يهدف هذا الكتاب إلى التعريف بالرغبة في الأبدية (التوق إلى الخلود) وإلى اكتشاف منابعها العاطفية والعقلية، وأخيراً تحديد قيمتها والمكانة التي يجدر إعطاؤها لها في الحياة. لكنها لا تعالج موضوع الأبدية بحد ذاته: لذلك سمحنا لأنفسنا بإطلاق صفة أبدي على حقائق متباينة جداً (كالقوانين الطبيعية، والذات الاستعلائية).
وبما أننا رأينا في رفض الزمن الشكل المشترك لكل الأهواء البشرية، حاولنا أيضاً أن نبرهن أن هذا الرفض هو هوى أساسي بدل أن نشرع في أن نختزل به كل الأهواء الخاصة.
ما يلي ليس إذن لا ميتافيزيقيا الأبدية ولا سيكولوجيا الأهواء الواقعية: إنه فقط تحليل للمحاولات العاطفية أو الفكرية التي يرفض الوعي بواسطتها التعبير ويرتقي إلى مفهوم الديمومة.
الخلود... كيف يمكن لنا أن نتصوره ونحن مخلوقات مهددة بالفناء... ندرك أن هناك نهاية لحياتنا القصيرة ولكننا نعيش بهاجس أكبر هو هاجس الخلود .. فمن أين جاءت هذه الفكرة ؟ وماهي منابعها يحلل الكتاب فكرة الخلود بالنظر في فكرة الزمن ذاتها ويستعرضها عند عدد من الفلاسفة هيغل اسبينوزا ديكارت ..بحسب الكتاب فالإنسان يعيش إما أسيراً لأحداث مرت عليه فيستحضرها أو أخرى مقبلة عليه ويجهلها وفي الحالتين هو غير حاضر زمنياً .. فالحاضر كزمن محصور لديه بين هاتين الفكرتين بين استرجاع و ترقب. وكائن محصور في هذه الحدود الضيقة أنى له أن يفكر في الخلود ؟ يرى ألكييه أن هذه الفكرة هي امتداد للعقل السامي ومنبعها الدين فالإنسان يعي أن هناك خالقاً لا متناهياً ويرى بصورة أو بأخرى في نفسه امتداداً له .الخلود أكثر الأفكار إلحاحاً على الإنسان لأنها لصيقة الموت الذي هو مصيره المحتوم ويحلل هذا الكتاب منابع الفكرية والفلسفة والدينية لهذه القضية. تناول الكاتب بعض الأعمال الأدبية ضمن هذا الإطار أهمها بحثاً عن الزمن المفقود لبروست وكانت من أمتع الفصول لأن مفهوم انجذاب الإنسان إلى الماضي واستحضاره له كان جلياً فيها. الكتاب جامد نوعاً ما تشعر أنه مجتزأ من كتاب أو محاضرة أو بحث هكذا شعرت! ولا توجد أي هوامش رغم أن كثير من المواضع اقتضت التوضيح
سأبدأ من الخاتمة صفحة ١٤٩ بعنوان (حكمة ديكارت) تقريبا هي ملخّص الكتاب وكل الفلسفة الواردة فيه ثمّ أقفز للبادئة حيث (واقع الأبديّة) والذي دعم فكرة بأنّ كل وعي هو إدراك لوجود شيء ما وأنّ الحاضر لا يتم تصوّره إلا عبر مواجهته بالماضي والمستقبل وهناك بالفعل أشياء غائية بشكل مؤقت بالنسبة لوعينا ويمكن التعويض عنها دائما بعودة ما ويتناول الكتاب الماورائي لفكرنا نفسه وتجربة الفلاسفة التجريبيون حول الغائب وحضوره وفكرة الأبدية لديهم والوعي الأبدي
وتناول الكتاب عدم الرضا عن الزمن وكيفية استعماله ورفضنا لقبول الألم مثل ألم الوفاة والفراق
وفكرة القبول بالمستقبل هي بحد ذاتها قبول بالمجازفة