر حول مصير اللغة العربيّة، فيراسلها صيحة هلع واستنفار، يستنهض بها أصحابَ القرار كي يتداركوا لغة الضاد قبل أن تلتحق بركب الألسنة الطبيعيّة التي أخذت طريقها نحو الانقراض.
فيبينّ - باستقراء القرائن الموضوعيّة وبإعتماد الحقائق التي جاء بها علم اللسانيّات - كيف يغيب الوعي لدى السياسيّين العرب بالمصير الحتميّ الذي ستلقاه اللغة العربيّة، مؤكداً أن العرب أمّة بلا مشروع لغويّ، وأنهم يغمضون الأعين عن لغتهم وهي تتفكك أمامهم تاركة المجال للعاميّات من جهة وللغات الأجنبيّة من جهة ثانية...
• نبذة مختصرة عن السيرة الثقافية : - الإجازة في اللغة العربية والآداب العربية : تونس 1969. - التبريز في الأدب العربي 1972. - الحصول على دكتوراه الدولة 1979 - الارتقاء إلى أعلى درجة جامعة 1984. - وزير التعليم العالي والبحث العلمي 1987 – 1989. - سفير لدى جامعة الدول العربية 1989 – 1990. - سفير لدى المملكة السعودية 90-1991. - استئناف التدريس في الجامعة منذ أكتوبر 1991. - عضو اتحاد الكتاب التونسيين. أهم الجوائز التي حصل عليها : - حصل على الجائزة التقديرية للجمهورية التونسية في اللغة والآداب - حاصل على وسام الاستقلال ووسام الجمهورية - الفائز بجائزة سلطان بن علي العويس في الدراسات الأدبية والنقد الدورة الحادية عشرة 2008 ـ 2009
هل ستموت اللغة العربية؟ يظن العديد منّا ألا مجال لذلك؛ فاللغة محفوظة ومقدسة. وهذا بالضبط ما يحاول تصحيحه هذا المؤلَف.
اللغة العربية ما هي إلا لغة من اللغات التي تنطبق عليها قوانين اللغات، وهكذا تعامل معها علماء اللغة السابقين. فهي تنمو كباقي اللغات عبر دخول وخروج الكلمات منها وتغير تراكيبها، وكذلك تموت إذا لم تتطور بالشكل المطلوب ولم يحافظ أهلها عليها.
بالنسبة للمؤلِف هذا هو بالضبط ما تتعرض له اللغة؛ التدمير الداخلي من قبل أهلها الذين يركنون إلى أوهام قداستها مما يوقفهم عن الاهتمام بتطويرها والعناية بالشكل الكافي.
وتساهم بذلك عوامل كثيرة أبرزها العامل السياسي؛ إذ أن العرب لا يولون اهتماما لإدخال اللغة العربية على الصعيد العالمي أو إيفاؤها قدرها كونها اللغة الوحيدة التي لا تزال حية كما هي منذ نشأتها أو كونها ساهمت بالنقلة العلمية المعروفة.
ويستشهد المؤلف بالكثير من الأحداث السياسية والتاريخية التي تعكس عدم حصول اللغة العربية بالاهتمام المطلوب من قبل متحدثيها.
حياة اللغة العربية يعني حياة العرب، وتطورها يؤدي إلى تطورهم. والإسهام بتعزيز تعليم اللغة الأم بشكل جيد قبل أي لغة أخرى يرقى بالمتحدثين لأن يكونوا منافسين عالمياً؛ فالمعرفة التامة باللغة الأم -وسيلة التفكير- تجعل الأفكار أكثر وضوحاً في ذهن المتحدث.
اللغة ليست مجرد أداة للتواصل يمكن استبدالها بلغة أخرى، إنما هي أداة التفكير وذاكرة الأمة، هي حمل تاريخي وثقافي، وهي السبيل للازدهار. اللغة سياج الهوية. ولهذا فهي بحاجة لأن تنمو وتتطور وأن يتم حمايتها من التدمير الداخلي أو الخارجي.
أسلوب المؤلف رائع وممتع. كما راق لي كثيرا استخدامه لمصطلحات وتراكيب من صنعه تتميز بوضوحها وعمقها.
عندما يطرأ على ذهننا اللغة العربية والأخطار المحيطة بها، على الأغلب؛ ما يترائى لنا هو صورة اللغات الأجنبية تمسك خنجرًا تطعن باللغة العزيزة. لا أنكر أن هذه كانت الصورة التي تخطر في بالي. لكن بعد قراءة هذا الكتاب تغير المفهوم لدي. بدأت ألاحظ الدلائل والاشارات لانتحار لغتنا. فالظاهر أنها ليست اللغات الأجنبية ما يشكل خطر على العربية الفصيحة! بل بناتها، اللهجات العامية هي ألدّ أعداء الفصحى. قد يقول البعض: اللهجات العامية موجودة منذ القدم، مالذي جعلها الآن تشكل خطر على اللغة؟ نجيبه بأن اللهجات بدأ تأخذ أكبر من الحيز اللازم لها، فقد طور البشر اللهجات للاستخدام اليومي، وفي المهام البسيطة. ولكن الذي يحصل لنا الآن أن هذه اللهجات تطورت لأن أصبحت تستخدم في الخطابات الثقافية والكتابة مثل الصحافة والإعلام. وماهي إلا فترة بسيطة وتندثر العربية الفصيحة وتصبح اللهجات لغات قائمة بذاتها. لذلك أرى أنه يجب أن يعي العالم العربي والاسلامي بأهمية القضية، فالقضية ليست لغة فقط، هي هويتنا وتراثنا ومستقبلنا. إذا كانت هوية الفرد وجهه، فهوية الأمة لغتها. و كل مقومات الحياة بما فيها الاقتصادية والسياسية والعسكرية لن تستقيم إذا لم تكن هناك لغة وثقافة.
مؤلف الكتاب هو الدكتور : عبد السلام المسدي أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية. السؤال المركزي لهذا الكتاب وهو : هل من المحتمل أن تموت اللغة العربية ؟ وقد أرجأ المؤلف الإجابة عليه حتى الفصل الأخير تحت عنوان أوهام التأويل وفيه تحدث عن قدسية اللغة وتأويل آية ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون ). قسم المؤلف هذا الكتاب إلى عدة فصول ذكر في كل فصل إحدى الأخطار التي تهدد لغتنا العربية . يرى المولف أن اللغة العربية ماهي إلا لغة من اللغات ليس لها قداسة من الممكن أن تمرض وربما تموت, وعلى هذا الأساس تعامل معها علماء اللغة السابقين. أسلوب المؤلف في هذا الكتاب جداً جميل وممتع وانتقاله من فكرة إلى أخرى انتقال سلس وإسهابه في عنوانين الفصول إسهاب مثري وأدلته وبراهينه التي دلل بها على آرائه أدلة مقنعة وقوية وواضحة.
استقراء لحوادث تاريخية وسياسية تدل على الخطر الذي يحيق باللغة العربية، هذا الكتاب أشبه بصرخة استجداء إلى العرب أجمع ليوقظهم ويطلعهم على واقع ومستقبل لغتهم. لغة الكاتب أقل ما يقال عنها أنها آسرة.
ملاحظة: لا يقدم الكتاب خطابًا علميًا مُحكمًا، لذا تغلب عليه العاطفة قليلًا.