الفن من حيث هو ظاهرة إنسانية لا يقل أهمية عن العلم أو عن الأخلاق في تحقيق التكامل النفسي والإجتماعي للإنسان؛ وإنه لمن العبث أن تعقد الموازنات بين نشاط الإنسان في ميدان العلم ونشاطه في ميدان الفن بغية تفضيل أحد جانبي هذا النشاط على الآخر، فالحياة الإنسانية وحدة متكاملة مع تعدد جوانبها، وهي كيان حي معقد لا يتحقق وجوده إلا بتوفير كل وظائفه؛ والأمراض التي تنتاب الإنسانية - إذا جاز لنا إستخدام هذه العبارة - إنما تنشأ من إنعدام التعادل بين جانبي هذا النشاط المتكامل.
ولا شك إن البحث الفلسفي في مشكلات الفن له قيمته، لا من حيث هو تحليل فكري وحسب، بل لأنه يزيد من إستمتاعنا بالموضوعات الفنية، ويوسع فهمنا لها، ويفتح أمام الناقد والمتذوق آفاقاً جديدة يطل منها على ميدان الفن.
ومن هنا جاء إختيارنا لعنوان هذا الكتاب "فلسفة الفن - رؤية جديدة"، ومن أجل تحقيق هذه الرؤية قمنا بتقسيم الكتاب إلى أربعة أبواب على النحو الآتي: الباب الأول، جعلنا عنوانه: "مفاهيم أساسية في فلسفة الفن" وقد توخينا في هذا الباب عرض التعريفات المختلفة للفن وعلاقة الفن بالجمال، وكذلك علاقة الفن بالأخلاق، وأخيراً علاقة الفن بالعلم، وأوضحنا أنه لو أن الإنسان عرف كيف يمزج بين الحقيقة الفنية والحقيقة العلمية في كل متآلف، لكان بذلك يحقق أهم خطوات في طريق تكامل شخصيته؛ أما الباب الثاني، فقد عرضنا فيه لـ"فلسفة الفن والجمال عند فلاسفة اليونان" واستعرضنا فيه نظريات كل من أفلاطون وأرسطو وأفلوطين؛ في حين عرضنا في الباب الثالث لـ"فنون الوسطى وعصر النهضة" وبدأنا بالفن المسيحي، ثم عرضنا للفن الإسلامي، وأنهينا هذا الباب يعرض فنون عصر النهضة؛ أما الباب الرابع والأخير فواضح من عنوانه "فلسفة الفن عند بعض الفلاسفة المحدثين والمعاصرين" إننا اخترنا - بطريقة إنتقائية - بعض الفلاسفة دون غيرهم لعرض نظرياتهم في مجال فلسفة الفن، فقد اخترنا من الفلاسفة المحدثين الفيلسوف الألماني "كانط" وعرضنا نظريته النقدية في الفن، واخترنا من الفلاسفة المعاصرين "كروتشه" و"سارتر" وعرضنا نظرية كل منهما بشيء من التفصيل.
تحدث في البداية عن مفهوم الفن وعلاقته بالجمال وبالأخلاق وبالعلم ثم ينتقل إلى فلاسفة اليونان(أخلاقية أفلاطون،واقعية أرسطو،صوفية أفلوطين) ثم العصور الوسطى والنهضة(المسيحي،الإسلامي،عصر النهضة)ثم الاتجاهات الحديثة المعاصرة(النقدية عند كانط،التعبيرية عند كروتشه،الوجودية عند سارتر. أعجبتني رؤية كانط للفن بشكل عام وخاصة للجليل والجميل، فكرة سارتر أيضا جميلة. الكتاب مختصر لفلسفة الفن ومع أنه مختصر طويل نوعا ما إلا أنه يستحق كل هذا الوقت، لا أنسى الساعات التي أمضيتها في ترداد بعض الجمل بيني وبين نفسي وأنا أستمع إلى "موسيقى الماء" لهاندل أو تأملي للوحات ومباني الكنائس ومجسمات وتماثيل العصر الباروكي. أسطورة أبولو ودافني أبهرتني وأمضيت أياما اتأملها أعجبني تجسيد الأسطورة في لوحة Antonio del Pollaiolo http://upload.wikimedia.org/wikipedia...
يعد كتاب "فلسفة الفن – رؤية جديدة " لدكتور حسين علي ، من الكتب التي تناولت مواضيع فلسفة الفن والجمال، تناولاً تاريخياً من خلال العصور المختلفة، يعرض ما فيها الآراء و النظريات التي تشكلت من خلالها فلسفة الفن والجمال ، أفادني الكتاب كثيراً في معرفة الجمال والفلسفة في العصر اليوناني وخصوصاً عند أفلوطين، وكذلك ما وجدته في الفن الإسلامي والمسيحي من اهتمام بمظاهر الجمال على الرغم من الاختلاف بينهما، كذلك أعجبني التحدث بشكلٍ منفصل عن بعض الأعلام الذين لهم آراء في علم الجمال والفن، وكذلك غيّر تلك النظرة التي كانت تقوم على أن الفن محصورٌ في الفنان أو الرسام أو الممثل، فمثل هذه الكتب تجعل الإنسان يُعيد النظر في بعض أفكاره ونظرته للأشياء من حوله. جاء الكتاب بعنوان فرعي "رؤية جديدة"، ولكني من خلال قراءتي وجدت أن أغلب ما في الكتاب اقتباسات من كتب "زكريا إبراهيم" و "أميرة حلمي مطر"، حيث كنت أنتظر من المؤلف هذه الرؤية الجديدة أن تتجلى في الكتاب، اكتفى المؤلف بالتعريف بـ "كروتشه" فقط ، ولم يذكر بقية الأعلام مثل "سارتر" أو "كانط"، فكنت آمل أن أجد نزراً يسيراً من سيرتهما، لم يذكر الكاتب بعض الآراء المهمة في تاريخ الفن والجمال مثل آراء بومقارتن أو هيجل، وكنت أتمنى أن يتوسع تاريخياً في الفن الإسلامي.
مستخلص شبه غني للأفكار المتعلقة بالجمالية أكثر من ما هو خاص بالفن. طرح بالإضافة إلى المدارس الإغريقية، تطور مفهوم الجمالية و الفن تاريخيا مرورا وجيزا بالحضارة الإسلامية، وهي الحضارة الشرقية الوحيدة بالكتيب... ما بيهش
كتاب سوف يكون ممتع لمن هو مهتم بالفلسفة و الفن و تحليل و تفكيك كل المفاهيم الجمالية ، من خيال ، وعي أو أدراك.
يطرح أسئلة و يحاول الأجابة عليها ، مثل هل على الفن أن يكون أخلاقي أو يحمل مضمون هادف ، أم أن يكون فن لأجل الفن فقط ؟ يناقش هذه الأجابات من منظور أشهر الفلاسفة كروتشه، كانط و سارتر.
كتاب أضاف لي الكثير، ولكن لا يصلح لمن هو مبتدئ في القراءة ، قد يمل سريعاً رغم أنني أجده كان سلسل و غير معقد تقريباً.
الكتاب لطيف ومفيد كمدخل لفلسفة الفن والجمال الباب الأول فيه مفاهيم أساسية أهمها التمييز بين الفن والجمال والاستطيقا الباب الثاني عن الفن والأخلاق وعرض لرأي أفلاطون و تولستوي وبالمقابل عرض لرأي المنادين بشعار الفن للفن ثم تحدث عن الفن والعلم وأوجه الشبه والاختلاف ثم كان عرض تاريخي لفلسفة الفن من اليونانيين مرورا بفلسفة الفن المسيحية ثم الإسلامية فعصر النهضة وأخيرا نظريات حديثه عرض من خلالها النظرية النقدية لكانط، ثم النظرية التعبيرية لكروتشه وأخيرا نظرية سارتر الوجودية وفلسفته تجاه الجمال.. الجزئية الأخيرة كانت من السهل الممتنع لعل ذلك راجع للنظريات نفسها فاحتجت قراءتها عدة مرات..
تحمست في البداية لهذا النوع من الكتب .. ولكن لم استمر فيه .. يبدو أنه لا يناسبني .. مفصل بشكل جيد الأمر هو أني فهمت الموضوع بشكل عام وبعض النقاط الخاصة في هذا الموضوع .. كالفرق بين العلم والفن وعلاقة الفن بالاخلاق وهكذا أما نظرة الفلاسفة كلا على حده تجاه الفن .. لا أظن أني بحاجة لمعرفة تلك النظرات حاليا ..
لطيف جدا .. تعمق كثيرا في تحليل اشكال المنتج الفني بتنظيراتها ومناقشاتها الاخلاقية والعلمية والأنثروبولوجية.. وتعمق في حيثيات الجمال والاستطيقا والنظرة لها في العصور المختلفة من اليونان الى العصر الحديث عند كانط وكروتشيه وسارتر ...بالفعل كتاب جميل