يرى بعض المؤرخين أن تاريخ الدولة العثمانية الذي كتبه المؤرخون الأوروبيون واليهود والنصارى والعلمانيون استخدموا من خلاله أساليب الطعن والتشويه والتشكيك فيما قام به العثمانيون من خدمة العقيدة والإسلام، كما يرى هؤلاء المؤرخون أنه قد سار على هذا المنهج الباطل أغلب المؤرخين العرب بشتى انتماءاتهم واتجاهاتهم، القومية، والعلمانية، وكذلك المؤرخين الأتراك الذين تأثروا بالتوجه العلماني الذي تزعمه مصطفى كمال، فكان من الطبيعي أن يقوموا بإدانة فترة الخلافة العثمانية، فوجدوا فيما كتبه النصارى واليهود ثروة ضخمة لدعم تحولهم القومي العلماني في تركيا بعد الحرب العالمية الأولى. لقد تولد هذا الموقف من التاريخ العثماني بالنسبة للمؤرخ الأوروبي بسبب تأثره بالفتوحات الواسعة التي حققها العثمانيون، وخصوصًا بعد أن سقطت عاصمة الدولة البيزنطية (القسطنطينية) وحولها العثمانبون دار إسلام وأطلقوا عليها إسلام بول (أي دار الإسلام) فتأثرت نفوس الأوروبيين بنزعة الحقد والحسد والمرارة الموروثة ضد الإسلام فانعكست تلك الأحقاد في كلامهم وأفعالهم وكتاباتهم. وحاول العثمانيون مواصلة السير لضم روما إلى الدولة الإسلامية ومواصلة الجهاد حتى يخترقوا وسط أوروبا ويصلوا إلى الأندلس لإنقاذ المسلمين فيها، وعاشت أوروبا في خوف وفزع وهلع ولم تهدأ قلوب الأوروبيين إلا بوفاة السلطان محمد الفاتح.
لا أنكر استفادتي من الكتاب .. إلا أن طريقة الكتاب غير موجهه للعامة بشكل عام. بل للمثقفين ممن يحسنون علوم الجغرافيا و السياسة والله أعلم. الكثير من المدن و البلدان افترض المؤلف معرفة القارئ لها و هذا افتراض صعب جدا و غير مبرر وهذا مايدعوني إلى الشك في الفئة المستهدفة للكتاب، أهم الباحثين أم عموم القرّاء؟ يحتاج الكتَاب إلى هوامش تشرح المدن ومواقعها ودولها حتى يُفهم سياق المعركة. يحتاج الباحث أيضا إلى تنظيم كتابه بشكل أفضل. فهو أحيانا سرد تاريخي محض و أحيان أخرى كلام إنشائي يورد رأي الكاتب في موضوع معين - ولا أرى في ذلك بأسا- إلا أن عدم استمرارية الكاتب على نمط واضح يعرقل مسألة القراءة لدى القارئ. تمنيت استخدام التاريخين الهجري والميلادي في الكتاب إلا أن انتقال الكاتب بين النوعين بعثر تسلسل القراءة. الكتاب يحتوي على معلومات قيمة جدا و مفيدة. ولا أنكر تغير نظرتي للعثمانين بعد هذا الكتَاب بشكل أكثر إيجابية عن قبل.