الفتوحات العربية حدث تأسيسي للتاريخ العربي - الإسلامي. لكن أصوات الشعوب المغلوبة غابت عن المدوّنة العربية غياباً كانت له تبعات سلبية على تشكيل صورة العرب والمسلمين عن أنفسهم. للمرّة الأولى، يقدّم كتابٌ باللغة العربية الروايات التي سجّلتها الشعوب المغلوبة عن الفتوحات، بالاستناد إلى المصادر الأصلية. ومن الإخباريين البيزنطيين إلى القساوسة الأقباط ورجال الدين الزرادشتيين والمؤرّخين الصينيين، إلى المدوّنين اليهود والرهبان الأسبان، ترتسم صورة مختلفة وجديدة للفتوحات العربية بصفتها حدثاً عالمياً. إن الفتوحات، بخروجها من أراضي الجزيرة العربية، تحوّلت إلى حدث متعدّد الأطراف، خصوصاً أن أعداداً كبيرة من سكان البلاد التي قصدتها الفتوحات ظلّت على دياناتها واعتقاداتها الاجتماعية، كما احتفظت ببناها السياسية والاقتصادية في العديد من الأماكن التي وصلت جيوش الفتح إليها. وظهر بعد انحسار موجة الفتوحات من قدّم روايته للأحداث. يدعو هذا الكتاب إلى إعادة تقييم الرواية التقليدية العربية للفتوحات، وللتاريخ العربي -الإسلامي برمّته، وعرضها على النقد والبحث العلمي، كمقدّمة لازمة لإنتاج فهم حديث يساهم في التقدّم الحضاري وكسر القوالب الجامدة التي سجن العرب أنفسهم فيها، من جهة، وتلك التي دفعتهم إليها بعض مدارس الاسشتراق العنصرية، من جهة أخرى.
+++
حسام عيتاني كاتب لبناني وصحافي في جريدة الحياة. صدر له عن دار الساقي "هويات كثيرة وحيرة واحدة".
هذا الكتاب من الكتب التي كنت أتمنى وجودها، وهي قائمة طويلة كونتها في مكتبة خيالية تقبع في ذهني، بعض هذه الكتب لم ولن يوجد أبداً، وبعضها الآخر لم يكتب بعد، وحده هذا الكتاب انعتق من هذه الحالة الذهنية المتعبة وصار حقيقة، فلذا لا تسألوا عن حماستي للحصول عليه وقراءته.
الفتح الإسلامي كان زلزالاً دولياً في وقته، وحدثاً تاريخياً مذهلاً يمكن أن تكتب عنه مجلدات طويلة، تؤرخ له، أو تؤرخ لصانعيه، أو تدرس تأثيراته على الجغرافيا والسياسة والعسكرية، الفتح الإسلامي لم يكن موجة من الموجات الرعوية التي سرعان ما تفقد زخمها، وتذوب في الحضارات المغلوبة، الإسلام كان عنصراً غالباً، متأثراً نعم، مكتسباً نعم، ولكنه كان العنصر الأساس الذي صاغ الجغرافيا والتاريخ والحضارة التي تلت كل ذلك.
وفهمنا لذلكم الفتح منقوص للأسف، لمَ؟ لأننا نقرؤه من زاوية واحدة، من زاويتنا نحن، من زاوية الغالبين الذين يكتبون التاريخ كما يريدونه أن يكون، مغيبين بعض ملامحه، مبرزين بعضها الآخر، وهم مهما كانوا عادلين، إلا أن الصورة تظل ناقصة، وهذا الكتاب والكتب المشابهة تحاول رتق الصورة، بإضافة رؤية الشعوب المغلوبة للفتح، وهي رؤية يجب أن ننتبه إلى أنها ستعاني بدورها من عيوب حالة المغلوب، وهي رغبته في إنكار الواقع، ومن ثم محاولة تبريره، ومن ثم الهجوم على الغالبين ومحاولة تبخيسهم، أو العكس محاولة عملقتهم وعملقة شرورهم حتى يصل إلى حالة التوازن النفسي التي تفسر هزيمته وغلبته العسكرية والروحية.
يأخذنا المؤلف إلى مجموع هذه الرؤى، فالفتح الإسلامي مجموعة فتوح، لفارس، وللشام الروماني، ولمصر الرومانية، وللأندلس القوطية، لنطلع على هذه الرؤى المتباينة التي رأى بعضها أن هذه الفتوح ليست إلا عقاباً إلهياً لرعايا الرب لتفريطهم وفسادهم، ورأى آخرون أن هذه عقوبات لهرطقات ظهرت، وسنلاحظ أن من يكتب هذه الرؤى، هم المتعلمون الذين في الغالب نشأوا ويعملون في السلك الديني، فلذا ينحون في تفسيرهم منحى دينياً، كما أنهم يعمدون إلى عملقة المسلمين وتكثير جيوشهم لتفسير سرعة الانتصارات وتلاحقها، والاكتساح الذي جاء من أمة لم يكن أحد ينظر إليها باحترام، بل لم يكن هناك اسم محدد يطلق عليها، فكانوا يسمون العرب السراسنة، والهاجريين، والطائيين، والمؤلف يبحث في أصول هذه التسميات ومعانيها المحتملة، هذه الحال تبدلت مع ثبات الفتح ونشوء الدولة الإسلامية إلى محاولة التقليل من شأن العرب، والكتابات الشعوبية تملأ كتب التراث العربي للمهتمين.
الكتاب مهم جداً في بابه، وبرأيي لازال هناك مجال واسع لكتب مشابهة، تتناول وتؤرخ للتاريخ الآخر، تاريخ المغلوبين.
كتاب يحكي قصة الفتوحات العربية من وجهة نظر التأريخ المنهزم و يشرح الظروف التي مهدت لهذه الفتوحات..أعيب عليه حصر الفتوحات في وصف العربي دون الاسلامي بالتالي فوت علينا معرفة وجهة النظر الأوروبية بالنسبة للفتوحات العثمانية. و أعيب عليه أيضا اغفال وجهة النظر الأمازيغية حول الفتح العربي هذه النظرة التي مازالت لحد الآن موجودة
سألني أحد الأمريكان عن حدث معين في منطقتنا العربية، أخبرته بأن ذاك شيء شبيه بحرب داخلية مُطعّمة بأعمال الإرهابية ومغلفة بالتعصب القبلي والعنف الأهلي. ربّت الزميل على كتفي بهدوء وأخبرني بألّا أقلق لأن أمريكا ستتولى الموضوع وتصلح شأن البلاد والعباد. ليس هذا أمراً غريباً، فالأكيد أن هذا الأمريكي يتابع منصات إعلامية تخبره بأن بلده متكفلة بنشر السلام والحرية والعدالة في العالم، وفي سبيل ذلك هي تقدم التضحيات دون تردد. نتوقف هنا لنسأل أنفسنا سؤالاً: ربما نحن نفعل الشيء نفسه عندما نتكلم عن بلدنا أو أمتنا أو تاريخنا. هل تعودنا أن نقرأ ونسمع من جهة واحدة لنردد المقطوعة نفسها المليئة بمدح الذات وتنزيه النفس عن كل نقيصة؟ لم لا نحاول أن ننظر للموضوع من زاوية أخرى حتى لا نكون مثل هذا الأمريكي الساذج؟
لا يهدف كتاب "الفتوحات العربية في روايات المغلوبين" إلى تشنيع الغزوات العربية، كما لا ينتقي أيضاً ما يصلح لأن يكون احتفاءً بها. كل ما يفعله الكتاب هو طرح مقتطفات من كتب الأمم التي اكتسحتها الجيوش العربية ومناقشتها بنبرة هادئة. لا يكتفي الكتاب بسرد المقولات بل يعمد أيضاً إلى تقييم المصادر الأصلية من حيث المصداقية والدقة. هو كتاب إذن لا يعتمد فقط على الاقتباسات، ولا على الآراء الشخصية، بل خليط من هذا وذاك.
ينقسم الكتاب إلى فصول متعددة، أوّلها ذلك الذي يؤسس للمسميات التي اعتمدها الشعوب الأخرى لنعت العرب مثل السراسنة والهاجريين والإسماعيليين والطائيين. ثم يعرج على الحضارات المختلفة ليقص علينا ما قاله بعض رجالاتها ومؤرخوها وسدنة معابدها. هناك تفاصيل مهمة يدعمها أو يفندها السياق مثل تعاون الأقباط مع الفتح الإسلامي بداعي الخلاص من الاستبداد الديني الروماني، اختلاط الفرس بالعرب وتوغلهم في مفاصل الدولة، مشاركة المسيحيين العرب في الفتوحات، وجود ثورات اشترك فيها المسيحيون والمسلمون ضد بعض حكام الأندلس...إلخ. ثم في النهاية يخصص الكاتب قسماً للحديث عن إشكاليات المخطوطات التاريخية والصعوبات التي تواجه الباحث في استقراءها والاعتماد عليها.
كتاب مهم ومميز، صحيح أنه لم يشبع فضولي وتوقعت منه أكثر، إلا أنني استفدت منه بما يكفي.
هذا كتاب هام جداً ومكتوب بلغة راقية وأسلوب مرتب ورفيع. والمادة مدهشة ومميزة لعدة جوانب يمكن اختصارها في التالي: 1- الكتاب يقدم للقارئ العربي صورة مغايرة للتاريخ الذي اعتاد عليه، أقصد التاريخ الرومانسي المثالي الذي كتبه المؤرخون العرب و يصور الفاتح العربي كمنقذ أو مخلّص كان سكان الأقاليم المفتوحة (العراق والشام ومصر والاندلس الخ) يتلهفون لمقدمه وينتظرونه. لكن التاريخ والظروف التي صنعته أعقد من ذلك بكثير. وسيصدم القارئ حين يستوعب أن التاريخ الذي كتبه المغلوبون حافل بالحتقار والكره للعرب كجنس متخلف أصلاً لكن حصل له التمكين بفعل غضب الرب/الآلهة على الشعوب المغلوبة بسبب الإيغال في الذنوب!! 2- يطرح الكتاب عبر استعراضه لتواريخ المغلوبين ودخولهم التدريجي والبطيء تحت جناح الثقافة الغازية الجديدة (العربية/الإسلامية)، يطرح تساؤلات حادة حول مفاهيم العروبة وحول ماهية الثقافة التي صارت عربية إسلامية في حين أسهمت فيها ومنذ البدء عناصر استعصت بل ورفضت جوهر العروبة والإسلام وإن خضعت لها بفعل الأمر الواقع. هذا الاسهام وصل لحد المشاركة في الجيوش الاسلامية قهراً أو طمعاً في المغانم بالرغم من أن أولئك المشاركين لم يكونوا عرباً ولا حتى مسلمين بالضرورة، إن المصريين وفرس العراق والاندلسيين لم يكونوا عرباً أقحاحاً، وحتى ظروف تعربهم وإسلامهم فرضتها ظروف اقتصادية وثقافية واجتماعية تفاوتت شدتها بتفاوت سلطة الخلافة. 3- إن التقاطع بين الثقافات الإسلامية وتلك المنتسبة لديانات أخرى: يهودية، مسيحية، نسطورية، صابئة، حرانية أو زرادشتية لهو جدير بالتأمل. خاصة إذا التفتنا لما يورده الكتاب من اعتبار المسيحيين للفاتحين المسلمين أدوات في مخطط يهودي كبير لاسترجاع بيت المقدس وإقامة الهيكل، أو التفتنا للتأثير الساحق الذي أحدثه سقوط الدولة الساسانية على العقائد الفارسية المتأخرة. 4- إن كتابات المغلوبين المتراكمة تاريخياً، كما يوردها المؤلف هنا ، هي امتداد أصيل لمدرسة الاستشراق كما نعرفها اليوم، مع فرق جوهري، فهذا الاستشراق القديم لم يأت من (الغرب) المسيحي فحسب، بل إنه قد أوجدته تشكلة من الأمم والحضارات التي شكل لها لصعود العربي المباغت صدمة رفضت أن تتقبلها ون عايشتها لقرون، وظلت خلال أجيال تحاول أن تفسرها وتعللها وتنتظر انقضائها كظاهرة فارقة أو علامة مؤقتة في التاريخ. هذا النظرة القديمة مهمة جداً اليوم لتحليل الحالة لعربية المتمسكة بشدة بماضيها المغرق –هو الآخر- في المثالية وفق القراءة الذاتية التقليدية.
لوحة الغلاف للرسام بيار نولاسك بيرجيريه وهي مستوحاة من قصة أسر الراهب والريام فيليبو ليبي في الجزائر
يبدأ الكتاب بهذا الاقتباس من سفر التكوين (وقال أنت حبلى وستلدين ابناً فتسمينه إسماعيل ، لأن الرب سمع صوت عنائك ، ويكون رجلاً كحمار الوحش يده مرفوعة على كل إنسان ، ويد كل إنسان مرفوعة عليه ويعيش في مواجهة مع جميع إخوانه)
هذا الكتاب فريد في موضوعه ويعالج جانباً قليل الانتشار في مكتبتنا العربية وهو نظرة شعوب البلدان التي فتحها العرب والمسلمون وخاصة في كتابات أهل تلك البلاد ومؤلفاتهم ورسائلهم ، في البداية نلاحظ تحليل الشعوب في الجبهتين الفارسية والرومانية أي بلاد فارس والشام ومصر بالذات مع أسباب هذا الغزو ومن هم الغزاة ،، من ناحية من هم الغزاة سيطرت على المغلوبين في كتاباتهم النظرة الدونية للعرب بأنهم أبناء هاجر الخادمة أو الاسماعليون الذين سيحققون النبوءة التي جائت في الكتاب المقدس بأنهم هم الذين ستكون أيدهم مرفوعة على كل أحد ويد كل إنسان مرفوعة عليهم ، وأنهم مجرد همج خرجوا للسلب والنهب ، من جهة أخرى نظر الفرس والقساوسة بمختلف اتجاهاتهم لهذه الحروب بأنها نتيجة لكثرة المعاصي التي ارتكبها أهل تلك البلاد وابتعادهم عن الدين القويم وفسادهم ، من ضمن تفسيرات تلك الشعوب خاصة المسيحية منها لأسباب الفتوح فكرة المؤامرة التي حاكها اليهود واستخدموا الدين المحمدي الصاعد كأداة لإخراج دين الرب المسيحي من الأرض ،، هذه التفسيرات لا تختلف كثيراً عن ما يقال اليوم لتبرير أو البحث عن تأويل مناسب للهزيمة التي تلحق بأي شعب ،، من جهة أخرى ناقش الكتاب بعض النقاشات التي دارت بين قساوسة ورهبان ورجال الدين لتلك الفترات مع المسلمين وطبيعة الصراع الاجتماعي الذي وجدت تلك الشعوب نفسها فيه للحفاظ على هويتها الثقافية والدينية خاصة ،، الكتاب جيد بصفة عامة ويحتوي على بعض الاضاءات على التفكير الذي ساد تلك القرون ليس من وجهة النظر المنتصرة بل من وجهة النظر المهزومة التي يتم عادة تجاهلها أو محوها من كتاب التاريخ الرسمي المعروف
هذا الكتاب واجب القراءة بحق، الكاتب كان موضوعي و غير منحاز و هادف لوضع صورة وسطية بين الثنائيتين التقليديتين في التمجيد أو التحقير.
الموضوع صعب جداً بلا شك، فالتاريخ قابل للتحريف بشكل كبير لأسباب سياسية و ثقافية سائدة في كل عصر. فمقابل الصورة التقليدية التي نشأنا عليها من بطولات و مجد و حروب مقدسة مغيبين العامل السياسي أو الإنساني، نجد الصورة الأخرى المعبرة عن نظرة الآخر لهذه الفتوحات و التي ليست بالضرورة أن تكون صحيحة على فكرة، و الكاتب وفق في طرحه كما أرى فقد أشار إلى احتمال وجود تحريف كبير في هذه الروايات بسبب النظرة المسبقة للفتوحات على أنها غزوات رعوية من بدو وثنيين سلطهم الرب على العصاة من عباده المؤمنين. هذه النظرة نتجت من ثقافة متوارثة و سلطة دينية غير مطلعة بل غير راغبة بالاطلاع على ثقافة أو معتقدات الفاتحين الجدد.
أعجبني طرحه لقضية الأندلس، و استشهاده بشهادات مؤرخين عرب و إسبان عن أن الأندلس لم تفتح بحرب بل بحملات تبشيرية و تجارية و أن الموضوع غيّب من الطرفين لأسباب سياسية و ثقافية مرةً أخرى!! و الحقيقة أن الموضوع أثر فيّ بشكل كبير لأنني كنت قد انتهيت للتو من رواية ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور.
بشكل عام الكتاب هام جداً و بخاصة لمن ينظر إلى التاريخ نظرة الباحث عن الحل دون أن يتسلح بسلاح النقد و التحليل المنطقي، فالقضية برأيي هي شد و جذب كوني و ليست أمجاد يجب استرجاعها بالقوة. هي سنن كونية و أسباب يسرها الله تعالى للبشر " وتلك الأيام نداولها بين الناس" صدق الله العظيم.
قرأت الكتاب وللأسف فمعظمه هو افتراءات وتحامل عجيب على الإسلام والمسلمين خصوصاً في عهد الفتوحات الأولى !! .
وبالرغم من أن المؤلف قال بأن الكتاب يقدم رؤية محايدة بعيدة عن العاطفة والتعصب لأحد الطرفين (الغالب : المسلمين, والمغلوبين : المسيحيين والفرس). ومقارنة بين الروايات الإسلامية من جهة والروايات المسيحية والفارسية من جهة أُخرى, إلا أنني أجده يميل ويؤيد الروايات الأمم المغلوبة إما صراحةً أو ضمنياً في طريقة نقده للإسلام نفسه.
صراحةً, الكتاب يفيدك في معرفة المصادر التي بنى عليها الغرب رؤيته عن العالم العربي والإسلامي , و فهم طريقة طعن المفكرين العرب ذو الميول العلمانية والليبرالية للإسلام والتاريخ الإسلامي فقط , أما معرفة تاريخ الفتوحات الإسلامية فلا أنصح بهذا الكتاب مُطلقاً.
صحيح أن الكتاب يقدم بين دفتيه صورة مغايرة للصورة النمطية التقليدية الرسمية للفتوحات "العربية" كما يطلق عليها المؤلف، فهي ليست بالميثولوجية المثالية التي يصورها كتاب التاريخ الإسلامي، إلا أنه لم يكن منصفاً لقارئه. ينبغي أن نتذكر أن الهدف المبتغى لأي شخص من قراءة هذا الكتاب هو الإحاطة بتلك النظرة المغايرة للتاريخ الإسلامي، فالمنتصر دائماً من يكتب التاريخ، والتاريخ للمنتصر هو وسيلة لتخليد ذكره بكل ما يحمد، فيبالغ في سرد منجزاته و محاسنه و لو اضطر إلى ابتداع بعضها أو كثير منها، كما أنه سيعهد إلى مساوئه فيطمسها أو ينسبها إلى غيره أو يتأول فيها إن لم يكن هناك بد من نسبها إليه. "الفتوحات العربية في روايات المغلوبين" هو بالفعل عنوان مميز، و لكن محتوى الكتاب و مضمونه لم يكونا على نفس القدر من التميز، فإذا كان أساس الطرح المتناول في هذا الكتاب هو "روايات المغلوبين" عندها يصبح صادماً أن أجد جملاً في أكثر من مناسبة تقلل من أهمية التثبت من صحة الروايات المنقولة و تركز فقط على ما يمكن استنباطه من الرواية بغض النظر عن كونها صحيحة أم لا. استهلك الكاتب ما يقرب من نصف صفحات الكتاب في توضيح المناخ العام في عصر الفتوحات و ما كانت عليه الإمبراطورية الرومانية و الإمبراطورية الفارسية من أحوال ساعدت جيوش الفاتحين، و الخلافات الكريستولوجية بين الطوائف المسيحية التي جعلت كل طائفة منهم تنظر إلى الفتح العربي كأنه عقاب إلهي لهرطقات و بدع الطوائف الأخرى. أما نصف الكتاب الثاني فغالبية رواياته مبنية على أساس عقائدي، الأمر الذي يعوقنا عن وضع تصور للحياة الإجتماعية و الإقتصادية و البنية الحضارية التي قامت عليها "البلدان المفتوحة"، كما أنه يهمل التأثيرات المتبادلة للحضارات المختلفة في الحضارة الإسلامية و العكس فالإشارة إليها كانت على استحياء. من المنطقي ألا تكون الفتوحات العربية موضع ترحيب كامل في البلدان المفتوحة نظراً للاختلاف العرقي و العقائدي، ولكن انتهاج الأساس العرقي و العقائدي في روايات "المغلوبين" لن يكون موضوعياً في تقييم الفتوحات العربية أو حتى في مقارنتها مع الروايات التاريخية العربية.
لما قرأت عنوان الكتاب دا حضر في ذهني مقطع من أغنية لعبدالحليم اسمها البندقية اتكلمت كان بيقول فيه:(جيش الظلام في يوم ما حارب فجرنا جرح السلام زرع الآلام في أرضنا) وكان بيتكلم عن النكسة،وسألت نفسي سؤال واحد،لو إحنا اسرائليين هنبص لحرب 67 دي إزاي،هل فعلا كانوا هم المعتدين ولا هم بصوا للمعركة نفسها إنها دفاع عن النفس في حين إحنا بصينا لها على إنها غدر وعدوان.
الكتاب قاصر في موضوع العنوان لكنه عظيم في التأصيل المجتمعي والعقائدي والسياسي للأراضي اللي احتلها العرب في حروبهم المقدسة لنشر دينهم،وخصص بالذكر الفتوحات الأولى وركز على حالة الرومان والفرس كونهم أكبر قوتين واجهوا العرب حينها، مع بسط مهم للحالة المصرية بالذات قبل الفتح العربي وأثناءه وبعده،مع كلام في غاية الإفادة لحالة الشام والعراق،ففي سرد الحالة السياسية للبلدان دي الكتاب يعد مرجع مهم جدا لمعرفة حالتهم.
الكتاب إلى حد ما نخبوي ومتخصص،ولكنه يحتاج صبر من القارئ لاستيعاب كم المعلومات التي ذُكرت فيه وخاصة ما يخص العقيدة والاختلافات الدينية بين أبناء العقيدة الواحدة.
الكتاب لا يمثل من عنوانه إلا نسبة قليلة، لا تكاد تدخل في خِضم المرويات وأحاديث المغلوبين حتى ينقطع واردك في تشتيتات واسباب خارجية لا تمت لحدث الفتح او رواية المغلوب بصلة. وهو في مجمله عرض لحدث الفتح من وجهة نظر المغلوب، إذ يسرد المؤلف مرويات البطاركة والقسس والرهبان في مصر وسوريا وأسبانيا، وروايات كهنة الزرادشتية في فارس، مع التداعيات السياسية المصاحبة لدولهم. وكلها تحدث في خِضم الفتح، ومدى موثوقية هذه الروايات تجعلك في حيّرة حقيقة، حيث ان كثير منها لا يفهم، والقليل منها مبهم وفيه مبالغات لا يصدقها عقل. يجب ان أقول ان الدارس العامي لهذا الكتاب سيتفيد بالتعرف على لمحات وشذرات من قصة فتح الغالب للمغلوب في عينه، ويعرف كذلك ما قاسم وعانى هؤلاء جراء الفتح، من تغيير الديانة القهري، إلى التنكيل وقتل المعارض، إلى إجبارهم للخروج من اراضيهم وتبدلها بسكان عرب لتثبيت الدين واللغة الجديدة. وهذا ولا اقول تبرئةً لما حدث، بل لأنه حقيقةً، فعل كل فاتح على وجه الأرض يأتي بدين جديد او يبشر بعقيدة دينية او غاية سياسية معينة، والديانات الابراهيمية في ذهاب بعض افرادها لهذه الأفعال، مثال ساطع على وضوح ذلك. يصل المؤلف لغاية واحدة جمعت وجهة نظر كل الشعوب المغلوبة، وهو ان ما حدث لهم كان سُخطًا وغضبًا من الرب لما ارتكبوه من معاصي وذنوب في حياتهم وبلدانهم، ويروي في ذلك المرويات. الكتاب وجه الضوء على الكثير من النقاط المظلمة في التاريخ على سيرة هذه الشعوب في خِضم الفتح، وهذا امر يشاد به المؤلف، حيث ان البحث عن هذه الأحداث يحتاج جُهد وبحث عظيمين، وفي النهاية قد لا يصل المرء لنتيجة، لكن المؤلف أجاد في ذلك. تكلم عن اغلب الدول التي تعرضت للفتح العربي، لكني تمنيت حقيقةً ان يتعرض في النقد والعرض لحدث التغيير في شعوب الجزيرة العربية، وان يسرد المرويات ان كانت توجد من وجهة نظر الآخر بك�� حيادية وموضوعية. بقى اخيرًا ان أقول هل انصح في الكتاب ام لا؟ انصح به للقارئ غير الباحث وذو المعلومات البسيطة عن الموضوع، ليضيئ له بعض الجوانب المظلمة، وللقارئ المُطلع والباحث، انصحه بأن ينظر لغير هذا الكتاب. لولا بعض التشتيتات والخروج عن النص في مواضع متعددة، وذكر احداث مؤامرات اليهود، وقلّة إلى انعدام بعض المصادر في صدقها وموضوعيتها، لأعطيت الكتاب النجمة الكاملة.
هذا الكتاب يمثل أهمية كبيرة لنا فالفتوحات العربية شكلت حدثاً تأسيسياً للتاريخ العربي-الإسلامي ، ولكن أصوات الشعوب المغلوبة غابت عن المدونة العربية غياباً كانت له تبعات سلبية على تشكيل صورة العرب والمسلمين عن انفسهم. ولعلها المرة الأولى يقدم فيها كتاب بالعربية الروايات التي سجلتها الشعوب المغلوبة عن الفتوحات، استناداً إلى المصادر الأصلية. ومن الإخباريين البيزنطيين إلى القساوسة الأقباط ورجال الدين الزرادشتيين والمؤرخين الصينيين، إلى المدونين اليهود والرهبان الإسبان، ترتسم صورة مختلفة وجديدة للفتوحات العربية بصفتها حدثاً عالمياً. فالفتوحات، بخروجها من أراضي الجزيرة العربية تحولت إلى حدث متعدد الأطراف، خصوصاً أن أعداداً كبيرة من سكان البلاد التي قصدتها الفتوحات ظلت على دياناتها ومعتقداتها وعاداتها الاجتماعية وحافظت على بناها السياسية والاقتصادية في العديد من الأماكن التي بلغتها الجيوش الفاتحة. وظهر بعد انحسار موجة الفتوحات من قدم روايته للأحداث نجدها في هذا الكتاب.
عنوان الكتاب و مقدمته يعدان بالكثير الكثير, لكن للأسف لم يكن الكتاب سوى مجموعة من الأساطير المستحدثة في تاريخ الأمم المغلوبة
مصادر الكتاب متحيزة, حيث نه يعتمد على مؤلفات و آراء صغار المستشرقين
هناك الكثير من السخافات التي يطرحها الكتاب, كالدور اليهودي في إذكاء النزعة الإحتلالية عند العرب, مما دفعهم إلى الفتوحات !!!! و كذلك فيما يتعلق بإفتتان اليهود بعمر بن الخطاب و إطلاق إسم الفاروق عليه, تيمنا بأحد ملوكهم التاريخيين المخلّصين !!! و الكثير من مثل هذه الترّهات التي لا تستند إلى أي شيء
كنت أعلق الكثير من الأمال على هذا الكتاب لأفهم وجهة النظر الأخرى عن الفتوحات الإسلامية, لكن الكتاب جاء أدنى من المستوى
لا أفهم كيف يصدر مثل هذا الكتاب عن دار مثل دار الساقي
واحدة من ضمن أبشع الجرائم التي أرتكبت في حق العقل الجمعي المسلم كانت النظر لمسائلة الغزو العسكري المسلم من جهتنا نحن الغازين فقط مع أغفال كامل للشعوب المغزوة،و هو الأمر الشبيه بالغزو الأوربي للأمريكتين و تجاهل نظرة الشعب البدائية للغزو،أنتجت الحالتين تاريخ مشوه للأحداث أخفى الكثير من الحقائق حولها.
الكتاب يمثل محاولة أولية للنظر للغزو العربي من وجهة نظر الأمم المغلوبة ،و نرجو أن يكون بداية لعمل ضخم يقع على عاتق المؤرخين لأنقاذ تاريخنا الحقيقي من حالته المزرية لتتبين الحقائق و تتضح الدروس.
ممتع، غني جداً ومتعوب عليه وضوحاً، لكن كان يمكن أن يكون أسلس بأسلوبه وطريقة تنظيم أفكاره. في بدايته الكتاب أوضح، ومع التقدم في الفصول تبدأ تفقد السيطرة على مراد الكاتب. ثمة كتلة وثائق كبيرة تحتاج كذلك لتفكيكها وقراءتها مرات، ولا سيما أنك في بدايات العصور الوسطى وليس من الوارد أن تكون ملمّاً بتفاصيل لا يذكر لك الكاتب تفاصيل عنها. بس بالمجمل، الكتاب يُقرأ ويُقرأ ويُقرأ
كتاب أكاديمي غني بالاحداث التاريخية و النقاش حول الفتوحات الاسلامية فى أطراف عديدة مثل مصر و ايران وسوريا و الاندلس فى سرد تاريخي طويل من وجهة نظر المغلوبين
من الصعب تقييم الكتاب أو الحكم على صحة أو خطأ طرحه لازدحامه بعشرات القصص الغير مألوفة و التى تسترعي الانتباه .
أفضل ما فى الكتاب هو اختلاف طرحه عن المعتاد من القراءات التاريخية و الحديث عن الاخر الذي قلما تم ذكره فى أدبيات التاريخ و مذكراته
و في النهاية لا يمكن بأي حال فهم تطور الأديان الا من خلال قراءة وافية لتاريخها فى عيون أنصارها و اعدائها
لتوّي أنهيت هذا الكتاب والذي كنت قد بدأته من بداية الشهر على ما أذكر كان عنوانه مغرٍ لي أكثر من مضمونه ولذا أخذ مني وقتاً طويلاً كونه لم يشدّني محتواه كما كنتُ أتوقّع
أضحكتني العبارة التي تكرّرت فيه عندما كان ينقل أراء المغلوبين من غير المسلمين وكيف كان الكهنة يقولون لشعوبهم أنّ الله ابتلاكم بالفتح الإسلامي نتيجة ابتعادكم عن ربّكم والمعاصي التي ارتكبتموها بحق الرّبّ "بشبه إجماع، اعتبرت الشّعوب المغلوبة الفتوحات العربيّة عقاباً من الله على ذنوب سابقة، يعود بعضها إلى الخلافات الدّاخليّة المتعلّقة بالإيمان والصّراعات بين الكنائس المختلفة ما أغضب إلهاً لم يعتد الشّقاق بين أبنائه وسئم من سوء أخلاقهم ومن آثامهم الممتدّة من الخروج على سلطة الكنيسة إلى موبقات يرتكبونها في حياتهم اليوميّة، ويشكّل بعضها الآخر تحقيقاً لنبوءات قديمة"
وأعجبتني فكرة ذكرها في معرض حديثه عن إحراق المكتبات على أيدي المغول إذ يقول: "ومن دون المبالغة في تفسير قضيّة إحراق المكتباتن سواء التي أحرقها العرب أو المغول في بغداد وفي قلعة ألموت مركز الإسماعيليين النّزاريين قرب بحر قزوين، يمكن التأمّل في مآلات المكتبات ومصائرها كعيّنات، ليس على مكانة الثّقافة في العالم العربي في نظر حكّامه وغزاته فحسب، بل أيضاً على الصّروف الرّهيبة التي ما فتئت تصيب هذه النّواحي، مانعة تكامل عمليّة تراكم معرفيّة مسياسيّة واجتماعيّة ضروريّة لأيّ شكل من أشكال النّهضة...."
لا أدري لماذا لم أستطع أن أخرج من هذا الكتاب بفكرة أستطيع أن أوجزه فيها، أو أن أقول أنّي فهمته على أفضل ما يجب أن يُفهم.. ربّما يعود ذلك لتخصّصه في موضوعه حيث عرض بعض المعلومات والتي أعتقد أنها ينبغي أن تكون مقدّمة لمتعمّق في التّاريخ أو لوردو بعض الآراء التي تناقض بشكل كبير ما ألفنا عليه من معلومة وحدث درسناهما وحفظناهما ه لذا أنتظر أن أسمع رأي الدّكتور سهيل فيه فهو المرجع التّاريخي الذي أثق بالرّجوع إليه كونه بحّاثة موضوعي يندر وجودأمثاله من حيث سعة باعه في هذا المجال وخاصّة فيما يتعلّق بالتّاريخ الإسلامي والتّاريخ الكنسي..
وسأوافيكم برأيه فوراً ولكن أرجو أن يتاح لي الذّهاب لعنده بأقرب وقت
بداية العنوان جميل جدًا و يشد , حرك عمدي فضول خاص و فرحت أن في حد أخيرًا فكر ينقل موقف الشعوب من الإسلام بحيادية بعيدًا عن روايات الفاتحين .. بس للأسف أولا الكاتب لم يكلف نفسه أنه يتعرف على الدين اللي بيتكلم عنه أبسط حاجة أنه ف صفحة رقم 62 كاتب أن فيه اختلاف في الإسلام حول من هو ولد سيدنا ابراهيم اللي أُمر أنه يضحي بيه و العبارة دي إن دلت فتدل على جهل بأبسط المعلومات عن القرآن و التفسير ثانيًا الكاتب معملش حاجة غير أنه جمع مخطوطات لبطاركة و رحالة , من غير حتى ما يقارن بينها و يعتمد فيها على الصحيح . يعني جمع المخطوطات و حطها ف كتاب بعشوائية و سذاجة أو جهل ثالثًا هو بيعزو انتصار العرب أو المسلمين ف الفتوحات إلى ضعف الدول المسيطرة ف الوقت ده سواء الدولة الرومانية أو دولة الفرس إلخ مش إلى قوة الدين أو الفكرة وراء الفتوحات و دي مفيهاش مشكلة و شيء بديهي أن ضعف الدول الاستعمارية و كره الشعوب ليهم ف الوقت ده ساهم في انتصار العرب رابعًا فين بقى عنوان الكتاب ؟! أنا وصلت للصفحة 200 و مش شايفة غير مخطوطات و أساطير على ايد بطاركة و رحالة و جنود ! فين الشعوب ؟! فين موقفهم ؟! إزاي متكلمش عن حضارة الشعوب نفسها قبل الغزو أو الفتح العربي أيا كان المسمى ؟! إزاي يهمش حضارة الشعوب دي ؟! أمال إيه قيمة الكتاب نفسه ؟! بيناقش هدف الفتوحات و اسباب انتصارها ؟! في حين أنه زيه زي كتب السرد العربي للمنتصرين همش حضارة الشعوب المغلوبة و ثقافتها و موقفها من العرب و الفتوحات و الدين الجديد للأسف لو فيه صفر في التقييم كنت اخترته !
ليت فكرة هذا الكتاب موجودة بمئة كتاب آخر في مواضيع مختلفة....أن تخلع تلك النظارة التي ألبسوك أياها منذ صغرك و ترى الأمور بنظارة غيرك.... هذا ما فعله الكاتب.... أورد لنابعض أحداث الفتوحات لكن هذه المرة على لسان مغلوبين...ليس هذا فحسب بل أنه بذل جهده لنفى ما استطاع بدﻻئل تاريخية و منطقية. كنت أظن قبل هذا الكتاب أن نظرية عقاب الله للناس بالحروب التي يتداولها المشايخ و عامة الناس هي نظرية ذات طابع إسلامي, لكنني اكتشفت أنها سبقت المسلمين بل و استخدمت ضد فتوحاتهم, فقد استخدمها المسيحيون و الزرادشتيون ضد السراسنة على أنهم عقاب لهم على خطاياهام و أوزارهم.
كتاب جميل جداً يأخذك في ممر جديد و زاوية جديدة لرؤية الفتوحات (الإسلامية)، بمنظور مغاير عن الفاتحين أنفسهم و هو عمل جدير بالتأمل و التدقيق، أخذني الكتاب في رحلة تصويرية على الخارطة و على ردود أفعال المغلوبين الذي كانو مغلوبين على أمرهم قبل الفتوحات الإسلامية. الكاتب وفق في الكثير من الطرح و سقط في جوانب قليلة و لكني أراها مهمة لتصحيح إتجاه البحث، من دون ذكر هذه النقاط التي لربما يراها غيري صحيحة بناءً على منطلقاته الفكرية و العقدية.
عرفني الكتاب على الكثير من المصادر الجيدة التي أستطيع الإستفادة منها في قراءة فترة الفتوحات من زوايا مختلفة.
اولا الغريب تسمية الكتاب بالفتوحات العربية في حين نعلم انها فتوحات اسلامية ليس للقومية العربية دخل فيها. إنه من الجيد دائما الأخذ براي ثاني حيال أي موضوع وهذا صحيح خصوصا في مسألة التاريخ لكن السيد حسام عيتاني ليس أول من قدم هذا العمل وليس الأشمل بالتأكيد فهو عرض بعض المواضع المتفرقة والتي لا يربط بينها اي شيء ولم يخبرنا لم اختار هذه المواضيع بالذات هناك العديد بل عدد ضخم من المستشرقين الذين قدموا لنا رواية المغلوبين ومحصوا تاريخنا ونقدوه سواء بالحق او بالباطل وإن كان بالباطل اكثر المؤلف على ما يبدو متأثر بهؤلاء المستشرقين فهو يكتب عن الفتوحات كما لو ان العرب هم فقط بدو سكنوا شبه الجزيرة في حين ان كل منطقة العراق وبلاد الشام ومصر وشمال ليبيا كانت منطقة سكنها عرب ( يستفاد في هذا الخصوص من كتاب تاريخ سوريا القديم تصحيح ) كما انه يتقل مسالة انزعاج قساوسة مصر من الجزية التي فرضها المسلمون على أهل مصر معتبرين اياها لا تطاق.. لم يراجع المؤلف هذا الكلام الذي أتى نقلا عن شخص واحد لا يخفى على احد انه في الأساس منزعج من ضياع الثروة من بين يديه فهناك أبحاث طويلة وكثيرة عن الخراج الذي كانت تجمعه الكنائس.. وحبذا لو كان هناك نص منقول عن عامة الناس الذين كانت تفرض عليهم الجزية.. في هذا الخصوص يشير الكاتب ممتعضا ان الجزية كانت تجمع فقط عن دون المسلمين مما يدل لا قلة اطلاعه.. لان المسلمين كانت تفرض عليهم الزكاة.. 2.5 بالمئة ويفرض مثلها عل غير المسلمين وسمية جزية لان الزكاة هي خاصة بالمسلمين وعبادة يتقربون بها إلى الله أمور مثل هذه كثيرة وهي إما تدل على تعجل الكاتب في الافتراضات المبنية علي جهل أو تأثره بحركة تشويه التاريخ العربي والإسلامي تحت ذريعة الحياد وعدم الانحياز
الفتوحات العربية بروايات المغلوبين عنوان مشوق لمعرفة الأنا بعيون الآخر وبالتالي نستطيع اكتشاف الفتح الإسلامي من خلال الأخر وما اجراه الفتح من هزة ثقافية وفكرية على جميع المستويات لتلك الشعوب التي استوعبت الفتح وانصهرت فيه (مثل ايران،الهند،الترك،مصر،الأمازيغ،إلخ) وما صاحبة من تطور في فهم الدين والتفاعل معه من خلال التأثر بالهوية القومية أو الظرفيه تدفع باسباب جديدة،أو من قاوم الفتح بهوية دينية(كالمسيحية على وجه الخصوص)وما صاحبها من حراكعلى المستوى الديني والسياسي والفكري.
من أجمل مو جدته في الكتاب هو الألتزام العلمي في نقل المرويات عن الفتح الأسلامي وكشف الذاتيه أو التضليل الذي قد تسقط فيه الروايه .
الكتاب جميل وقاعدة لقراءة التاريخ والذات عن طريق الأخر(مع المراعاة العلمية)،ونحتاج في مكتبتنا العربيه-الإسلامية كتب تاريخية على هذا النمط وبتوسع اكثر ودراسة شعوباً انصهرت بالفتح لتشكل هوية اخرى امام الأخر كالدولة العثمانية مثال
لا أعرف كيف أقيّم هذا الكتاب.. هل فهمته..؟ للأسف لا أعتقد ذلك.. يعتمد الكاتب في بحثه على مصادر وأسماء غريبة كثيرة استقى منها نظرتهم للفاتحين العرب والتي تكاد تتفق على أن فتوحاتهم عقاب من الله على تقصيرهم وضعف إيمانهم، يبرز هذا الاتجاه أكثر لدى المسيحيين.. قيمة الكتاب تتركز في تناوله الفكرة من الجهة المقابلة تماماً الجهة المغيّبة في ثقافتنا المدفونة تحت نصوص كثيرة عن براءتنا وإسلامنا وطيب معاملتنا.. الكتاب كما أظن لا يناسب القارئ العادي أو المبتدئ. يجدر بمن يقرؤه أن تكون له خلفية عن تاريخ الشعوب وعلاقاتهم إبّان الفتوحات العربية. فصل "بعد السيف الكتاب" هو أكثر ما استوعبته منه.. ونظرته التحليلية لأثر الاستشراق ونظرته لهم في نهاية الكتاب مفيدة.. الكتاب صادم بالنسبة للرؤية التقليدية المثالية للفتوحات وتشكيكه في حيادية المؤرخين العرب والمسلمين..
يسد هذا الكتاب ثغرة في المكتبة العربية، كون الأبحاث في هذا المجال مقتصرة على بعض ما ورد في كتابات المستشرقين التي لم توف هذا الباب حقه من البحث الموضوعي ولافتقار المكتبة العربية للعديد من المصادر التي لم تترجم إلى العربية لغاية اليوم كشخص كان يبحث عن كتاب في هذا الباب من زمن بعيد، لم يشف هذا الكتاب غليلي من عيوب الكتاب أنه يتضمن تحليلا كثيرا وقليلا من الوقائع، مما يجعل القارئ يشكك في صحة التحليلات التي يوردها المؤلف رغم رصانتها الظاهرة والثقة التي يظهرها المؤلف في إيرادها، يضاف لذلك محاولة المؤلف اتخاذ موقف حيادي، رغم تبنيه في العديد من الأفكار لآراء المستشرقين، مما يضعف الثقة في تحليلاته، يضاف لذلك الإستطرادات التي كان بالإمكان تلافيها وإن كانت للا تخلو من معلومات مفيدة
كتاب "الفتوحات العربية في روايات المغلوبين" تأليف الباحث حسام عيتاني، الكتاب الأول من نوعه في المكتبة العربية، و الذي -طبقا لمؤلفه- يروي كيف استقبلت "الشعوب" المغلوبة الفتوحات الإسلامية و يستقي مصادر من المخطوطات و الروايات التي جمعها المستشرقون و خصوصا هيولاند في كتابه Seeing Islam as others saw it.
الكتاب دسم و فيه مصادر عديدة و مختلفة، و يُعدّ هذا الكتاب السباق في هذا المجال . الكتاب يناسب للقارئ الغير متخصص في الوثائق و البرديات و chronicles التاريخية حول الفتوحات الإسلامية و يمكن قراءته من قِبل القارئ المتخصص و الغير متخصص. و من خلال إستقراء الباحث لهذه المصادر يعيد بناء التاريخ الإسلامي من وجهة نظر الآخر عن الفتوحات الإسلامية و التي يصرّ المؤلف على إضفاء الطابع القومي الإثني العربي عليها و يحاول تجريدها من هويتها الدينية الإسلامية التي تعتز بها. يفترض الباحث بأن هذه المصادر هي فعليا تروي قصة الفتوحات الإسلامية عند "الشعوب" المغلوبة، لكنه لا يميّز -عن قصد أو بغير قصد- بين روايات السلطات الدينية المغلوبة و روايات الشعوب نفسها، حيث لا نجد أي مصدر يتكلم عن مصدر احتك بالمسلمين مباشرة، بل كلها روايات "شعبوية" و خيالات و أوهام نزلت على البطاركة ، و يظهر هذا الجهل بحقيقة الإسلام لدى السلطات المغلوبة عندما يتتبع الباحث موقف البطاركة من الإسلام و المسلمين، فأولا يصفونهم بالوثنيين ثم ما يلبثوا أن يعيشوا بينهم يسمونهم بـ عبدة الشياطين أو المسيح الدجال أو "ضد المسيح" الذي جاء لإنهاء العالم المسيحي، ثم يتطور الأمر ليبدأ الكهنة ليتسائوا عن سبب هذه الخسائر التي ألحقها العرب بـ البيزنطيين و يعزون ذلك إلى خطاياهم عندما تظهر أخلاق المسلمين الجيدة معهم و يثبت لهم كذب ما كانوا يعرفونه حول المسلمين. و هذه الروايات كلها كما يعترف الباحث فهي تمثّل وجهة نظر السلطة الدينية القابعة في الكنائس و التي لا تحتك بالمسلمين مباشرة إلا عن طريق عقود الأمان و الصُلح التي تعقدها مع الخليفة أو الوالي على المنطقة الموجودين فيها، بينما المصادر التي تتكلم عن غير المسلمين الذين عاشوا بين الفاتحين فتكاد تنعدم تماما، و لذلك فلا أجد أن هذه المصادر "تمثّل" فعليا وجهة نظر "الشعوب" المغلوبة بل بالأحرى السلطة الدينية المتأثرة بالنزاعات المذهبية آنذاك ناهيك عن التأثير السياسي. لا نجد مصدرا مباشرا يتكلم عن احتكاك مباشر بالمسلمين سوى من الوثائق الصينية التي تتكلم عن الأسير العائد بعد حرب تالاس، و تظهر التعاليم التي يصفها الأسير بأنها تعاليم إسلامية صحيحة و دقيقة و تثبت كونه شاهد عيان يصف ما رآه تماما، و عندما تُقارن هذه بالوثائق الصينية التي تتكلم عن ظهور الإسلام نفسه من مصادر لم تعرف المسلمين مباشرة نجد المعلومات الخاطئة و الترّهات، مما يثبت أن المصادر التي تستقي معلومات من أشخاص لم تلتقِ المسلمين مباشرة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الشعب نفسه، و هذا الحال قائم إلى اليوم، فالشعوب ترى شيئا و السلطة الدينية -غالبا- تعارض ذلك خوفا على مكانتها.
يتخذ الكاتب موقف "الحيادي" من ناحية المصادر التي يقدمها، فلا ينحاز إلى طائفته ضد المسلمين و لا ينحاز للمسلمين ضد الشعوب المغلوبة، و يحاول الباحث -أحيانا- إنصاف المسلمين بعدما يرى كيف استقبلت تلك الشعوب المسلمين و دينهم و كيف تغيّرت نظرتهم إليهم بعدما عاشوا معهم، فتحولت تلك الشعوب من رمي اللوم على الفاتحين إلى رمي اللوم على نفسها و عزي ذلك إلى تقصيرها ثم إختلاقها لنبوءات تفيد بأن ضد المسيح أو الشيطان قد جاء ليحلقه المسيح بعده. لكن و بالرغم من الموقف الحيادي الذي يأخذه الباحث، فإنه الكتاب نفسه يفتقد إلى روح الكاتب و نَقَسْه، حيث أننا نرى المصادر كلها بكثرتها من دون أن يتدخل الكاتب ليعلّق عليها إلا في نطاق محدد لأسباب لا تخفى على أحد، بينما يسكت عن التعليق عدة مرات على مصادر في غاية الأهمية فيدرجها من دون أن يمرّ عليها تاركا التعليق للقارئ، و ربما كان يريد أن يضم جمهور كتابه المسلمين و غير المسلمين و أن ينحصر في غير المسلمين، فلذلك نأى عن الإساءة إلى أي من الطرفين، و لكنه في بعض الأحيان لم يكن موقفه قويا في الإنحياز للمسلمين الذي شهدت المصادر معظمها على تسامحهم و رأفتهم. يفتقد الكتاب إلى تعليق الباحث نفسه و ربطه بين المعلومات ببعضها البعض بالإضافة إلى إبداء رأي الباحث نفسه لا رأي من ينقل عنهم، و هو ما يثير تساؤلا هاما جدا؛ لماذا لم يعلّق الباحث أو يناقش ما ينقله بنفسه بدلا من النقل؟! و من الجدير بالذكر بأن أحد النقاط التي تُحسب للباحث أنه بالرغم من إدراجة لبعض المواد الإستشراقية و الأطروحات ضد الإسلامية، إلا أنه لم يقع ضحية للمستشرقين السذج، فلقد نأى بنفسه عن الكثير من الشُبهات و التزم منهجا علميا يُحترم عليه.
كما يبدو أن الكاتب قد تلقف شُبهات مايكل كوك و كرون في أطروحتهم Hagarism, the making of the Islamic World و لكن من دون توسع، لدرجة أنه اقتبس الصفحات الأولى التي تتكلم عن الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضوان الله عليه بالحرف الواحد بخصوص معنى كلمة "الفاروق"، من دون إعطاء رأيه الخاص في هذا الشأن، و إنما مجرد إثارة جدل من دون البتّ بالموضوع. و لكن الباحث الذي يستحيل أن لا يكون لديه باع في اللغات السامية يدري تماما أن اسم "الفاروق" هو عربي خالص و ليس سريانيا. و لنتوسع هنا قليلا في قضية اسم "الفاروق"، فأنا أراه عربيا و لو حمل جذورا مشتركة مع السريانية، فلفظ "فرق" ܦܪܩ السرياني يعني أنقذ، و إن قلنا "فرقا" فهذه الكلمة تصبح بمعنى المنقذ لأن علامة التعريف في السريانية تأتي في نهاية الكلمة لا أولها كما في العربية. من هنا نعرف أنه لو أراد فعلا أهل الكتاب أو اليهود و المسيحيين الناطقين بالسريانية تسمية الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإسم "المنقذ" ليعطوه طابعا مسيانا بعد دخوله القدس الشريف لقالوا "فُرقا" و لن يقولوا "الفاروق" و شتان بين هاتين الكلمتين التي يمكن لأي شخص أن يعرف أن الأولى سريانية و الثانية عربية. بالإضافة إلى أن اليهود كانوا ينتظرون منقذا يهوديا من بني جلدتهم فمن المستحيل قطعا أن يظنوا بالخليفة عمر العربي "الطائي" ذلك، ناهيك أن اللغة السريانية و العبرية كانتا آنذاك لغات حاخامية و كنسية و ليست إلا للعبادة، بينما اللغة اليونانية كانت قد بدأت بالتفشي بين الناس بعدما جعلها هرقل "هراكيلوس" اللغة الرسمية للإمبراطورية بدلا عن اللاتينية، فهذا يضع صعوبات أمام قبول أطروحة مايكل و كرون بأن أولئك الذين لا يجيدون اللغات السامية قد عرفوا الخليفة و سموه بهذا الإسم المثير للجدل. كان ينبغي للباحث بأن يدلي برأيه و أن يعترف بأن تاريخ الطبري الذي نقله عن ما يؤيد نظريته هو كتاب غير محقق بل كتاب كما يثبت مؤلفه رحمه الله في بدايته بأنه كل ما وصله عن أخبار الرسل و الملوك فوضعها في كتابه ليحققها من يأتي من بعده، فلذلك ليس كل ما جاء في الطبري آخذنا به، بل الثابت أن معظم ما فيه هو من الموضوع و المنكر و الضعيف، و لا يصح للباحث بأن يأخذ بمثل هذه الموضوعات فذلك يقلل الثقل العلمي لكتابه.
تظهر إنتقائية لدى الباحث في الكثير من الأحيان، فهو ينتقي من المصادر المتوفرة أمامه (و هي كثيرة) و يقدمها للقارئ العربي بشكل يُظهر أن هذه هي وجهة نظر الشعوب المغلوبة، و يغض طرفه أحيانا عن بعض الأحداث الهامة خصوصا في فتح بيت المقدس، فهو يعرف أن بطريرك أورشليم قد كتب بداية في دعاء للمسيح يدعوه بأن يقضي على العرب الذين قاموا و فتحوا البلاد، ثم له وثيقة أخرى تُؤرّخ لــ 634 يتكلم بها عن سقوط بيت لحم و يدعو ربه لكي يحمي الحكام "المؤيدين بالمسيح"، ثم له وثيقة أخرى من عام 636\637 يراجع نفسه لما كل هذه الحروب ضد البيزنطيين و لماذا يخسرون دوما و لا يغلبون العرب و لا مرة؟! لماذا العرب ينتصرون في كل مرة؟! ثم يتكلم عن قيام رجسة الخراب بقدوم المسلمين، ثم الوثيقة الأهم التي تعود إلى عام 339 و تتكلم عن دخول المسلمين لبيت المقدس و تنظيفهم لمكان الصخرة و بنائهم للمسجد الأقصى.. و لكن الباحث لا يضع هذه المصادر بالتسلسل التاريخي المطلوب و ينتقي منها ما يشاء كيفما شاء.
كتاب جيّد و دسم و عميق جداً و لكن يحتاجُ إلى قراءة متأنية جداً...
شعرت بعد إنتهائي من قراءة هذا الكتاب وكأنني أنهيت دراسة أطروحة دسمة صعبة حاولت كثيرا بعد انتهائي من كل فصل أن أقوم بتقييم وتلخيص المعلومات المستفادة ولكنني كنت أجد صعوبة فيه ... فكرة الكتاب مميزة ، ولكن بسبب الحكايا والأساطير والمراجع الغريبة عنا يجد المرء العادي الذي لا يملك اطلاعا واسعا على حقيقة التاريخ وأحداثه صعوبة في فهم حكايا هذا الكتاب ... أدرك حقا الجهد الذي بذله الكاتب -مشكورا - في ايصال فكرته والتي وصلت في عدة جزئيات هي مارسخت في بالي ... في إحدى الفصول التي تحدث بها عن ثقافة الدول التي وصلتها الفتوحات العربية كان تأثر الأسبان بالعلوم العربية والأدب العربي واضح في تلك الفترة فكانوا يتهافتون على دراسة اللغة العربية واتقانها ويقومون بملأ مكتباتهم بصنوف الانتاج العربي هذه النقطة ذكرتني كثيرا بالحال الحاضر حيث أخذ الأدب العربي بالإضمحلال والتراجع والأدب العالمي، الغربي، الأوربي بالازدهار فبات الكل يتهافت لجمع كتب فلاسفة أوروبا وجمع رواياتهم ... هو أمر مؤسف.. فالبكاء على أطلال غرناطة وقرطبة والأندلس سيبقى حسرة في صدور العرب والبكاء على الثقافة العربية لا يعلم إلا الله إلى متى سيستمر فإن كنا لانزال نملك مجالا نبدع فيه فهو مجال الرثاء والبكاء عالأطلال ... عموما بالعودة إلى الكتاب... سيكون مرجعا مهما لمن يملك خلفية كبيرة عن أحداث وأخبار التاريخ بشكل عام :))
الكتاب مهم جدّا لأسباب كثيرة ليس أهمّها بالتأكيد ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث وتنامي الحركات الراديكاليّة التي تريد إعادة غزو المنطقة والقضاء على ما تبقّى من تراثها الاصيل والإطاحة بفكرة الأوطان، فبالإضافة إلى ذلك يتناول الكتاب طرح مصادر لطالما تمّت محاصرتها من قبل الباحثين المحليّين وتكاد تكون غير معروفة نهائيّا لدى عامّة الشعب ممّن كونوا أفكارهم عن تلك الحقبة الزمنيّة التي أعادت تشكيل شكل الشرق والعالم من خلال كتب أحاديّة الطرح وتنظّر لوجهة نظر واحدة أضفي عليها طابع القداسة وأصبحت تابوها لا يمكن المساس به ومن المسلّمات لدى الغالبية العظمى من المسلمين. الكتاب ههنا يعيد قراءة تلك الحقبة من خلال ما كتبته الشعوب الأصيلة التي تعرّضت للغزو وهو يلتزم الحياد إلى درجة كبيرة وإن تغاضى عن مناقشة بعض المسائل بعمق بسبب واقع الحريّات في المنطقة ولأسباب سياسيّة في أحيان أخرى أو لأنّ بعض المسائل سيتطلّب طرحها الدخول في إشكالات كبيرة تقتضي دراستها تأليف كتب ضخمة ستبتعد كثيرا عن الموضوع الأصلي الذي يطرحه هذا الكتاب.
كتاب يتحدث عن الآخر كيف رأى الدخول (العربي) الإسلامي .! لأراضيهم
أهم ما ميز الكتاب هي الزاوية التي نظر لها المغلوبون لنا كيف كانت رؤية القساوسة والقديسين والأقباط والرهبان والإسبان لنا
لكن للأسف كتاب فوضوي عشوائي غير مرتب يشتت القارئ هذا غير نقل الصورة القاتمة لنا سلبياتنا فقط
كنت منتظر رأي الشخص العادي المزارع الفلاح المرأة الرجل الفقير لكن لم أرى إلا أحاديث القساوسة والرهبان الأقباط والكثير الذي يتناول الجانب السيء جدا للفتوحات الإسلامية والذي أسماها الكاتب الفتوحات العربية لنا جانب سيء ونحن معترفين فيها ومن المتوقع أن يقولها الآخر خصوصاً صاحب المكانة والسلطة للأراضي المفتوحة لكن هناك جانب مشرق ومضيء لم يتم التطرق لها من قريب أو بعيد
أتمنى مستقبلاً أن يكون هناك كتاب يتطرق لهذه الزاوية مع الحرص ع نقل الجانب السيء والإيجابي للفتوحات وليس من الحيادية في شيء أن تذم او تتطرق للجانب المظلم فقط لأي حضارة ومن ثم تقول أنا أنقل بحيادية !..