" يعد هذا العمل أشبه بنقد ذاتي للنزعة المركزية الأوروبية التي أفرزت حروبَ القرن العشرين على وجه الخصوص، دون أن يغفل النظر عن جذور هذه البربريات في العصور القديمة والقرون الوسطى، كما هو الحال مع وقفاته النقدية في أطروحة اللاتسامح الديني الإسباني، والذي انتشر جامحا في غزو أمريكا، مؤديا إلى تدمير جميع الديانات القبل ـ كولومبية.
وتطرق المؤلف إلى "بربرية الغزو الحربي" والتي يتجاوز عمرها ألف سنة، والتي وجدت أشكالها الحديثة في الاستعمار، ويعتبر أنها بدأت مع غزوات الإسكندر، لولا أن هذه الغزوات لم تكن بربرية بالمعنى الدقيق للكلمة، فالإسكندر كان يحترم آلهة الحضارات المختلفة التي قام بغزوها.
وفي كل مدينة، كان يقوم بتزويج المئات من جنوده بفتيات شابات بالبلد الذي تم غزوه، مُمهدا بذلك لحضارة تمتزج فيها الأعراق.
ويرى موران أن مبدأ التطهير الديني كان حاضرا بشكل جنيني مع انتصار المسيحية في الإمبراطورية الرومانية، ولكن هذا المبدأ سوف يتلقى دعما هائلا مع ظهور الدولة/الأمة إلى حد أن الحروب المتعلقة بالدين ـ والتي سوف تندلع بهيجان في القرن السادس عشر، على إثر إصلاح لوثر وكالفان ـ ستصبح حروبا أهلية قبل أن تتحول إلى حروب بين الأمم أيضا، وسوف تنتهي بمعاهدات "ويستفاليا" التي تزيد من حدة التوجه السائد لدى كل أمة للقيام بالتطهير الديني.
ويشير إلى أن النازية والفاشية والستالينية تندرج ضمن أبرز الإفرازات الكارثية للبربرية الأوروبية، ويقر المؤلف بأنها وجدت مصدرها في الأمة الأوروبية الأكثر ثقافة، حيث لم يتمكن الشعراء الكبار مثل غوته والموسيقيين الكبار مثل بيتهوفن والتقاليد الديمقراطية الموجودة قبل الحرب العالمية الأولى من احتواء البربرية.
Edgar Morin (born Edgar Nahoum) is a French philosopher and sociologist who has been internationally recognized for his work on complexity and "complex thought," and for his scholarly contributions to such diverse fields as media studies, politics, sociology, visual anthropology, ecology, education, and systems biology. He holds degrees in history, economics, and law. Though less well known in the United States due to the limited availability of English translations of his over 60 books, Morin is renowned in the French-speaking world, Europe, and Latin America.
At the beginning of the 20th century, Morin's family migrated from the Greek town of Salonica to Marseille and later to Paris, where Edgar was born. He first became tied to socialism in connection with the Popular Front and the Spanish Republican Government during the Spanish Civil War.
When the Germans invaded France in 1940, Edgar fled to Toulouse, where he assisted refugees and committed himself to Marxist socialism. As a member of the French Resistance he adopted the pseudonym Morin, which he would use for the rest of his life. He joined the French Communist Party in 1941. In 1945, Morin married Violette Chapellaubeau and they lived in Landau, where he served as a Lieutenant in the French Occupation army in Germany.
In 1946, he returned to Paris and gave up his military career to pursue his activities with the Communist party. Due to his critical posture, his relationship with the party gradually deteriorated until he was expelled in 1951 after he published an article in Le Nouvel Observateur. In the same year, he was admitted to the National Center of Scientific Research (CNRS).
Morin founded and directed the magazine Arguments (1954–1962). In 1959 his book Autocritique was published.
In 1960, Morin travelled extensively in Latin America, visiting Brazil, Chile, Bolivia, Peru and Mexico.He returned to France where he published L'Esprit du Temps.
That same year, French sociologist Georges Friedmann brought him and Roland Barthes together to create a Centre for the Study of Mass Communication that, after several name-changes, became the Edgar Morin Centre of the EHESS, Paris.
Beginning in 1965, Morin became involved in a large multidisciplinary project, financed by the Délégation Générale à la Recherche Scientifique et Technologique in Plozévet.
In 1968, Morin replaced Henri Lefebvre at the University of Nanterre. He became involved in the student revolts that began to emerge in France. In May 1968, he wrote a series of articles for Le Monde that tried to understand what he called "The Student Commune." He followed the student revolt closely and wrote a second series of articles in Le Monde called "The Revolution without a Face," as well as co-authoring Mai 68: La brèche with Cornelius Castoriadis and Claude Lefort.
In 1969, Morin spent a year at the Salk Institute for Biological Studies in La Jolla, California.
In 1983, he published De la nature de l’URSS, which deepened his analysis of Soviet communism and anticipated the Perestroika of Mikhail Gorbachev.
Morin was married to Johanne Harrelle, with whom he lived for 15 years.
In 2002, Morin participated in the creation of the International Ethical, Scientific and Political Collegium.
In addition to being the UNESCO Chair of Complex Thought, Morin is known as a founder of transdisciplinarity and holds honorary doctorates in a variety of social science fields from 21 universities (Messina, Geneva, Milan, Bergamo, Thessaloniki, La Paz, Odense, Perugia, Cosenza, Palermo, Nuevo León, Université de Laval à Québec, Brussels, Barcelona, Guadalajara, Valencia, Vera Cruz, Santiago, the Catholic University of Porto Alegre, the Universidade Federal do Rio Grande do Norte, and Candido Mendes University Rio de Janeiro.
The University of Messina in Sicily, Ricardo Palma University in Lima, and the Centre National de la Recherche Scientifique (CNRS), the French National Research Center in
هي القراءة الثانية للفيلسوف الفرنسي المتميز إدجار مورين .. وكان كتاب مميز حقا .. فإدجار مورين قادر علي أن يُريك التاريخ بعيون مختلفة يدمج لك التاريخ مع الفلسفة ، فيقدم لك الفلسفة في رداء تاريخي ، ويقدم لك التاريخ بتحليل فلسفي ..
فهنا في هذا الكتاب ستتعرف علي الفارق بين العقلانية والعقلنة ، فإذا كانت العقلانية هي اللجوء إلي العقل والمنطق دائما كوسيلة للوصول إلي المعرفة ، فإن العقلنة هي استخدام المنطق والعقل ، ولكن دون التأكد في الواقع من صحة استنتاجاتك ، فأنت هنا تتوصل إلي رأي معين بالعقل .. ولكنه غير مبرر واقعيا أو عملياً .. فانت ببساطة لم تتأكد من صحة أفكارك في الواقع .. فأصبحت أفكارك عقلية كصورة كنظرية ، ولكنها غير مبررة من حيث السلوك أو الفعل العملي .. أي أنك فكرت واقتنعت .. ولكنك لم تجرب لتتأكد .. فأصبحت أفكارك غير مبررة .. !!
هذا النوع من الفكر نطلق عليه في الفلسفة مصطلح الفكر الدوجماطيقي .. أي الفكر الاعتقادي غير المبرر ، والذي يعتقد فيه صاحبه إلي درجة التعصب ولا يترك الباب مفتوحاً للتجربة .. بل يعتقد في افكاره إلي درجة اليقين الكامل ، ولا ينتظر لحظة ليتأكد منها ، أو يفحص أراء غيره ..أو يناقشهم لعله يكتشف خطأ ما في افكاره ..
ويري مورين أن هذه العقلنة ستؤدي إلي الهذيان او التعصب او الجنون .. أما العقلانية التي تكتمل بالتجريب ، فهي الأصوب والأفضل للفكر والواقع ..
من ناحية أخري .. يتحدث مورين في باقي الفصول عن البربرية الأوروربية وهيمنة الثقافة الأوروربية علي العالم والتاريخ .. فالبربرية تسير جنباً إلي جنب مع الحضارة .. وحتي في عصرنا الحالي ، البربرية والتعصب موجودان رغم التقدم الذي أصبحنا فيه .. فالحضارة الحالية تحيا علي البربرية .. والهيمنة الأوروبية الحالية ستؤدي إلي المزيد من البربرية علي حساب الشعوب الأخري ..
//
أعجبني الكتاب ، وأعجبتني أفكاره ، بالذات مصطلح العقلنة .. فقط أخذت علي مورين كثرة الأحداث التاريخية ، وعدم التعريف بالشخصيات غير المعروفة ~~
الكتاب يتحدث عن (بربرية) أوروبا وأفعالها الهمجية على مدار القرن العشرين، يحتوي على رؤى إدغار موران الفلسفية في تفسير البربرية، نشأتها وأسبابها
كما يحتوي الكتاب على الكثير من المصطلحات الغريبة ويذكر أحداث وشخصيات تاريخية وسياسية دون ذكر أي نبذة عنها متوقعها معرفة القارئ المسبقة بها!
ولكن به بعض المعلومات الجيدة عن الإمبراطورية العثمانية والتي من الجيد معرفتها من وجهة نظر فيلسوف غير عربي وغير مسلم .. ورأي صادق من أوروبي في الأوروبيين أنفسهم
يقول إدغار موران «ليست البربرية مجرّد عنصر يرافق الحضارة، وإنما هي جزء لا يتجزأ منها. فالحضارة تولّد البربرية، وبالخصوص انطلاقًا من الغزو والسيطرة»، وأتفق معه كثيرًا، لكنني أضيف بأن لا أحد يصف قسوة القوي والمنتصر بالبربرية، بل يبرّر الجميع تلك القسوة والإبادة ضد «الضعيف البربري»، فالبربرية وصفٌ يُطلق على أفعال الإمبراطوريات الغابرة عقابًا على هزيمتها، وعلى أفعال مقاومة الشعوب الضعيفة. الإنسان يعبد القوّة والتفوّق والغنى، وإن قال بخلاف ذلك، لكنه لا يدين سوى القوي المهزوم والضعيف المقهور.
- تأملات في ثنائية البربرية والحضارة في سنوات المراهقة، كنتُ أُعجب بمثل غجريّ حالم وعاطفي يقول «ابقَ حيث الغناء لأن الأشرار لا يغنّون» - وهو ما نسبه الدكتور خزعل الماجدي لبابل من دون سند ولا دليل – متأثرًا بفكرة تختزل الشر في «الجماعات الإسلامية الأصولية» حصرًا وموقفها من الغناء، فقد كانوا وحدهم الأشرار في نظري، ولمّا كانوا يحاربون أشكال الفنون، فإن المثل صحيح. بالمثل، ولمّا كنتُ أنتقد إرهاب الجماعات الدينية السُنية والشيعية (المرتبطة بإيران)، عاتبني ذات مرّة صديقٌ من الناصرية قائلا أنّ من المستحيل المساواة بين تلك الجماعات، واستخدم ذات الحجّة للمفاضلة (الغناء)، قائلا إنه يعرف شخصًا يعزف الغيتار وقد انضمّ لفصيلٍ ديني شيعي، وكأنه بذلك يؤكد ما ذهب إليه «المثل الغجري» بأن من يغني لا يمكن أن يمارس العنف الضار. في عام 2015، نشرت صحيفة أجنبية، وأظنه موقع البي بي سي، صورًا لرسائل عاطفية لمهاجرين غرقوا في القوارب أبان الهجرة الكبرى من سوريا والعراق إلى أوروبا، واحتجّت الصحيفة أن هذه «الخطابات المرهفة» لآباءٍ يحبّون أطفالهم لا يمكن أن يكتبها إرهابيون. في تلك اللحظة، لمستُ سذاجة مثل هذا المنطق. بالطبع لا أعني أن كاتب الرسالة المتوفي إرهابي، لكن التصوّر «الكرتوني» لثنائية الخير والشر ساذجٌ للغاية، وكأنهم يتوقّعون أن الإرهابي شرٌ مطلق حتّى مع أفراد عائلته، بوجهٍ عابس على الدوام لا يعرف الابتسام، في حين أن المتطرّف يحمل مشاعر متضادة في تطرّفها، بل أن ولعه الهوَسي بشعبه وحقوق جماعته وحبّه الجمّ لها هو ما يدفعه لكرهٍ شديد تجاه من يؤذي «أحبته» أو يتوقّع أنهم يفعلون ذلك. في تلك السنوات أيضًا، وجدتُ جماعات مثقفة ومتحضّرة تبرّر إبادة مجتمعات كاملة ممّن يصمونهم بالإرهاب، ويوافقون على عقابٍ جماعي في العراق أو سوريا، ورأيتُ أننا لم نكن نرفض «العنف» و«القسوة» لذاتهما في الواقع، بل ما نعدّه أيديولوجيا همجية لا تناسبنا، ونبرّر العنف تجاه معتنقيها. في تلك اللحظات، تزعزعت صورة «الملاك» و«المسالم» الذي كنتُ أتصوّر نفسي عليه، وأنني أيضًا أتقبّل «العنف» ضد الخصم. كانت لحظة اعتراف ذاتي ومكاشفة شخصية شفّافة. ولهذا السبب نشاهد أكاديميين ومثقفين إسرائيليين يبرّرون العقاب الجماعي ضد سكّان قطاع غزّة على سبيل المثال، ولم تمنعهم كل التنظيرات المناهضة للإبادة والداعمة للحقوق المدنية من الانخراط في دعم أعمالٍ بربرية. بمرور الوقت، فكّرتُ في مقولة للفيلسوف الألماني «فريدريك نيتشه» عن أن «الأشرار لا يغنّون» ليستدرك بالقول «فكيف للروس أغانٍ؟»، حيث يرى أن «الروس» - الذين يعدّونهم من الأشرار – يغنّون. فكّرتُ في عشق الزعيم النا#زي هت#لر للموسيقار «فاغنر»، وهوايته في الرسم، فهل منع الفن أو عشق الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا النا#زيين من ارتكاب الفظائع؟ بل أن أماكن اللهو – على مستوى الحياة اليومية الهادئة - تعجّ بأفراد العصابات والمجرمين، وقد تنتهي حفلاتٌ صاخبة بإطلاقات النار أو مشاجراتٍ عنيفة تُقلب فيها الطاولات وقد يسقط بعض القتلى، وكثيرًا ما يميل مغنّو الراب للعصابات والحركات الثورية وانضمّ بعضهم للجماعات الجها#دية، فهل يمنعنا الغناء من الشر؟ في الواقع، لا علاقة سببيّة بين الأمرين على الإطلاق. مع ذلك، تسيطر ثنائيات على العقل البشري، تحاول بناء تصوّر وهمي عن العالم، مفاده استحالة اجتماع الحضارة والبربرية، في حين أن أشد الأعمال بربرية برزت مع الحضارات التاريخية، وعن هذا يقول الفيلسوف الفرنسي «إدغار موران»، في كتابه «ثقافة أوروبا وبربريتها»، ما يلي: «توجد الاتجاهات البربرية بجوار الاتجاهات المتحضرة، وكما أنه في صلب الإمبراطوريات التي سادت فيها بربرية الغزو الحربي، رأت النور أشكالٌ رقيقة من الحضارة، فإنه في صلب الأمم نلاحظ إلى جانب الاتجاهات التطهيرية ازدهار الفنون والثقافة والمعرفة. وهكذا فإسبانيا المطهّرة من العصر الذهبي أنتجت «لوبي دو فيغا» Lope de Vega وكالديرون وكونغورا ومجموعة من كبار الفنانين. ونفس الشيء بالنسبة لفرنسا «المطهّرة» حسب مرسوم نانت، فإنها مع ذلك بلد كبار الكتاب الكلاسيكيين، لا أنسى أبدًا هذا الطابع المزدوج الذي يدل على تعقّد الحضارة».
- كل شيء يحمل بذور دماره في داخله ذات يوم كتبتُ بأن كل شيء يحمل في داخله بذور دماره الذاتية، وكل وسيلة نستخدمها اليوم لحلّ مشكلة ما قد تصبح مشكلة الغد المستعصية على الحل. ولهذا نجد أن وسائل التواصل الاجتماعي التي وُجدت للإلهاء وتعزيز نزعة الاستهلاك والتجسّس ساهمت في نشر أفكارٍ مضادّة لذلك ونشر سرديات بديلة يقمعها الإعلام الرسمي. كذلك حال أفكار جامعات النخبة في الولايات المتحدة، التي بثّتها بعض الأقليات في الغرب بهدف إضعافه، لكنها اليوم تُستخدم من قبل الطلاب لتقويض السرديات الرسمية ومناهضة قضايا لم يكُن في الحسبان التشكيك فيها. بالمثل، يتحدّث الفيلسوف إدغار موران كيف أن الأفكار التي ولّدتها أوروبا عن التحرّر والإنسانية والإخاء في عصر الأنوار، والتي اختصت بها الشعوب الغربية دون غيرها، وبرّرت غزو واستعمار البرابرة، قد تعولمت هي أيضًا وكانت السبب في وعي الشعوب المضطهدة والمستعبدة، لتستخدم ذات الأفكار للمطالبة بحريتها، وتُحرج أوروبا في مسألة عدم الإلتزام بمبادئها، فتكون مضطرة للاختيار ما بين نقض مبادئها – وتفوقها الأخلاقي المزعوم بالنتيجة – فتتقوّض تبريراتها للسيطرة على الشعوب غير المتحضرة ضمنيًا، أو أن تلتزم بمبادئها وتنسحب منهية الاستعمار. نقرأ في كتابه «ثقافة أوروبا وبربريتها»، ما يلي: «في أوروبا، مقر السيطرة والغزو، تشكّل الترياق، أي المضاد الواقي، الذي هو الأفكار التحرّرية».
أوروبا البربرية لم تنس إنتاج الترياق لإدغار موران، الفيلسوف الفرنسي صاحب نظرية التعقيد واستراتيجية الفكر المركب، في دار توبقال كتابان، الأول بعنوان «الفكر والمستقبل»(2004) وهو ترجمة لكتابه «مدخل إلى الفكر المركب»(1991)، كان قد أنجزها الأستاذان أحمد القصوار ومنير الحجوجي، والثاني بعنوان «ثقافة أوربا وبربريتها»(2007)، وهو ترجمة لكتابه الصادر عن (بايار2005)، أنجزها الأستاذ محمد الهلالي. والكتابان معا يضيئان فكر فيلسوف عنيد، يُعمل مبضع النقد والتشريح في جسد الثقافة، ليكشف عما يكمن خلف بداهة مفاهيمها وتصوراتها ونزعتها التبسيطية المريبة، من عناصر التعقيد التي تفرض على الفيلسوف التسلح بمعرفة متشعبة، تستدعي عناصرها الاستد��الية من العلوم الفيزيائية والبيولوجية ومن الآداب والتاريخ والعلوم الإنسانية. وهذه الإستراتيجية التركيبية في النقد والتحليل، هي التي انتهجها إدغار موران في جل أعماله، غير أنه في كتابه الجديد، الص��در عن دار توبقال، سيتكئ أكثر على قراءة مغايرة لتاريخ الثقافة الأوربية، في محاولة للكشف عن بربريتها، التي أخذت أبعادا أكثر خطورة في القرن العشرين. ولا بد من التذكير، في البداية، أن المقالات الثلاث المكونة لمتن الكتاب، هي، في الأصل، عبارة عن محاضرات أُلقيت بمكتبة فرانسوا ميتران الوطنية بتاريخ 17- 18 - 19 ماي 2005. يبدأ إدغار موران محاضرته الأولى «بربرية أوربية»، بتقديم لمحة مختصرة عن «أنتروبولوجية البربرية الإنسانية»، انطلاقا من فرضية تركيبية، تعتبر الإنسان المفكر قادرا، في الآن نفسه، على «الهذيان والحمق»، والإنسان الصانع قادرا على «إنتاج أساطير لا تحصى»، مثلما أن الإنسان الاقتصادي يمكن أن يكون «إنسان اللعب والإنفاق والتبذير». وهذا التعقيد الدّامِج لخصائص إنسانية «متناقضة» سيضيء لإدغار موران الطابع المُركَّب ل«البربرية الإنسانية»، حيث يوجد «الحمق المنتج للهذيان والحقد والازدراء» والإفراط والمغالاة (ص5). وإذا كان هذا «الحمق» يجد ترياقه في «العقل»، فإن هذا الأخير لا يخلو مفهومه من التباس، لذلك يذهب إدغار موران إلى أننا عندما نعتقد أنفسنا «داخل العقلانية» لا نكون، في واقع الأمر، إلا «داخل العقلنة» بما هي «نسق منطقي.. يفتقد الأساس التجريبي الذي يسمح بتبريره». يميز إدغار موران، ضمن تصوره الأنتربولوجي للبربرية، بين ثلاثة مجتمعات تفصح عن النمو المتصاعد للفكرة والسلوك البربريين: هناك «المجتمعات الأولى» التي تتكون من بعض مئات الأفراد «تعاطوا للصيد وجني الثمار»، وهي مجتمعات «أنتجت تنوعا هائلا في اللغات والثقافات والموسيقى والطقوس»، عبرت عن اكتفائها الذاتي، ولم تكن في حاجة إلى غزو أراضي الغير، بالرغم من كونها خبرت حروبا محلية وربما اغتيالات. وهناك «المجتمعات السحيقة في القدم» الخاضعة ل «رابطة الأخوة» و«أسطورة الجد المشترك»، التي جعلتها أقل عدوانية وبربرية، ومن هذه المجتمعات انبثقت الحضارات الكبرى «التي تضم آلاف بل ملايين الأفراد الذين يتعاطون للفلاحة ويبنون المدن وينشئون دولا وأديانا كبرى، ويبنون جيوشا ويطورون التقنيات بوفرة»(ص7). ثم هناك «المجتمعات التاريخية» التي ارتبطت بسلطة الدولة وبالغلو الجنوني الذي دفعها إلى تنفيذ غزوات لضمان «الحصول على المواد الأولية أو احتياطات المؤونة»، كما دفعها إلى ممارسة عمليات الإبادة والتخريب والسلب والاغتصاب والاسترقاق (ص 7). ويربط إدغار موران تاريخ هذه المجتمعات بتاريخ الحروب التي «لم يهدأ لها ساكن»، لكن هذا التلازم لم يمنعه من ملاحظة أنها مجتمعات «أنتجت إلى جانب البربرية ازدهار الفنون والثقافة وتطور المعرفة وظهور نخبة مثقفة» (ص8 ). ويعطي إدغار موران أمثلة متنوعة عن تطور النزعة البربرية الأوربية، بدءا من «العصر القديم» لدى الرومان واليونان، وصولا إلى «العصر الحديث» مع تشكل «الأمم الأوربية الحديثة: إسبانيا، فرنسا، البرتغال، إنجلترا». وفي كل ذلك، يؤكد إدغار موران على تلازم مستعص بين الحضارة والبربرية، جعل أوربا تختبر كل «أشكال البربرية الخاصة بالمجتمعات التاريخية» (ص11) كالتعصب الديني، والتطهير العرقي، وتصفية المجتمعات الصغيرة العتيقة، والاسترقاق، والاستعمار، ونشر الأمراض. هناك خمسة قرون من «البربرية الأوربية» لم تخل، في رأي موران، بالرغم من ضراوتها، من «مفعولات حضارية» نَتَجت عنها «اتصالات خلاقة» و«امتزاجات بين الثقافات». وإذا كان من الصعوبة الحسم في جوهرية الخصائص الايجابية أو عرضيتها، فإن هذا الواقع ينبغي أن يدفع، في رأي موران، نحو «التأكيد على التعارض والتعقيد الملازمين لتحديد ما ينتمي إلى البربرية وما ينتمي إلى حضارة» (ص 20). في المحاضرة الثانية «الترياقات الأوروبية»، يكشف إدغار موران عن الكنوز المطمورة في «الثقافة الأوربية»، والتي تشكل «مضادات واقية» بإمكانها أن تكشف، ليس فقط الوجه الآخر للحضارة الأوربية، وإنما أيضا أحد عناصر الترياق الكفيلة ببعث الروح في فكرة الأخوة الإنسانية. وهذا النقد المتفائل يرتبط، في الواقع، بأطروحة الفكر المركب التي يصدر عنها إدغار موران، والتي تجعله يقول بوجود متزامن ل «فكر عقلاني تقني وعملي، وفكر سحري وأسطوري ورمزي» في كل المجتمعات، حتى البدائية منها(ص25). عناصر الترياق يجدها إدغار موران في «النزعة الإنسية الأوربية» التي بدأت تتكون إبان النهضة، لكن جذورها الأولى تعود، في رأيه، إلى اليهودية والمسيحية، حيث «الإنسان هو صورة عن الله، وحيث يتجسد الله في الإنسان» (ص24). وهو التصور الذي أدى، في رأيه، إلى «احترام الحياة الإنسانية»، لكنه قاد أيضا إلى «النزعة الساذجة المتمركزة حول الإنسان»، التي ستصبح «مصدرا لجنون العظمة». إن «روح الأخوة» ستنبثق من المنبع الديني المسيحي، لتنضم إلى المنبع الثاني المتمثل في «العقلانية اليونانية»، وبذلك «سيرتبط العاطفي بالطابع الجليدي للعقلانية لتشكيل النزعة الإنسية الأوربية»(24). يميز إدغار موران، في هذه النزعة، بين وجهين: الوجه الأول الوهمي أو «الهاذي» الذي يجعل الإنسان «الذات الوحيدة في الكون، ويخصه بمهمة غزو العالم. إنها المهمة التي يسندها ديكارت إلى العلم: جعل الإنسان سيدا ومالكا للطبيعة». وهي المهمة التي سيستأنفها فلاسفة آخرون، إلى أن تصل لحظة الانفجار، ابتداء من 1970، عندما أدرك الجميع أن السيطرة على الطبيعة تقود إلى «تدهور المحيط الحيوي»، وبالتالي إلى «تدهور الحياة والمجتمع الإنسانيين». ثم هناك الوجه الثاني الذي ينبغي أن نتجه إليه في النزعة الإنسانية، والذي يفرض «احترام جميع الكائنات الإنسانية كيفما كان جنسها، عرقها وثقافتهاوأمتها»(ص25). لكن المؤسف أن «الغرب الأوربي» جعل هذه النزعة الإنسية تقتصر على المنتسبين إليه، وأقصى منها الشعوب الأخرى المختلفة التي اعتبرها بدائية وبربرية، ولم يجد فيها أبدا «فرصة للاغتناء والمعرفة». إن التأمل المركب لتاريخ أوربا سيقود إدغار موران إلى إقرار فكرتين معقدتين، تتمثل الأولى في اعتبار أوربا مقر السيطرة والغزو، هي أيضا فضاء تشكل الترياق، أي «الأفكار التحررية» المستلهمة من النزعة الإنسية، وتتمثل الفكرة الثانية في السيرورة التي يسميها ب«العهد الكوني»، التي بدأت، برأيه، بغزو الأمريكيتين والطواف البحري للملاحين البرتغاليين والإسبان حول الكرة الأرضية. وبقدر ما كانت هذه السيرورة مرتبطة ببربرية الغزو والاستعباد، بقدرما كانت تحمل، برأيه، «بذور القضاء على الإستعمار والتخلص من الاستبعاد»(ص 32). إن العولمة الثانية (الأمريكية)، مهما بدت مختلفة عن العولم الأولى(الإسبانية)، فهي تحمل، في رأيه، «الآمال التحررية للبشرية»(ص33). وهذه النزعة التفاؤلية لا تخفي، مع ذلك، قلق موران العميق تجاه الأرض السفينة الفضائية التي «تسير اليوم بأربعة محركات: العلوم، التقنية، الاقتصاد، والربح». وهذه المحركات تجعلها منقادة نحو «كوارث دون أن يتمكن أحد من التحكم فيها»(ص 38). يخصص إدغار موران محاضرته الثالثة ل«التفكير في بربرية القرن العشرين»، فيشير، في البداية، إلى بربرية ارتبطت بفكرة الأمة، ظهرتْ في نهاية القرن الخامس عشر، ويعود إليها هذا الهوس بالتطهير والنقاء والصفاء الديني والإثني الذي سيتحكم في كثير من نزاعات وحروب القرن العشرين، مع الأنظمة التوتاليتارية الفاشية والنازية. ولم يخل النظام الستاليني بدوره من بربرية التطهير التي مست العقول المختلفة، وجعلت الدولة مجرد أداة في يد الحزب. إن الوعي ببربرية أوربا، يقتضي، في رأي إدغار موران، «المطالبة بإنسية جديدة» (ص57)، تتم عبر الاعتراف بجميع الضحايا، بحيث لا يُقرأ تاريخ المأساة الإنسانية فقط انطلاقا من معاداة السامية، وإنما يشمل كذلك السود والغجر والأرمن وكل جغرافيات الاستعمار الغربي، دون نسيان الفظاعة النووية الأمريكية في هيروشيما. وحتى لا تبقى أوربا أسيرة وعي شقي، لا بد أن «يُدمج في وعي البربرية الوعي بأن أوربا تنتج، عبر الإنسية، الكونيةَ والتطورَ التدريجيَ لوعي عالمي، كما تُنتج ترياقَ بربريتها الخاصة» (ص 58). هذا المقال منقول من جريدة بيان اليوم وهو شارح جامع للكتاب : كان بالنسبة لي هذا الكتاب عبارة عن نفس جديد قديم بربري عاشه العالم وليس فقط أوربا : عرفت هنا فقط ماذا تعني التوتاليتاريا والتي يقول موران أنها ليست المراقبة المتضخمة للدولة ،وإنما هي إقامة حزب يمتلك سلطة هائلة ويراقب الدولة.وترتكز التوتاليتاريا على نظام يُفترض في قادته معرفة كل شيء ،وامتلاك معرفة حقيقية وواضحة،وهكذا تتكون سلطة مطلقة على أساس هذه المعرفة التي تفرض نفسها كمعرفة حقيقية بصفة مطلقة.
مقتطفات من كتاب ثقافة اوروبا و بربريتها للكاتب ادغار موران -------------------------- التقنيات التي انتجها الانسان , مثلها في ذلك مثل الافكار , ترتد ضده , وتعرض الازمنة الحديثة امامنا تقنية تنفلت من عقالها بتخلصها من الانسانية المنتجة لها , نتصرف مثل سحرة في طور التدريب , اضافة الى ذلك , تجلب التقنية نفسها بربريتها الخاصة , بربرية الحساب الخاص , البارد الجليدي الذي يجهل الوقاع العاطفية المميزة للبشر ------------- الانسان الاقتصادي - الذي يجعل المصلحة الاقتصادية فوق كل اعتبار - يميل الى تبني سلوكات متمركزة حول الانا , والتي تتجاهل الغير و تنمي انطلاقا من هذه الخاصية بربريتها الخاصة -------------- ليست البربرية مجرد عنصر يرافق الحضارة , وانما هي جزء لا يتجزأ منها , فالحضارة تولد البربرية وبالخصوص انطلاقا من الغزو والسيطرة ------------ بإمكان الغزوات البربرية ان تقود الى تفتح حضارة ما , دون ان يؤدي ذلك بطبيعة الحال الى تبرير بربرياته الاصلية او نسيانها ------------ شكل استعمال الشيطان سلاحا من اسلحة البربرية المسيحية , ويجب بكل تأكيد التعرف في صورة الشيطان على زارع الفتنة بين الناس و المتمرد العاصي و حامل السلب و السيئات والعدو الفاني لله و الناس . فالذي لا يتفق و لا يريد التخلي عن اختلافه ففيه حتما مس من الشيطان , واعتمادا على هذه الآلة الحجاجية الهاذية مارست المسيحية بربريتها , وبطبيعة الحال فهي لم تملك حق التفرد في امتلاك و استعمال السلاح الشيطاني , فنحن نرى اليوم ان الشيطان يظهر اكثر من اي وقت مضى في الخطاب الاسلامي المُحتد للغاية ------------ ما الذي حدث سنة 1492 ؟ لم يحدث فقط اكتشاف امريكا وبداية غزو العالم الجديد , انها ايضا سنة احتلال غرناطة , آخر معقل اسلامي في اسبانيا و بعد ذلك مباشرة ظهر مرسوم خاص بالمسلمين و اليهود يخيرهم بين اعتناق المسيحية او الطرد , لقد ارتكز هذا الاختراع الاوروبي , الذي هو الأمة , على التطهير الديني في البداية و من ثم نحى هذا التطهير الديني تدريجيا نحو اتخاذ طابع عرقي ! ----------- اللاتسامح الديني الاسباني انتشر جامحا في غزو امريكا , مؤديا الى تدمير جميع الديانات القبل كولومبية ----------- يمكننا ان نعتبر الظواهر الخاصة بالتطهير كأمراض طفولية للأمم الغربية الحديثة , لكن هذه الامم ستعرف كيف تنتج هي نفسها الترياق المضاد لهذا السم ! ------------ لا زالت في اممنا الغربية اقليات مقتنعة ان الحضور الغريب للمهاجرين المجنسين يلطخ الهوية الوطنية , فكره الاجانب و معاداة اليهود مستمران على الرغم من الادماج الاوروبي , فالنزعات الوطنية الشوفينية القائمة على فكر الطهر و الصفاء لم تمت ! ---------- في البي��و استطاعت مجموعة صغيرة من الخيالة و المسلحين الاوروبيين القضاء على امبراطورية عظمى كانت تمتد من شمال خط الاستواء حتى جنوب الشيلي ----------- قام الغزو الاوروبي بتدمير معبودات شعب الانكا و نتج عن الغزو نسبة وفيات كارثية في المكسيك و البيرو , و كان سببها جلب الامراض الاوروبية الى المنطقة مثل السل و هي الامراض التي لم يكن السكان المحليون يمتلكون المناعة ضدها , و عوضاً عن التبادل الثقافي تم تبادل الميكروبات و الفيروسات و فوق كل هذا احدثت الكحول دماراً هائلاً ! ------------ مع الانطلاق العالمي للحضارة الغربية تم تدمير الانسانية العتيقة و الشعوب التي لم تكن لها دول عبر ابادات جماعية , ففي تاسمانيا تم القضاء نهائيا على السكان الاصليين , وفي استراليا اصبح السكان الاصليون شبه منعدمين , و في امريكا الجنوبية و بالتحديد في جنوب الشيلي تم تصفية شعب الرحل البحريين الألاكالوف الذي كانوا يستقبلون الملاحين اثناء مرورهم و في امريكا الشمالية بعدما اهين السكان الهنود نجدهم اليوم يعيشون في مساكن غير لائحة و اماكن محجوزة لهم ! ------------ هناك مساحات كبيرة من غابة الامازون العذراء في طور التدمير مما يجبر آخر الشعوب المستقلة على الهجرة الى الضواحي البئيسة للمدن او للإنقراض ------------ كانت السلطة الكاثوليكية ترفض فكرة كون هنود امريكا بشراً مثل الاخرين يملكون روحاً على اعتبار ان المسيح لم يذهب ابدا الى امريكا الجنوبية ----------- نحن نشهد عودة حدة الاثنيات القومية و الدينية في عدد كبير من البلدان و المناطق , و يمكن لبعض الاندفاعات الهائجة ان تجعلنا نفكر ان حرب ديانات او حرب ثقافات بل حرب حضارات مسألة ممكنة ------------ س
القراءة الثانية: الكتاب جامد ، ومكثّف من دون عك ، والمراجعة الأولى تبدو في نظري الآن شوية "كلام فارغ". هذا العمل يستحق أكثر مما ظننت ، وفيه فكرة رأيت كثيرًا من الناس يتخبطون حولها : هي عن الصورة المزدوجة للثقافة الغربية من حيث هي دموية وبربرية وامبريالية .. ولكن من جانب آخر ثمَ في كمونها مضاد لكل هذه الأمراض بمعنى الأفكار الإنسانية والتحررية( راجع إن شئت الانتفاضة الطلابية في الجامعات الأمريكية والتي كانت معبرة عن الهوة السحيقة بين القيم المدعاة وبين واقع الإبادة الجماعية في غزة).
القراءة الأولى: ثقافة أروبا وبربريتها؛ اللوحة للفنان التجريدي خوان ميرو Joan Miro ١٩٨٣م. الكتاب ممل ومزعج وقراءته شاقة لأنه يعتمد على منطق المعلومات وكثرة الاقتباسات مع غياب شبه تام لصوت الكاتب وفكره. أما عن العنوان فإنه مطابق لفحوى الكتاب حيث أن الكاتب حاول أن يقدم نقداً ذاتياً للثقافة والحضارة الأروبية. يعتمد في نقده على المنهج الأنثروبولوجي، ويحاجج عن فكرته بالحقائق والوقائع التاريخية. من محاكم التفتيش والتطهير الديني في إسبانيا، إلى حملات الاستعمار التي تجاوزت منطق الحاجة الاقتصادية والحيوية إلى منطق القتل الممنهج والاسترقاق وسلب خيرات الأمم "كانت الكنيسة الكاثوليكية ترفض فكرة كون هنود أمريكا بشرا مثل الآخرين يملكون روحا. وكانت الحُجة: لا يمكن اعتبارهم بشرا بما أن المسيح لم يذهب أبدا إلى أمريكا الجنوبية". ثم تصل هذه الهمجية إلى ذروتها مع الصعود الدرامي للحزب النازي وأعمال التطهير الإثني.
- يبقى حجر زاوية الأطروحة هو النتائج الفظيعة التي بثوها علماء الأنثروبولوجيا، تلك التي تذهب إلى أنَّ الفروقات الإثنية، في علوّها ودنوّها، مسلمةٌ علمية. هذا في الجانب العلمي، أما الجانب الثقافي، فإن الرجل الأبيض يتوهّم بأن له مهمة تاريخية تتمثل في دور القيادة العلمية والحضارية. أعيب حقيقةً على الكاتب في قضية (الفروقات العرقية) التغاضي عن ذكر أصل تخلي علماء الأنثروبولوجيا لهذه النتيجة، إذ لم يكن السبب علمي، وإنما أجبرهم هتلر ليتراجعوا بمضض عن هذه العجرفة الفكرية.
- لقد تكلم في ستين صفحة عن الهمجية بعقلٍ ناقد وقلب مؤمن تقي إلى أن قال "تحدثنا كثيرا عن أوشفيتس وعن الغولاغ ولكن يجب أن لا ننسى كذلك .. هيروشيما وفظاعتها" هنا بالذات بدأ إدغار موران بممارسة الفكر البربري بغضه الطرف عن الصهاينة وفلسطين.
في كتاب صغير – 58 صفحة -، يكشف إدغار موران البربرية الأوروبية من خلال الاستعمار والحروب العالمية مشدداً دائماً على رفض وعدم تبرير البربرية ولكن في ذات الوقت الاعتراف بأنه "لا توجد علامة من علامات الحضارة أو فعل من أفعالها لا يعتبر في الوقت نفسه فعلا بربريا" و"ليست البربرية مجرد عنصر يرافق الحضارة، وإنما هي جزء لا يتجزأ منها، فالحضارة تولد البربرية، وبالخصوص انطلاقا من الغزو والسيطرة".
Es un libro que en tres capítulos busca explicar el fenómeno de la barbarie en Europa, Morin considera que es en ese continente donde la barbarie llega a un punto extremo con los totalitarismes del s.XX, la colonización y el imperialismo.
En el capítulo uno expone como la barbarie está de la mano con la civilización. En el segundo presenta los "antídotos" que pensó Europa para curar la barbarie; género la colonización y explotación humana pero así mismo pensó la autonomía e independencia. El el último presenta el exceso de la barbarie en el s.XX y cómo es necesario pensar la barbarie para intentar detenerla, evitarla, porque siempre puede suceder algo peor.
Encuentro el tema bastante interesante y me gustó la forma de explicación: plantea una tesis y la ejemplifica con un hilo histórico, aunque también creo que llega al exceso en eso, el libro se soporta de muchos ejemplos y en muchos casos no son del todo claros.
Me gusta pero la redacción la encuentro floja en muchos aspectos, lo recomiendo para entender un fenómeno humano doloroso pero que es necesario conocer y no sólo conocer, sino concientizar.
كتاب قصير يحاول تحليل فكرة البربرية و ارتباطها بالحضارة بشكل عام (في الجزء الأول من الكتاب) ، ثم على وجه الخصوص الربرية الأوروبية. يبدأفي الفصل الأول بتوضيح أنالبربرية ترتبط بشكل أو آخر بالحضارة، ويذكر أنها مكون من مكوناتها، واستعرض بعض النماذج التاريخية اليونانية و الرومانية و الشرقية، إلا أنه يشير إلى بعض النماذج الحضارية التي استطاعت تجاوز هذه البربرية ك فتوحات الإسكندر، أو المسلمين في الأندلس أو الدولة العثمانية (وإن لم يربطها بالإسلام ، حيث يشير في موضع آخر إلى العنف الإسلامي! ،ولا أوافقه في رؤيته) ثم في الفصل الثاني يحلل أسباب هذه البربرية في الحضارة الغربية على وجه الخصوص، حيث يذكر بعض الأسباب: التمركز الاوروبي حول الإنسان، و نظرة الأوروبيين التفوقية لأنفسهم ، و وجود بعض الظروف التاريخية التي تحفز ظهور هذه البربرية و يطرح المؤلف 3 نماذج رئيسية للبربرية الأوروبية: النازية ، الفاشية، الستالينية، ويتعرض لأمثلةأخرى كالإبادة الجماعية (التي تميزت بها الثقافة الأوروبية ) و الاستعباد،و قنبلة هوروشيما ..
طريقة التحليل التي يستخدمها المؤلف للنماذج جميلة، حيث يلتقط الظواهر المتشابهة ، ويحللها، ثم يعود للبحث عن عناصر مشابهة للأجزاء المحللة,, وأرى كثيراً من أفكاره و منهجيته لدى المسيري..
كتقييم لهذه القراءة البسيطة سأكتفي ببضع ملاحظات غير مرتبة : 1- بتحليل كرونولوجي للواقع الإجتماعي الأوروبي , سنجد أن هذا الواقع لطالما تأرجح ما بين ثقافة متعالية و بربرية مطلقة , و ينعكس ذلك بشكل جلي في مختلف الأحداث و الظواهر التاريخية التي عرفها المنحى الأوروبي (إستعبادات و إستعمارات, عنصرية عرقية , توليتارية و نازية -فاشية , حروب , تسلط .. ) . 2- من جهة أخرى , فالبربرية الأروبية تعكس وعيا متقدما للحضارة , فهي شرط للإستمرارية , و هي مندمجة و ملازمة للمجتمع الأوروبي ( بغض النظر عن أنه وعي خاطئ و إنفصام شقي ) . 3- يقول مونتيني ( لا أجد أمرا بربريا و متوحشا في هذه الأمة ماعدا أن كل فرد ينعت بالبربرية مالا يدخل في نطاق عاداته ). 4- خلاصة الكتاب : الظروف الإنسانية تتجدد بإستمرار و إلا فإن مآلها الإنحطاط. تحتاج الديموقراطية لبعث الحياة في نفسها بشكل دائم , إن التفكير في البربرية هو المساهمة في إحياء الإنسية و إحياء الإنسية يعني مقاومة البربرية.
E' la mia seconda lettura di questo libro, dopo 10 anni, e devo dire che ne è valsa la pena. Gli argomenti trattati sono drammaticamente più attuali di quando sono stati presentati da Morin nelle conferenze del 2005, di cui questo libro è la trascrizione.
Purtroppo il tema delle barbarie - dalle intolleranze religiose a quelle etniche, dal colonialismo all'odio per il nemico nelle guerre che hanno forgiato i diversi Stati-Nazione - è ricorrente nella storia europea ed è strettamente intrecciato con la cultura più alta che l'Europa è stata in grado di dare al mondo.
Ripensare a questi temi oggi, in cui si corre seriamente il rischio di dover ancora una volta attraversare come Europa nuove barbarie, è a mio avviso urgente e necessario.
يقدم موران نظرة نقدية بمنهج تاريخي تجاة أروبا و حضارتها باعتبارها ضاربة في البربرية و التوحش ويدعو إلى الأنسنة و التفكير في نتائج البربرية كتيب يحاول نزع المركزية الأروبية بل ويبرهن على التورط التاريخي ضد كل ما هو إنساني ...