يعتبر هذا الكتاب محاولة للإسهام في التعريف بإحدى أبرز المدارس الغربية المعاصرة، ألا وهي مدرسة فرانكفورت أو النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت، التي اكتست اليوم أهمية بالغة نظراً لغنى وتنوع كتاباتها المنفتحة على مختلف المرجعيات الفلسفية الكبرى (الكانطية، الهيغيلية، الماركسية، الفرويدوية، إلخ...) ومواكبتها للإشكاليات المعقدة المطروحة في المجتمعات المعاصرة، وللتحولات الفكرية والاجتماعية والسياسية لعالمنا المعاصر. ولعل أهم ما يميز هذه المدرسة الفلسفية يتحدد في كونها اتخذت النقد منهجاً، وحاولت القيام بممارسة نقدية جذرية للحضارة الغربية قصد إعادة النظر في أسسها ونتائجها في ضوء التحولات الأساسية الكبرى التي أفرزتها الحداثة الغربية، وخاصة في عصر الأنوار، الذي يعتبر نقطة التحول الأساسية والجوهرية في مسار هذه الحداثة، كما لعبت دوراً هاماً في رصد مختلف الأعراض الباثولوجية (المرضية) التي عرفتها المجتمعات الغربية. يناقش الدكتور كمال بومنير من خلال قراءته النقدية لمدرسة فرانكفورت فكرة التقدم الإنساني وتحرير الإنسان التي طرحها المشروع التنويري في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر في أوروبا. الذي سرعان ما تحول إلى أسطورة تخفي وراءها السيطرة والهيمنة بحيث لم يعد هذا المشروع مؤهلاً أو قادراً على حماية وتحرير الإنسان من مختلف أشكال السيطرة التي أصبحت تهدد وجوده، وخاصة في ظل النظم السياسية والاقتصادية الشمولية، أو التوتاليتارية التي بلغت أوجها وقمة طغيانها في اللحظة التاريخية الحاسمة والخطيرة التي عايشها فلاسفة مدرسة فرانكفورت، أي بعد صعود النازية وما حل بأوروبا في تلك اللحظة التاريخية، حيث اختفت الحرية وغاب العقل وتراجع التقدم بمفهومه الإنساني. يرتكز هذا الكتاب في دراسته للنظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت على ما جاء به المفكرين الأساسين لهذه المدرسة والتي تم تطورها خلال ثلاثة مراحل أساسية، المرحلة الأولى التي تأسست فيها هذه المدرسة في بداية العشرينات من القرن السابق عندما تجمع مجموعة من الباحثين وعلى رأسهم ماكس هوركهايمر وفريدريك بولوك وفرانز نيومان ثم ثيودور أدورنو وهربرت ماركوز، الذين يمثلون الجيل الأول لهذه المدرسة الفلسفية. أما المرحلة الثانية فضمت كل من يورغن هابرماز وكارل أوتو آبل وألبرشت فيلمر وكلاوس أوفه، أما المرحلة الثالثة فيمثلها في العصر الحاضر أكسل هونيث بشكل أساسي الذي يعتبر رائد الجيل الثالث ومدير معهد الدراسات الاجتماعية بفرانكفورت. أما الجديد والهام الذي يضيفه المؤلف في هذا الكتاب هو ترجمته لبعض نصوص ممثل الجيل الثالث "أكسل هونيث" والتي جاءت تحت العناوين الآتية: 1. الإرث الفكري للنظرية النقدية، 2. ثلاثة أشكال معيارية للاعتراف، 3. أشكال الازدراء، 4. من براديغيم التواصل إلى براديغيم الاعتراف، 5. حول راهنية فلسفة الحق لهيغل. دراسة هامة، حاولت بكثير من الدقة والموضوعية تفكيك إشكاليات معقدة في مجتمعنا المعاصر، في ظل تحولات فكرية واجتماعية وسياسية أفرزتها الحداثة الغربية.
قامت النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت كنقد راديكالي لمشروع التنوير (رمز الحداثة الغربية)، وظهر هذا النقد بصورة واضحة في كتاب جدل التنوير لماكس هوركهيمر و ثيودور أدورنو (الجيل الأول لمدرسة فرانكفورت مع هربرت ماركوز).
بالأساس كان ظهور هذا الاتجاه النقدي في الفلسفة الغربية نتيجة لصعود النظم السياسية التوتاليتارية كالنازية والفاشية والستالينية وظهور اللاتسامح والشعور بالإغتراب. فكيف تحول مشروع التنوير من محاولة لتحرير الإنسان ودعوة إلى التقدم الإنساني إلى مثل هذه الأعراض الباثولوجية التي أصابت المجتمع الغربي، في نظر هوركهايمر السبب هو تحول العقل إلى أداة للسيطرة على الطبيعة، ومصطلح العقل في هذا السياق المقصود به هو العقل الأداتي وهو العقل الذي يهتم بالإجراءات دون التطلع إلى هدف أو غاية، عقل تقني مادي قائم على التكميم والقياس (النزعة الوضعية) قام باستبعاد القيم الدينية والجمالية باعتبارها ميتافيزيقا غير قابلة للرصد أو القياس!!، وكنتيجة حتمية للسعي وراء السيطرة على الطبيعة تم إخضاع الإنسان نفسه لهذه السيطرة. ومن هنا قامت النظرية النقدية بنقد عقلية مشروع التنوير ومشروع الحداثة الغربي وقد استنتدت في ذلك على استيعاب عميق لمختلف الإتجاهات الفلسفية الغربية( الكانطية، الهيجلية، الماركسية، الوضعية، البراجماتية).
وفي مقابل العقلانية الاداتية وضع مفكرو مدرسة فرانكفورت العقلانية النقدية -لإنقاذ المشروع الحضاري الغربي من الانهيار وتجاوز معضلاته- التي تقوم على الأساس بتوجيه نقد معرفي للواقع الإجتماعي وعدم إختزاله في بعد واحد (تطوير مفهوم النقد الإجتماعي عند ماركس ليشمل ما هو أوسع من الأساس الإقتصادي كمثال). الكتاب ممتاز وأرى أن د.كمال بومنير نجح في عرض النظرية النقدية ببساطة ودون تعقيد لولا الاستعانة ببعض الترجمات التي رأيتها سيئة وغير أمينة
الكتاب عبارة عن مقالات متفرقة ومختلفة، وبعضها كانت مداخلات، تتكلم عن مدرسة فرانكفورت ومنظريها، ولكن الكاتب ما بذل جهد ولو جهد بسيط حتى عشان ينظم الكتاب، اهو حط المقالات مثل ما اهم بالكتاب، ما كلف على عمره حتى انه يشذبهم ويرتبهم حتى يتناسبون والكتاب، وعشان جذي الكتاب مليء بالتكرار، اغلب صفحاته مكرره، تكرار يخليك تمل وتكره الكتاب وتكره الكلمات المكتوبة. مع ان الكاتب واضح ان باذل جهد بالكتابة ومبين انه دارس وفاهم الموضوع عدل، ومواضيعه واسلوبه وطريقة طرحه لافكار الفرانكفورتيين كانت خوش وجيدة، خصوصا في ما يتعلق بأكسل هونيث ممثل الجيل الثالث لمدرسة فرانكفورت، والي تعرفت عليه وعلى نظرية الاعتراف مالته من خلال هالكتاب، ولكن للاسف بسبب الاهمال وغياب التنسيق والتنظيم، ظهر الكتاب، او هو شيء شبيه بالكتاب، مشوه وممل وكريه. يعني لو ناشر المقالات بالفيسبوك ولا التلغرام ولا ببلوق خاص فيه جان طلعوا بشكل افضل من هالشكل المعفن والكريه الي اتخذ مظهر شبيه بالكتاب. الكاتب حتى مداخلته، الي يظهر انها كانت لمؤتمر او شي جذي، ما رتبها ونظمها، حطها مثل ما اهي! وزيد على هذا انه طرح الكاتب وعرضه لمدرسة فرانكفورت ما كان شامل، هو طرح بعض افكارهم بس، جزء بسيط من افكارهم.
1-كثير من الأفكار مكررة. 2-الأخطاء اللغوية والتحريرية والترقيمية كثيرة. 3-نقاط التركيز والتكرار غير مناسبة ومقاربة للحشو. ولكن، وخاصة أول ثلثين للكتاب، كان المحتوى والسرد جيّد، ولو أنّه كان مليء بالتكرار والأخطاء.