حوراء اياد النداوي من مواليد بغداد/ العراق 1984 كاتبة عراقية. غادرت العراق مع الأسرة في سنّ السادسة لأسباب سياسية. نشأت في الدنمارك وتعلّمت اللغة العربية في المنزل
من مكونات الرواية الأساسية هو إضفاء روح المتعة للقارئ من خلال السرد كي يستطيع أن يهضم ما يقرأه وهنا يكمن ذكاء الكاتب لتمرير معلومته بسلاسة ومرونة خصوصاً إذا كان ثقل العمل يتطلب ذلك. في سيرة الأكراد الفيلية ونشأتها وإنخراطها في البيئة العراقية هرج كبير وتشيع هذه الفئة أتى من خلال انعطافات تاريخية مهمة لذا كان من الأجدى للكاتبة أن لا تقولب العمل بشكل نمطي ممل ، جاءت حتى لغة المحادثات فيها باهتة لا روح فيها ولا تشويق .... عمل يصنف بأنه ممل على الأقل من وجهة نظر شخصية
قرأت قبل سنة رواية (جدد موته مرتين) للكانب حميد الربيعي تتحدث عن الكرد الفيليين ومعاناتهم وهذه ثاني رواية تتحدث عن نفس الشريحة. الأولى تبدأ بعرس والثانية تبدأ بمأتم وتستمر بلغة متعبة وكئيبة وتبعث الملل في احيان كثيرة. لا أريد أن اقارن بين خبرة كاتب معروف وكاتبة جديدة ولكن كنت أتمنى أن تكون كتابتها أكثر حداثة وأكثر حيوية من جيل سابق عليها. الرواية لا تكتب بالنوايا ولا بالجهد الواضح الذي بذلته الكاتبة. الرواية تكتب ومعها شيء من التشويق والخيال والمفاجآت والا فهي تتحول عن سرد لتاريخ شريحة مظلومة يمكن أن تقرأه في كتب اخرى مهمتها التوثيق . أتمنى أن أقرأ عملا أفضل للكاتبة في المستقبل القريب
بالنسبة إلى شخص يحب القراءات التاريخية هذه الرواية رائعة جداً، ومؤثرة، هل هي مملة ؟ هل ستتركها لأنك فقدت قواك وتعبت من اعتصار قلبك الدائم صفحةً بعد صفحة الجواب: لا ! موضوع جديد بالنسبة لي يحكي عن الكرد الفيليين الذين عاشوا بين العراق وإيران منهم من هاجر إلى بغداد ومنهم من استقر في العراق، صراع الهوية، هل ابن الأرض التي جاء منها أجدادي أم ابن الأرض التي ولدت فيها وتعلمت وضحكت وركضت ووقعت في الحب فيها، عندما تنتهي من هذه الروايةيزداد إيمانك بأن البشر يصبحون أكثر وحشية من الحيوانات عندما تعميهم العنصرية، سنستمر في صنع هذه الملاحم الوحشية ما دمنا نربي أطفالنا على أن هذا المختلف ليس منا ولن يختلط بدمنا وأقل من أن يستخق الحياة معنا جنباً إلى جنب، الرواية ليست موعظة في القيم الإنسانية لكنك تصبح أكثر إنسانية عندما تفرغ منها
من سيقرأ هذه الرواية أملاً بالمتعة التي وجدها في رواية الكاتبة السابقة " تحت سماء كوبنهاغن" فانصحه ألا يفعل و يحتفظ بذكراه الجميلة حول تلك الرواية. فالرواية تكاد تفتقر حتى للأسلوب الأدبي المبهر الذي وجدناه بالرواية السابقة، و ربما هذه نقطة تحسب لصالح الكاتبة و عن اجادتها في سلخ نفسها و ارتداء نهج اخر للكتابة . لكن من سيقرأ هذه الرواية لأجل التعرف الى الفئة التي سلطت الكاتبة الضوء عليها، فليقرأها. اجادت حوراء، تأريخ ماحدث للأكراد الفيلية بتسلسل واضح وسردها بنفس واحد ،لم أكن سأعرفه أو سأتحمس للبحث عنه لولا هذه الرواية.. احببت الجزء الثاني من الكتاب وهو ما شجعني لأتمامه و منحه نجمة رابعة.. اجد ان الكاتبة بالغت من التفاصيل المملة التي كان بوسعها الاستغناء عنها.. وخاصة بالجزء الأول من الكتاب تمنيت ان الكاتبة تحشد طاقتها الادبية و فنونها على الأقل في اخر فصل و الذي دارت رحى الرواية حوله لتكون نهاية مؤثرة و عالقة بالذاكرة حتى لو كانت مفتوحة.
لم يعد التباكي على الأقليات مصيدة للجوائز. وموضوع الكرد الفيلية صار مستهلكا. عندما نشرت هذه الرواية انتشر معها خبر بأنها من تأليف "كاتب مشهور" لقاء مبلغ من المال. ولكن بغض النظر عن صدق الخبر من عدمه هي رواية ضعيفة أرادت المؤلفة أو "المؤلف" أدراج قصة حياة شخص قريب منه عانى من ظلم السلطة. القصة مكررة واللغة بسيطة وركيكة ومعالجة الموضوع قاصرة. لا تستحق القراءة برأيي
هذه ليست برواية لمن يبحث عن أسلوب أدبي مبهر أو ممتع، لكنها رواية تسلط الضوء على أقلية عراقية هم الأكراد الفيلنيين. نشأتهم إنخراطهم في المجتمع العراقي و الإنعطافات التاريخية و السياسية التي مروا بها. رواية البحث عن هوية و وطن !!
لأول مرة أقرأ رواية تتحدث عن الكرد اللغة الكردية الفيلية على مايبدوا قريبة من اللغة الفارسية .. أعجبني إسم پري
أيضًا ذكرت الكاتبة موضوع تقسيم الأكراد بين العراق وإيران ، و تسفير الأكراد من العراق مشياً لإيران بحجة أنهم من التبعية الإيرانية رغم ان ابنائهم يتحدثون العربية العراقية وعاشوا معظم حياتهم في بغداد .
أرى أن الكاتبة تستعرض أعراف الكرد وطريقتهم القديمة في العيش والتي هي قريبة من أعرافنا وقيمنا المجتمعية إلى حد ما .
جميل الاختلاط البغدادي بين عرب ،أكراد ، مندائيين وآشوريين والذين بالمناسبة هم مسيح كما يبدوا .
بالنسبة للغة فهي سهلة جداً مسترسلة دون انقطاع لكنها ليست وصفية كالروايات عادة أقرب لتدوين أحداث لشخصية ما ككتابة تاريخ معين .. لكنها سريعة في القراءة أيضًا
الجزأ الثاني من الرواية يتكلم عن التهجير عن الطريق التي مشوا فيها من العراق لإيران للبرد والموت والدهشة من لفظ العراق لهم دون ذنب اقترفوه غير أنهم من حزب ما أو أصل ما ، عن وحشية تحديد مصير الأشخاص بين تهجير وسجن وقتل على يد النظام أو من خلال انفجارات حقول الألغام التي عبروها بين العراق وإيران مأساة بحق .
تتهكم الكاتبة أيضا على السياسات الإيرانية الداخلية وطريقتها في فرض دين ومذهب التشيع على المواطنين وتصفها بالقتامة والحياة العجوز
هناك بعض البداءة التي لا داعي لها في الرواية ، لا أعلم لما يصر الروائيون على ذكر الكلام العامي البذيء !!!
تستذكر النداوي الهجرة التي حصلت لمختلف بلدان العالم
جاء آخر فصل بالرواية بقصة قسمت أخيراً ولو أني لم أستوعب تماما علتها التي استسلمت بسببها إلى الانتحار . انتحارها وأخذ أطفالها للموت معها ، هل صدقت كلام بركه وخافت من مستقبل مقلق لهم أم تراها عانت من اكتئاب حاد لم تفهمه ولم يفهمه أحد آنذاك !
من أجمل الروايات الحزينة التي تصف حالة شريحة من العراقيين في ظروف قاسية جدا ذكرتني بأول صديقة عراقية تعرفت عليها في مانشستر تم تهجير أهلها من بيتهم في بغداد
رواية تتناول حياة عائلة كردية في بغداد للفترة من الخمسينات من القرن العشرين إلى السنة التالية للاحتلال الأمريكي للعراق في ٢٠٠٣. بكثير من التفصيل نتعرف على شخصيات و عادات و مجتمع المحلة التي سكنها أفراد العائلة. الفصل الأول مقارنة بالفصول اللاحقة بدا جافا و نحن نتابع السارد العليم و تتابع الأحداث التي استهلها بحادثة انتحار قسمت ابنة الملا غلام علي غرقا في نهر دجلة مع طفليها. الفصول اللاحقة كانت أكثر حميمية بتحول السرد إلى شخصيات لؤي، سولار و أكرم الذين تشتتوا في بقاع الأرض. يعود السارد العليم في القسم الثالث و الاخير من الرواية ليسدل الستار على مسرح الرواية بلقاء سريع عام ٢٠٠٤ أعقبه عودة إلى قصة انتحار قسمت في ١٩٥٠. الرواية تؤرخ لحياة العراقيين و بالذات الاكراد الفيليين اللذين ذاقوا الذلة و المهانة و التهجير الممنهج من قبل الحكومة العراقية ابان الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن العشرين. السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ننتمي إلى اصولنا و الأمكنة التي هاجر منا آبائنا و أجدادنا ام ننتمي للمكان الذي ولدنا فيه و عاشرنا اهله؟
قسمت رواية حوراء النداوي حوراء النداوي هي كاتبة وروائية عراقية من مواليد بغداد ١٩٨٤ قسمت رواية تقع في حوالي ٤٠٠ صفحة
قسمت ابنة الملا غلام علي من عائلة كردية فيلية تقطن منطقة الدهانة في بغداد. تُنهي قسمت سنيها التسعة عشر حين تقفز في دجلة ذات ليلة شتوية ومعها طفلان وفي بطنها جنين يوشك على الميلاد في العام ١٩٥٠ في المشهد الأول من الرواية ليلازم طيفها عائلة الملا غلام على مدى أربعة أجيال متلاحقة.. تترائي ل أكرم مجيد في طهران ويراها لؤي في مخيمات لاجئي ستوكهولم وترفع يدها بالسلام لليث في ايلام وتراها زينب ابنة سالار ماملي في بغداد وهكذا سيدون شبح قسمت شتات تلك العائلة الكبيرة وكل ما تعرضوا له من غبن وظلم وتهجير قسري وضياع هوية اللغة أنيقة جداً وتمكن الكاتبة من المفردات والأدوات اللغوية واضح.. الاسلوب السردي الحواري والأصوات المتعددة.. الرواية تتسم بالسلاسة والجمالية. رواية جميلة ومفيدة انصح بها
ياللوعة الغربة حينما تتجذر في عمق النفوس ، تغرس كسكين حارة في حيوات البشر وتمتد عبر الاجيال ، لن اتكلم عن قضية الكرد الفيلية ومأساتهم في التهجير ، اتكلم عن كينونة عراقية مرت بمآسي منذ فجر التاريخ وصولا حتى هذا اليوم ، كل ذلك التناحر والتمزق والغربة والويلات والتهجير وكأنها جينات لعينة تمتد وتسري عبر الأجيال وصولا إلى اطفالنا .. أكاد اقرؤها في كل سطر .. ودموع لاهبة تكوي القلب المفعم بكل هذا العذاب .. وأفكر .. مادمنا عراقيون فنحن مجبلون بالألم .. نتجرعه ونحن في الوطن .. ونحن في الغربة ..! حوراء النداوي .. سلمتِ .. مرة ثانية تأخذيني في رحلة مع الغربة .. أكاد اشعر بألمك في كل سطر نثرته خاصة في الفصول الأخيرة .. تحياتي إيناس جاسم الشمري
This entire review has been hidden because of spoilers.
كتاب مهم جدا بالنسبة لي، إذ تحدث عن أقلية عراقية لا أعرف عنهم شيئا وهم الأكراد الفيلية. اقتنيت كتاب حوراء حالما رأيتها اسمها و لم أكن أعرف شيئا عن محتوى الكتاب و لو كنت أجري لبحثت عنه و حاولت اقتنائه من قبل قصة مؤئرة و محبكة. تدور حول أجيال عائلة كردية قد انتقلت للعيش في بغداد تغطي حقبة من الزمن (1950 و حتى 2009) عندي ملحوظة واحدة على الكتاب و هو أن الجزء الأول و الأخير كانوا على صيغة سردية بحتة تكللها بغض الرتابة، أما الجزء الثاني فقد رُوي على لسان أبطال الرواية و هذا ما جعلها أكثر تشويقا و أضاف لها بعد اخر.
التفاصيل التفاصيل المملة والتكرار وكثرة الشخصيات والأسماء أساءت لهذا العمل الروائي الجميل الذي يؤرخ للأكراد بالعراق وإيران في حقبة زمنية محتقنة ومليئة بالأحداث السياسية والاقتصادية الحرجة لاحظت ان معظم الروايات الكردية تتسم بتعدد الشخصيات وبورود عبارات بالكردية دون الحرص على ترجمتها للقاريء بالعربية ؟!؟
. . . . (والعصر أن الإنسان). هكذا كانت نصف آية دون تكملة و ربما عدّ ذلك مجرد خطأ من القوم غير الناطقين بالعربية, ولعلهم لم يعرفوا أبداً أنهم قد وضعوا على قبر ميتهم نصف الآية فقط. شعرت نصف الآية تشبهني كثيرا و أنني لم آت الى هذا المكان الا لأكتشف سره ( لفي خسر) أنه أنا . أنا ذلك النصف الخاسر, النصف المنبوذ نصف حلم و نصف حقيقة .. نصف عراقي لن يعول على عراقيته أحد , نصف انسان وما تبقى منه لفي خسر. . . . من رواية (قسمت) للكاتبة العراقية ( حوراء النداوي ) – منشورات الجمل . برأيي حوراء بهذه الرواية قالت : .
لو عرف الكُردي المسفر إلى إيران.. ماذا سيحدث في حياته وحياة أولاده وأحفاده في المستقبل حتى و لو بسعيهم حصلوا على الأموال التي سلبت منهم سابقا (مجددا) كانوا قد انهوا حياتهم على الفور ليس بمقدور المرء ادراك المستقبل و هذا الأمر جيد .. جيد لمن سيبقى كالشبح عالق في الماضي و ليس له وجود ملموس في الحاضر و لسوف يبقى منبوذ في المستقبل كما قال درويش : ( ليس للكرديِّ إلاّ الريح تسكنُهُ و يسكُنُها ) .
جميع من كان في المقهى المحاذي للنهر في تلك الليلة، رأى "قسمت" تجرّ طفلة في الثانية من عمرها، وتحمل طفلاً رضيعاً، وتمشي باتجاه النهر. ثم تقذف بصغارها فيه قبل أن ترمي نفسها هي الأخرى منتحرة.
لا أحد عرف أسباب هذا الفعل، ولا نحن أيضاً، وهذا ما يجعلنا نكمل قراءة رواية "قسمت" للكاتبة العراقية "حوراء النداوي"، فإذ بنا أمام حكاية تروي تاريخ أسرة من الكرد الفيليين في مدينة بغداد، على امتداد ستين عاماً. والكرد الفيلية هم من سكان المناطق الحدودية في العراق وإيران، ويدينون بالمذهب الشيعي.
تعيش العائلة سطوة هذه المأساة، وحزنها. ومن خلال سرد تفاصيل أيام العزاء وما يجري فيها، تتناسل حكايات أفراد الأسرة، وصولاً إلى الجد الأكبر الذي هرب من الوالي متجهاً إلى بغداد، واتخذها مستقراً له، وأصبح من الأكراد العراقيين بعد أن انقسم قومه إلى نصفين، نصف عراقي ونصف إيراني، حين أطاح الشاه "رضا بهلوي" بالحكم الذاتي، وأسس دولة إيران، ضاماً إليها إقليم "لورستان".
"ورغم هذه الفوضى التي مزقت ملته إلا أن الملّا لم يكن يفكر كثيراً في السياسات التي شطرت قومه إلى نصفين. فهو لم يحلم مثلما ستحلم أجيال من بعده بفكرة الحكم الذاتي أو الانفصال بغية التخلص من الظلم والتعسف اللذين سيلحقان بهم وقد تقاسمتهما دولتان، كلٌ تحاول توطينهم وتغييرهم بحسب القومية التي تنادي بها".
تقدّم الرواية عدداً من الشخصيات اللافتة، ومن هذه الشخصيات الكثيرة، هناك "بري" المهووسة بالنظافة، و"رضا" العم الذي تزوج من "شازي" المرأة غريبة الأطوار وصعبة الطباع، والتي دفعته في النهاية إلى تكرار فعلة "قسمت"، فمات منتحراً.
أما الشخصية الأبرز فهي شخصية "بركة" الذي عاد من الموت وأصبح قارئاً للغيب، ومتنبئاً، وكان كل من يريد معرفة شيء في المستقبل يلجأ إلى نبوءاته. ولـ"بركة" حكاية تتكشف رويداً رويداً على امتداد السرد.
أما أهم نبوءاته: "هذا البلد لن يعيش بسلام وسيصل غبار خرابه إلى السماء"، فتنزرع في رؤوس أفراد عائلة "الملّا"، وتخرّب طمأنينتهم وهناءة عيشهم، إلى أن يأتي اليوم الذي تتحقق فيه فعلاً.
تقسم "النداوي" روايتها إلى ثلاثة أقسام، تروي في الأول منها عيش هذه الأسرة الكردية في بغداد، قبل أن يتم تهجيرهم بعد وصول حزب البعث العراقي إلى السلطة، بذريعة أنهم ينتمون إلى إيران.
أما في القسم الثاني فتترك السرد لثلاث شخصيات هم أبناء الجيل الثاني الذين أصبحوا مشتتين في بقاع الأرض، ولعل ما يكتبه "لؤي" في الفصل الخاص به، هو الأكثر تعبيراً عن هذه المأساة التي وجد قومه أنفسهم فيها، بعد أن طردوا من بلاد أحسوا بالانتماء إليها، لكن السلطة اعتبرت ولاءهم لبلدٍ آخر.
"لماذا يوجد من يقرر لي شكل وروح وطني؟ وكيف تأتت له السلطة التي تخوله لتجريدي منه لأن جداً لي لا أعرفه، حدث أن سقط سهواً في موقع جغرافي بعيد؟ (...) حين بلوروا المشاعر الكثيرة للفخر وقولبوا أشكال الانتماء لم يحدث أن سألوني، ولو فعلوا بالذات حين اقتطعت من جذري ورميت على قارعة غربة هائلة مجردة من هويتي وعمري، لكنت كفرت بكل تأريخهم، حدودهم، فخرهم وانتماءاتهم الهشة، فهؤلاء القساة أهملوا تماماً حقيقة أنني أنا الوطن بذاته ماشياً على قدمين تحملان عود مراهق نحيل".
هكذا، تروي الكاتبة في هذين القسمين سيرة أزيد من خمسة وخمسين عاماً من حياة العائلة بأجيالها الثلاثة، وسيرة شتاتها وتهجيرها، قبل أن تعود في القسم الثالث والأخير إلى سنتين مفصليتين: الأولى هي سنة 2004 بعد سقوط بغداد، وعودة بعض أفراد العائلة إليها، والثانية هي عام 1950 التي بدأت الرواية بها، وتحديداً إلى الأيام القليلة التي سبقت حادثة الانتحار.
على الرغم من أن وجودها الفعلي ينتهي مع الصفحات الأولى، إلا أن طيف "قسمت" يظل حاضراً على امتداد العمل، بل يبدو وكأنه يحرس أفراد العائلة ويوجّه مصائرهم.
كل شخصية في الرواية رأت طيف "قسمت" في لحظة مهمة من حياتها، وعرفتها، سواء كانت بلباسها الكردي الفاقع على قمة جبل، أو بثوب أحمر بين المتظاهرين في إيران، أو خارجة من ماء دجلة تبتسم!