إن سعة المادة التي تجمعت لدي عن حضارة وادي الرافدين استلزمت توزيع هذه المادة جزأين، خصصت الجزء الأول منهما، وهو الذي أقدمه للقُراء الآن، لتأريخ العراق القديم منذ أبعد عصور ما قبل التاريخ إلى نهاية العصر الساساني أي بداية الفتح العربي الإسلامي، موجزاً فيه عهود هذا التأريخ المتطاول في القدم، وخلاصة الأحداث السياسية والحضارية والسلالات والدول التي حكمت فيها وما صاحب ذلك من تغييرات إقتصادية وإجتماعية وفنية، وبإيجاز الخصائص الحضارية والثقافية لكل دوره من أدواره التأريخية.
أما القسم الثاني، فقد خصصته للأوجه والمقومات الحضارية المختلفة من ديانة ومعتقدات، وشرائع وآداب، ومعارف وعلوم، ونظم ومؤسسات إجتماعية وسياسية وإقتصادية؛ وثانياً، استتبع عن هذا التقسيم أني غيّرت طريقة عرض المادة التي اتبعتها في كتابي القديم، الذي كنت قسمت الجزء الأول منه الخاص بحضارة وادي الرافدين، أما الجزء الثاني فقد تناول حضارات الشرق القديم، إلى قسمين، تناول القسم الأول منهما إيجاز الأدوار التأريخية من الناحية السياسية، وخصص القسم الثاني للأوجه الحضارية المختلفة، ومع أن هذا التقسيم لا يزال متبعاً في كتابي الجديد، بيد أن ما ذكرته من إزياد مادة الكتاب وحجمه من جهة، ومتطلبات المنهج التأريخي الجديد الذي اتبعته في طريق العرض، كل ذلك جعلني أوجز في الجزء الأول من كتابي الجديد المخصص للأدوار السياسية الخصائص والميزات الحضارية العامة في نهاية كل عصر من العصور التأريخية، مرجئاً التفصيل والإسهاب إلى الجزء الثاني الذي سيتناول الأدوار التأريخية المختلفة في تأريخ حضارة وادي الرافدين.
ولعله لا يخفى على القارئ ما لهذا الأسلوب الجديد في العرض من فوائد وميزات، في جعله يلم بمقومات حضارة وادي الرافدين في كل عصر من عصورها المعروفة، ويتابع تبدلاتها وتطورها عبر تلك العصور، بحيث يستطيع قارئ الجزء الأول ممن لا يريد التبسط والتوسع أن يؤجل إلى حين قراءة القسم الثاني المخصص لتلك المقومات والأوجه الحضارية كما ذكرنا.
وإذا كان كتابي هذا قد وضع بالدرجة الأولى ليفي بحاجة طلاب التأريخ القديم وفرع الآثار والحضارات القديمة في كليات الجامعات العراقية، وبحاجة غير المختصين في الموضوع أيضاً، فإنني لعلى يقين من أنه سيحقق إلى ذلك حاجة المختصين وعامة المثقفين ويغنيهم عن مراجعة المئات من البحوث والنشرات المختلفة المتفرقة في عشرات المجلات الآثارية في اللغات الأوروبية...
طه باقر (1912 - 28 فبراير 1984) عالم اثار، ولد في العراق في محافظة بابل مدينة الحلة. اكمل دراسته المتوسطة كان من الطلبة الأوائل لذلك فانه انتقل لاكمال دراسته وعلى نفقة وزارة المعارف إلى الولايات المتحدة لدراسة علم الاثار في المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو مع زميله فؤاد سفر بعد نيلهم شهادة ماتريكوليشن الإنجليزية في مدينة صفد الفلسطينية. وبعد ذلك نقل ومن معه من طلاب البعثة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لاجتياز مرحلة السوفومور وهي عبارة عن مرحلة دراسية تحضيرية وبعد تلك المرحلة سافر إلى الولايات المتحدة الاميريكية لاكمال دراسة علم الآثار وبعد مدة اربع سنوات حصل على شهادة البكالوريوس والماجستير وكانت العودة عام 1938. نال لقب الاستاذية من جامعة بغداد عام 1959 م
المناصب والوظائف في مديرية الاثار العراقية 1938 - 1963
خبير فني 1938 -1941 وخلال هذه الفترة وفي آذار عام 1939 دعي إلى الخدمة العسكرية ضباط احتياط امين المتحف العراقي من 1941 - 1953م معاون مدير الاثار العام 1953 - 1958 مفتش التنقيبات العام لفترة 1958 مدير الاثار العام 1958 - 1963 من مؤسسي مجلة سومر وعضوية هيئة تحريرها من عام 1945 -1958 م وترأس تحريرها من عام
1958 -1963 في ليبيا
سافر إلى ليبيا 1965 - 1970 عمل مستشاراً في مصلحة الآثار الليبية 1965 - 1970 عمل استاذ في الجامعة الليبية 1965 - 1970
في جامعة بغداد
تدريس مواضيع التاريخ القديم والحضارة في كلية التربية دار المعلمين العالية سابقاً، من عام 1941 -1960 تدريس مواضيع التاريخ القديم والحضارة واللغات القديمة (الاكدية والسومرية) في قسم الاثار كلية الاداب - جامعة بغداد (1951 - 1963) عضو المجلس التأسيسي جامعة بغداد 1957 - 1958 عضو مجلس جامعة بغداد 1960 -1963. نائب رئيس جامعة بغداد 1961 -1963 ثم احيل على التقاعد في 8 شباط 1963 تمت اعادة تعيينه بمرتبة استاذ في جامعة بغداد كلية الاداب عام 1970 -1978 حتى تقاعده وخلال هذه السنوات كان غزير النتاج العلمي والتأليف ولا مجال هنا إلى ذكر مؤلفاته الكثيرة ولكن من أهمها كتاب مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة بجزئية الأول (بلاد الرافدين) والثاني وادي النيل الأخرى مقدمة في أدب العراق القديم وترجمته لملحمة كلكامش إلى العربية.
منذ عام 1980 ساءت حالته الصحية سافر على اثرها إلى بريطانيا للعلاج الا انه توفي بعد عودته إلى الوطن وكان ذلك يوم 28/2 /1984. منحه اتحاد الآثاريين العرب في القاهرة درع الاتحاد عام 2002 م لما قدمه من خدمات جليلة في حقل الآثار
إن أردت أن تقرأ للتتمتع ولتتعلم ولتعرف أصل حضارة وادي الرافدين الجميله فالكتاب نصيحه ممتازة لك !
أكثر ما أعجبني في الكتاب وهو إستمراره بطريقته السهله البسيطه لآخر صفحات الكتاب ! أعني ـلأولمره ! ـ أقرأ كتاباً عن الحضارات ولا تتحول فجأه اللغه إلى العاميه أو يبدأ تحريف ترجمة قوقل فيها ! المعلومات تأتي بشكل مبسط ومقسم بطريقه تتيح لك فهمها حتى لو كنت مبتدءاً في عالم التأريخ ولا تعرف شيئاً عن خريطه العالم القديم …
يتكون الكتاب من تسعة فصول … الفصل الأول يتحدث بشكل متعمق في " مقدمه في صفة الأرض والسكان" … شخصياً وجدته مملاً لأني أكره " الجغرافيا ولا أفقه فيها شيئاً، لكنه فصل مهم لإستيعاب جغرافية الأرض في عصور ماقبل الميلاد تكوين الأرض والمناخ وأماكن المدن والقرى فيها ومدى أهمية مواقعها في إزدهار أو سقوط أي من تلك القرى "
الفصل الثاني يتحدث عن تأريخ التنقيبات والتحريات الأثريه .. هذا الفصل وجدته ممتعاً ومهماً لمعرفه تاريخ علم التنقيب وبداياته التي كانت عباره عن حرب " فشخره" وكنوز لدولتي العصر العظيمتين ذلك الوقت " بريطانيا وفرنسا " ..
الفصل الثالث و الرابع يتكلمان عن عصور ماقبل التأريخ
الفصل الخامس يتحدث عن دول المدن السومريه أو عصر السلالات .. قبل الميلاد كان نظام السياسية المفضل لدى سكان بلاد مابين النهرين هو : الدول المدن،" وقد حاربت المدن بشكل شرس ضد أي محاوله لتوحيدها ودمجها مع أي مملكه قطر، وهذا الأمر أنتج الكثير من الحروب والدمار والكثير من المدن الجديدة التي تبنى مره إثر الأخرى لتأكيد قوة حاكم ما أو لمعاقبة سكان تلك المدن المنشقة والثائره
الفصل السادس " الإمبراطوريه الآكديه ودولة أور الثالثه .. القصل السابع عن العصر البابلي القديم والسلالات البابليه الأخرى الفصل الثامن يتحدث عن موجز تاريخ الآشوريين الفصل التاسع والأخير يتحدث عن العهود الأخيره من تأريخ العراق القديم … ويمتد حديث الكاتب حتى يصل إلى بدايه مملكة الحيرة وإستسلامها لخالد بن وليد عند فتحه للعراق ..
-- كتاب ممتع جداً وغني جداً ورائع أيضاً . قضيت طوال ليل أمس أفكر بما يجب كتابته ك"تعليق" للكتاب ولم أجد مايجب أن أكتبه، إذ أنه يس برواية لأسطر إعجاب أو جملة مشاعر، إنه قصة طويله عن ماضٍ قديم وعريق لقلب العالم القديم " العراق" أمتعني وأبهرني كيف كانت أقطار العالم القديم تبذل الغالي والنفيس للسيطرة على ممر التجاره والمواصلات بين الشرق والغرب، كيف تم تهديم وبناء مدينه بابل عده مرات متتالية ..
كيف أن شعب العراق القديم عباره عن خليط عظيم من الأقوام الساميه والآكدية والعبرانيين والمصريين والسوريين و غيرهم من الأقوام التي أتت إما نتيجة الهجرات الجماعيه من الجزيره العربيه وإيران أو نتيجة الحروب المستمره أو التجاره …
هذا الخليط العجيب من الأقوا أورث لنا إرثاً ثقافياً ومعرفياً ضخماً :$ طوال قراءتي للكتاب أدعوا الله أن لا تتأثر أي من الآثار في متحف العراق للتحطيم والتهشيم :( كتاب يستحق الخمس نجمات والقراءه المتعمقه ^^
بالرغم من المعاناة الكثيرة التي وجدتها جراء قرائتي لهذا الكتاب ، لعدم وضوح الكتابة إلا انه اثرا كتاب من بين جميع الكتب التي قرأتها عن حضارة بلاد مابين النهرين ويمتاز بثراء المعلومات ، والتنظيم اكثر من باقي الكتب
This is a great book if you wanted to learn about the Ancient Civilizations of Iraq. Just be careful because this is book one of two.
I skimmed through this when I realized that it wasn’t an introduction to all the ancient civilizations in the east. Stopping every time something caught my eye to read in depth.
Still it is not the book’s fault that I didn’t read the back cover closely. The only reason I’m giving this 4 stars is because I found the way the author writes is not as smooth as other authors I’ve read on the subject and the way he divided the book annoyed me a little. But this is a preference thing and has nothing to do with the quality of the information presented.
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن تاريخ حضارة العراق وبدء نشأة الحضارة في بقعة من أهم بقاع الأرض وعن عمليات التنقيب والحفر التي كشفت عن نشوء وتطور الحضارة على مر التاريخ. يطوف بنا الكاتب بعد ذلك في السلالات التي حكمت العراق القديم وما هي الإكتشافات الهامة التي قامت بها بعثات التنقيب عن الآثار وما أوضحته تلك الإكتشافات عن طريقة حياة تلك السلالات وما أثر فيها وتأثر بها من أقوام وقبائل كانت تعيش في تلك الفترات الزمنية الموغلة في القدم.
كتاب رائع ادخلني بدوامة صعبة من سنين واسماء واحداث شكلت حضارة وادي الرافدين العظيمة ، عنوان الكتاب " مقدمة" يشير الى ملخص لتاريخ العراق القديم لكن بالنسبة اليّ اعتبرته موسوعة كبيرة نظراً لضعف معلوماتي عن الموضوع، ورغم تزاحم الحضارات في الكتاب التي لا تكاد ان يخلو منها شبر واحد من ارض العراق إلا اني استفدت على الاقل من معرفة التسلسل الزمني لهذه الحضارات من دون الغوص بالتفاصيل الصعبة رحم الله العلامة د طه باقر على هذا الارث..
ما يميز أسلوب المرحوم طه باقر هو سلاسة كتابته، وجدتني أنتقل من صفحة إلى صفحة بفهم وبسهولة. هذا الكتاب، رغم ضخامته، يمكن أن يرسم الخطوط العريضة لهذه الحضارة، بمراحلها المتعددة، إذ أنها تغطي مرحلة زمنية كبيرة في الحقيقة. غير أنّ من أراد التفصيل والإستزادة، فلن يشبعه هذا الكتاب.
الكتاب لم يطرق الجانب السياسي وحده، بل عرّج على الجانب الإقتصادي وأضاء جانبًا مهمًّا في الجانب الثقافي، وإن كانَ مختصرًا.
أعتقدت أنّ الفصل الخاص بالآشوريين كان بإمكانه أن يكون أوسع، ويشمل جوانب أكبر، غير أن الأمر كما ذكرت، أقرب إلى عرض، أو كما أسماه هو " مقدمة".
الكتاب ثمين للغاية ويحتوي على معلومات قيمة لطلاب التاريخ او الهواة على حد سواء, نظرا لكمية المواد المطروحة في الكتاب يمكن اعتباره مجموعة كتب - في الاقصاد والسياسة والتجارة والزراعة والاجتماع والدين والفلك في حضارة وادي الرافدين - مدمجة في كتاب واحد, مما يلفت النظر في كتابات طه باقر انه يطرح الموضوع بشكل ابداعي مشوق مما يثير ذهنية القارئ ويجعله منصاع للكتاب لمعرفة النتيجة حتى النهاية.
الجنائن المعلقة:- افخم اثر بابلي واحدى عجائبِ الدنيا السبع التي ابتدعها الكلدانيون، اقدم من ذكرها الكاهن البابلي بيروسس الذي ألف كتابا بالاغريقية عن تاريخ بابل في مطلع القرن الثا��ث (بابلونيا)، ضاع اصلهُ ولكن إقتبسَ مِنهُ ذِكرُها عدد من المؤلفين الكلاسيكين مثل سترابو والكاتب اللاتيني كورتيوس روفس وغيرهم . . في الحقيقة لا يوجد دليل قاطع على وجودها في المصادر المسمارية او من التنقيبات، لكن المنقبون اكتشفوا في الجزء الشرقي من القصر الجنوبي في بابل وجود بناية غريبة التخطيط على شكل مستطيل ينخفض مستواه عن ارضية القصر ، ويتألف من حجرات صغيرة مؤلفة من صفين على جانبي ممر ضيق، وعُثِر في احدى الحجرات على بئر ذو ثلاث حفر الواحدة جنب الاخرى ، فُسِّرَت بأن الماء كان يرتفع منها بواسطة دولاب، واعتقد المنقبون ان هذه البناية هي موضع الجنائن المعلقة ، كذلك يُعتَقد انَّ نبوخذنصّر هو من شيد الجنائن المعلقة لزوجتهُ الفارسية الماذية اميتس، بسبب اشتياقِها للحدائق التي كانت تراها في مكان سكنها السابق، وينسب بعض المؤرخين بنائها الى سميراميس. . جاء ذِكر الجنائن المعلقة في اخبار الكُتاب اليونان والرومان، لكن هيرودوتس لا يذكُرُها، اما ديودورس الصقلي فيصفها بشكل كامل:-"هذه حديقة مربعة الشكل، يبلغ طول كل ضلع من اضلاعِها اربع بلثرات(١٢٠ متر)، وكانوا يصلون اليها بدرجات،وكانت عبارة عن مسطحات تتدرج في الارتفاع، حتى يتكون مجموعُها ما يشبه المدرّج، اما هذه السطوح او المصاطب فكانت مرفوعة على اعمدة في صفوف متباعدة، تتدرج في الارتفاع وتحمل ثقل ما عليها من المزروعات وكان اطول هذه العُمد ويبلغ ارتفاعهُ ٢٥ متراً ، يحمل اعلى جزء من الحديقة الذي كان في مستوى اعمده الحصن، وكانت الجدران مبنيه امتن بناء يبلغ سمكُها ٢٢ قدماً، والمصاطب كانت مبنية من كتل حجرية طول كل منها ١٦ قدماً وعرضُها ٤ اقدام، وهذه الكتل مغطاة بطبقة من الغاب المشبع بمقدار كبير من الزفت وعلى هذه الطبقة آجر محروق مثبت بملاط (جص)، وفوق ذلك غطاء من صفائح الرصاص وطين الابليز ليمنع رشح وتسرب المياه الى الاساسات، وعلى هذا الغطاء طبقة سميكة من الطين تكفي لغرس اكبر الاشجار ، وهذه الحديقة الاصطناعية كانت ملأى بالاشجار والمغروسات من كل نوع يبهر الانظار ويبهج القلوب... " . كلام ديودورس يبدو في بعض الاحيان مبالغاً به، وذلك بسبب ترديد كلمة(العامود) واستخدامهُ، لان البابليين كانوا يستخدمون الاعمدة للزينه فقط ويجهلون فائدتها بحمل السقوف لانها كانت في ابنيتهم مدمجة في الحيطان لا تحمل ثقلاً او سقفاً، وهم اول من استخدم العقود في البناء، وكانت لهم اساليب شتى في إقامَتِها بحيث تكون شديدة التماسُك والتصلب. . لذلك يُعتقد ان الحدائق كانت ترتكز على قاعدتين او ثلاث قواعد من العقود ، وكانت الجدران التي تفصل بينها تشغل الفراغ الذي بين العقود فيُخيل للناظر أنها اعمِدة فربما ديودورس انخدع بما شاهدهُ. المصادر :- حضارة بابل واشور - غوستاف لوبون، صفحة ١١١،١١٢،١١٣ مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة - الدكتور طه باقر صفحة ٦٢٦
اور-نمو احد أهم ملوك سلالة اور الثالثة التي حكمت في بلاد الرافدين قرناً كامل (٢١١٢-٢٠٠٤) ق.م، واعادت للبلاد مجدها بعد فترة حكم الكوتيين المظلمة، لم يكتفِ ملوك هذه السلالة بتوحيد البلاد وانما وسعوا ممكلة القطر بفتوحات خارجية. . المنجزات السياسية :- حكم هذا الملك ١٨ سنة بعد استقالة اوتو حيكال وطرد الكوتيين ، واخضع حاكم لجش، وتشير احدى الحوادث المؤرخ بها ان اور-نمو مهد الفتوحات من الخليج العربي الى البحر المتوسط ، كما انه وضع شريعة خاصه بأسمه . . المنجزات الاقتصادية والعمرانية: قام بمشاريع ضخمة في العاصمة(اور) من اهمها زقورة المدينة (البرج المدرّج) الذي يعتبر من اقدم الزقورات وتمتاز بأنها مؤلفة من ثلاثِ طبقات، هيكلها الداخلي من آجر اللبن محاط بغلاف من الآجر المشوي سمكهُ ٨ اقدام وقد بني هذا الغلاف الآجري بملاط من الطين، بقي الان من البرج في وجههُ الشمالي الشرقي السلالم، واحد في الوسط واثنان جانبيان يتصلان بالسلم الوسطى في الاعلى، من ينظر اليهِ يرى رشاقته وتناسقهُ، وقام ببناء وتجديد العديد من المعابد في مدن الوركاء ونفر وغيرها. . ايضاً اهتم الملك بمشاريع الري وذلك بسبب اتلاف المشاريع خلال فترة الحكم الكوتي، فحفر نهر كبير اسماه (ننا-كوكال) في الحدود بين لجش واور وحفر له خزاناً كبيراً ، كما قام بأعادة اتصال المدينة بنهر الفرات وتشييد ميناء وجِدَت بقاياه لربط مدينة اور بالخليج العربي عن طريق النهر. المصدر:- مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة-الدكتور طه باقر .
كالح (النمرود):- وهي من اهم المدن الاشورية القديمة، قام بتأسيسها الملك الاشوري شلمنيصر الأول في موقع يتميز بأهمية استراتيجية خاصة، فدجلة يمر من جانبها الغربي، ومن جهتها الجنوبية يمر الزاب الاعلى الذي يتصل بدجلة في الجنوب بمسافة قصيرة في الموضع الذي يسمى ( المخلط)، لكنها أُهمِلت بعد موت الملك وتحولت الى خراب.(الصورة الثانية تمثل موقعها على الخريطة). . اهتم الملك آشور ناصر بال الثاني بعمرانها في السنوات الاولى من حكمهُ، فقام بتسوية انقاضِها القديمة في الأرض ووسع من مساحة ابنيتها، ثم شيد حولها سوراً ضخماً مدعماً بالحصون والابراج بمحيط ٨ كيلومتر، وشكل المدينة مستطيلة الشكل مساحتها ٣،٥ كيلومتر ، واختار احد المرتفعات الطبيعية لتكون موضعاً للزقورة ومعابد المدينة والقصر الملكي ، وجلب جدولاً من الزاب الاعلى لزيادة حمايتها وللأفادة منهُ في الري ،واتخذها عاصمة عسكرية له. . تُعد النمرود من اولى المواقع الاثرية التي جرت فيها التنقيبات، واستخرجَ من قصورِ المدينة المنحوتات الضخمة الكبيرة من بينها الثيران المجنحة والاسود وما يسمى(الملاكات الحارسة) ، واعداد كثيرة من الحجر المنحوت والنقوش الكتابية الى غير ذلك من البقايا الأثرية النفيسة ، وتحرى المنقبون ايضاً حصن شلمنيصر الثالث في الاجزاء المهمة منهُ من بينها الثكنات العسكرية للتدريب والعرض العسكري ،ومخازن الاسلحة ومواقع اقامة الضباط والجُند. . من الاثار المهمه التي عُثِر عليها في النمرود هي(المسلة السوداء) التي تعود الى شلمنيصر الثالث، يبلغ ارتفاعُها ٦ اقدام ونُحِتت على شكل البرج المدرّج ونُقِشت بكتابات مطولة عن الحملات العسكرية للملك،وزُينت بخمسة منحوتات بارزة تُمثل تقديم الخضوع والجزية للحكام من مختلف الاقطار، موجودة الان في المتحف البريطاني.
يقدم طه باقر بأسلوبه الرائع في السرد التأريخي بخبرة واختصاص جزأيه في مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، بحر من الحقائق التأريخية الاثارية الحضارية القديمة بين يديك ..
لايزال هذا السفر ، احد اركان الثقافة الاثارية والتاريخية للعراقيين ، فهو بمنزلة شريعة حمورابي لاسلافهم في بلاد بابل، رغم تبدل الاحوال والكشوفات الجديدة في الحقل الاثاري، يبقى للمرحوم باقر نكهة خاصة كاب روحي لهذا العلم الاثاري محليا.
مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة كتاب يتكون من جزئين الجزء الأول في تاريخ حضارة الرافدين القديم والجزء الثاني في تاريخ حضارة النيل وهذا الكتاب يحمل إلينا الجزء الأول وهو مقدمة مميزة لتاريخ حضارة الرافدين القديم وهو بقلم الدكتور طه باقر عالم الآثار
إن كنت تبحث عن كتاب يعطيك نبذة شاملة ووافية وبشكل علمي رصين في مجال تاريخ حضارة الرافدين القديم والممتد ما قبل التاريخ إلى سقوط العراق تحت يد المسلمين فهذا الكتاب هو منشدك
الكتاب بشكل عام يتحدث في عدة فصول عن جغرافية بلاد الرافدين والنهرين دجلة الفرات وعن استطيان الجنس البشري لهذه البلاد وثم تطوره إلى مدن وسلالات حاكمة على مدار تاريخها وملامح هذه الحضارة في ادبياتها وهندسها وابنيتها وحكائمها وحروبها
الشكر لطه باقر على عمله الكبير والذي زادني معرفة في بلاد الرافدين وفي الإنسان
كتاب رائع جدا. رحلة طويلة في التاريخ الانساني بدأت في استقراره في الارض و نشوء المستوطنات الأولى و من ثم المدن و الممالك و الامبراطوريات تباعاً الى القرن السادس الميلادي. اسلوب الكاتب ممتاز و لا يبعث على الملل و ترتيب الفصول جيد جداً. يحتوي الكتاب على مقدمة جغرافية و إيجاز عن احوال المناخ و العصور الجليدية و شرح عن مناهج البحث التأريخي مما وجدته مملاً قليلاً. كما يوجز جميع الأوجه الحضارية السياسية و الدينية و الاقتصادية و الاجتماعية و الآثار الأخرى من بنايات و فنون و آداب ..... .