في غرفته في مستشفى الفردوس، يتنقّل سهيل العطار بين ثلاث نوافذ. +++واحدة تُطلّ على قسم الأمراض النفسية يرى منها الشاعر زمان ورياض مدرّس مادة العلوم. +++الثانية تطلّ على معهد الموسيقى حيث يسمع ريتا عازفة الفيولون ورلى عازفة الفلوت فتوقظان في نفسه حنينه إلى الموسيقى. +++أما الثالثة فتُطلّ على الماضي. منها يلمح نفسه صغيراً في أسواق طرابلس يتردّد على مكتبة والده ويتلصّص على النساء ويحاول تقليد رقص الدراويش... +++منكوباً عاش وحشتين ضاريتين: مقتل سلمى زوجته برصاصة قنّاص، واختفاء عرّافته نهلة الشهوب التي تنبأت له أنّ امرأة ستقيم في النصف الثاني من عمره...
أحمد علي الزين روائي لبناني و صحافي. أحد أبرز الكتاب و الإعلاميين في العالم العربي. منذ أواخز السبعينات بدأ في بيروت عمله في الصحافة الثقافية و عرف في كتابة المقالة في أكثر من صحيفة يومية و دورية عربية. كتب للإذاعة و التلفزيون و أنجز العديد من البرامج الدرامية و الثقافية و السياسية و له إطلالات مسرحية كاتبا و ممثلا و كذلك في الموسيقى. أما في الرواية فله العديد من الأعمال بدءًا من الطيون، روايته الأولى، إلى خربة النواح و معبر الندم و حافة النسيان و صحبة الطير.