يتناول هذا الكتاب تاريخ الرأسمالية الصناعية ودورها في مصر، في الفترة من 1916 إلى 1957، استنادًا إلى مجموعة ضخمة من المصادر الوثائقية. فبقيام الحرب العاملية الأولى بدأت الحركة الصناعية، مع دخول كثير من الرأسماليين المصريين والأجانب إلى الميدان الصناعي، الذي نما خلال الثلاثينات، حتى أنه مع بداية عام 1946 وحتى قيام الثورة وبعدها بدأت منتجات بعض الصناعات تزيد عن حاجة الاستهلاك والسوق المصرية. وقد تقلب متوسط أرباح رؤوس الأموال المستثمرة في الصناعة متأثرًا بعوامل السوق وتغير السياسات الحكومية، ومع ذلك فإن نسب الربح كانت عالية بطريقة تكشف عن استغلال العمال والمستهلكين.
ولمحاولة خلق الجو المناسب للصناعة والاستثمار فيها استخدمت الدولة بعض أدوات التشجيع، ودفعها إلى ذلك بحثها عن مجال آخر مع الزراعة لمواجهة تزايد السكان، ولتمتص به العاطلين الذين كان يخلق وجودهم للبلاد مشكال اقتصادية واجتماعية خطيرة.
كتاب مهم تعرض لنشأة الرأسمالية الصناعية في مصر شارحاً الاسباب الاولي لظهورها بطريقة اكاديمية كما تعرض للنشأة الاجتماعية الرأسماليين الاوائل دون التعمق في ذلك خشية ان يفقد الكتاب مضمونه الاصلي، كما وضح حالة الصناعة قبل و بعد قيام ثورة 23 يوليو المجيدة و كيف أن الصناعة كانت قد وصلت الي نفق مظلم في أيام الملكية الاخيرة و بين هذا و ذاك لم يغفل الكاتب دول العامل المصري حيث كان هو الاخر في مهب الريح بما لأصحاب المصانع من امتيازات عليه و كيف أن الدولة وقفت بجانبه و بجانب الصناعة أيضاً، و أخيراً ذكر الكاتب دور بنك مصر الذي كان علامة فارقة في تاريخ مصر الاقتصادي و إن واجه الكثير من التخبطات و السقطات إلا أنه لا زال يعبر عن إرادة مصرية و هي الاستقلال. كتاب مهم و ضروري كمرجع :)